كارثة بيئية في نفق الزهراء للمشاة بأسيوط بين الإهمال والخطر
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
نفق الزهراء للمشاة كشف واقعًا صادمًا لما آل إليه حال هذا الممر الحيوي الذي يربط بين حي شرق أسيوط وحي غرب أسيوط، النفق الذي يفترض أن يكون آمنًا ونظيفًا لخدمة مئات المواطنين يوميًا، أصبح مرتعًا للأكياس البلاستيكية الممزقة والمخلفات المتناثرة والمياه الراكدة الممزوجة بروائح كريهة، ما يهدد الصحة العامة ويعكس حالة إهمال غير مسبوقة.
أكد شهود عيان أن المشهد يتكرر يوميًا دون أي تدخل من الجهات المعنية، حيث تتكدس الأكياس الملوثة على جانبي الدرج وتغمر المياه الملوثة أرضية النفق، ما يشكل خطر الانزلاق والإصابة لمرتاديه، وأضاف المواطنون أن الظلام الجزئي داخل الممر يزيد من معاناة المارة، خاصة في أوقات الصباح الباكر أو المساء.
شكاوى الأهالي وتحذيرات الخبراءأوضح عدد من الأهالي، أن النفق لم يخضع لأي عملية تنظيف جذرية منذ شهور، وأن عمليات الكنس أو الغسيل، إن وُجدت، فهي شكلية وغير كافية. وأشاروا إلى أن روائح البول ومخلفات الطعام وبقايا الأكياس البلاستيكية تعكس غياب خطة واضحة للصيانة الدورية.
لفت أحد كبار السن إلى أن هذا النفق كان في الماضي رمزًا للتنظيم الحضاري، لكن مع مرور الوقت تحول إلى خطر بيئي وصحي، وأردف أن هناك أطفالًا وطلاب مدارس يضطرون لاستخدامه يوميًا، مما يجعل تعرضهم للأمراض واردًا جدًا في ظل انتشار البكتيريا والجراثيم.
نوه خبراء الصحة العامة إلى أن المياه الراكدة الموجودة في النفق تشكل بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والبعوض، وهو ما قد يتسبب في انتشار أمراض مثل حمى الضنك أو الالتهابات الجلدية، كما حذروا من أن التبول العشوائي في أماكن مغلقة يزيد من تركيز الروائح الضارة التي تؤثر على الجهاز التنفسي.
وأشار مواطنون إلى أن المشكلة لا تقتصر على الإهمال، بل تمتد لغياب الرقابة الفعلية من مسؤولي الأحياء، حيث لم تُتخذ أي إجراءات ردع أو حملات توعية للحد من هذه الظاهرة. وأكدوا أن تركيب كاميرات مراقبة أو تعيين عمال نظافة دائمين قد يسهم في تحسين الوضع.
حلول عاجلة قبل تفاقم الأزمةأعلن عدد من الناشطين في العمل التطوعي استعدادهم لتنظيم حملات تنظيف جماعية بالتعاون مع المجتمع المحلي، لكنهم شددوا على ضرورة توفير دعم من الجهات الرسمية لضمان استدامة هذه الجهود.
استدرك بعض الأهالي بأن هناك حلولًا سريعة مثل إصلاح شبكات الصرف وإزالة المخلفات يوميًا، لكن غياب الإرادة الحقيقية من الجهات المعنية يعرقل أي تحسن ملموس.
زعم آخرون أن بعض الباعة الجائلين في محيط النفق يساهمون في تفاقم الأزمة عبر التخلص من مخلفاتهم داخله، وطالبوا بفرض غرامات فورية على المخالفين.
استرسل الخبراء في التأكيد على أن ترك الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى إغلاق النفق نهائيًا، مما سيزيد الضغط على حركة المرور فوق الأرض، ويعطل مصالح المواطنين اليومية.
إن نفق الزهراء للمشاة، الذي يفترض أن يكون شريانًا آمنًا يربط بين شرق وغرب أسيوط، أصبح شاهدًا حيًا على الإهمال المؤسسي وغياب التخطيط الحضري السليم، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا قبل أن يتحول إلى بؤرة وبائية يصعب السيطرة عليها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حى شرق اسيوط حى غرب اسيوط القاذورات إلى أن یومی ا
إقرأ أيضاً: