تجارة التريليونات.. من يهيمن على صادرات العالم؟ ومن ينافس من العرب؟
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
في عالم يتأرجح بين انتعاش اقتصادي هش وتصاعد توترات جيوسياسية، بلغت التجارة العالمية في عام 2024 مستوى غير مسبوق عند 33 تريليون دولار أميركي، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).
هذا الانتعاش الذي قادته الخدمات بنمو 3.7% جاء في وقت تشهد فيه الأسواق ارتدادات محورية نتيجة السياسات الحمائية المتجددة، لا سيما من قبل الولايات المتحدة.
فالرئيس الأميركي دونالد ترامب عاد لتصعيد لهجته التجارية بإعلانه فرض رسوم جديدة على صادرات 12 دولة، في مشهد أعاد للأذهان أجواء الحرب التجارية في ولايته الأولى.
ومع تباطؤ سلاسل الإمداد وتحذيرات الشركات العالمية، تبدو خريطة الصادرات العالمية أقرب إلى ساحة تنافس حاد بين القوى الصناعية الكبرى.
في هذا السياق، نستعرض أكبر 10 دول مصدّرة في العالم لعام 2024، مع تحليل موازٍ لأداء أبرز 5 دول عربية على خارطة التصدير العالمي، مع التركيز على التنويع خارج النفط.
أقوى 10 دول مُصدّرة في العالم (2024) الصين الصادرات: 3.58 تريليونات دولار وفقا لمنصة ستاتيستا.الواردات: 2.58 تريليون دولار.
الفائض التجاري: تريليون دولار، بحسب ستاتيستا. أبرز الصادرات: التكنولوجيا، الحواسيب، الهواتف الشركاء: آسيان، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة.رغم التصعيد الأميركي، حافظت الصين على ريادتها التصديرية بفضل تفوقها في الصناعات المتقدمة واستقرار بنيتها الصناعية.
الولايات المتحدة الصادرات: 3.191 تريليونات دولار وفقا لبيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي.الواردات: 4.11 تريليونات دولار.
العجز التجاري: 918.4 مليار دولار وفقا لبيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي. أبرز الصادرات: الوقود، المعدات الصناعية، المركبات. الشركاء: كندا، المكسيك، الصين. إعلانويعكس العجز القياسي اتساع الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، رغم أن الولايات المتحدة لا تزال ثاني أكبر مُصدر عالمي.
ألمانيا الصادرات: 1.7 تريليون دولار وفقا لمكتب الإحصاء الاتحادي الألماني.الواردات: 1.5 تريليون دولار.
الفائض التجاري: 281 مليار دولار وفقًا لمكتب الإحصاء الاتحادي الألماني. أبرز الصادرات: السيارات، الآلات، الكيميائيات. الشركاء: الولايات المتحدة، الصين.وتعد الصناعات الألمانية ذات جودة فائقة تعزز موقع البلاد كقوة تصديرية أوروبية بامتياز.
المملكة المتحدة الصادرات: 1.2 تريليون دولار وفقا لمكتب الإحصاءات الوطنية بالمملكة المتحدة. الواردات: 1.26 تريليون دولار. العجز التجاري: 59 مليار دولار. أبرز الصادرات: السيارات، المنتجات الطبية، النفط الخام. الشركاء: الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا.ورغم آثار "بريكست"، لا تزال بريطانيا تحافظ على قوة صادراتها، خصوصا في قطاعي الخدمات والمنتجات الطبية.
الهند الصادرات: 824.9 مليار دولار وفقًا لتقرير صادر عن بنك الاحتياطي الهندي.الواردات: 915.2 مليار دولار.
العجز التجاري: 90.3 مليار دولار. أبرز القطاعات: خدمات رقمية، الأدوية، المعادن. نمو الصادرات الخدمية: 13.6%.تسجل الهند صعودا مطّردا بفضل نمو صادرات الخدمات وتحولات هيكلية في قطاع الصناعة.
الواردات: 635.41 مليار دولار.
الفائض التجاري: 86.9 مليار دولار. أبرز الصادرات: الزيوت، الآلات، الزراعة. الشركاء: ألمانيا، بلجيكا، فرنسا.وهولندا دولة صغيرة جغرافيا، لكنها عملاق في التصدير بفضل بنية لوجيستية متقدمة وتنوع قطاعي لافت.
اليابان الصادرات: 707.4 مليارات دولار بحسب تقرير صادر عن منصة ستاتيستا.الواردات: 742.67 مليار دولار.
العجز التجاري: 35.3 مليار دولار وفقا لذات المصدر. أبرز الصادرات: السيارات، الإلكترونيات. الشركاء: الصين، الولايات المتحدة، كوريا.رغم عراقتها الصناعية، تعاني اليابان من عجز تجاري مرتبط بارتفاع واردات الطاقة والشيخوخة السكانية.
كوريا الجنوبية الصادرات: 683.8 مليار دولار وفق وزارة التجارة والصناعة والطاقة في جمهورية كوريا.الواردات: 632.0 مليار دولار.
الفائض التجاري: 51.8 مليار دولار. القطاع الأقوى: أشباه الموصلات (141.9 مليار دولار) الشركاء: الصين، آسيان، الولايات المتحدة.تعد كوريا الجنوبية واحدة من أكثر الدول تكاملا في سلاسل التوريد التقنية، وتحقق فائضا مستقرا بدعم من صناعاتها التكنولوجية.
إيطاليا الصادرات: 674.9 مليار دولار وفقا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية.الواردات: 615.6 مليار دولار.
الفائض التجاري: 59.3 مليار دولار بحسب ذات المصدر. أبرز القطاعات: الآلات، الأدوية، المركبات. الشركاء: ألمانيا، فرنسا، الولايات المتحدة. إعلانتعتمد إيطاليا على الصناعات المتوسطة والتصدير الرفيع، وتحقق فائضا تجاريا رغم بطء النمو الأوروبي.
فرنسا الصادرات: 646 مليار دولار وفقا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية.الواردات: 762.04 مليار دولار.
العجز التجاري: 116 مليار دولار بحسب المصدر ذاته. أبرز الصادرات: الآلات، المركبات، الإلكترونيات. الشركاء: ألمانيا، الولايات المتحدة، إيطاليا.وتعاني فرنسا -ثالث اقتصاد أوروبي- من عجز تجاري واضح، رغم ثقلها الصناعي والخدمي.
وسجلت الإمارات قفزة نوعية في صادراتها غير النفطية، بدعم من سياسات تنويع وبنية تجارية متقدمة.
وقد جرى استبعاد الإحصاءات المتعلقة بالصادرات النفطية والفائض التجاري الكلي للحفاظ على الدقة التحليلية.
السعودية الصادرات غير النفطية: 137 مليار دولار بحسب وكالة الأنباء السعودية. نمو سنوي:13% القطاعات الأبرز: التعدين، البتروكيميائيات، الخدمات الصناعية.الاقتصاد السعودي يواصل التحول وفقا لرؤية 2030، مع توسّع ملحوظ في القطاعات غير النفطية. وقد تم استبعاد فائض التجارة الكلي لضمان دقة العرض.
المغرب الصادرات: 45.5 مليار دولار وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.الواردات: 79.5 مليار دولار.
العجز التجاري: 34 مليار دولار. أبرز الصادرات: السيارات، الفوسفات، الزراعة.ويعزز المغرب موقعه كمركز صناعي إقليمي، رغم استمرار التحديات المرتبطة بالعجز التجاري وتقلّب الطلب الأوروبي.
الواردات: 94.7 مليار دولار.
العجز التجاري: 49.8 مليار دولار. القطاعات الأبرز: الوقود، المعادن، الإلكترونيات.رغم العجز التجاري الكبير، تُظهر مصر تنوعا واعدا في صادراتها، مع تركيز على الصناعات التحويلية والمعادن الثمينة. الأردن الصادرات: 13.3 مليار دولار.
الواردات: 26.96 مليار دولار.
العجز التجاري: 13.65 مليار دولار. القطاعات الأبرز: الأدوية، الأسمدة، الفوسفات.يشهد الأردن نموا تدريجيا في صادرات الصناعات الكيميائية، معتمدا على بيئة قانونية مستقرة وشراكات تجارية إقليمية. خارطة التصدير تعيد رسم التوازنات
تظهر الأرقام أن هيمنة التصدير لم تعد حكرا على الغرب، مع صعود قوى جديدة مثل الهند وكوريا الجنوبية. كما بدأت دول عربية، كالإمارات والسعودية، تتقدم بثبات نحو اقتصاد تصديري متنوع، بعيدا عن الاعتماد الكلي على النفط.
لكن في ظل السياسات الحمائية التي تقودها واشنطن، وتقلّب المشهد الجيوسياسي، فإن التحدي الأهم أمام الجميع هو الحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد… واستباق الصدمات القادمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الفائض التجاری تریلیون دولار العجز التجاری أبرز الصادرات دولار بحسب
إقرأ أيضاً:
3.55 مليار ريال فائضًا تجاريًا بنسبة تراجع 34.6% مع انخفاض صادرات النفط والغاز
◄ نمو الصادرات غير النفطية 11.3% إلى 3.8 مليار ريال
مسقط- العُمانية
سجل الميزان التجاري لسلطنة عُمان فائضًا قدره 3 مليارات و555 مليون ريال عُماني حتى نهاية شهر يوليو 2025، مقارنةً بفائض بلغ 5 مليارات و432 مليون ريال عُماني خلال الفترة نفسها من عام 2024 منخفضًا بنسبة 34.6 بالمائة.
وأظهرت الإحصاءات المبدئية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن إجمالي قيمة الصادرات السلعية بلغ 13 مليارًا و476 مليون ريال عُماني بنهاية شهر يوليو 2025، بانخفاض نسبته 9.2 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024 والبالغة 14 مليارًا و839 مليون ريال عُماني. وأشارت الإحصاءات إلى أن هذا الانخفاض يُعزى بشكل رئيس إلى انخفاض صادرات سلطنة عُمان من النفط والغاز بنسبة 17 بالمائة لتبلغ 8 مليارات و582 مليون ريال عُماني حتى نهاية شهر يوليو الماضي، مقارنة مع 10 مليارات و344 مليون ريال عُماني خلال الفترة نفسها من عام 2024. وبينت الإحصاءات أن الصادرات السلعية غير النفطية لسلطنة عُمان حققت نموًّا ملحوظًا بنسبة 11.3 بالمائة لتبلغ قيمتها 3 مليارات و890 مليون ريال عُماني بنهاية يوليو 2025، مقارنة مع 3 مليارات و497 مليون ريال عُماني خلال الفترة المماثلة من عام 2024. كما سجّل إعادة التصدير ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.5 بالمائة بنهاية شهر يوليو 2025، ليبلغ مليارًا و4 ملايين ريال عُماني مقارنة مع 999 مليون ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من عام 2024.
وأوضحت الإحصاءات أن إجمالي قيمة الواردات السلعية إلى سلطنة عُمان ارتفع إلى 9 مليارات و921 مليون ريال عُماني بنهاية شهر يوليو 2025، مقارنة مع 9 مليارات و407 ملايين ريال عُماني خلال الفترة نفسها من عام 2024، مُسجلًا ارتفاعًا بنسبة 5.5 بالمائة.
وتصدّرت دولة الإمارات العربية المتحدة عمليات التبادل التجاري في الصادرات غير النفطية بنهاية شهر يوليو 2025 بقيمة صادرات إليها بلغت 698 مليون ريال عُماني، محققة نموًّا بنسبة 27.8 بالمائة عن نهاية شهر يوليو 2024، كما تصدرت أيضًا قائمة الدول التي أعادت سلطنة عُمان التصدير إليها بقيمة 394 مليون ريال عُماني، وفي قائمة الدول المصدّرة إلى سلطنة عُمان بقيمة واردات منها بلغت مليارين و338 مليون ريال عُماني.
وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية ضمن قائمة الصادرات العُمانية غير النفطية، بقيمة بلغت 653 مليون ريال عُماني، تلتها الهند بـ398 مليون ريال عُماني، أما في إعادة التصدير، فحلّت إيران في المرتبة الثانية بقيمة 179 مليون ريال عُماني تليها المملكة العربية السعودية بـ 80 مليون ريال عُماني. أما على صعيد الدول المصدّرة إلى سلطنة عُمان، فجاءت الصين في المرتبة الثانية بقيمة واردات بلغت مليارًا و5 ملايين ريال عُماني، تلتها دولة الكويت بما قيمته 914 مليون ريال عُماني.