الرياض

روى أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ، الدكتور عبدالله المسند، مشهدًا من حياته اليومية أوضح من خلاله كيف أسهمت شبكة الطرق السريعة والجسور المتقدمة في اختصار المسافات وتسهيل التنقل.

وقال المسند عبر حسابه الرسمي على منصة إكس:” تخيلوا هذا المشهد، صليت العصر اليوم في ⁧‫الرس‬⁩، ثم انطلقت إلى غرب ⁧‫البدائع‬⁩ لشراء غرض، ومنها إلى وسط البدائع لشراء غرض ثاني.

وأضاف :” ثم توجهت إلى وسط ⁧‫بريدة‬⁩ لشراء غرض ثالث، وبعدها إلى شمال بريدة لغرض رابع، ثم سلكت الدائري الشمالي فالغربي متجهًا نحو شرق ⁧‫عنيزة‬⁩ لجلب غرض أخير قبل الآذان، وختامًا وصلت إلى منزلي في جنوب غرب عنيزة وقت أذان المغرب تمامًا.”

‏وتابع :” هذا المشهد يُظهر بوضوح: طول وقت العصر صيفًا (يقارب 3 ساعات ونصف)، ونعمة تقارب محافظات، القصيم‬⁩ جغرافيًا وسهولة التنقل بينها، وشبكة الطرق السريعة والجسور المتقدمة التي اختصرت المسافات وسهلت التنقل.”

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الرس بريدة جامعة القصيم عبدالله المسند عنيزة

إقرأ أيضاً:

ذاكرة اليمن المحفورة .. المسند والنقوش السبئية قراءة في وجدان حضارة ناطقة بالحجر

في عمق التاريخ اليمني، تكمن كنوز معرفية وحضارية لا تزال بحاجة إلى استكشاف علمي دقيق وقراءة تحليلية موسعة، أبرزها النقوش السبئية وخط المسند، اللذان يشكلان ركيزة أساسية لفهم الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية لحضارات جنوب الجزيرة العربية، وعلى رأسها مملكة سبأ.

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

 

يمثل هذا التقرير دعوة للباحثين والمؤرخين والمهتمين بالشأن الثقافي اليمني العربي إلى إعادة قراءة هذا الموروث الذي لم ينل بعد ما يستحقه من اهتمام، رغم ما يحمله من معلومات وثائقية دقيقة عن التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ آلاف السنين.

يتناول التقرير في محاوره الخلفية التاريخية لخط المسند والنقوش السبئية، والمضامين السياسية والعسكرية والاجتماعية والدينية التي تعكسها، وأثرها الثقافي في تشكيل الهوية الحضارية لليمن والمنطقة، إضافة إلى أهمية هذه النقوش من منظور لغوي وتاريخي، والدعوة إلى إحيائها في ظل واقع من الإهمال والتجاهل.

 

الخلفية التاريخية .. خط المسند والنقوش السبئية

خط المسند هو أحد أقدم الخطوط في الجزيرة العربية، يُنسب إلى الحضارات اليمنية القديمة، وعلى رأسها مملكة سبأ. وُثّق استخدامه منذ الألف الأول قبل الميلاد، واستُخدم في النقوش الرسمية، والنصوص الدينية، والمعاملات الاقتصادية،
يتميز هذا الخط بكونه مستقلاً عن الخطوط السامية الشمالية مثل الفينيقية والآرامية، ويُعدّ من الخطوط الأبجدية التي كُتبت من اليمين إلى اليسار في بعض الحالات، وفي أحيان أخرى من اليسار إلى اليمين (الخط البوستروفيدي)، ما يعكس تطورًا كتابيًا معقدًا وثريًا.

النقوش السبئية .. وثائق حجرية تؤرخ للحضارة

أما النقوش السبئية، فهي النصوص التي دُوّنت بخط المسند، وتحمل توقيعات سياسية، دينية، اقتصادية وعسكرية. وُجدت هذه النقوش على الصخور، جدران المعابد، أسس السدود، المباني العامة، وعلى تماثيل ومذابح، وتُعد بمنزلة السجلات الرسمية لتلك الحقبة.

توثق هذه النقوش بدقة ، (التحالفات القبلية والسياسية ، والغزوات والحملات العسكرية ، ومشاريع البنية التحتية مثل سد مأرب ، والمعتقدات والقرابين والعلاقات الدينية ، وأسماء الملوك والولاة وأوصافهم الرسمية) .

أهمية النقوش السبئية من منظور لغوي وتاريخي

تشكل النقوش السبئية المكتوبة بخط المسند منجمًا لغويًا وتاريخيًا فريدًا، يسهم في إعادة بناء الفهم العميق لتاريخ الجزيرة العربية.

الأهمية اللغوية .. تُظهر تطور اللغات العربية الجنوبية، وتمايزها عن العربية الشمالية، وتكشف بنيات لغوية غنية بالاشتقاقات والصيغ ، وتسهم في فهم تاريخ الأبجدية العربية، حيث يمثل خط المسند تطورًا مستقلًا عن الخطوط الفينيقية ، وتقدم بيانات لغوية مقارنة تساعد في دراسة تطور الصوتيات والنحو، وعلاقة المسند بالعربية الكلاسيكية والقرآنية.

 الأهمية التاريخية .. تعدّ النقوش سجلات موثقة للأحداث، بعيدًا عن التناقل الشفوي، ما يمنحها قيمة تاريخية دقيقة ، وتساعد على تتبع التسلسل الزمني للملوك والممالك، وظهور وتفكك القوى السياسية في جنوب الجزيرة، وتكشف عن طبيعة المجتمع ونظام الحكم والتراتبية القبلية والدينية ، كما أنها تسلط الضوء على العلاقات الإقليمية والدولية، من خلال الإشارات التجارية والسياسية مع الحضارات المجاورة.

مضامين وثائقية .. السياسة والدين والمجتمع

تتميز النقوش السبئية بخطابها الرسمي، وتحمل طابعًا توثيقيًا قلّ نظيره، وتكشف عن:

الهيكل السياسي : تسجل النقوش أسماء الملوك مثل “كرب إيل وتر” و”شمر يهرعش”، موثقة نظم الحكم والتحالفات الداخلية والخارجية.

 الحملات العسكرية: تصف الغزوات وتعداد الجنود والأسلحة والنتائج الميدانية بدقة غير مسبوقة في نقوش عربية قديمة.

البناء والتنمية: ترصد مشاريع ضخمة مثل سد مأرب، وتوضح نظام الري والتحكم في الموارد الطبيعية.

 الطقوس والمعتقدات: تذكر النقوش أسماء الآلهة والقرابين المقدمة، وتعكس عمق التدين والتنظيم الديني في تلك المجتمعات.

الأثر الثقافي والحضاري

يعكس خط المسند هوية ثقافية مستقلة لحضارات جنوب الجزيرة ، كما يعد شاهدًا على نضج حضاري مبكر في ميادين السياسة واللغة والعمران ، ويسهم في صياغة تاريخ عربي أصيل، بالاعتماد على مصادر داخلية لا أجنبية.

واقع الإهمال وضرورة الإحياء

رغم الأهمية الكبرى للنقوش وخط المسند، إلا أنها ظلت مهملة لعقود، نتيجة لنقص الدراسات الأكاديمية المتخصصة ، وضعف التوثيق الرقمي والأثري ، غيابها عن المناهج الدراسية وخطاب الإعلام الثقافي.

دعوة لإعادة القراءة

إحياء دراسة النقوش السبئية ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة لإعادة الاعتبار لهويتنا الثقافية والتاريخية، وتعزيز روايتنا التاريخية من خلال مصادرنا الأصلية.

خاتمة

تشكل النقوش السبئية وخط المسند كنزًا معرفيًا وثقافيًا فريدًا، يجب أن يكون في صدارة الجهود البحثية والتوثيقية اليمنية العربية ،  إنها ليست فقط حروفًا منقوشة على الحجر، بل هي شهادة حضارية على نهوض حضارات عربية عريقة، تنبض بالحكمة والعمق والسيادة، تستحق أن تُقرأ بوعي، وتُدرّس بمنهج، وتُحفظ بإجلال.

مقالات مشابهة

  • كاتب سيرة ترامب يروي تفاصيل مثيرة عن رسالة غامضة تلقاها من إبستين قبل وفاته بساعات فقط!
  • حسان العربي يروي موقفا جمعه بـ صلاح السعدني ومصطفى شعبان: أنا داخل التمثيل علشان اتضرب؟!
  • المسند: بقي 18 يومًا على دخول المرزم
  • الاتحاد يسعى لشراء عقد العمري
  • أستاذة تاريخ إسلامي: مراسم غسل الكعبة المشرفة تجسد عناية المسلمين بها عبر العصور
  • المسند يكشف تفاصيل اعتماد شهر محرم ليكون بداية التقويم الهجري
  • ذاكرة اليمن المحفورة .. المسند والنقوش السبئية قراءة في وجدان حضارة ناطقة بالحجر
  • نجاح أول قسطرة علاجية دقيقة لإنقاذ طرف سفلي من البتر في عنيزة
  • المجلس الوطني: مجازر الاحتلال بحق العائلات تجسد أبشع أشكال الإبادة الجماعية