محللون إسرائيليون: علينا إعادة تعريف أخلاقيات الجيش وطهارة السلاح
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
تناول الإعلام الإسرائيلي الانتقادات المتزايدة لإسرائيل بسبب آلية توزيع المساعدات على الفلسطينيين في قطاع غزة والتي أدت -وفق الأمم المتحدة– لاستشهاد أكثر من ألف مدني بالرصاص خلال سعيهم للحصول على الطعام. كما انتقد محللون استمرار عملية "عربات جدعون" التي قالوا إنها أصبحت عديمة الجدوى.
فقد ركزت القناة 12 على شهادة جندي أميركي سابق أبلغها بأنه لم يعد قادرا على مواصلة العمل مع الشركة الأميركية المسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة، بعدما شاهد المدنيين العزل يُقتلون دون سبب.
ولم تكشف القناة الإسرائيلية عن هوية الجندي الذي قال إنه عمل مع الجيش الأميركي لمدة 25 عاما وإنه شارك في 12 معركة خلال 4 حروب، لكنه لم ير أبدا استخدام السلاح ضد المدنيين الأبرياء العزل بهذه الطريقة.
ووفقا لهذا الجندي السابق فإن ما يجري في غزة حاليا لا يمكن إصلاحه أبدا وإنما يجب وضع حد له، فقد شاهد القوات الأميركية ترش علبة كاملة من رزاز الفلفل في وجه رجل فلسطيني كان يجثو على يديه وركبتيه لجمع حبات المعكرونة من على الأرض.
وعندما حاولت الفرق الأميركية إبعاد الفلسطينيين عن المكان عبر الصراخ والمطالبة بالذهاب بعيدا، لم يكن هذا الرجل مسلحا لكن الفرقة الأميركية رشت علبة كاملة من رزاز الفلفل على وجهه وهذا أمر قاتل، وفق الجندي الأميركي.
ومرة أخرى كان هذا الجندي يقف قرب سيدتين فألقى أحد الموظفين الأميركيين قنبلة صوت بينه وبينهما فأصابت إحداهما في وجهها، وأسقطتها على الأرض ويبدو أنها قتلت.
وذات مرة انتهى الفلسطينيون من الحصول على المساعدات، فبدأ الجنود الأميركيون إطلاق النار على أرجلهم لإبعادهم من المكان.
مسؤولية إسرائيلوتعليقا على هذه الشهادة، قالت كيرن بتسلئيل مراسلة الشؤون الدولية بالقناة 12 إن إطعام مليوني فلسطيني في القطاع ليست مسؤولية حماس، وإنما مسؤولية إسرائيل لأنها تسيطر على القطاع وإن لم تكن صاحبة السيادة عليه (أي قوة احتلال).
إعلانكما إسرائيل وفق بتسلئيل "هي التي تتفاخر بأنها تسيطر على ما يصل إلى 80% من مساحة القطاع، وعلى كافة حدوده، وتفرض عليه حصارا مبررا، ومن ثم فإن عليها أن تحدد إلى متى ستظل مسؤولة عن مليونين من السكان".
أما محلل الشؤون السياسية في القناة نفسها أمنون أبراموفيتش، فقال إنه "لا يمكن مواصلة ما يحدث في غزة باسمنا وبأيدينا" وإن على إسرائيل إعادة صياغة "أخلاقيات الجيش" ومصطلح "طهارة السلاح".
ولفت أبراموفيتش إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يتحدث ورفاقه (من المتطرفين) عن "ريفييرا" في غزة وفق رؤيتهم المرتبطة بتهجير السكان، هو نفسه الذي دعا في السابق لمحو قرية حوارة من على وجه الأرض.
عملية عديمة الجدوى
وفي حين تقول قيادة الجيش إن عملية "عربات جدعون" -التي طالبت بشنها قبل شهرين- باتت أقل جدوى وأكثر إيلاما لإسرائيل، يرى الرئيس الأسبق للأركان دان حالوتس أنها "عديمة الجدوى".
ويجب على قادة الجيش -حسب حالوتس- تغيير اسم هذه العملية إلى "حفارات جدعون" أو "جرافات جدعون" في إشارة إلى جرافات وحفارات جيش الاحتلال التي تدمرها المقاومة بشكل شبه يومي.
فلم يعد هدف هذه العملية واضحا لأي شخص، كما أن تأكيد رئيس الأركان إيال زامير أنها استنفدت أهدافها "يعني أن عليه هو وقائد سلاح الجو أن يقولا وبوضوح: كفى" وفق حالوتس متسائلا "أي جدوى عسكرية تحققها إسرائيل من مقتل جنودها في عملية لم تكن ضرورية منذ البداية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات فی غزة
إقرأ أيضاً:
سلام: الجيش اللبناني يوسع وجوده بالجنوب وخطط نزع السلاح تسير بشكل صحيح
قال رئيس وزراء لبنان نواف سلام إن خطط نزع السلاح بالجنوب تسير بشكل صحيح، وأكد أن الجيش اللبناني يوسع وجوده في المنطقة وخاصة في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل.
وأكد سلام في حديث لبلومبرغ نشر اليوم الخميس استعداد لبنان للمضي في مفاوضات مع إسرائيل، وستسعى للحصول على دعم أميركي من أجل تحقيق تقدم في المفاوضات.
وعرض الرئيس اللبناني جوزف عون في وقت سابق مناقشة قضايا الحدود البرية وانسحاب إسرائيل من المناطق التي احتفظت بها بعد الحرب التي شنتها خلال العام الماضي، وقال سلام "أكرر نفس العرض بالاستعداد للتفاوض مع إسرائيل".
غير أن سلام أكد أن العرض اللبناني لم يلق ردا من إسرائيل، وأضاف "هذا أمر محير بالنسبة لي. يطلبون مفاوضات وعندما نظهر استعدادنا لا يوافقون. هذا أمر سأطرحه مع الأميركيين".
وبعد عام على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تتهم إسرائيل الحكومة في بيروت بعدم القيام بما يكفي للوفاء بجانبها من الاتفاق، مركزة على مطلب نزع سلاح حزب الله.
وقال سلام إن خطط نزع السلاح في الجنوب "تسير على المسار الصحيح" وإن الجيش اللبناني يوسع وجوده هناك، خصوصًا في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل.
وأوضح أن المرحلة الأولى تركز على جنوب لبنان ومن المقرر استكمالها بحلول نهاية الشهر، وتشمل المراحل اللاحقة بيروت وسهل البقاع.
ووصف حزب الله خطة الجيش اللبناني بأنها "خطأ جسيم" وتعهد بعدم التخلي عن سلاحه، متهمًا الحكومة بتنفيذ رغبات إسرائيل.
اتهامات لإسرائيلوأكد رئيس الوزراء اللبناني أن إسرائيل هي الطرف الذي لا يلتزم بشروط اتفاق وقف إطلاق النار.
وتخرق إسرائيل الاتفاق بشكل مستمر عبر غارات عل مواقع مختلفة في لبنان، أوقعت إحداها 13 قتيلا أمس الأول إثر استهداف مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوبي لبنان.
كما يواصل الجيش الإسرائيلي التمركز في 5 مواقع مرتفعة على طول الحدود الجنوبية للبنان، والتي قال سلام إنها لا تقدم أي قيمة إستراتيجية في ظل وجود طائرات مسيّرة وأقمار صناعية حديثة ذات قدرات مراقبة أفضل بكثير.
إعلانوأضاف "هذه المواقع ليس لها قيمة عسكرية أو أمنية، إنها أداة للضغط على اللبنانيين".
أما بالنسبة لإسرائيل، فإن هذه النقاط الخمس تمنحها عمقا إستراتيجيا لمراقبة حزب الله، الذي تقول إنه يسعى لإعادة بناء قدراته العسكرية.
وتقول الحكومة اللبنانية إنها لا تملك أدلة على محاولة حزب الله إعادة التسلح، وأكد سلام أن الجيش يجب أن يبقى يقظا وقد عزز سيطرته على طرق التهريب، خصوصا على الحدود مع سوريا.
وفي ظل اتهامات من الولايات المتحدة بأن لبنان يتحرك ببطء في ملف نزع السلاح، قال سلام "لماذا لا يمكننا التحرك بسرعة أكبر؟ أولًا: نحن بحاجة لتجنيد المزيد في الجيش، ونحتاج لتجهيز الجيش بشكل أفضل، ونحتاج لزيادة رواتب الجيش".
وأضاف أنه يعمل مع فرنسا والسعودية لعقد مؤتمر للمانحين لدعم إعادة الإعمار والتعافي في البلاد، وأن الحكومة تحرز تقدمًا أيضًا في مشروع قانون لسد فجوة تقدر بنحو 80 مليار دولار في القطاع المالي، آملاً أن يساعد ذلك في الإفراج عن تمويلات ضرورية من صندوق النقد الدولي.
وأكد سلام أن هناك فرصة للتغيير في المنطقة وأن لبنان "لن يفوّت الفرصة" هذه المرة.