الدماغ يتسبب بمشكلة خطيرة لمرضى السكري واستهدافه قد يحلها
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
كشف تحليل جديد أجراه باحثون من الولايات المتحدة أن إعطاء هرمون اللبتين -الذي يمنح الشعور بالشبع- يمكن أن يعالج أحد المضاعفات الخطيرة التي تحدث كنتيجة لغياب الإنسولين وتعرف باسم الحماض الكيتوني السكري.
ويلعب الدماغ دورا رئيسيا في تحفيز الحماض الكيتوني السكري، وفقا للتحليل الجديد المستند إلى أبحاث سابقة.
ويحدث الحماض الكيتوني السكري عندما يعجز الجسم عن إنتاج الإنسولين الذي يساعد على استخدام الغلوكوز (سكر الدم) كمصدر للطاقة، وعندها يبدأ في تكسير الدهون للحصول على الطاقة.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى تراكم السكر غير المستخدم والأحماض الكيتونية الناتجة عن استخدام الدهون لإنتاج الطاقة في الدم مما يهدد الحياة، وعادة ما يلجأ الأطباء لإعطاء الإنسولين لمعالجة هذه المضاعفات.
واكتشف فريق البحث أن اللبتين يمكن أن يساهم في حل مشكلة الحماض الكيتوني السكري عام ٢٠١١ عندما حقنوا لأول مرة هرمون اللبتين في أدمغة جرذان وفئران مصابة بداء السكري من النوع الأول. في البداية لم يحدث شيء، لكن بعد أربعة أيام اندهشوا عندما أصبحت مستويات الغلوكوز والكيتون في دم الحيوانات طبيعية تماما رغم نقص الإنسولين الحاد المستمر، ولم يكن مجتمع أبحاث السكري يعرف ما يجب فعله بهذا الاكتشاف في ذلك الوقت.
وبعد عقد من الزمان نُشر تحليل يشرح كيف يؤثر اللبتين في الدماغ وكيف يمكن استخدامه في العلاجات المستقبلية، وذلك في دراسة نشرت في الأول أغسطس/آب الجاري في مجلة التحقيقات السريرية، وكتب عنه موقع يوريك أليرت.
وفقا للباحث المشارك في الدراسة الدكتور مايكل شوارتز أستاذ الطب بقسم التمثيل الغذائي والغدد الصماء والتغذية في كلية الطب بجامعة واشنطن، فإنه عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين "يتلقى الدماغ رسالة مفادها أن الجسم يفتقر إلى الطاقة، حتى لو لم يكن كذلك، وتصل هذه المعلومة جزئيا من خلال انخفاض مستوى هرمون اللبتين في الدم".
إعلانوإذا أمكن إقناع الدماغ بأن مخزونه من الطاقة لم يُستنفد، أو إذا أوقف نشاط بعض الخلايا العصبية الدماغية التي تحفز إنتاج الغلوكوز والكيتونات، فإن الجسم يوقف التفاعل الذي يؤدي إلى ارتفاع حاد في سكر الدم والحماض الكيتوني السكري.
ويوضح شوارتز أن "هذا الإطار الجديد يخالف الاعتقاد السائد بأن نقص الإنسولين هو السبب الوحيد للحماض الكيتوني السكري، وهو اعتقاد كان سائدا لعقود. ويظهر أن الدماغ يلعب دورا هاما في نشوء داء السكري غير المسيطر عليه، وقد يمثل مفتاحا لعلاجات جديدة".
ويساعد اللبتين الدماغ على تنظيم الشهية ووزن الجسم، وتنتجه الخلايا الدهنية في الجسم، ويُنقل الهرمون عبر مجرى الدم إلى الدماغ، وتحديدا إلى منطقة تسمى تحت المهاد، وهذا هو الجزء من الدماغ الذي يتحكم في وقت وكمية الطعام الذي تتناوله. ويؤدي نقص اللبتين في الدماغ إلى تنشيط الدوائر التي تحرك مصادر الطاقة، بما في ذلك الغلوكوز والكيتونات.
ويعتبر المؤلف المشارك الدكتور إيرل هيرش رئيس قسم علاج وتدريس مرض السكري في كلية الطب بجامعة واشنطن وأستاذ التمثيل الغذائي والغدد الصماء والتغذية في كلية الطب بجامعة واشنطن، أن "هذا أحد أكثر الاكتشافات إثارة في مسيرتي المهنية". وأضاف أن التحكم في مستوى السكر في الدم باستخدام اللبتين يمكن أن يفتح آفاقا جديدة لعلاج المرضى.
واستدرك هيرش -الذي عانى من مرض السكري من النوع الأول منذ الطفولة- قائلا: "لا تسيئوا فهمي، فاكتشاف الإنسولين قبل 104 أعوام يعد أحد أعظم اكتشافات القرن الماضي، لكن هذه هي الخطوة التالية، قد تكون هذه طريقة أفضل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات یمکن أن فی الدم
إقرأ أيضاً:
زلزال مدمر في روسيا يتسبب في ثوران 6 براكين
تسبب زلزال مدمر بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر في ثوران 6 براكين على الأقل في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية،في حدث نادر وصفه العلماء بـ«الاستعراض البركاني»، مطلقًا سحبًا هائلة من الرماد البركاني وصلت إلى ارتفاع 27,887 قدمًا في السماء، ما أثار حالة من الذعر وسط تحذيرات من كارثة بيئية وجوية محتملة.
ويعد هذا النشاط البركاني الجماعي الأوسع منذ أكثر من 3 قرون، حيث سجلت آخر واقعة مشابهة عام 1737 بعد زلزال بقوة 9 درجات، وفقا لصحيفة ديلي ستار.
وأصدر معهد علم البراكين والزلازل تحذيرات عاجلة بعد رصد اهتزازات داخل بنية البراكين تُشير إلى اضطرابات عميقة في غرف الصهارة.
ويعد كراشينينيكوف من البراكين الطبقية القديمة، وبحسب العلماء، فإن الانفجار ظاهرة فريدة من نوعها لم تحدث منذ 600 عام، وبالإضافة إلى كراشينينيكوف، شهدت براكين شهيرة أخرى نشاطًا غير مسبوق أيضًا.
وقال مدير المعهد، أليكسي أوزيروف: «مجرد التفكير في زيارة فوهة أحد هذه البراكين الآن يُعد ضربًا من الجنون.. ما نشهده الآن ظاهرة نادرة للغاية».
وشدد «أوزيروف» على أن النشاط البركاني الحالي على الأرجح مرتبط بالاهتزازات الزلزالية العنيفة التي أحدثها الزلزال، ما أثر بشكل مباشر على الأنظمة البركانية.
وحذرت السلطات الجوية من خطر الرماد البركاني على الرحلات المحلية والدولية، لا سيما بعد رصد سحب هباء جوي كثيفة في المجال الجوي الشرقي لروسيا.