جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-06@18:47:29 GMT

لن نرد الآن

تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT

لن نرد الآن

ريم الحامدية

[email protected]

نعيش بين كلمات تُقال على عجل، وتصرفات لا تشبه أصحابها، ومواقف تُشوّهها زاوية الرؤية، وبين كل هذا الضجيج الذي نشعر به، لا ينجو إلا من يمتلك فنّ التغافل. ونتساءل: هل كل ما يُقال يُقصد؟ وهل كل ما يُقصد يستحق الرد؟

ذلك لا يعني الجهل، بل الوعي العميق بأنّ القلب لا يحتمل أن يُركّز في كل الهفوات.

نحن لا نعيش في فراغ، بل في عالم يعجّ بالزلات، بالنظرات التي تُفهم خطأ، بالكلمات التي تُقال بنصف نيّة، وبمواقف لا تُفسّر كما يُراد لها، وفي أعماق كلّ واحدٍ منا حيز صغير للحرب، وآخر للسلام، فنصبح أمام خيارين: أن نحمل السيوف، أو أن نرفع راية الرحمة.

إنّ التغافل في حقيقته ليس هروبًا، بل اختيار ذكي للسلام، وهو عزم داخلي أن نبقي أرواحنا طافية على سطح الحياة بدلًا من أن تغرق في طين التفاصيل.
أكاد أجزم بأنّ في الصمت رحمة، وفي التغافل نجاة، ولكن رغم كل هذا، يجب أن تكون الصراحة حاضرة.

إنّ في التغافل بُعدًا إنسانيًا راقيًا يعلّمنا كيف نُحبّ دون شروط، وكيف نصون العلاقات من السقوط في هاوية التدقيق.

هل جرّبت يومًا أن ترى الموقف بعيون غيرك؟ أن تفهم الظرف بدلًا من أن تحكم على الفعل؟

ففي تغافلنا عن زلّة الصديق بقاء للود، وفي تغاضينا عن خطأ العائلة حفظ للبيت، وفي تجاوزنا عن هفوة الغريب ارتقاء بالمجتمع نحو الرحمة، ففي الحب، والزواج، والأخوّة نحتاج من يمنحنا مساحات للخطأ، أن يُحبّنا أحدهم رغم زلاتنا، أن يرى غضبنا ويعذر، أن يسمعنا ونحن نبدو قساة، ويعرف فينا تعبًا لا يُقال.

التغافل في العلاقات ليس تهاونًا، بل هو اختيار ناضج في أن نبقي الصورة الكبيرة رغم الخدوش، وأن نبقي القلب دافئًا ولو مرّت فيه رياح باردة.

فحين نغضّ الطرف عن عثرة القريب، نبقي الباب مواربًا للحب، وحين نتجاوز سوء الفهم، نمنح العلاقة عمرًا جديدًا، وحين نتغافل عن الزلات، نحن لا نبرّر، بل نرحم.

وكما قالت الكاتبة العربية مي زيادة: "القلوب التي تعي، لا تحتاج إلى كثير من التبرير، يكفيها الشعور".

فنختار التغافل حين نريد أن نبقى خفافًا، حين لا نريد لكل زلّة أن تجرّنا إلى هاوية العتاب، حين نختار أنفسنا لا غضبنا، وحين نختار العلاقة لا الانتصار، وحين نؤمن أن العافية في التغافل، وأنّ كل نفس تُرهق بما تُصرّ على حمله.

وها نحن هنا بين حروف لم تُقَل، وقلوب تُخطئ وتغفر بصمت، لا نعرف متى ينتهي الحديث، ولا متى تبدأ الرحلة.

وفي عالم لا يتوقّف عن الانكسار، يبقى التغافل السحر الخفيّ الذي يجعلنا نعيد ترتيب الفوضى بأيدٍ رقيقة، ونرسم على جراحنا ابتسامة لا تُرى إلا في صمت العيون.

ففي التغافل يكمن سر الحياة.

وفي هذا العالم المثقل بالافتراضات والتأويلات والكلام، لا أحد ينجو إلا من خفّف عن قلبه.

فالتغافل ليس تنازلًا عن الكرامة، بل تمسّك بالطمأنينة، فامضِ ولا تُفسّر كثيرًا، تجاوز ولا تُعاتب طويلًا، تغافل، لأن قلبك أحقّ بالسلام.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی التغافل

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: المساعدات التي دخلت غزة غير كافية

جنيف-سانا

أكدت الأمم المتحدة أن كمية المساعدات التي دخلت قطاع غزة لا تزال غير كافية، مؤكدة استمرار الاحتلال الإسرائيلي بوضع العراقيل أمام ذلك.

ونقل موقع أنباء الأمم المتحدة عن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” يانس لاركيه قوله في مؤتمر صحفي: إن “الاحتياجات داخل غزة هائلة إلى درجة تستدعي دخول “مئات ومئات ومئات الشاحنات، ليس فقط يومياً، بل لأشهر، وربما لسنوات قادمة” مشيراً إلى أن غزة على شفا المجاعة والمساعدات وحدها لا تحل المشكلة.

وحول نقص إمدادات الغذاء والوقود أكد لاركيه “أن الأمم المتحدة تمكنت الإثنين الماضي من جمع نحو 200 ألف ليتر من الوقود من معبر كرم أبو سالم في القطاع، لكن الكميات المحدودة لا تكفي”.

وأوضح المتحدث أن ” الفرق بين كمية المساعدات الضئيلة جداً التي وصلت الآن والاحتياجات الهائلة التي يموت الناس بسببها فعليا هو فرق غير متناسب”، مبيناً أنّ المساعدات مجانية ويوجد آلاف الأطنان منها -بما في ذلك المساعدات الغذائية- على مشارف غزة.

ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، هناك حاجة إلى 600 شاحنة يومياً على الأقل لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لأكثر من مليوني شخص في قطاع غزة.

بدورها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أن دخول بعض الإمدادات الغذائية إلى غزة يمثل جزءاً ضئيلاً مما هو مطلوب، مشيرة إلى أن سوء التغذية بين الأطفال في غزة يصل إلى مستويات كارثية.

وحذرت اليونيسف من أن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد مهددون بالموت؛ لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي أو الحصبة وغيرها من الأمراض الفتاكة بعشر مرات من الأطفال الأصحاء.

الأمم المتحدة قطاع غزة 2025-08-06hadeilسابق بحضور الرئيس الشرع بدء مراسم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية انظر ايضاً ارتقاء 20 فلسطينياً وإصابة العشرات جراء انقلاب شاحنة مساعدات بقطاع غزة

القدس المحتلة-سانا ارتقى 20 فلسطينياً وأصيب العشرات اليوم جراء انقلاب شاحنة كانت محملة بالمساعدات، فوق …

آخر الأخبار 2025-08-06بحضور الرئيس الشرع بدء مراسم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية 2025-08-06المبعوث الأمريكي الخاص الى سوريا توماس باراك خلال حضوره مراسم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية في قصر الشعب بدمشق: الأرض السورية تنتج العظماء، ودمشق تعتبر مركزاً للتجارة والنقل منذ آلاف السنين. 2025-08-06الهلالي: اليوم نفتح الباب نحو مستقبل من التعاون، يقوم على أسس من القانون والشفافية، ويستند إلى إرادة السوريين وعزيمتهم التي لا تكسر. 2025-08-06الهلالي: هذه المشاريع ليست مجرد استثمارات عقارية أو بنى تحتية، بل هي محركات لتوليد فرص العمل، وجسور ثقة بين سوريا والمستثمرين العالميين. 2025-08-06الهلالي: من أبرز هذه المشاريع مطار دمشق الدولي باستثمار يبلغ 4 مليارات دولار، ومترو دمشق باستثمار 2 مليار دولار، ومشروع حيوي للبنية التحتية والتنقل الحضري، وأبراج دمشق باستثمار 2 مليار دولار، وأبراج البرامكة باستثمار 500 مليون دولار، ومول البرامكة باستثمار 60 مليون دولار. 2025-08-06رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي: اجتماعنا اليوم ليس مجرد مناسبة رسمية، بل هو إعلان واضح وصريح أن سوريا منفتحة للاستثمار، عازمة على بناء مستقبل مزدهر، ومستعدة للعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا الموثوقين لكتابة فصل جديد من النهوض والبناء. 2025-08-06رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي: اجتماعنا اليوم ليس مجرد مناسبة رسمية، بل هو إعلان واضح وصريح أن سوريا منفتحة للاستثمار، عازمة على بناء مستقبل مزدهر، ومستعدة للعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا الموثوقين لكتابة فصل جديد من النهوض والبناء. 2025-08-06بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع بدء مراسم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية في قصر الشعب بدمشق 2025-08-06الهلال الأحمر السوري يتسلم عيادتين متنقلتين ضمن منحة من صندوق الأمم المتحدة للسكان 2025-08-06حملة شفاء 2 في حمص: أكثر من 70 عملية جراحية مجانية حتى الآن

صور من سورية منوعات اكتشاف معبد عمره 6 قرون وسط تركيا 2025-08-06 اكتشاف أحفورة لتمساح منقرض بالسودان تعود لـ 90 ألف سنة 2025-08-05
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • أمريكا التي عرفناها.. تنسرب من أيدينا
  • الأمم المتحدة: المساعدات التي دخلت غزة غير كافية
  • عن الذين تزبَّبُوا قبل أن يتَحصرَموا.. مأساةُ العقول التي نضجت في الوهم
  • فيروز التي أَسْعَدت في يوم حزنها
  • هذه التخصصات التي توجه إليها المتفوقون في باك 2025
  • الجزيرة ترصد معاناة كبار السن في ظل المجاعة التي تضرب قطاع غزة
  • ترمب: لا مساعدات للولايات والمدن الأميركية التي تقاطع إسرائيل
  • الأمم المتحدة: المساعدات التي تصل غزة لا تكفي
  • الحرب التي أيقظت الحقيقة بين إيران وإسرائيل