أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت مدينة مصدر، بدء اختبار المستوى الرابع للمركبات ذاتية القيادة (AV) داخل المدينة، وذلك بالتعاون مع شركة «سليوشنز بلس» (Solutions+)، إحدى شركات مجموعة مبادلة للاستثمار المتخصّصة في تزويد حلول التنقل الذكي.
وبدأت التجارب الحيّة تحت إشراف مركز النقل المتكامل، الذي تولى مسؤولية تسجيل المركبات ذاتية القيادة واختبارها ومنح الموافقات التشغيلية اللازمة، بما يضمن التزامها بأعلى معايير السلامة والامتثال، وتوافقها مع رؤية أبوظبي الشاملة في تطوير منظومة تنقل ذكية ومستدامة.


ويعكس المشروع التزام إمارة أبوظبي المتواصل بتشكيل مدن المستقبل من خلال الابتكار والتكامل الرقمي والمسؤولية البيئية، وكذلك تعزيز مكانة مدينة مصدر كمركز عالمي رائد لتقنيات الطاقة النظيفة، وبيئة اختبار حقيقة لحلول التنقل الذكي المستدام، فضلاً عن كونها حاضنة مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI).
ويُعد اعتماد مستوى الأتمتة الرابع خطوة نوعية في مسيرة تطوير المركبات ذاتية القيادة، إذ يُمكّن المركبة من العمل بشكل كامل دون الحاجة إلى أي تدخل بشري ضمن نطاق محدد.
وقال أحمد باقحوم، الرئيس التنفيذي لمدينة مصدر، إن الإعلان عن بدء اختبارات المستوى الرابع يمثل نقلة نوعية في قدرات المركبات ذاتية القيادة، لافتاً إلى أن هذا المشروع ينسجم مع رؤية «مصدر» الهادفة إلى رسم ملامح مدن المستقبل على أسس الابتكار والتكامل الرقمي والمسؤولية البيئية.
من جانبه قال الدكتور عبدالله الغفلي، مدير عام مركز النقل المتكامل بالإنابة، إن هذه المبادرة تمثل خطوة محورية ضمن رؤية أبوظبي لتبني تقنيات النقل المستقبلية، وتأكيداً على التزام المركز بتوفير بيئة تنظيمية متكاملة تدعم الابتكار وتسرّع اعتماد حلول التنقل الذكي، مشيراً إلى أن مركز النقل المتكامل يعمل على تمكين نموذج نقل مستدام ومرن يعزّز تنافسية الإمارة ويواكب تطلعاتها لتكون مركزاً عالمياً للمدن الذكية والتنقل المستدام.
بدوره قال علي اليافعي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «سليوشنز بلس»، إن الشراكة مع مدينة مصدر تتيح للشركة اختبار المركبات ذاتية القيادة من المستوى الرابع ضمن بيئة واقعية تجمع بين بنية تحتية متطورة والتزام راسخ بمبادئ الاستدامة، كما تسهم في تطوير تقنياتها بشكل أدق، إلى جانب إبراز الدور الذي يمكن أن تلعبه حلول التنقل المبتكرة في بناء منظومات حضرية أكثر ذكاءً وكفاءة، بما يتماشى مع مستهدفات المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.
وتوفّر مرحلة إثبات المفهوم فرصة لتقييم أداء المركبات ذاتية القيادة في بيئة واقعية تُراعي خصوصية المناخ والبنية التحتية المتطوّرة في دولة الإمارات، ما يقدّم رؤى قيّمة تدعم تطوير قطاع النقل الذكي ذاتي القيادة على المستوى العالمي.
وتسير المركبات حالياً ضمن مسار تجريبي بطول 2.4 كيلومتر يربط بين عدد من المواقع الحيوية في المدينة، مثل مبنى سيمنس، ومواقف السيارات الشمالية، وسيتي سنتر مصدر، وحديقة سنترال بارك. وفي هذا المسار، تمُر المركبات بالقرب من معالم بارزة، مثل المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، ومبنى (MC2)، ومشروع (The Link)، بما يوفّر بيئة اختبار متكاملة ومتنوعة.
وستكون المركبات، في المرحلة الأولى، مزوّدة بمشرفين داخليين لضمان السلامة خلال التشغيل، على أن يتم لاحقاً الانتقال إلى غرفة تحكّم مركزية لمتابعة التشغيل الكامل للمركبات ذاتياً مع تقدم البرنامج وتطوّره.
وتُتيح هذه المرحلة تعديل المركبات ذاتية القيادة بما يتوافق مع متطلبات دولة الإمارات والبنية التحتية التشغيلية المعتمدة فيها، وستعمل مدينة مصدر خلال فترة الاختبارات على تقييم الأداء والسلامة ومدى قابلية هذه المركبات للتكيُّف مع الظروف المختلفة، تمهيداً لدراسة توسيع نطاق تشغيلها مستقبلاً بما يتماشى مع الأنظمة والتشريعات الحكومية لإمارة أبوظبي.
وتعكس هذه المبادرة الدور الريادي الذي تلعبه مدينة مصدر في تسريع وتيرة التغيير والابتكار من خلال مجمّع التنقل الذكي التابع لها، حيث تُسهم المدينة في رسم ملامح مستقبل التنقل الحضري المستدام وتعزيز دورها كمحرك رئيسي لتطوير تقنيات الطاقة النظيفة على مستوى المنطقة والعالم، وذلك بتوفيرها بيئة اختبار واقعية لأحدث التقنيات الذكية.
وتُعد هذه الاختبارات محطة جديدة ضمن مسيرة التزام المدينة بتطوير المركبات ذاتية القيادة، إذ كانت من أوائل المدن التي أطلقت الجيل الأول من هذه المركبات في عام 2010.

 

 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مدينة مصدر

إقرأ أيضاً:

صيف الطلبة .. تجارب تُنمي القدرات وتغرس المعاني التربوية

تنوعت تجارب الطلبة خلال فترة الإجازة الصيفية بين أنشطة تعليمية وروحية وثقافية، شكّلت لكل واحد منهم محطة مختلفة للتعلم والنمو الشخصي، وقد عبّر عدد منهم عن انعكاس هذه التجارب على وعيهم وسلوكهم، مؤكدين أنها ساعدتهم على استثمار أوقاتهم في بيئات محفزة، واكتساب مهارات جديدة، وبناء علاقات إيجابية أثّرت في شخصياتهم ومسارهم المعرفي.

تجربة مختلفة

يرى فارس بن حمود العدوي، طالب بالصف الحادي عشر من ولاية بهلا، أن انضمامه إلى مركز الرياضيات السريع جاء بدافع شخصي مدعوم بتشجيع أسري، بعد أن تعرّف على المركز من خلال الإعلان المدرسي ومنشورات التواصل الاجتماعي، ويوضح أن ما حفّزه على المشاركة هو رغبته في استثمار وقته الصيفي في برامج مفيدة تخرج عن نطاق الصف التقليدي.

وفي مقارنته بين هذه التجربة وتجارب سابقة في برامج صيفية أخرى، أشار إلى أنه سبق له المشاركة في أحد برامج نادي الولاية، لكنه يعتبر تجربته في هذا المركز مختلفة تمامًا، إذ تميّز -كما يصف العدوي- بحُسن التنظيم وتنوع البرامج التعليمية، إلى جانب وجود مشرفين أكفاء وبيئة محفّزة، مضيفًا: "شعرت أنني أتعلم وأستمتع في الوقت ذاته، على عكس البرامج السابقة التي ركزت على جانب واحد فقط".

اهتمامات متنوعة

من جانبه، عبّر إبراهيم بن إسحاق المفرجي، طالب مقيد بالصف الحادي عشر من ولاية بهلا، عن ارتياحه الكبير لما لمسه من تنوع في الأنشطة التي قدمها مركز بلعرب بن سلطان لمهارات المستقبل، والذي التحق به خلال الصيف، وتحدّث عن مشاركته في برامج متعددة منها التصوير الضوئي، والبرمجة بلغة بايثون، إلى جانب أنشطة رياضية وبرامج سلوكية.

وأشار إلى أن دورة البرمجة كانت الأقرب إلى ميوله نظرًا لاهتمامه بمجال التقنية، مؤكدًا أن أسلوب الطرح التفاعلي ساعده في تعلّم أساسيات جديدة بسهولة، ويرى أن ما يميّز المركز هو مراعاته لتنوع الفئات العمرية والاهتمامات، حيث شمل البرنامج أنشطة فكرية وعلمية وفنية ورياضية.

بيئة قرآنية

أما الطالبة الريان بنت أحمد الجساسية، فبدأت حديثها بتأكيد أن مدرسة كبّارة لتعليم القرآن ليست مكانًا لحفظ الحروف فحسب، بل بيئة متكاملة تُغرس فيها القيم، وتُصنع فيها أجيال واعية تؤمن برسالة القرآن، وتقول: "أشارك كل سنة في مدرسة كبّارة، وهذا يساعدني على حفظ القرآن وفهمه من خلال المقررات والدروس التي تقدمها الأستاذات بكل عناية ووضوح، ومدرسة القرآن هي مكان النور والسعادة، نحفظ فيها كلام الله ونقرأه بأصوات جميلة، وكل آية نحفظها كنز في القلب، وحسنة في الميزان، ونور في الطريق".

قيم وتجارب ممتعة

فيما تحدّثت الطالبة رغد بنت ناصر الجساسية عن مشاركتها في المدرسة نفسها، ووصفت التجربة بأنها غنية، مشيرة إلى أنها تعلّمت كثيرًا، وأكثر ما لفت انتباهها هو الحديث عن صحابة رسول الله ﷺ، حيث أتاح لها ذلك اكتساب معلومات دينية قيّمة، إلى جانب التعرف على أسماء الله الحسنى وفهم معانيها، مضيفة: "كان صيفي جميلًا جدًا".

من جانبها، عبّرت الطالبة ميس بنت خالد الغافرية من الصف الرابع، عن إعجابها الكبير بمركز "الأمين" الصيفي، مشيرة إلى تنوع الفعاليات، ومتابعة حفظها وتصحيح تلاوتها، إلى جانب المداومة على الأذكار اليومية، واصفة تجربتها بـ"المثرية والممتعة".

فيما أكدت الطالبة تقى بنت حسين الناصرية (الصف التاسع) حرصها على المشاركة في المركز صيفًا وشتاءً، مشيرة إلى أن الفعاليات المتجددة تُثريها بمعلومات جديدة، وتساعدها على مواصلة حفظ القرآن الكريم عامًا بعد عام.

ومن مدرسة العبلة لتعليم القرآن الكريم، عبّرت مجموعة من الطالبات عن تجارب ثرية ومؤثرة، حيث أوضحت الطالبة هاجر بنت ناصر المقبالية أنها حفظت سورًا جديدة واستفادت من المراجعة والأنشطة، فيما وصفت الطالبة دانة بنت محمد الناصرية الملتقى بأنه "رائع ومتنوّع"، لما تضمّنه من دروس في التجويد وأنشطة ذهنية، كما أشارت ربى بنت علي الناصرية إلى أن تخصيص يوم الخميس للأنشطة الترفيهية، أضفى على التجربة روحًا من التوازن بين العلم والمتعة.

وذكرت نجود بنت علي الناصرية أنها تعلّمت المواظبة على الأذكار وتلاوة القرآن، فيما تحدّثت حور بنت فهد الناصرية عن تعلّم الوضوء والصلاة، وأشادت سما بنت ناصر الفارسية بالدروس المفيدة، بينما اعتبرت طيف بنت سيف الناصرية الملتقى وسيلة لاستغلال الإجازة بشكل مفيد وممتع، ووصفت وديمة بنت هلال الناصرية الملتقى بأنه "مفيد وممتع"، بينما أكدت بيان بنت أحمد الناصرية أنها اكتسبت معلومات جديدة من خلال الفعاليات والمسابقات.

أما الطالبة سبأ بنت وائل الكلبانية من مركز الحومانية لتعليم القرآن الكريم، فأشارت إلى مشاركتها في مراجعة الحفظ السابق والاستعداد لمقرر العام القادم، إلى جانب تعلّم الأخلاق الحميدة، والوضوء، والخرائط الذهنية لبعض السور، مؤكدة أن المركز جمع بين الفائدة والمتعة.

تكوين الذات

وفي مركز جامع العين بولاية إزكي، عبّر الطالب مجاهد بن محمد الخنجري، وهو في سنته الثالثة بالمركز، عن تجربته قائلًا: "ليست مجرد وسيلة لملء وقت الفراغ، بل هو محطة لبناء الذات وتنمية المهارات، وكل سنة أشارك أزداد يقينًا بأهميتها في صقل الشخصية علميًا وروحيًا".

كما عبّرت الطالبة تقوى بنت وليد الرواحية عن امتنانها للتجربة في مركز إزكي الصيفي الداخلي التي وصفتها بالنعمة، قائلة: "نعيش أجواء إيمانية تُحيي القلب وتُنعش الروح، وننهل من مجالس الذكر والسكينة، وتزرع فينا حب التفقه في الدين، لأكون فتاة تحمل رسالة دعوية معاصرة".

وأكدت الطالبة رقية بنت عبدالله الفهدية، السنة الخامسة بالمركز ذاته، أن المركز منحها نقلة نوعية في توجيه طاقتها، مشيدة بالنظام والمنهج والبيئة الداعمة، وقالت: "أشعر أنني أسير بخطى ثابتة في مساري العلمي والديني، وهذا ما كنت أبحث عنه منذ البداية".

تُبرز هذه التجارب الطلابية أن الإجازة الصيفية حين تُستثمر في بيئات تعليمية وإيمانية محفّزة، تتحول إلى فرصة حقيقية لبناء الذات وتوسيع الأفق؛ فقد وجد الطلبة في هذه البرامج مساحات للنمو والتعبير، ومجالات لاكتشاف القدرات وتوجيه الطاقات، في إطار تربوي يسهم في تشكيل جيل أكثر وعيًا وصلابة وقيمًا.

مقالات مشابهة

  • صيف الطلبة .. تجارب تُنمي القدرات وتغرس المعاني التربوية
  • مصدر تطلق تجارب المستوى الرابع للمركبات ذاتية القيادة.. نحو مستقبل ذكي ومستدام
  • سيارة بمليار دولار.. لن تصدق نوع الماركة
  • مدينة مصدر تبدأ تجارب المستوى الرابع للمركبات ذاتية القيادة
  • أول سيارة أجرة ذاتية القيادة تحصل على مخالفة مرورية في العالم
  • المسند يروي تجربة تجسد طول وقت العصر صيفًا وسهولة التنقل بين مدن القصيم
  • كود الطرق السعودي يحدد معايير البنية التحتية للمركبات ذاتية القيادة
  • الإيقاع بشبكة إجرامية منظمة مختصة في التهريب الدولي للمركبات بوهران
  • الايقاع بشبكة اجرامية منظمة مختصة في التهريب الدولي للمركبات بوهران