تناول الإعلام الإسرائيلي الانتقادات المتزايدة لإسرائيل بسبب آلية توزيع المساعدات على الفلسطينيين في قطاع غزة والتي أدت -وفق الأمم المتحدة– لاستشهاد أكثر من ألف مدني بالرصاص خلال سعيهم للحصول على الطعام. كما انتقد محللون استمرار عملية "عربات جدعون" التي قالوا إنها أصبحت عديمة الجدوى.

فقد ركزت القناة 12 على شهادة جندي أميركي سابق أبلغها بأنه لم يعد قادرا على مواصلة العمل مع الشركة الأميركية المسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة، بعدما شاهد المدنيين العزل يُقتلون دون سبب.

ولم تكشف القناة الإسرائيلية عن هوية الجندي الذي قال إنه عمل مع الجيش الأميركي لمدة 25 عاما وإنه شارك في 12 معركة خلال 4 حروب، لكنه لم ير أبدا استخدام السلاح ضد المدنيين الأبرياء العزل بهذه الطريقة.

ووفقا لهذا الجندي السابق فإن ما يجري في غزة حاليا لا يمكن إصلاحه أبدا وإنما يجب وضع حد له، فقد شاهد القوات الأميركية ترش علبة كاملة من رزاز الفلفل في وجه رجل فلسطيني كان يجثو على يديه وركبتيه لجمع حبات المعكرونة من على الأرض.

وعندما حاولت الفرق الأميركية إبعاد الفلسطينيين عن المكان عبر الصراخ والمطالبة بالذهاب بعيدا، لم يكن هذا الرجل مسلحا لكن الفرقة الأميركية رشت علبة كاملة من رزاز الفلفل على وجهه وهذا أمر قاتل، وفق الجندي الأميركي.

ومرة أخرى كان هذا الجندي يقف قرب سيدتين فألقى أحد الموظفين الأميركيين قنبلة صوت بينه وبينهما فأصابت إحداهما في وجهها، وأسقطتها على الأرض ويبدو أنها قتلت.

وذات مرة انتهى الفلسطينيون من الحصول على المساعدات، فبدأ الجنود الأميركيون إطلاق النار على أرجلهم لإبعادهم من المكان.

مسؤولية إسرائيل

وتعليقا على هذه الشهادة، قالت كيرن بتسلئيل مراسلة الشؤون الدولية بالقناة 12 إن إطعام مليوني فلسطيني في القطاع ليست مسؤولية حماس، وإنما مسؤولية إسرائيل لأنها تسيطر على القطاع وإن لم تكن صاحبة السيادة عليه (أي قوة احتلال).

إعلان

كما إسرائيل وفق بتسلئيل "هي التي تتفاخر بأنها تسيطر على ما يصل إلى 80% من مساحة القطاع، وعلى كافة حدوده، وتفرض عليه حصارا مبررا، ومن ثم فإن عليها أن تحدد إلى متى ستظل مسؤولة عن مليونين من السكان".

أما محلل الشؤون السياسية في القناة نفسها أمنون أبراموفيتش، فقال إنه "لا يمكن مواصلة ما يحدث في غزة باسمنا وبأيدينا" وإن على إسرائيل إعادة صياغة "أخلاقيات الجيش" ومصطلح "طهارة السلاح".

ولفت أبراموفيتش إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يتحدث ورفاقه (من المتطرفين) عن "ريفييرا" في غزة وفق رؤيتهم المرتبطة بتهجير السكان، هو نفسه الذي دعا في السابق لمحو قرية حوارة من على وجه الأرض.

عملية عديمة الجدوى

وفي حين تقول قيادة الجيش إن عملية "عربات جدعون" -التي طالبت بشنها قبل شهرين- باتت أقل جدوى وأكثر إيلاما لإسرائيل، يرى الرئيس الأسبق للأركان دان حالوتس أنها "عديمة الجدوى".

ويجب على قادة الجيش -حسب حالوتس- تغيير اسم هذه العملية إلى "حفارات جدعون" أو "جرافات جدعون" في إشارة إلى جرافات وحفارات جيش الاحتلال التي تدمرها المقاومة بشكل شبه يومي.

فلم يعد هدف هذه العملية واضحا لأي شخص، كما أن تأكيد رئيس الأركان إيال زامير أنها استنفدت أهدافها "يعني أن عليه هو وقائد سلاح الجو أن يقولا وبوضوح: كفى" وفق حالوتس متسائلا "أي جدوى عسكرية تحققها إسرائيل من مقتل جنودها في عملية لم تكن ضرورية منذ البداية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات فی غزة

إقرأ أيضاً:

وسط تأكيد الالتزام بالانتخابات.. لبنان: مداولات خطة الجيش بشأن السلاح «سرية»

البلاد (بيروت)
في خطوة تعكس حساسية المرحلة الأمنية والسياسية في لبنان، قررت الحكومة اللبنانية إبقاء مضمون خطة الجيش المتعلقة بحصر السلاح سرياً، في وقت تتابع فيه المؤسسة العسكرية تنفيذ مراحل الخطة الميدانية ضمن ما يُعرف ببرنامج “درع الوطن”، الهادف إلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
وأعلن وزير الإعلام بول مرقص، عقب جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت برئاسة الرئيس جوزيف عون في القصر الجمهوري، أن الحكومة اطلعت على التقرير الشهري الأول للجيش بشأن تنفيذ الخطة، مؤكداً أن المجلس قرر الإبقاء على مضمونها وجميع المداولات سرّية، حفاظاً على دقة الإجراءات وسلامة المناطق التي تشملها.
وأضاف مرقص أن الجيش سيواصل رفع تقاريره الشهرية للحكومة بصورة منتظمة، مشيراً إلى تمسك الرئيسين عون وسلام بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مع ترك مسألة تحديد القانون الانتخابي للمجلس النيابي، نافياً وجود أي نية لتأجيل الاستحقاق.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من إعلان الحكومة في الخامس من سبتمبر الماضي موافقتها على خطة الجيش من خمس مراحل متكاملة تبدأ من جنوب الليطاني، مروراً بمناطق البقاع وبيروت وضواحيها، وصولاً إلى تعميم حصر السلاح على الأراضي اللبنانية كافة.
وكان قائد الجيش، العماد ردولف هيكل، قد أجرى قبل الجلسة جولة ميدانية في الجنوب، أكد خلالها أهمية إعادة انتشار الجيش لضمان بسط سلطة الدولة واستعادة الاستقرار في المناطق الحدودية، في ظل توتر متقطع مع إسرائيل وتنامي المخاوف من عودة المجموعات المسلحة غير الشرعية.
ويرى مراقبون أن إبقاء تفاصيل الخطة طي الكتمان يعكس حساسية الملف الأمني وتداخل العوامل الداخلية والإقليمية التي تواجهها بيروت، فيما يُعدّ نجاح الخطة اختباراً جدياً لقدرة الدولة اللبنانية على فرض سيادتها ونزع السلاح من خارج مؤسساتها الرسمية بعد سنوات من الجدل والانقسام السياسي حول هذا الملف المعقّد.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يرفض إعطاء الجيش معلومات عن الأنفاق والمنشآت
  • بوتين يكشف المساحة التي يسيطر عليها الجيش الروسي في أوكرانيا
  • وسط تأكيد الالتزام بالانتخابات.. لبنان: مداولات خطة الجيش بشأن السلاح «سرية»
  • الحكومة تبحث خطة الجيش لحصر السلاح في لبنان
  • محللون: نزع سلاح حزب الله بالقوة قرار غير عقلاني في ظل تغول إسرائيل
  • الجيش اللبناني يرفع تقريره الأول حول خطة “حصرية السلاح”
  • وزير الإعلام اللبناني: الإبقاء على مضمون خطة الجيش بشأن حصرية السلاح
  • محللون إسرائيليون يشككون بنجاح خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة
  • غريتا ثونبرغ.. السويدية التي تثير هستيريا إسرائيل
  • المرحلة الثانية من الخطة الأميركية بشأن غزة لن تكون سهلة