جريدة الوطن:
2025-05-25@19:08:49 GMT

تأملات تربوية من سورة يوسف

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

«.. وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا..»

يأتون بالمجرم الذي ثبتت عليه الجريمة، ويضعونه في مسرح الجريمة، ويأمرونه أن يتتبع الأحداث خطوة خطوة منذ بدء تنفيذها إلى نهايتها، وكيفية استخدام السلاح ـ مثلًا ـ وكيفية التلويح بإصبعه بزناد القتل وهكذا بالتفصيل الواقعي الدقيق.
فإن ذلك يجعل من المجرم يتأثر تأثّرًا عميقًا يحتمل أن يؤدي به إلى التوبة والاتعاض، فضلًا على إفادتهم (أي: محققو الجنايات) خبرة بحيثيات تنفيذ الجرائم، للتحرز من وقوعها مستقبلا في المجتمع.


ولعلهم عرفوا أم لم يعرفوا أن ذلك ما فعله نبيهم يوسف (عليه السلام)، فقد هيأ لهم مسرح جريمتهم، ووضع معالم تنفيذها، فأصعدهم عليها ليعيدوا مسرحية ما فعلوه بيوسف من تفريط وتغريب مع أخيه بنيامين، ووضع صواع الملك في رحله ليتهموه بالسرقة كما اتهموه بالسرقة.. فعادت عليهم ويلات الأب تمامًا كما كانت وقت جريمتهم الأولى.. كل تلك المشاهد والآلام المصاحبة لها عادت إليهم من جديد لتهز نفسياتهم من داخلها وتفتح الجروح طرية غضة، وكل مجرم يعلم أنه أذنب، فلما أعيد لتمثيل ذنبه تأتيه صدمة مصحوبة بالندم فوق تكابره عليها. إنّ هذا علم متقدم جدا وعميق جدا داخل في براثن علم النفس.. ألم تعلموا الآن مدى قوله تعالى:(نحن نقص عليك أحسن القصص)؟ ومدى تربيته ليوسف (وكذا باقي رسله) والعلم الذي آتاه (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذاك نجزي المحسنين)؟ كل ذلك يعزز يقيننا بالله العظيم وقرآنه الحكيم، وأنبيائه المعلمين البارعين.

سامي السيابي
فريق ولاية بدبد الخيري

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هل تجوز قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور؟.. الأزهر يُجيب

هل يجوز قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.


وقال مركز الأزهر، عبر موقعه الرسمى: إن قراءة القرآن الكريم من الأمور التي تجلب لصاحبها البركة والثواب والأجر من الله- عز وجل-؛ ومن السور التي ورد في فضل قراءتها عدة أحاديث: سورة "يس"؛ فعن معقل بن يسار- رضي الله عنه-، أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «و"يس" قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أحمد.


وأشار الى أن قراءة سورة "يس" لها فضل كبير، ولقارئها ثواب عظيم من الله عزَّ وجلَّ، وقد قرر فريق من العلماء جواز قراءة سورة يس" بنية قضاء الحاجات وتفريج الكربات -كالسعة في الرزق وقضاء الدين وتيسير الحاجات ونحو ذلك من أمور الخير- وأن مَنْ قرأها متيقنًا بأن الله- عزَّ وجلَّ- سيقضي حاجته ببركة قراءة القرآن وسورة "يس" حصل له مقصوده بإذن الله.
 

حكم استخدام العطور ومزيلات العرق أثناء الإحرام.. عالم أزهري يجيبمرصد الأزهر يدين هجوم محطة هامبورغ: أفعال تتنافى مع المبادئ الإنسانيةهل مات الرسول متأثرا بالسم؟ عالم أزهري يحسم الجدل في كيفية وفاة النبيهل تترك صلاة الجمعة إذا اجتمعت مع العيد في يوم واحد؟ .. توضيح من الأزهر و الإفتاء

عجائب سورة يس
لعل من عجائب سورة يس تأتي أسمائها التي تدل على فضلها، فقد ذكِر في تفسير الطنطاويّ -رحمه الله- أنّ سورة يس سُميّت بالمعمّة، أو المدافعة، أو القاضية، ووجه المعنى في ذلك أنّها تعمّ صاحبها بخيريّْ الدنيا والآخرة، كما أنها تُدافع عنه وتدفع عنه السوء، وتقضي له حوائجه بأمر الله وفضله، وقد سُمّيت كذلك بحبيب النجّار؛ وذلك لِما جاء في السورة من ذِكر قصة الرجل الذي جاء يسعى من أقصى القرية، وهو حبيب النجّار، وقد ورد ذلك عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنه-.

وورد في الأثر أن "سورة يس لما قرأت له"، أي أن الشخص الذي يتمنى أو يريد تحقيق شيء معين فليقرأ سورة يس بنية قضاء هذه الحاجة"، كما أن "جميع سور القرآن الكريم فيها بركة وهدى فإذا ما قرأنا أي سورة أو آية بنية تفريج الهم والكرب أو قضاء الحاجة فسيستجيب الله"، وقد قال أهل الله- تعالى- عن سورة يس إنها تقضي الحاجة، فعليكِ بها ولا مانع أن تقرأها في أي وقت ولا يشترط أن تكون ليلة الجمعة".

وقد روي حديثًا في فضل سورة يس، أنّها لما قرئت له، وقصدوا في ذلك أنّ قراءة سورة يسفيها قضاء للحوائج وتسهيل لها، والحقيقة أنّه لا يجوز نسبة ذلك إلى السنة النبوية، وأقوال العلماء والتابعين لإنكارهم هذا الحديث، ومثال عليهم العلامة السخاوي الذي قال إنّه لا أصل للحديث بهذا اللفظ، وقال ابن كثير في تفسيره أنّ من خصائص فضل سورة يس أنها ما قرأت لشيء أو أمر عسير إلا يسره الله، وهذا القول لا يمكن نسبته إلى الله تعالى أو رسوله –صلى الله عليه وسلم- إنّما ينسب إلى قائله فيقع الصواب والخطأ عليه.

طباعة شارك سورة يس يس هل يجوز قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور الأزهر

مقالات مشابهة

  • دفاع الطالب المعتدى عليه من طفل المرور: يوسف استعاد وعيه
  • ملايين البنغول و193 ألف فيل.. شبكات الجريمة تقوّض برية أفريقيا
  • الفكرة لا تموت: تأملات في تشظي الدولة واستدعاء الوطن
  • هل تجوز قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور؟.. الأزهر يُجيب
  • الإمارات تشارك في الدورة الـ 34 للجنة الأمم المتحدة لمنع الجريمة والعدالة الجنائية في فيينا
  • وفد دولة الإمارات يشارك في دورة للجنة الأمم المتحدة لمنع الجريمة والعدالة الجنائية في فيينا
  • لم يطلب أجرا على التلاوة.. قصة حياة الشيخ السيد سعيد أشهر من قرأ سورة يوسف
  • مسئولو الإسكان يتابعون المشروعات الجاري تنفيذها بالقرى السياحية بالساحل الشمالي
  • التعرّي أمام الذات: تأملات في هدم أقنعة الزيف وبزوغ الحقيقة من رماد الخداع
  • دعاء لزوال الهم والحزن يوم الجمعة.. ردده بيقين