الكرملين ينفي اتهامات أمريكية بـالمماطلة بشأن محادثات السلام مع أوكرانيا
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
عواصم " وكالات": نفى الكرملين اليوم الثلاثاء اتهامات كيث كيلوج مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص إلى أوكرانيا بأن "روسيا تماطل" فيما يتعلق بمحادثات السلام، وأوضح أن موسكو أوفت بكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات حتى الآن.
وقال كيلوج أن "روسيا لا يمكنها مواصلة المماطلة لكسب الوقت لتقصف أهدافا مدنية في أوكرانيا".
وردا على سؤال بشأن هذه التصريحات، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا ممتنة لفريق ترامب لمساعدته في تسهيل المحادثات لكنه شدد على أن موسكو لا تعرقلها.
وذكر بيسكوف للصحفيين في موسكو "لا أحد يعطل أي شيء هنا".
وأضاف "ندعم بطبيعة الحال تحقيق الأهداف التي نسعى إليها من خلال العملية العسكرية الخاصة عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية. لذلك، لا نرغب في إطالة أمد أي شيء".
وأشار بيسكوف إلى أنه يتعين الاتفاق بشأن موعد جولة ثالثة من المحادثات.
صندوق النقد الدولي يصرف 500 مليون دولار لأوكرانيا
وفي تطور لافت في الشان الاوكراني، قال صندوق النقد الدولي إنه أكمل مراجعته الثامنة لبرنامج دعم أوكرانيا الذي تبلغ قيمته 15.5 مليار دولار على مدى أربع سنوات، مما يمهد الطريق لصرف 500 مليون دولار إضافية.
وأوضح الصندوق في بيان نشر فجر اليوم الثلاثاء أن هذا من شأنه أن يرفع إجمالي المدفوعات إلى 10.6 مليار دولار، وذلك عقب موافقة مجلس الإدارة على مراجعة تسهيل الصندوق الموسع لأوكرانيا.
وحذر من المخاطر المستمرة "والمرتفعة للغاية" التي تهدد مستقبل أوكرانيا.
ولا تزال حرب روسيا تُلحق أضرارا اجتماعية واقتصادية بالغة بأوكرانيا. وقالت جيتا جوبيناث النائبة الأولى للمديرة العامة للصندوق في بيان إن كييف حافظت مع ذلك على استقرار الاقتصاد الكلي بفضل السياسات الذكية والدعم الخارجي الكبير.
وقال صندوق النقد إن أوكرانيا استوفت جميع معايير الأداء المنصوص عليها في المراجعة.
وأضاف أن مجلس إدارته وافق على منح السلطات الأوكرانية مزيدا من الوقت لتلبية بعض المعايير الهيكلية الأخرى، بما في ذلك تعيين رئيس هيئة الجمارك الحكومية.
وذكرت المؤسسة المالية الدولية أن السلطات الأوكرانية طلبت أيضا إعادة تحديد مراحل الوصول إلى تمويل الصندوق لتتوافق بشكل أفضل مع احتياجات كييف خلال الفترة المتبقية من عام 2025.
وأعلن الصندوق أنه أبقى على توقعاته لنمو اقتصاد أوكرانيا لعام 2025 عند نسبة تتراوح بين اثنين وثلاثة بالمئة، مشيرا إلى انخفاض إنتاج الغاز وضعف الصادرات الزراعية. وأضاف أن كييف ستحتاج إلى ميزانية تكميلية لعام 2025، نظرا للضغوط الناجمة عن الحرب الروسية.
جوتيريش يتعهد بدعم أوكرانيا في جهود إعادة الإعمار المحتملة
وفي سياق آخر، تعهد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بدعم أوكرانيا، التي تعرضت لهجوم من روسيا قبل أكثر من ثلاث سنوات، في جهود إعادة الإعمار المحتملة.
وخلال محادثة مع رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، على هامش المؤتمر الرابع للأمم المتحدة لتمويل التنمية المنعقد في إشبيلية، جنوب إسبانيا، أكد جوتيريش التزام الأمم المتحدة بدعم جهود الحكومة الأوكرانية في تلبية الاحتياجات الإنسانية، وإعادة الإعمار والتعافي، وفقا لما ذكره المتحدث باسمه.
كما شدد جوتيريش على أهمية تحقيق وقف كامل وفوري وغير مشروط لإطلاق النار في أوكرانيا، معتبرا أن ذلك سيكون خطوة أولى نحو سلام عادل وشامل ومستدام، يقوم على الاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة.
وفي ظل استمرار الحروب في أوكرانيا ومناطق أخرى، تتدفق الطلبات على المعدات من شركات الصناعات الدفاعية الألمانية، حيث تخطط العديد من هذه الشركات لتوسيع قوتها العاملة بشكل كبير وإجراء استثمارات ضخمة في منشآتها.
وتعد شركة راينميتال، أكبر شركة دفاع في ألمانيا، واحدة من الموردين الرئيسيين للأسلحة لأوكرانيا، مع تغطية جزء من التكاليف من قبل الحكومة الألمانية.
وأنشأت الشركة مصنعا جديدا بتكلفة تبلغ نحو 100 مليون يورو (118 مليون دولار) لإنتاج مكونات رئيسية لطائرة الشبح (إف 35)، التي تتولى شركة لوكهيد مارتن الأمريكية العملاقة الدفاعية مسؤولية إنتاجها.
3قتلى وعشرات الجرحى في ضربات بمسيرات أوكرانية في العمق الروسي
وفي سياق الاعمال القتالية اليومية، تبنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء هجوما بالمسيرات استهدف مصنعا للأسلحة في مدينة إيجيفسك الروسية وأوقع "ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى"، على ما أفادت السلطات المحلية في المنطقة الواقعة على مسافة أكثر من ألف كلم من الحدود.
وهي ضربة أوكرانية جديدة في العمق الروسي. وكانت كييف توعدت مؤخرا بمواصلة تنفيذ مثل هذه الهجمات ردا على القصف الروسي المكثف والمتواصل على اوكرانيا منذ عام 2022.
هذه المرة، استُهدفت مدينة إيجيفسك الروسية البعيدة عن خط الجبهة.
وقال مصدر أمني أوكراني لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "استهدفت طائرات بدون طيار تابعة لقوات الأمن الأوكرانية مصنع كوبول في إيجيفسك الذي يُصنّع نظامي الدفاع الجوي تور وأوسا، بالإضافة إلى مسيرات للجيش الروسي".
وقال ألكسندر بريشالوف حاكم جمهورية أودمورتيا حيث تقع إيجيفسك في مقطع فيديو عبر تلجرام "للأسف، هناك ثلاثة قتلى وجرحى".
وبحسب المصدر، تعرضت شركة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 640 ألف نسمة "لهجوم بمسيرة نفذه نظام كييف".
وقال المسؤول على حسابه على تلجرام "زرت الجرحى في المستشفى. وهناك حاليا 35 شخصا في المستشفى 10 منهم في حال الخطر".
والمدينة الواقعة على حوالى 970 كلم إلى الشرق من موسكو، معروفة بإيوائها العديد من الشركات العاملة في قطاع الصناعات العسكرية الروسية ولا سيما مصنع للمسيرات الهجومية.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام روسية ولم تتثبت وكالة فرانس برس من صحتها، عمودا من الدخان يتصاعد من مبنى مشتعل ومسيرة تعبر في السماء خلال النهار وتتحطم عليه.
تشن كييف بانتظام ضربات على بنى تحتية في روسيا ردا على القصف الروسي العنيف المتواصل على أوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير 2022.
في الأسابيع الأخيرة، وبعد فشل جولتين من المفاوضات في إسطنبول بين وفدين روسي وأوكراني، تكثفت الضربات الروسية على أوكرانيا.
وارتفع عدد المسيرات البعيدة المدى التي تطلقها روسيا بنسبة 36.8% على أساس شهري في يونيو، وفقا تحليل لوكالة فرانس برس الثلاثاء، حيث شكلت هذه الهجمات تحديا للدفاعات الجوية وساهمت في إرهاق المدنيين.
وبحسب أرقام الجيش الأوكراني، أطلقت روسيا 5438 طائرة مسيرة هجومية بعيدة المدى على أراضيها في يونيو - وهو أعلى رقم منذ فبراير 2022 - مقابل 3974 طائرة في مايو.
تطلق هذه المسيرات ليلا على أوكرانيا من روسيا، وتُحصيها كييف كل صباح. ولا تشمل هذه الأرقام الهجمات التي تُشن بأنواع أخرى من الطائرات المسيرة المستخدمة على نطاق واسع على خط الجبهة.
وكان رئيس أركان الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أعلن في 21 يونيو أن بلاده ستكثّف ضرباتها ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.
وعشية المحادثات ين البلدين في إسطنبول في الثاني من يونيو، قصفت أوكرانيا عدة مطارات روسية، على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، بواسطة طائرات مسيرة تم تهريبها إلى روسيا ثم اطلاقها من بعد في عملية معقدة.
وقصفت كييف عدة مطارات روسية، على بُعد آلاف الكيلومترات من حدودها، بعد أن أدخلت خلسة طائرات مسيرة متفجرة إلى روسيا.
وبحسب كييف، دُمِّر أو تضررت العديد من القاذفات المستخدمة في ضرب الأراضي الأوكرانية خلال هذه العملية المعقدة، وهي حصيلة قللت روسيا من شأنها لاحقا.
وعند سؤاله عن تصعيد القصف الروسي على أوكرانيا، صرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين أن هذه الهجمات جزء من العمليات العسكرية الروسية.
وأضاف "كييف تُدرك تماما ما يجب فعله لإنهاء الحرب" في اشارة الى المطالب الروسية لوقف اطلاق النار.
ويطالب الكرملين خصوصا بالسيطرة الكاملة على خمس مناطق أوكرانية بما فيها شبه جزيرة القرم، وضمانات بعدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتعتبر أوكرانيا هذه المطالب غير مقبولة.
في الأثناء، على خط الجبهة، تواصل القوات الروسية التي تفوق عديد الجيش الاوكراني، تقدمها البطيء في بعض المناطق رغم الخسائر البشرية الفادحة.
مساء امس، صرّح ليونيد باسيتشنيك المسؤول المعين من موسكو في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا، عبر التلفزيون الرسمي الروسي، بأن قوات الكرملين سيطرت على المنطقة بأكملها التي ضمتها موسكو.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: على أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ضرب منشآت عسكرية ومحطات طاقة.. روسيا تشن أعنف هجوم على كييف منذ أشهر
قال حسين مشيك مراسل قناة القاهرة الإخبارية، إنّ الضربات الجوية التي شنتها روسيا مؤخرًا على العاصمة الأوكرانية كييف وعدد من المناطق الأخرى، تأتي في إطار ما تصفه موسكو بـ"التفاوض تحت النار"، وهو الأسلوب الذي تعتمد عليه القيادة الروسية لممارسة ضغط عسكري مستمر على كييف وإرسال رسائل سياسية حادة إلى الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة.
وأضاف في تصريحات مع الإعلامي محمد عبيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ القيادة الروسية تؤكد قدرتها على مواصلة الصراع لفترات طويلة، حتى لو استمر لسنوات، وأنها اتخذت كافة الإجراءات للتكيف مع العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها، حيث أشار الرئيس فلاديمير بوتين في تصريحات متعددة إلى أن العقوبات لم تعد تؤثر على روسيا بالحجم الذي كانت تطمح إليه الدول الغربية، مؤكدًا أن موسكو أصبحت من أكثر المدن التي تعرضت لعقوبات على الساحة الدولية، ومع ذلك تمكنت من التأقلم.
وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية، أفاد مشيك بأن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الضربات التي نفذتها الليلة الماضية استُخدمت فيها صواريخ فرط صوتية، والتي تفوق سرعة الصوت، مؤكدة تحقيق أهدافها بنجاح، وقد استهدفت هذه الضربات منشآت عسكرية ومحطات طاقة أوكرانية، في إطار استمرار العمليات العسكرية ورفع سقف المواجهة على الأرض.
وذكر أن مدينة لفيف الواقعة في غرب أوكرانيا، كانت من بين المناطق المستهدفة في هذه الضربات، في خطوة نادرة من الجانب الروسي، إذ غالبًا ما تتركز العمليات على كييف وخاركيف وأوديسا، لافتًا، إلى أنّ موسكو تعتبر أن لفيف، القريبة من الحدود البولندية، أصبحت مركزًا لتخزين الأسلحة الغربية التي يتم إرسالها لأوكرانيا، ومنها تُوزع إلى الجبهات.
وواصل: "ولهذا السبب، تؤكد وزارة الدفاع الروسية أن الضربات طالت أيضًا مخازن الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية، بهدف تقويض قدرات كييف العسكرية والضغط عليها للقبول بالشروط الروسية في أي تسوية محتملة".