تعود الساحة اليمنية إلى واجهة الأحداث بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف منشآت مدنية في صنعاء، بعد يومين من هجوم نوعي نفذته جماعة الحوثي باستخدام صاروخ يحمل رأسا متفجرا قابلا للانشطار "لأول مرة".

 

وقلل نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثي من الهجمات الإسرائيلية معتبرا الحديث عن اختراق أمني واستخباراتي أمرا مضحكا، مستدلا بالقصف الذي استهدف القصر الرئاسي المعروف ولا يحتاج جهدا استخباراتيا.

 

ووفق حديث نصر الدين للجزيرة نت، فإن التصعيد في غزة استدعى تصعيدا حوثيا للعمليات العسكرية واستخدام أسلحة جديدة، وهذا أزعج الاحتلال الإسرائيلي ودفعه لشن غارات عدوانية، مؤكدا الاستمرار بمعركة إسناد غزة.

 

أما بشأن مستقبل العمليات ضد إسرائيل، فأكد المسؤول الإعلامي لجماعة الحوثيين أن الضربات الصاروخية "لن تتوقف ضد عمق العدو، ولن يرفع الحصار البحري عنه" دعما وإسنادا للمقاومة في قطاع غزة.

 

كما تأتي عمليات الإسناد لغزة شعبيا وعسكريا من منطلقات دينية وأخلاقية وإنسانية، في حين يحاول الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف خلفه "إيقاف هذا الإسناد والنصرة لأهل غزة"، حسب عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين حزام الأسد.

 

لكن الاحتلال يحاول -وفق حديث الأسد للجزيرة- صناعة انتصار وهمي من خلال تصاعد ألسنة اللهب والدخان، وتصوير ذلك للداخل الإسرائيلي أملا في بعث وإحياء المعنويات بعد الترنح المتواصل في غزة.

 

وكذلك، يعكس القصف الإسرائيلي "حالة انهزامية تكشف الوجه القبيح لإسرائيل"، التي لا تستهدف سوى منشآت خدمية حيوية، معتبرا الحديث الإسرائيلي عن استهداف صناع القرار لدى الحوثيين "استخفافا بالعقول".

 

وخلص المسؤول الحوثي إلى أن القصف الإسرائيلي فاشل، و"لا يهدف إلا لصناعة وهم من الانتصارات"، مشددا على "استحالة وقف الإسناد والنصرة لغزة" على المستويين الشعبي والعسكري، متوعدا بالرد على العدوان، وأكد أنه "لن يمر مرور الكرام".

 

ووفق الأسد، فإن وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار وإنهاء تجويع أهل غزة وحده الكفيل بوقف هجمات الإسناد ضد إسرائيل، وإلا سوف تستمر "حتى لو لم نجد إلا الحجارة وذرات التراب".

 

بدوره، أعرب محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة أحمد الشلفي عن قناعته بأن أهداف إسرائيل في اليمن غير واضحة، إذ لم تستهدف الغارات قيادات سياسية وعسكرية للحوثيين، كما أن إسرائيل والولايات المتحدة تواجهان عمى استخباراتيا.

 

لكن ما تقوم به إسرائيل يندرج في سياق عمليات الانتقام من الحوثيين وإحراجهم بعد قصف مطار صنعاء الدولي وموانئ يمنية أخرى.

 

ووفق الشلفي، فإن إسرائيل تريد من ضرباتها الصاروخية القول إنها عادت إلى المشهد اليمني أملا بتقديم "صورة نصر"، رغم إجماع المحللين العسكريين لديها بأن ما تقوم به غير مجدٍ.

 

وفي الوقت ذاته، لا يوجد أمام الحوثيين سوى الاستمرار في معركة إسناد غزة حتى النهاية، حسب محرر الشؤون اليمنية في الجزيرة.

 

في المقابل، رأى محللون عسكريون في إسرائيل أن الهجوم الجديد لم يأتِ بجديد من الناحية الإستراتيجية، كما يقول مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام، إذ تستهدف الهجمات بنى تحتية مدنية ومنشآت طاقة وموانئ بحرية وغيرها.

 

وتركز بيانات الجيش الإسرائيلي على أن الضربات في اليمن تستهدف أهدافا مدنية لها صلة مباشرة بالأعمال العسكرية للحوثيين.

 

ويرى محللون عسكريون في إسرائيل أن المطلوب سلسلة من العمليات العسكرية المتواصلة بمشاركة حلفاء إسرائيل، في وقت يعتقد فيه كثيرون بأن الحوثيين نجحوا إلى حد كبير في جر إسرائيل إلى "حرب استنزاف لا تعرف كيفية الخروج منها"، وفق كرام.

 

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن تل أبيب تعاني على صعيد البيانات الاستخباراتية التي تمكنها من الوصول إلى الأهداف العسكرية الوازنة التي تنطلق منها الصواريخ باتجاه إسرائيل.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن صنعاء اسرائيل غارات جوية

إقرأ أيضاً:

الفلبين تكشف عن جهود إيجابية للإفراج عن بحارة محتجزين لدى الحوثيين

أعلنت وزيرة الخارجية الفلبينية، ماريا تيريزا لازارو، عن تطورات إيجابية بشأن جهود الإفراج عن البحارة الفلبينيين المحتجزين لدى جماعة الحوثي في اليمن.

 

وقالت لازارو -في تصريحات صحفية- إن "الدول الشريكة في منطقة الشرق الأوسط تساعد الفلبين في تقديم طلبات لإطلاق سراح المواطنين المحتجزين، ونحن متفائلون لأن لدينا علاقات جيدة جدًا مع العديد من هذه الدول. ولا يمكنني الكشف عن تفاصيل المفاوضات أو المناقشات".

 

وأضافت "لقد أبلغني وزير الخارجية المعني بأن هناك شيئًا إيجابيًا سيحدث في الأيام المقبلة".

 

وكانت وزارة الخارجية الفلبينية اعلنت في وقت سابق عن احتجاز تسعة من طاقم السفينة الفلبينية "إم في إيتيرنيتي سي" من قبل الحوثيين، بعد أن غرقت السفينة نتيجة هجوم بطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون.

 

وكان على متن السفينة 22 فردًا من الطاقم، منهم 21 فلبينيًا، وقت وقوع الحادث في البحر الأحمر.

 

وفي وقت سابق من العام الجاري أفرج الحوثيون عن 17 بحارًا فلبينيًا من طاقم السفينة "إم في غالاكسي ليدر" بعد احتجازهم لقرابة 14 شهرًا، وذلك بفضل وساطة ناجحة من حكومة سلطنة عُمان.


مقالات مشابهة

  • أهداف للاغتيال داخل إسرائيل.. موقع إلكتروني ينشر التفاصيل والمكافآت
  • مجرم الحرب نتنياهو: اليمن يطور أسلحته ذاتيا ويشكل تهديدا لـ إسرائيل
  • تحذير دولي من تصاعد تهريب الأسلحة وتحالفات الحوثيين مع القاعدة وحركة الشباب
  • معهد إيطالي يُحذّر من تنامي نفوذ الحوثيين في القرن الافريقي (ترجمة خاصة)
  • تقرير حقوقي: يوثق أكثر من 28 ألف جريمة بحق الطفولة منها 53 جريمة اغتصاب بحق أطفال في اليمن على يد الحوثيين
  • العليمي: تهديدات الحوثيين تتصاعد بدعم إيراني وثيق
  • "رايتس رادار" تكشف عن اعتقال الحوثيين نحو 138 مدنياً في ذمار
  • سرايا القدس تستهدف قوة للاحتلال بمخيم جنين
  • الفلبين تكشف عن جهود إيجابية للإفراج عن بحارة محتجزين لدى الحوثيين
  • القوات المسلحة تتمكن من تحقيق تقدم نوعي في جميع محاور كردفان