تشهد دول الشرق الأوسط موجة حر غير مسبوقة هذا الأسبوع، دفعت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وسط تحذيرات من مخاطر صحية وبيئية جسيمة، الأسباب العلمية وراء هذه الموجة تعود إلى ظاهرة “القبة الحرارية” التي حبست الهواء الساخن فوق المنطقة، مانعة تسرب الكتل الباردة، ما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي.

في العراق، سجلت مدينة الجنوب 52.6°م، بينما تجاوزت الحرارة 50°م في الجهراء ومطار الكويت، وسجل صعيد مصر 49°م مع شعور حراري شديد. أما في الأردن، فقد بلغت درجات الحرارة في بادية الأردن 43°م، وفي العاصمة عمان 42°م، فيما تجاوزت الحرارة معدلاتها السنوية في سوريا وفلسطين بين 8–10 درجات.

والمغرب العربي لم يسلم من الموجة، إذ سجلت المغرب 47°م في تاتا، و45°م في فاس ومراكش، واستمرت أجواء تتجاوز 40°م في مناطق واسعة.

الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا شهدت أيضا ارتفاعات غير معتادة أثرت على الزراعة، خصوصًا في شمال غرب الجزائر وشمال شرق ليبيا، رغم غياب بيانات دقيقة في بعض المناطق.

الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي توضح أن “القبة الحرارية” هي ضغط مرتفع يحبس الهواء الساخن كغطاء ويضخمه يومًا بعد يوم، مع سماح محدود لتبدد الحرارة أو تساقط الأمطار، ما يؤدي إلى موجات حر أطول وأشد.

الخبراء يحذرون من أن الإقليم يسخن أسرع من المتوسط العالمي، وأن موجات مماثلة قد تصبح طبيعية بحلول منتصف القرن إذا لم تُخفض الانبعاثات.

كوبرنيكوس الأوروبية توثق أن يوليو 2025 كان ثالث أحر يوليو على مستوى العالم، مع متوسط درجات حرارة أعلى بـ1.53°م عن مستويات ما قبل الصناعة، متجاوزًا عتبة اتفاقية باريس للمناخ التي تسعى للحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى 1.5–2 درجة مئوية.

منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نحو 489 ألف وفاة سنويا عالميًا (2000–2019) تُنسب للحر الشديد، 45% منها في آسيا والشرق الأوسط، ويتوقع أن يزداد الخطر مع موجات أطول وأشد.

كما تحذر الأرصاد العالمية من أن الحرارة تمس ملايين البشر يوميًا، داعية لتفعيل أنظمة إنذار مبكر وتدابير “الصحة الحرارية”، والتي يمكن أن تنقذ قرابة 98 ألف شخص سنويًا في 57 دولة حال توسيعها.

المدن الكبرى، مثل القاهرة وبغداد، تعاني من ما يعرف بـ”الجزر الحرارية الحضرية”، حيث تكون الحرارة أعلى بعدة درجات مقارنة بالمناطق الريفية، مما يزيد الإجهاد الحراري على السكان، خصوصًا كبار السن ومرضى القلب والكلى والعمال في الهواء الطلق.

توصيات عاجلة للتكيف مع موجات الحر
المنظمات الدولية توصي بخطط عاجلة تشمل:

رسائل تحذير ومرونة في ساعات العمل خلال الذروة. توسيع مراكز التبريد وإدارة الطلب على الكهرباء بذكاء لتفادي الانقطاعات. تشجير الشوارع واستخدام أسطح وجدران باردة وعاكسة لتقليل حرارة المدن. مراقبة الفئات الضعيفة وتوفير رعاية منزلية واتصالات إنذار مبكر.

ومع استمرار هيمنة القبة الحرارية حتى منتصف أغسطس، يتضح أن الشرق الأوسط يسير نحو موجات حر أطول وأشد، قد تتحول من استثنائية إلى معتادة في السنوات المقبلة، ما لم يتم خفض الانبعاثات وتعزيز خطط الصحة الحرارية الحضرية بشكل عاجل.

آخر تحديث: 13 أغسطس 2025 - 20:37

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الاقتصاد العربي التغير المناخي الحر الشديد الحرارة في مصر الدول العربية الشرق الأوسط تحديات التغير المناخي درجات الحرارة في العراق وفيات الحرارة المرتفعة وفيات بسبب الحر وفيات بسبب الحرارة

إقرأ أيضاً:

تعاون بين «أنور قرقاش الدبلوماسية» ومنتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة النيابة العامة و«شرطة أبوظبي» تبحثان تعزيز التعاون والتنسيق «قمة بريدج 2025» تستضيف بريانكا شوبرا جوناس

وقّعت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، المركز الإقليمي الرائد، والمختص بتنمية القدرات والكفاءات القيادية والدبلوماسية، مذكرة تفاهم مع منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط، المعهد التابع للجامعة الأميركية في محافظة دهوك، وذلك على هامش أعمال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط 2025، الذي يُعقد هذا العام تحت عنوان «الفوضى المُدارة: الشرق الأوسط الجديد؟».
ويأتي توقيع مذكرة التفاهم في إطار تعزيز التعاون البحثي ودراسة التحولات الإقليمية الراهنة، وتطوير مبادرات مشتركة تُسهِم في تعزيز فهم السياسات العامة وأبعاد الأمن الإقليمي. وتشمل مجالات التعاون البحث الأكاديمي، وتنظيم لقاءات بحثية متخصصة، وورش عمل، وتشكيل فرق عمل مشتركة لبحث القضايا ذات الأولوية.
من جانبه، قال نيكولاي ملادينوف، المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية: «يسعدنا تعزيز شراكتنا مع منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط، لما يمثله هذا التعاون من التزام مشترك ببناء منصات بحثية رصينة تُسهِم في تحليل التغيرات الجارية في المنطقة واستشراف مساراتها المستقبلية. ونتطلع من خلال هذا التعاون إلى إنتاج معرفة نوعية، وتوفير مساحة للحوار بين الخبراء وصناع القرار، بما يدعم الجهود الهادفة إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط».
من جانبه، قال الدكتور هونر عيسى، رئيس منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط: «تعكس مذكرة التفاهم مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية التزامنا المشترك بترسيخ الجهود البحثية والحوار البنّاء فيما يتعلق بشؤون قضايا الشرق الأوسط. ونأمل أن تسهم المبادرات والبرامج المشتركة في بناء معرفة دقيقة، وإيجاد حلول واقعية تدعم الاستقرار والتنمية في ظل البيئة الإقليمية والدولية المعقدة التي نشهدها اليوم».
ويركز منتدى هذا العام على جملة من التحديات المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • أقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط في العام 2025 (إنفوغراف)
  • قوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط في العام 2025 (إنفوغراف)
  • تعاون بين «أنور قرقاش الدبلوماسية» ومنتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط
  • البشرية أمام موجات حر طويلة الأمد حتى بعد توقف الانبعاثات!
  • موجة حارة مفاجئة تضرب مصر.. والأرصاد تكشف موعد الانخفاض من جديد
  • موجة من الفيضانات تجتاح فيتنام ومصرع 8 أشخاص
  • «فوربس الشرق الأوسط»: رئيس أرامكو السعودية يتصدر أقوى 100 رئيس تنفيذي
  • موجة حارة في نوفمبر .. متى يبدأ سقوط الأمطار بمصر؟
  • مظلوم عبدي يشارك في منتدى الشرق الأوسط بدهوك في أول ظهور خارجي له
  • مرتفع جوي.. موجة حارة مفاجئة تضرب البلاد في هذا الموعد