مراسم دفن رمزية لرئيس ليبيريا صامويل دو بعد 35 عاما على اغتياله
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
شهدت مدينة زويدرو جنوب شرق ليبيريا، يوم الجمعة الماضي، مراسم دفن رمزية للرئيس الأسبق صامويل دو، بعد مرور 35 عاما على اغتياله، حيث دُفن نعشه الفارغ إلى جانب قبر زوجته الراحلة نانسي دو، في مقر العائلة.
ويأتي هذا التكريم الرسمي بعد 4 أيام من الجنازات الوطنية التي حضرها مئات المواطنين، وفي مقدمتهم الرئيس الليبيري الحالي جوزيف بوكاي، الذي وصف الحدث بأنه "جزء من جهد وطني واسع لتعزيز المصالحة الوطنية"، بحسب ما نشره على صفحته بموقع فيسبوك.
وكان صامويل دو، الذي تولى الحكم عبر انقلاب عسكري عام 1980، أول رئيس من أبناء الشعوب الأصلية يقود أقدم جمهورية في أفريقيا جنوب الصحراء، وهي الدولة التي تأسست في القرن الـ19 بمبادرة من الولايات المتحدة لتوطين "عبيد" أفارقة محررين.
لكن فترة حكمه التي امتدت لعقد كامل تميزت بقمع دموي وعمليات تصفية سياسية، بلغت ذروتها بإعدامات علنية، منها إعدام 13 مسؤولا من النظام السابق على أحد شواطئ العاصمة مونروفيا.
وفي سبتمبر/أيلول 1990، تم أسر دو على يد قوات أمير الحرب برينس جونسون بعد معارك دامية للسيطرة على مونروفيا.
وتداولت وسائل الإعلام العالمية حينها مقاطع تظهر دو وهو يتعرض للتعذيب الوحشي، حيث تم قطع جزء من أذنه، قبل أن يُعرض جسده المشوه علنا في شوارع العاصمة.
ويُعتبر اغتيال دو أحد المشاهد المفصلية في الحربين الأهليتين اللتين عصفتا بليبيريا بين عامي 1989 و2003، وأسفرتا عن مقتل قرابة 250 ألف شخص، في واحدة من أكثر النزاعات دموية في أفريقيا، تخللتها فظائع مروعة من قتل واغتصاب وتجنيد قسري للأطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
صفقة على الجليد: رمزية الأرض والتاريخ في قمة تحبس أنفاس أوكرانيا
15 غشت، 2025
بغداد/المسلة: تبدو قمة ترامب وبوتين في ألاسكا أكثر من مجرد لقاء بروتوكولي، فهي مشهد سياسي مكثف يرسم ملامح مرحلة جديدة في معادلة الحرب الأوكرانية، ويعيد خلط الأوراق على رقعة الشطرنج الدولية.
ويأتي اللقاء في توقيت بالغ الحساسية، إذ تواصل روسيا تعزيز مكاسبها الميدانية، فيما يسعى البيت الأبيض لإظهار قدرته على فرض مسار تفاوضي لا يقصي كييف ولا يثير قلق الحلفاء الأوروبيين.
وفي خلفية الصورة، تلوح هواجس من أن يتحول الحوار إلى صفقة ثنائية تعيد إلى الأذهان هلسنكي 2018، حين بدا ترامب أقرب إلى لغة الكرملين من تقارير استخباراته.
ويحمل اختيار ألاسكا بعدًا رمزيًا لا يغيب عن المتابعين، فهي الأرض التي انتقلت من السيادة الروسية إلى الأميركية في القرن التاسع عشر، كما أن قاعدة إلمندورف ريتشاردسون تحتفظ بإرث الحرب الباردة، يوم كانت واشنطن وموسكو تتواجهان عبر سباق التسلح والاستقطاب الأيديولوجي.
وفي هذه الرمزية ما يكفي ليُقرأ اللقاء كإعادة تموضع أو اختبار إرادات في جغرافيا تجمع بين التاريخ والاستراتيجية.
ويبدو ترامب وهو يدخل هذه القمة محمّلًا بوعود انتخابية وخطاب شعبوي صريح بأنه قادر على إنهاء الحرب في 24 ساعة، لكن اختبار الميدان السياسي يفرض عليه معادلة أكثر تعقيدًا.
فهو يريد وقف إطلاق النار سريعًا، لكنه يواجه صلابة بوتين الذي يدرك أن أي تسوية في هذا التوقيت قد تُقرأ كتنازل، بينما يحاول استثمار التفوق العسكري لتثبيت مكاسب دائمة.
وفي المقابل، يُبدي زيلينسكي وحلفاؤه قلقًا واضحًا من أن تكون واشنطن بصدد تمرير حل يجمّد النزاع ويمنح موسكو اعترافًا بالأمر الواقع.
ويحاول ترامب تهدئة هذه المخاوف بتصريحات تؤكد أنه لن يتفاوض باسم أوكرانيا، بل سيدفع الأطراف إلى الجلوس على الطاولة.
غير أن التجربة التاريخية تذكر بأن التعهدات العلنية لا تمنع صفقات الغرف المغلقة، وأن السياسة الخارجية الأميركية، خصوصًا في ملفات معقدة مثل أوكرانيا، كثيرًا ما تخضع لمساومات تتجاوز الشعارات المعلنة.
وفي السياق ذاته، تبدو لغة الاحترام المتبادل بين ترامب وبوتين مزدوجة المعنى: فهي مؤشر على إمكانية بناء أرضية مشتركة، لكنها أيضًا قد تثير مخاوف العواصم الأوروبية من أن الثمن سيكون على حساب جبهة الغرب الموحدة.
ويظل الاحتمال الأكثر ترجيحًا أن القمة، مهما طالت، لن تسفر عن اختراق حاسم، بل ستكون جزءًا من مسار دبلوماسي أطول، حيث يستمر تبادل الأسرى وتبقى خطوط النار مفتوحة بانتظار تغيرات أوسع في موازين القوى.
ومع أن مسرح ألاسكا يمنح اللقاء هالة استثنائية، إلا أن قواعد اللعبة في الصراع الأوكراني ما زالت تُكتب في الخنادق أكثر مما تُكتب على الطاولات المستديرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts