الأسبوع:
2025-12-15@07:19:01 GMT

وماذا بعد؟

تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT

وماذا بعد؟

بعد تلك الحملة الأمنية والإعلامية الضخمة التى استهدفت كثيرا من مشاهير التيك توك المزعومين، ووسط أنباء تتواتر كل يوم عن اتهامات جديدة توجه لهم مثل غسيل الأموال ونشر الفجور والتعدى على قيم المجتمع يطرح السؤال نفسه: إذا كنا نقدر على إغلاق هذا الملف الذى كان يؤرق بال كل عاشق لمستقبل أجيال هذا الوطن بهذه القوة والحسم وفى وقت ضيق، فلماذا لا يمتد هذا التطهير إلى كل دروب الحياة الفكرية فى مصر؟!

لماذا لا نعلنها ثورة على القبح والتدني الأخلاقي وكل المظاهر السلبية التى سادت مجتمعنا المصرى دون مبرر خلال العقد الأخير؟ لتكن انتفاضة ضد كل ما هو هادم لقيم المجتمع، ضد العنف والفن الهابط والفكر الأجوف ومروجي الشائعات وأصحاب الفتاوى الهزلية التى تملأ جنبات الميديا، ضد إعلام لا يراعي المهنية وقيمة مصر ويتاجر فقط فى تلك التريندات التافهة، ضد كل من يخرج عن المألوف ويحاول أن يفرض علينا واقعا فكريا ونمط حياة لا يتفقان مع قيمنا وأخلاقنا.

ليست دعوة لتقييد الحريات فلا مجال لكاتب أو صاحب فكر أن ينادى بذلك، فالحرية هى مصدر الإبداع الوحيد، ولكنها دعوة للتطهير وإزالة كثير من المخلفات والشوائب التى لوثت حياتنا دون وجه حق وأفقدتنا جزءا كبيرا من هويتنا الثقافية والفكرية وشتتت عقول الصغار حتى اختلطت الأمور لديهم وأصبح ميزان القيم والمبادئ لدى بعضهم مختلا بشكل ينذر بخطر عظيم على استمرار هذا الوطن بنفس الشكل وذات الهوية التى عرفها العالم عبر آلاف السنين.

لتكن بداية نبني عليها وخطوة طيبة نستكملها معًا ضد كل ما يلوث هواء هذا الوطن، نحن نستحق الأفضل ونستطيع أن نصنع لأنفسنا حاضرًا فكريًا يليق بنا حين نريد، فقط هى الإرادة الجمعية حين تتوافر لدى الكل، نريدها حربًا ضروسًا ضد كل ما يخالف القيم والأعراف والاديان وموروثات هذا الوطن، كل العالم اليوم يبحث عن الجذور ويتمسك بها ضد طوفان الحداثة، فلماذا لا نفعلها نحن ولدينا تاريخ وموروث حضاري عظيم نعود إليه ونستلهم منه عظمة هذا الشعب وقوته حين يصطف خلف قضية ما؟ لتكن بداية وليست نهاية فهذا وطن يستحق، وتلك أجيال صاعدة ستحاسبنا يومًا إن قصرنا فى حمايتها من فقدان الهوية والتشتت.. .حفظ الله مصر وأجيالها الناشئة، حفظ الله الوطن العزيز الغالي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: هذا الوطن

إقرأ أيضاً:

العنف.. "الساكن فينا"

"الناس مبترحمش" جملة قالتها خالة عروس المنوفية تعقيبا على سؤال حول شكوى العروس بعد أسبوع واحد من الزواج من إهانة زوجها لها ولماذا لم تبق عند أهلها، هذه هى العادات المتوارثة فى كل القري والأوساط الشعبية، التى تجبر الفتاة على تحمل الحياة مع زوج لايحفظ كرامتها، وبيت عائلة يتعامل معها باستعباد وتملك، وفى النهاية تجد نفسها محاطة بكلمات لا يتفهم من يعظون بها حجم ما تتحمله الزوجة الشابة من قهر ومعاناة.

عشرون عاما قضتها العروس الشابة فى منزل والديها، قبل أن يأتيها الشاب الذى ارتضته زوجا لها، وسط مباركة الأهل البسطاء الذين بذلوا كل جهدهم لتجهيزها بمستلزمات فوق طاقتهم المادية، وهو ما أكدته والدتها ردا على سؤال لماذا لم تطلب الطلاق؟ فقالت: "لسه أبوها بيسدد الديون".

الزوجة الشابة التى فاجأتها أعراض صحية فى الأيام الأولى من الزواج، لم يتحملها الزوج الذى قيل إنه كان يتعاطي المخدرات، وأنهم أقنعوه بأن الزواج سيكون مكافأة له على التوقف عن التعاطي، ضرب مبرح وإهانات هو ملخص الشهور الأربعة من عمر الزواج القصير، قبل أن تلقي الفتاة حتفها قتلا نتيجة تعرضها لاعتداءات جسدية عنيفة وضربات فى الجسد والرأس أدت لتوقف الوظائف الحيوية، ووفاتها فى الحال هى وجنين فى الشهر الثالث، وفقا لما جاء فى تقرير الطب الشرعي.

خالتها قالت إنها فى المرة الأخيرة التى جاءتها تشكو من سوء معاملة الزوج، أكدت الفتاة أنها إذا عادت الى منزل الزوجية هذه المرة، فإنها ستعود لأهلها مقتولة، لم يصدق الأهل بالطبع كلام ابنتهم وهو ما يحدث دوما، متوهمين أن صغر السن وقلة الخبرة هما السبب فى عدم قدرتها على التحمل، وهو ما جعل جدتها لأمها تنصحها بكلمة: "عيشي" لترد عليها: "بحاول أعيش"، لتضطر الفتاة لتحمل الضرب والإهانة يوما بعد يوم، ولم يقو جسدها النحيل ومتاعب الحمل على التحمل لتخر صريعة بين يديه، ليحاول إخفاء جريمته فيحملها ويهبط بها على السلالم لتقع منه مرة أخري، وتظل ملقاة لمدة ست ساعات قبل أن تتولى إحدى الجارات تبليغ أهلها.

"استحملى وبلاش تخربي بيتك"هى جملة من بين كثير من الجمل من هذا النوع التى تجبر فتيات صغيرات تم تزويجهن فى سن مبكرة يتعرضن للعنف من الزوج وأهله، وفى النهاية إما أن تكمل الزوجة الشابة حياتها فى ذل وقهر لأنها لم تجد سندا من أهلها يصون كرامتها، وإما أن يتم تطليقها لتعاني مشوارًا طويلا من التجريح من مجتمع لايرحم، أو أن يتم قتلها على يد زوج لم يعرف للرجولة أى معني، وهو ما شاهدناه من حوادث مماثلة فى الفترة الأخيرة.

تدخلات أهل الزوج فى تفاصيل حياة زوجة الابن هو ميراث من الاستهانة لم نبرأ منه برغم الحياة الحديثة شكلا وليس مضمونا فى "الأرياف"، التحكم والتدخل فى كل شيء وحتى فى زيارة أهلها، بالاضافة بالطبع الى خدمة العائلة كلها دون أدني حد من الخصوصية، ودون مراعاة لأى ظروف مرضية يمكن أن تمر بها وسط تحكمات "الحماة"وبطش الزوج.

كنا فى زمان سابق نري البيوت الكبيرة التى تضم الأبناء والأحفاد ويملؤها الدفء، ولم يكن العنف هو السمة الغالبة كما نري الآن، ولكن الآن تبدل الحال وأصبح القتل هو السبيل الوحيد للخلاص، بدلا من الطلاق الذى أقره الشرع كحل لمثل هذه الحالات.

ماذا حدث للمجتمع؟ سؤال يجب أن يتدارسه علماء النفس والاجتماع قبل فوات الأوان.

مقالات مشابهة

  • العنف.. "الساكن فينا"
  • من حقنا أن نعيش
  • مصيبة كبيرة وإثم عظيم.. إياك وهذا الفعل يحرمك من عفو الله
  • أتعرفون وائل؟
  • لم يسمع نصيحتى!
  • دفتر أحوال وطن "353"
  • عن فيلم أم كلثوم!
  • لا تكتبوا عن الوطن!
  • النَّشَامَى… ما مِنْهُم سَلامة
  • «فخ» كأس العرب