أجرى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، اتصالًا هاتفيًا اليوم الاثنين، مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، وذلك في ضوء توجيهات رئيس الجمهورية بتكثيف الجهود لدعم مساعي خفض التصعيد في المنطقة والدفع بالحلول الدبلوماسية للملف النووي الإيراني واستئناف المفاوضات.

وأكد عبد العاطي خلال الاتصال دعم مصر الكامل للدور الهام الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار نظام التحقق بموجب معاهدة منع انتشار النووي ونظامها الأساسي، مشيرًا إلى أن مصر تولي أهمية كبيرة للحفاظ على مصداقية المعاهدة كركيزة أساسية لنظام منع الانتشار النووي، معربًا عن التطلع لمواصلة التنسيق والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وشدد على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وتغليب الحلول الدبلوماسية في التعامل مع الملف النووي الإيراني، بما يسهم في تحقيق التهدئة وخفض التوترات وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.

واستمع وزير الخارجية لتقييم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التطورات الراهنة ونتائج اتصالاته وسبل تحقيق التهدئة في هذا الظرف الدقيق للتوصل لتسوية سياسية.

من جانبه، أشاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدور المصري المحوري في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي، مثمنًا الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد في المنطقة وتثبيت وقف إطلاق النار وبما يسمح باستئناف المفاوضات بين الجانبين.

وأشاد بنتائج الزيارة التي أجراها إلى القاهرة مطلع الشهر الجاري، معربًا عن تقديره لتشرفه بمقابلة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعم سيادته الراسخ للتوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني، ودعم منظومة عدم الانتشار النووي، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يؤكد لـ«عراقجي» أهمية استئناف مفاوضات الملف النووي الإيراني في أسرع وقت

وزير الخارجية يؤكد ضرورة استئناف وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى

الليلة.. وزير الخارجية في ضيافة لميس الحديدي ببرنامج «كلمة أخيرة»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزير الخارجية الملف النووي الإيراني المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدولیة للطاقة الذریة النووی الإیرانی وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد وقف إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟

د. حامد محمود بقلم: د. حامد محمود
رئيس وحدة دراسات إيران والخليج بمركز العرب للدراسات

القاهرة (زمان التركية)ــ تشهد منطقة الشرق الأوسط مؤشرات جديدة لتصعيد محفوف بالمخاطر، فمع انتهاء الحرب القصيرة والمكثفة بين إيران وإسرائيل، بدأت الأطراف كافة في تحليل مخرجات الصراع وتقييم مكاسبه وخسائره، وسط تضارب في الروايات بشأن فعالية الضربات العسكرية التي طالت منشآت نووية إيرانية. وبينما يروّج البيت الأبيض لانتصار نوعي في ضرب البنية التحتية النووية لطهران، تشكك تقارير استخباراتية وتسريبات إعلامية في حجم الدمار الحقيقي الذي خلفته تلك الهجمات.

الموقف الأميركي بين تأكيد ترامب ونفي الاستخبارات العسكرية

فيما يتعلق بالموقف الأميركي، يسوده قدر كبير من التضارب؛ إذ سارع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الرد على ما وصفها بـ”الادعاءات الكاذبة” التي نشرتها وسائل إعلام أميركية مثل “سي إن إن”، و”نيويورك تايمز”، و”وول ستريت جورنال”، والتي تحدثت عن تقييم استخباراتي أولي يشير إلى أن الضربات الأميركية لم تنجح في تدمير العناصر الأساسية من البرنامج النووي الإيراني.

وفي منشور على منصته “تروث سوشيال”، كتب ترامب: “شبكة (سي إن إن) للأخبار الكاذبة، بالتعاون مع صحيفة (نيويورك تايمز) الفاشلة، ضافرتا جهودهما لتشويه سمعة إحدى أنجح الضربات العسكرية في التاريخ. المواقع النووية في إيران دُمرت بالكامل”.

وأضافت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ما ورد في تلك التقارير “خاطئ تماماً”، ووصفت التسريب بأنه “محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب والطيارين الشجعان الذين نفذوا المهمة”.

خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقييم الضربات على منشآت إيران النووية

في تصعيد جديد للأزمة النووية بين إيران والولايات المتحدة، فجّرت تسريبات استخباراتية خلافات حادة داخل الأوساط السياسية والأمنية في واشنطن، بلغت حدّ توجيه اتهامات بـ”الخيانة” على خلفية الكشف عن تقييمات سرّية بشأن آثار الضربات الأميركية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية.

ووفقًا لما نشرته شبكة “NBC”، فقد أُحيل إلى الكونغرس الأميركي تقرير استخباراتي سرّي استعرض نتائج الهجوم، وأكد أن الضربات الجوية الأميركية أخّرت البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، لكنها لم تُعطِّله بالكامل. وقد اطّلع أعضاء في مجلس الشيوخ على التقرير خلف أبواب مغلقة، وجاء متناقضًا مع التصريحات الرسمية للرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين أكدا أن البرنامج “دُمّر كلياً”.

من جانبها، أفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن تقريرًا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية كشف أن الضربات التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، لكنها لم تُحدث دمارًا شاملاً. وأشار التقرير إلى أن كميات من اليورانيوم عالي التخصيب نُقلت قبل الهجوم، وأن الجزء الأكبر من أجهزة الطرد المركزي ظل سليمًا.

وأوضح التقرير أن منشأة فوردو، الواقعة داخل جبل وعلى عمق يزيد عن 80 مترًا، تعرضت لتدمير جزئي في مداخلها وبعض بنيتها التحتية، فيما لم يُصَب الهيكل الداخلي بأضرار جسيمة. وكانت الوكالة الدولية قد نبّهت سابقًا إلى صعوبة تدمير منشأة فوردو بضربة جوية تقليدية نظرًا لتحصينها العالي.

وقد فجّر هذا التباين في التقديرات موجة انتقادات داخلية، أبرزها من السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، الذي أعرب لموقع “أكسيوس” عن “قلق بالغ من تلاعب الرئيس ترامب بالمعلومات الاستخباراتية”. بدوره، صعّد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لهجته، متهمًا مُسرّب المعلومات بـ”الخيانة”، مطالبًا بمحاكمته.

في المقابل، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التقارير الاستخباراتية بأنها “كاذبة”، مؤكدًا في تصريحات لمجلة “بوليتيكو” أن إيران أصبحت “أبعد من أي وقت مضى عن حيازة سلاح نووي” بعد الضربة الأخيرة. كما رفض البيت الأبيض بشدة تقرير وكالة استخبارات الدفاع، واعتبره “خاطئًا تمامًا”، وقالت ليفيت إن “تسريب هذه المعلومات يهدف إلى تقويض الرئيس ترامب والتقليل من نجاح العملية العسكرية الدقيقة”.

وأكدت ليفيت أن الضربة استخدمت 14 قنبلة بوزن 30 ألف رطل لكل منها، مما يعني، على حد تعبيرها، “دمارًا شاملاً”، فيما شدد ترامب مرارًا على أن “منشآت فوردو ونطنز وأصفهان قد دُمّرت بالكامل، ولن تتمكن إيران من إعادة بنائها”. وهو ما أكده نتنياهو في خطاب متلفز قال فيه: “وعدتكم لعقود بأن إيران لن تملك سلاحًا نوويًا، وقد أوفينا بالوعد ودمرنا البرنامج”.

في التحليل النهائي

يمكن القول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه أرادوا تحقيق مكاسب سياسية داخلية، وفي سبيل ذلك رفعوا سقف التوقعات، وصولًا إلى تأكيدات من وكالات تابعة للإدارة الأميركية بأن ضررًا كبيرًا يتجاوز 80 إلى 90 بالمئة قد أصاب البرنامج النووي الإيراني. لكن كل التقديرات تشير إلى أن إيران نقلت، في أوائل يونيو الجاري، أجهزة طرد مركزي من مفاعل فوردو بشكل خاص، وكذلك من مفاعلي أصفهان ونطنز، فضلًا عن نقل نحو 400 كجم من الوقود النووي المخصب، وهي كمية تكفي لصنع ما بين 10 إلى 12 قنبلة نووية.

 

Tags: الرئيس الأميركي دونالد ترامبالشرق الأوسطترامب

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية مع مدير وكالة الطاقة الذرية سبل تهدئة الملف النووي الإيراني
  • وزير الخارجية يؤكد لـ«عراقجي» أهمية استئناف مفاوضات الملف النووي الإيراني في أسرع وقت
  • ‏الرئيس الإيراني يعتبر أن "السلوك المزدوج" للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلق العديد من المشاكل للأمن الإقليمي
  • هاتفيًا.. وزير الخارجية والهجرة يؤكد لنظيره الإيراني ضرورة استئناف مفاوضات الملف النووي
  • وزير الخارجية يؤكد أهمية ضمان التزام إسرائيل وإيران بوقف إطلاق النار
  • إيران تنفي توجيه تهديد لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • ماذا بعد وقف إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
  • ما وراء الخبر يناقش مستقبل التعاطي الأميركي الإسرائيلي مع الملف النووي الإيراني
  • لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحولت إلى منظمة سياسية منحازة