مجلس الأمن يعقد جلسة حاسمة بشأن اليمن
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
يعقد مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، جلسة مخصصة لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن، في ظل تصاعد الهجمات البحرية التي تنفذها ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن، وتزايد القلق الدولي من تداعياتها الخطيرة على أمن الملاحة الدولية، واستقرار المنطقة، وفرص السلام الهشة في البلاد التي مزقتها الحرب.
ومن المقرر أن تبدأ الجلسة عند الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت نيويورك (الخامسة مساءً بتوقيت اليمن)، بجلسة علنية تليها مشاورات مغلقة، يُنتظر أن تركز بشكل خاص على التصعيد العسكري في البحر، واستمرار تعثر الوساطة الأممية الهادفة إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة، منذ قرابة عامين.
ويُقدّم خلال الجلسة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، إحاطة شاملة أمام أعضاء مجلس الأمن، إلى جانب ممثل عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، حول مستجدات الوضع السياسي والعسكري والإنساني، مع تركيز خاص على التهديدات المتزايدة التي تفرضها الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، والتي شملت مؤخرًا استهداف سفينتين تجاريتين، وأسفرت عن غرق إحداهما وسقوط ضحايا في الأخرى.
وبحسب مصادر دبلوماسية في نيويورك، من المتوقع أن تهيمن الهجمات البحرية الأخيرة التي نفذها الحوثيون، على النقاشات المغلقة، لا سيما في ضوء ما تمثله من تهديد مباشر للتجارة العالمية وحرية الملاحة البحرية، فضلًا عن انعكاساتها السلبية على الوضع الإنساني المتدهور، وجهود وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية المتعثرة منذ أواخر 2022.
وكان الحوثيون قد استأنفوا خلال الأسابيع الماضية عملياتهم العدائية في البحر الأحمر، في سياق ما يصفونه بـ"دعم القضية الفلسطينية"، غير أن هذه العمليات باتت تستهدف سفنًا تجارية بشكل عشوائي، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية غاضبة، واعتُبر تحديًا مباشرًا للقرارات الدولية الداعية لوقف التصعيد واحترام القانون الدولي البحري.
وسيناقش مجلس الأمن كذلك مستقبل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، والتي تنتهي ولايتها الاثنين المقبل، وسط دعوات لتمديدها لعام إضافي في ظل التهديدات المتزايدة في البحر الأحمر والمخاوف من انهيار الاتفاق الهش الموقع في ستوكهولم عام 2018. كما سيتطرق المجلس إلى ملف انتهاكات ميليشيا الحوثي، وفي مقدمتها استمرار احتجازها العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، في ظروف غامضة ودون تهم واضحة.
ويرى مراقبون أن جلسة مجلس الأمن الحالية ستكون حاسمة واختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة المجتمع الدولي على التأثير في مسار الأزمة اليمنية، في ظل التحديات المتراكمة والمعقدة، مشيرين إلى أن غياب الضغط الدولي الجاد على الحوثيين سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والانزلاق نحو صراع إقليمي أوسع، تكون اليمن إحدى ساحاته الرئيسية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
عقب الهجمات الحوثية الأخيرة.. ارتفاع كبير لتكاليف تأمين السفن التي تمر عبر البحر الأحمر
أدت الهجمات البحرية الأخيرة لجماعة الحوثي، إلى ارتفاع كبير في تكاليف التأمين على سفن الشحن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر الذي يشهد تصعيدا جديدا بعد أشهر من الهدوء.
ونقلت وكالة رويترز، عن مصادر في صناعة النقل البحري تأكيدها زيادة تكلفة التأمين على شحن البضائع عبر البحر الأحمر إلى أكثر من المثلين في الأيام الأخيرة بالتزامن مع إغراق الحوثيين لسفينتي شحن ومقتل أربعة بحارة على الأقل وفقدان وخطف آخرين.
وأشارت إلى أن أقساط التأمين على مخاطر الحرب ارتفعت إلى نحو 0.7% من قيمة السفينة، مقارنة بنحو 0.3% الأسبوع الماضي قبل وقوع الهجمات الأخيرة، مع توقف بعض شركات التأمين عن تغطية بعض الرحلات.
وبحسب وكالة رويترز، فقد تم تحديد أسعار التأمين لفترة رحلة نموذجية مدتها سبعة أيام، والتي يحددها كل مكتب على حدة، ووصلت هذا الأسبوع إلى 1%، وهو ما يُطابق مستوى الذروة في عام 2024 عندما كانت الهجمات يومية، الأمر الذي يُضيف مئات الآلاف من الدولارات كتكاليف إضافية لكل شحنة.
وقال نيل روبرتس، رئيس قسم الملاحة البحرية والجوية في رابطة سوق لويدز، التي تمثل مصالح جميع شركات التأمين في لويدز لندن: "لقد سلطت الهجمات الأخيرة في البحر الأحمر الضوء على الحاجة إلى الحذر عند التفكير في العبور".
ووفقا لوكالة رويترز، فقد هاجم الحوثيون أكثر من 100 سفينة في الفترة من نوفمبر 2023 إلى ديسمبر/كانون الأول 2024.
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة "فيسيل بروتكت"، المتخصصة في تأمين مخاطر الحرب البحرية: "يبدو أن ما شهدناه في الأسبوع الماضي هو... عودة إلى معايير الاستهداف المحددة في منتصف عام 2024، والتي تشمل أساسًا أي سفينة لها، حتى لو كانت على صلة بإسرائيل من بعيد". وأضاف: "مع الغموض تأتي المخاطر".
وفي مايو/أيار، أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق لوقف قصف الحوثيين مقابل إنهاء الهجمات على السفن، على الرغم من أن الحوثيين قالوا إن الاتفاق لم يتضمن تجنيب إسرائيل.
ونشر الحوثيون يوم أمس الأول لقطات مصورة، بعد أن أطلقوا مجموعة من الصواريخ على السفينة "ETERNITY C" مما أدى إلى تضرُّرها حتى غرقت بالكامل، في الوقت الذي قتل عدد من البحارة وتم إنقاذ بعضهم، فيما خطفت جماعة الحوثي بعضا منهم بعد استهداف السفينة.
وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أن الشركة المالكة للسفينة استأنفت العمل مع ميناء إيلات "أم الرشراش" في انتهاكِ لقرار حظر التعامل مع الميناء.