الدكاش: لن نقبل أن يبقى لبنان رهينة سلاح غير شرعي
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب شوقي الدكاش أن "لبنان يقف اليوم أمام مفترق طرق بين مشروعين: مشروع الدولة ومشروع الدويلة. مشروع المؤسسات والجيش الوطني، مشروع الحياة والازدهار والاقتصاد المنتج والانفتاح على العالم، وبين مشروع الحروب الدائمة والموت والعزلة والانهيار".
كلام الدكاش جاء خلال العشاء السنوي الذي نظمه مركز حزب "القوات اللبنانية" في فاريا، بحضور نائب رئيس اتحاد بلديات كسروان والفتوح ورئيس بلدية النمورة بيار الدكاش، رئيس بلدية فاريا رشيد خليل ومخاتيرها، رئيس بلدية حراجل خليل خليل، عضو الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية مايا الزغريني صفير، منسق منطقة كسروان نهرا البعيني، وحشد من المحازبين وأبناء المنطقة.
وقال الدكاش في كلمته: "لن نقبل أن يبقى لبنان رهينة سلاح غير شرعي، ولا أن يبقى رهينة تعطيل المؤسسات. لقد وصلنا إلى لحظة الحقيقة. صحيح أن الظروف صعبة والمواجهة كبيرة، لكن الأمل أيضا كبير جدا بانتصار مشروعنا، مشروع الدولة القوية التي كنا، وسنبقى دوماً إلى جانبها." مواضيع ذات صلة الكتائب: لجمع كل سلاح غير شرعي Lebanon 24 الكتائب: لجمع كل سلاح غير شرعي
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله Lebanon 24 فی لن نقبل
إقرأ أيضاً:
الإصرار على نزع سلاح حزب الله يجرّ لبنان للخطر
ترجمة: بدر بن خميس الظفري
يبدو أنّ نقاشًا داخليًا قد بدأ يتبلور داخل الدوائر السياسية الأميركية بشأن استراتيجية واشنطن تجاه لبنان. ففي مقابلة حديثة وجه المستشار الرئاسي الأمريكي السابق آموس هوكستين انتقادات غير مباشرة لما وصفه بالمبالغة التي تبديها إدارة ترامب في التركيز على نزع سلاح حزب الله.
وقال هوكستين: «علينا أن نكون واقعيين بشأن ما يمكن تحقيقه. أفضل وسيلة لمواجهة الحزب ليست التركيز حصريًا على نزع سلاحه، بل اتباع مسارين متوازيين: تنمية الاقتصاد لجذب الاستثمار، ودعم الجيش اللبناني». وحذّر الدبلوماسي السابق في إدارة بايدن من أنّ الضغط المفرط على الدولة اللبنانية لدفعها نحو نزع سلاح حزب الله قد يشعل حربًا أهلية. كما دعا المجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة الإعمار في لبنان.
جاءت تصريحات هوكستين بعد أن وصف السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك لبنان بأنها «دولة فاشلة» لعدم نزع سلاح حزب الله واصفًا الطبقة السياسية اللبنانية بـ«الديناصورات».
وتتجاوز تصريحات هوكستين خلفيات الانقسام الحزبي؛ إذ تصدر عن شخصية مطّلعة على اللاعبين الأساسيين.
فالرجل هو عضو سابق في الجيش الإسرائيلي، وكان مسؤول إدارة بايدن الأول عن ملف لبنان، وصاحب الدور البارز في إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وهو اتفاق حاز موافقة حزب الله.
وفي هذا السياق قد تُقرأ تصريحات هوكستين كتحذير من أن هوس إدارة ترامب بالتعجيل في نزع سلاح حزب الله هو التهديد الحقيقي الذي قد يدفع لبنان إلى التحوّل فعليًا إلى دولة فاشلة؛ فلبنان يصنَّف اليوم «دولة ضعيفة»، أمّا المنهج المعتمد حاليًا فقد يفتح الباب أمام فوضى شاملة.
في المقابل، أصدر حزب الله بيانًا أعلن فيه رفضه القاطع لأي مفاوضات لبنانية - إسرائيلية. لكن البيان -الذي أعقب تصريحًا للرئيس جوزيف عون يعتبر فيه أن المفاوضات مع إسرائيل هي الخيار الوحيد لإنهاء الأعمال العدائية- لا يُعدّ رفضًا مطلقًا للحوار.
فقد أوضح أحد مسؤولي الحزب خلال لقائه مجموعة من الباحثين والصحفيين أنّ المقصود هو رفض «المفاوضات السياسية» تحديدًا في حين أنّ «اللقاءات غير السياسية» قد تكون مقبولة. كما شدد المسؤول على ضرورة وضوح الهدف النهائي لأي حوار.
الأهم من ذلك أنّ بيان الحزب أشار إلى بند في اتفاق وقف إطلاق النار الصادر في نوفمبر 2024 يمنع الفصائل المسلحة في لبنان من تنفيذ عمليات ضد إسرائيل في رد واضح على الاتهامات الإسرائيلية بأن الحزب قد يشن هجمات مستقبلية عبر الحدود.
وقد كرر الشيخ نعيم قاسم هذا الموقف في خطاب متلفز الأسبوع الجاري؛ فبينما حذر من أنّ الحزب سيضطر إلى التحرك إذا واصلت إسرائيل اعتداءاتها أكد في الوقت نفسه أن الحزب لا يسعى إلى بدء الهجوم.
ومع هذه المقاربة البراجماتية سيكون من الحكمة أن تأخذ إدارة ترامب بنصيحة هوكستين، وأن تُظهر مرونة أكبر في مسألة نزع السلاح إلى جانب الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها المتواصلة على لبنان والتي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة.
إن اعتماد هذه المقاربة سيزيد من فرص التوصل إلى نوع من «السلام البارد» الدائم عبر مفاوضات برعاية أمريكية، وهو إنجاز سيعزز مكانة إدارة ترامب في المنطقة، لا سيما بالنظر إلى حالة العداء التاريخي بين لبنان وإسرائيل. وقد يوازي هذا الإنجاز في أهميته أحد أهداف ترامب الأخرى، وهو التطبيع بين السعودية وإسرائيل رغم أن الطرفان لم يشهدا يومًا نزاعًا مباشرًا.
كما أن «السلام البارد» يخدم مصالح واشنطن الأوسع؛ فالولايات المتحدة تبني مجمعًا ضخمًا لسفارتها في بيروت سيكون ثاني أكبر سفارة لها في العالم بعد سفارة بغداد ما يعكس الأهمية المستقبلية للبنان في استراتيجيات واشنطن الإقليمية.
في المقابل، فإن تحوّل لبنان إلى دولة فاشلة غارقة في حرب أهلية، وهو سيناريو قد يدفع به الإصرار الأمريكي على نزع سلاح حزب الله بسرعة سيقوّض خطط واشنطن المستقبلية، ويضيف فصلًا آخر إلى سجلها السيئ في خلق الدول الفاشلة في العراق وأفغانستان وليبيا وغيرها، كما سيؤثر هذا السيناريو على إرث الرئيس ترامب، خصوصًا فيما يتعلق بملف «تنظيم الدولة» (داعش).
فالتنظيم الذي يعزز وجوده في الدول المنهارة يمنح أهمية خاصة لمنطقة الشام، وقد أثبت ذلك بمحاولاته المتكررة للعودة في العراق وسوريا. وفوضى لبنان ستكون فرصة ذهبية للتنظيم لإيجاد موطئ قدم قوي يخدم أهدافه الإقليمية.
على ضوء ذلك، من المنطقي تمامًا أن تنأى واشنطن بنفسها عن المقاربة الإسرائيلية التي تتمسك حصريًا بنزع سلاح حزب الله.
فبينما قد تجد إسرائيل مصلحة في دولة لبنانية منهارة غارقة في صراع داخلي بحجة التوسع الأمني أو الإقليمي فإن هذا السيناريو لا يخدم المصالح الأمريكية، ولا إرث ترامب الشخصي.
علي رزق محلّل سياسي وأمني مقيم في بيروت
الترجمة عن ميدل إيست آي