كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، ونفّذت فجر اليوم مداهمات واسعة النطاق، اعتقلت خلالها أكثر من 30 مواطنًا فلسطينيًا من مختلف أنحاء الضفة، بينهم طفلان يبلغان من العمر تسع سنوات، وفق ما أفاد به مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين. اعلان

وشملت الاعتقالات محافظات بيت لحم وسلفيت والقدس وقلقيلية والخليل ونابلس، إضافة إلى مخيم بلاطة للاجئين، وكان من بين المعتقلين عدد من الأسرى المحرّرين.

وفي موازاة ذلك، هدمت القوات الإسرائيلية منزلاً في بلدة روجيب جنوب شرق نابلس، بحسب وكالة "وفا"، وذلك بعد بدء عملية هدم طالت 104 بنايات في مخيم طولكرم للاجئين.

ووُصفت العملية بأنها مرحلة جديدة من الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر في المنطقة، تسببت في تهجير مئات العائلات الفلسطينية، التي شوهد أفرادها وهم يغادرون على عجل، محمّلين أمتعتهم في سياراتهم، يلقون نظرة وداع أخيرة على منازلهم المدمّرة.

ورغم تجميد المحكمة العليا الإسرائيلية مؤقتًا عمليات الهدم المخطط لها، بعد طلب عاجل تقدّمت به منظمة "عدالة" الحقوقية، أفادت التقارير باستمرار عمليات الهدم، ما جعل مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شبه مهجورة نتيجة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.

جندي إسرائيلي يفتش جسديًا فلسطينيًا في مخيم طولكرم للاجئين، في 6 تموز/ يوليو 2025.Majdi Mohammad/ AP

وقد شملت العمليات تدمير عشرات المباني وشق طرق جديدة وسط أنقاض منازل خرسانية سُوّيت بالأرض.

وقال محافظ طولكرم، عبد الله كامل، إن عمليات التدمير اشتدت خلال الأسابيع الأخيرة، حيث دُمّرت 106 منازل و104 بنايات أخرى في مخيمي طولكرم ونور شمس القريبين.

من جهتها، وثّقت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، نزوح نحو 40 ألف فلسطيني من سكان مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ بداية العام الحالي بسبب هذه العمليات العسكرية.

وأوضح المتحدث باسم المنظمة، شاي بارنز، أن الجيش الإسرائيلي بدأ في شمال الضفة الغربية بتكرار التكتيكات المستخدمة في هجومه على غزة، عبر تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية وتهجير السكان قسريًا من مناطق صنّفها الجيش "مناطق قتال".

دعوات علنية لضم الضفة

في موازاة التصعيد العسكري، تعالت دعوات من داخل الحكومة الإسرائيلية وخارجها لضم الضفة الغربية. فقد صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قبل فترة أن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة، قائلًا إن من يعترف بالدولة الفلسطينية "سيفعل ذلك على الورق، بينما نحن سنبني الدولة اليهودية على الأرض".

جنود إسرائيليون يتحدثون مع فلسطينيين في مخيم طولكرم للاجئين، بينما يخلي السكان منازلهم، في 6 تموز/ يوليو 2025.Majdi Mohammad/ AP

أما وزير العدل، ياريف ليفين، فاستغل الظرف الراهن ليعلن أن الوقت قد حان لضم الضفة الغربية، معتبرًا أن هذه الخطوة يجب أن تتصدر الأولويات الوطنية لإسرائيل.

في المقابل، عبّرت الرئاسة الفلسطينية عن "رفضها الكامل" لهذه الدعوات التي اعتبرتها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، محذرة من تبعات هذه السياسة على مستقبل المنطقة واستقرارها.

تبريرات عسكرية وقلق دولي متصاعد

في مواجهة الانتقادات، زعم الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ عمليات الهدم في مناطق تشهد "مستويات عالية من النشاط الإرهابي"، وخصّ بالذكر مدينتي طولكرم وجنين في شمال الضفة الغربية. وأضاف متحدث باسمه في بيان الثلاثاء أن "هدم المباني ضروري لتمكين القوات من التحرك بحرية ودون عوائق"، مدّعيًا أن القرار استند إلى "ضرورات عملياتية" وبعد دراسة البدائل المتاحة.

Relatedالضفة الغربية: الجرافات الإسرائيلية تهدم منزلاً في كفر الديك بسبب اعتدائهم على جنود في الضفة الغربية.. الشرطة توقف ستة إسرائيليينمقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيلي في اليامون

ولكنّ هذه العمليات أثارت موجة استنكار دولية، لا سيما مع تزايد القلق من أن تكون هذه التحركات جزءًا من خطة منظمة لضم الضفة الغربية رسميًا، وهي المنطقة التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران/ يونيو 1967.

وتعد العملية الإسرائيلية التي انطلقت في شمال الضفة مطلع كانون الثاني/ يناير من هذا العام، من أوسع العمليات العسكرية في الضفة منذ عقود، بمشاركة عدة ألوية من الجيش الإسرائيلي، مدعومة بطائرات مسيّرة ومروحيات، وحتى دبابات ثقيلة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا جمارك فلاديمير بوتين دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا جمارك فلاديمير بوتين هدم اعتقال الضفة الغربية إسرائيل استعمار احتلال فلسطين دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا جمارك فلاديمير بوتين بنيامين نتنياهو حركة حماس سوريا إسبانيا سياحة الكرملين الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة لضم الضفة فی الضفة الضفة ا فی مخیم

إقرأ أيضاً:

شهيد واعتداءات للمستوطنين بالضفة الغربية.. والاحتلال يسرق آثارا (شاهد)

استشهد شاب فلسطيني، الجمعة، جراء إصابته برصاص حي في الرأس خلال مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة "أودلا" جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن "الشاب بهاء عبد الرحمن راشد (38 عاما) استشهد برصاص الاحتلال في بلدة أودلا جنوب نابلس".




واندلعت مواجهات عقب صلاة الجمعة في البلدة، بين فلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدم الأخير الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، كما لم يعرف بعد مزيد من التفاصيل.

وأضرم مستوطنون إسرائيليون، فجر الجمعة، النار في مركبتين وكتبوا شعارات عنصرية، خلال هجومهم على قرية الطيبة شرق رام الله، في الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت وكالة "وفا" الرسمية، بأن عددا من المستوطنين داهموا جنوب شرق البلدة، وأحرقوا مركبتين تعودان لعائلة بصير، وخطوا شعارات عنصرية.



ولفتت المصادر إلى أن هذه المرة السادسة التي تتعرض فيها البلدة لهجمات، يتخللها إحراق مركبات وخط شعارات عنصرية.

على جانب آخر، قطع مستوطنون خطوطا ناقلة للمياه في خربة الدير بالأغوار الشمالية.



ونقلت الوكالة عن الناشط الحقوقي عارف دراغمة، أن مستوطنين قطعوا خطوط سحب للمياه من إحدى الينابيع المنتشرة في المنطقة، تعود ملكيتها لمواطن فلسطيني.

سرقة آثار

في سياق متصل، استولت قوات إسرائيلية، الخميس، على أعمدة حجرية أثرية، بعد اقتحام إحدى المناطق الجبلية، في بلدة المزرعة الشرقية، شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

واقتحمت قوات إسرائيلية، ترافقها طواقم من الإدارة المدنية الإسرائيلية، الخميس منطقة جبلية في قرية المزرعة الشرقية، واستولت على نحو 5 أعمدة من موقع أثري يعود للعهد البيزنطي.



وشهدت مناطق متفرقة من الضفة، خلال فترات سابقة، قيام الجيش الإسرائيلي بنهب آثار، تعود لعصور تاريخية قديمة.

بدورها، ادّعت إسرائيل أنها قامت باسترداد عشرات القطع الأثرية من موقع قام فلسطينيون بإنشاء مبنى في قلبه، ما تسبب في إلحاق أضرار بالبقايا الأثرية في الموقع، وفق إعلام عبري.

قوات الاحتلال الإسرائيلي صادرت أمس أعمدة حجرية #أثرية عقب اقتحام قرية المزرعة الشرقية شمال شرق رام الله pic.twitter.com/S1bU6VJ1eM — dooz (@dooznablus) December 5, 2025

وذكر موقع "i24" العبري، أن "قوات الإدارة المدنية عملت، الخميس، عبر وحدة المراقبة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي وتحت إشراف وحدة الآثار، على إعادة مكتشفات أثرية من موقع برج لاسانا في المنطقة (ب)".

وأضاف أن "ذلك جاء بعد قيام فلسطينيين بإنشاء مبنى في قلب الموقع، ما تسبب في إلحاق أضرار بالبقايا الأثرية في الموقع"، على حدّ زعمه.



والخميس، قال وزير السياحة والآثار الفلسطيني هاني الحايك، إن إسرائيل دمرت كليا أو جزئيا أكثر من 316 موقعا أثريا في قطاع غزة والضفة الغربية خلال حرب الإبادة على القطاع، محذرا مما وصفه بـ"استهداف ممنهج" يطال المواقع التاريخية الفلسطينية.

وأشار إلى أمثلة من بينها موقع سبسطية، شمالي الضفة الغربية، فضلا عن تدمير مواقع بارزة في غزة، مثل المسجد العمري الكبير.

وأضاف الحايك، أن 316 موقعا تعرض للتدمير الكامل أو الجزئي خلال الحرب، معتبرا أن ما جرى يشكل "جرائم حرب تستهدف محو التاريخ الفلسطيني".

وفي يوليو/ تموز 2024، أقرت الهيئة العامة للكنيست بأغلبية أصوات الائتلاف ونواب من المعارضة، وبدعم الحكومة، مشروع قانون يقضي بسريان صلاحيات سلطة الآثار الإسرائيلية على الآثار في جميع مناطق الضفة الغربية المحتلة، وفق المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية.

ووفق المركز، فإن مشروع القانون الذي بادر إليه النائب عميت هليفي، من كتلة "الليكود" التي يتزعمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "لم يحدد أي مناطق في الضفة الغربية"، معتبرا إياه "أحد قوانين الضم الزاحف".

وأضاف أن هذا التصعيد جاء بعد إجراءات حكومية واسعة وتخصيص مبالغ ضخمة للسيطرة على المواقع الأثرية في الضفة.

مقالات مشابهة

  • الجيش يُدار على واتساب.. تقارير إسرائيلية تكشف أن تفاصيل العمليات باتت مفضوحة في مجموعات الدردشة
  • اعتقالات وهدم منازل.. الحوثيون ينكّلون بأهالي دير حسن في الحديدة
  • المستشار الألماني: يجب ألا تكون هناك خطوات ضم إسرائيلية في الضفة الغربية لا رسمية ولا سياسية أو فعلية
  • “أونروا” تواصل خدمة 935 ألف لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة
  • العدو الصهيوني يشن حملة اعتقالات واسعة في القدس و الضفة المحتلة
  • اقتحامات إسرائيلية واسعة تشعل الضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال عمليّة "خمسة أحجار" شمال الضفة الغربية
  •  مركز معطى: 85 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية والقدس خلال الأسبوع الماضي
  • شهيد واعتداءات للمستوطنين بالضفة الغربية.. والاحتلال يسرق آثارا (شاهد)
  • مصادر إسرائيلية: اشتباك رفح يكشف التحديات الميدانية المعقدة التي يواجهها الجيش