وسط انخراط إقليمي ودعم روسي.. إيران تتحرك لاحتواء التوتر بين كابل وإسلام آباد
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
البلاد (طهران)
دخلت إيران بقوة على خط التوتر المتصاعد بين أفغانستان وباكستان، معلنة بدء جهود تحضيرية لعقد اجتماع إقليمي؛ يهدف إلى تخفيف الاحتقان بين البلدين، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تداعيات أمنية واقتصادية أوسع على المنطقة.
وزارة الخارجية الباكستانية رحّبت بالمبادرة، وأكد المتحدث باسمها طاهر حسين أنداربي دعم إسلام آباد لـالحلول السلمية عبر الحوار والدبلوماسية، معتبراً الوساطة الإيرانية”خطوة إيجابية”.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال مؤتمر في طهران، أن بلاده “منخرطة خلال الأيام الأخيرة في جهود لإرساء الهدوء”، وأن العمل جارٍ على التنسيق لـ”اجتماع إقليمي” يجمع الأطراف المعنية. بينما لم يصدر عن حكومة طالبان موقف رسمي حتى الآن، غير أن شخصيات من الحركة شددت مراراً على التزامها بمبادرات الحوار.
وترى طهران أن استقرار أفغانستان وباكستان ضروري لتفعيل مشاريع إقليمية حيوية، أبرزها ميناء جابهار وممرات التجارة نحو آسيا الوسطى، في ظل اعتمادها المتزايد على تجارة الجوار بعد العقوبات الدولية. وقد أكد عراقجي سابقاً أن حجم التبادل التجاري مع أفغانستان تجاوز نظيره مع أوروبا، ما يعكس أهمية كابل في الحسابات الاقتصادية الإيرانية.
وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام باكستانية عن مطالبة وزير الدفاع خواجة آصف حكومة طالبان بتقديم تعهد كتابي يضمن الاستقرار، على أن يحظى هذا الالتزام بدعم من دول صديقة تشمل السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران والصين.
على الضفة الأخرى، تتبادل كابل وإسلام آباد الاتهامات منذ سنوات بشأن دعم جماعات مسلحة على الحدود، إذ تؤكد باكستان أن الأراضي الأفغانية تُستخدم لتنفيذ هجمات داخلها، بينما تنفي طالبان ذلك وتتهم إسلام آباد بمحاولة تغطية الإخفاقات الأمنية الداخلية.
وفي خضم هذه التحركات، برز تطور يُظهر عمق التقاطع بين المسارين الإقليمي والدولي في الاستراتيجية الإيرانية، مع إعلان مساعد وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران؛ للمشاركة في قمة الدول المطلة على بحر قزوين باتت”مطروحة على جدول الأعمال”.
وتستعد طهران حالياً لاستضافة اجتماع دول جوار أفغانستان بمشاركة روسيا والصين، في خطوة تؤكد رغبتها في تعزيز حضورها كلاعب محوري في أي تفاهمات تتعلق بأمن المنطقة واستقرارها.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
صحيفة سعودية: إيران تعيد شهلائي إلى صنعاء لاحتواء تصدع الحوثيين
قالت صحيفة الشرق الأوسط إن إيران دفعت خلال الأسابيع الأخيرة بثقلها العسكري والأمني لدعم مليشيا الحوثي في صنعاء، في محاولة لإعادة ترميم نفوذها وتعويض خسائرها في لبنان وسوريا، عقب التطورات الإقليمية المتسارعة والضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع شديدة الحساسية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية رفيعة في صنعاء وعدن قولها إن طهران أعادت القائد البارز في «الحرس الثوري» الإيراني عبد الرضا شهلائي إلى اليمن بعد عام من مغادرته، بهدف الإشراف المباشر على إعادة بناء المنظومة الأمنية والعسكرية للمليشيا، وتجاوز آثار الضربات التي أدت إلى مقتل رئيس حكومتها وتسعة وزراء ورئيس أركان قواتها وعدد من القادة.
وحسب المصادر فإن الضربات الإسرائيلية أظهرت انكشافاً أمنياً غير مسبوق داخل الجماعة، مسّ صورتها أمام مناصريها بعد سنوات من الادعاء بقدرتها على إفشال أي اختراق. هذا الانكشاف ترافق مع صراع داخلي متصاعد بين أجنحة المليشيا على السلطة والمال، وسط احتقان شعبي نتيجة اتساع رقعة الفقر.
وأكدت أن فشل عناصر «الحرس الثوري» المتواجدين في اليمن في التعامل مع الاختراقات دفع طهران إلى «تسريع إجراءات الدعم» وإعادة مسك الملف الأمني بقبضة مباشرة عبر شهلائي.
كما تم الدفع بخطة لتطهير أجهزة المخابرات التابعة للمليشيا بذريعة وجود «اختراقات عالمية»، وتولّى تنفيذها علي حسين الحوثي بدعم من يوسف المداني، ما أدى إلى تفجّر صراع حاد مع القيادي عبد الله الرزامي الذي يحتفظ بقوة عسكرية ضخمة في جنوب صنعاء ويُوصف بأنه «دولة داخل الدولة الحوثية».
في المقابل، يشهد جناح وزير داخلية المليشيا، عبد الكريم الحوثي، حالة من الغياب منذ أغسطس الماضي، في ظل اتهامات متبادلة داخل أجهزة الأمن والمخابرات بشأن مسؤولية الاختراقات التي أدت إلى مقتل قيادات بارزة، بينها حادثة استهداف أحد المخابئ التي كان يستخدمها عبد الملك الحوثي في صعدة.
وتشير منصة «ديفينس» إلى أن قرار إعادة شهلائي جاء لسدّ «الفراغ الاستراتيجي» الذي خلّفه مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، الذي كان يعدّ المرشد الأبرز لعبد الملك الحوثي وصاحب التأثير الأكبر على قراراته.
وتقول المصادر إن الحوثي فقد بغياب نصر الله مرجعيته الأساسية، وإن خطابه الأخير في بيروت عكس تعطشه لدور إقليمي يفتقر لأدواته وخبرته.