اليوم الوطني.. القيمة والأثر
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
د. محمد بن خلفان العاصمي
تمثل الأيام الوطنية لدى الشعوب قيمة كبيرة؛ فهي ليست مجرد أيام تمر كل عام، تُقام خلالها الاحتفالات والعروض، وتُعلَّق فيها الزينة في كل مكان. هي أبعد من ذلك وأكثر عمقًا، هي ذات معنى كبير وذات بُعد وطني يرسخ مكانة الوطن في قلوب المواطنين. الأيام الوطنية إرث تاريخي للشعوب، وامتداد وجداني لمفاهيم المواطنة وقيم الانتماء والولاء، وهي تجديد لعهود الوفاء والإخلاص والتضحية من أجل الوطن، وهي مؤتمر وطني عام لمراجعة وتجديد الهوية لدى المواطنين.
في اليوم الوطني تحتفل الأمة بمختلف أطيافها ونسيجها الاجتماعي والثقافي وبتنوعها الفكري بهذا اليوم، حيث تتجسد قيمة الانتماء لهذا الوطن من خلال هذا اليوم، عندما يعبر الجميع عن أن هذا اليوم الوطني يمثل تاريخًا يخصهم جميعًا، ويشعرون بأن هذا الارتباط الوجداني مع الأرض ومع من يعيش عليها هو الرابط الذي يجمعهم. في هذا اليوم تتجسد قيمة الانتماء للوطن من الجميع لهذه البقعة، وتُعزَّز لديهم مشاعر الألفة والاحترام والتقدير لجميع أفراد الشعب بتنوعهم الثقافي والاجتماعي. فالانتماء شعور بالارتباط الوجداني يتكون لدى الإنسان اتجاه وطنه، ويحس معه بمشاعر الرغبة في البذل والعطاء والتضحية والحفاظ عليه وحمايته من أي سوء قد يتعرض له.
الولاء:الأيام الوطنية لدى الشعوب مواعيد لتجديد الولاء للوطن وقيادته؛ فمن خلالها تُجدَّد عهود الولاء للوطن وقيادته ورموزه، وتتوثق عُرى الإخلاص؛ حيث ترسخ الأيام الوطنية للشعوب كيف ساهمت هذه القيادات والرموز الوطنية في رسوخ الوطن وتقدمه، وحافظت على وحدته وكرامته سواء في الماضي أو الحاضر. والواجب أن يكون ذلك حاضرًا في ذاكرة الشعب؛ لأنها تمثل القيمة الأساسية للدولة واستمرارها في النمو والتطور والازدهار. فالإرث الذي تفتخر به الشعوب يرتكز على ما قدمته الأجيال السابقة من بذل وعطاء وتضحيات، وما حققه الوطن من رخاء وازدهار وقيمة حضارية للشعوب. ولذلك فالأيام الوطنية تغرس لدى المواطن قيم الولاء للوطن وقيادته ورموزه التاريخية.
ربط الأجيال بالتاريخ:هذا البُعد الهام الذي تقدمه الأيام الوطنية والاحتفاء بها أمر في غاية الأهمية؛ فالارتباط بين الإنسان والأرض يتولد من خلال تعاظم مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الإنسان، وعندما يمتلك الإنسان ذاكرة تاريخ حافل بالإنجازات والأمجاد عن وطنه فهذا يعزز لديه مشاعر الولاء والانتماء. ولذلك فالأيام الوطنية فرصة كبيرة لربط الأجيال بتاريخ الوطن وأمجاده ومنجزاته وأثره وتضحيات الأولين ومآثرهم. هو استذكار لبطولات وإنجازات سُطرت في التاريخ وسرد لمسيرة الوطن وصموده، وهو محفل سنوي يستعيد فيه الوطن ذاكرته التاريخية لتُروى للأجيال. ولذلك يجب أن تركز الأيام الوطنية على هذا الجانب حتى تدرك الأجيال قيمة الوطن.
التنمية المستدامة والمواطنة:الأيام الوطنية فرصة لمراجعة ما تحقق من منجزات ورسم المستقبل والتطلعات؛ هي سانحة للنظر إلى واقع العمل المنجز، وتقييم ما تحقق، ومتابعة النقلات التي تعيشها الدولة، وتقييم مسيرة التنمية وما تحتاجه في المستقبل. الأيام الوطنية مقياس للمواطنة الصالحة؛ فهي مراجعة ذاتية بين الفرد وذاته: هل ساهم في تحقيق التنمية كفرد؟ وهل قدم ما يتوجب عليه للوطن؟ وما الدور الذي عليه أن يلعبه ويساهم من خلاله في مسيرة التنمية والتطوير الوطنية مستقبلًا؟ هذه الأيام فرصة للمراجعة الذاتية وتقييم الحقوق والواجبات وتحديد التوجهات الفردية من أجل النهوض بالوطن.
الهوية الوطنية:الهوية الوطنية هي المجموعة التي تجعل الشعب يشعر بأنه ينتمي لوطن واحد، وتشمل التاريخ المشترك، الثقافة والعادات، اللغة، القيم. وتأتي الأيام الوطنية لترسخ مفهوم الهوية الوطنية لدى الفرد؛ فالتاريخ الذي تفاخر به الأجيال، وعناصر الثقافة المادية وغير المادية كالقلاع والحصون والآثار والفنون، هي عناصر بارزة في احتفالات الشعوب بالأيام الوطنية. وكذلك العادات والتقاليد والمحافظة عليها وتعزيز القيم الوطنية الأصيلة جزء مما تعيشه الأمم في أيامها الوطنية. ولذلك فإن استحضار التاريخ والمحافظة على الفنون التقليدية والتراثية وترسيخ العادات والقيم أمر بالغ الأهمية في هذه المناسبة الوطنية حتى تظل الهوية الوطنية حاضرة دائمًا، ولا يمكن لشعب لا يملك هذا الإرث الحضاري المُهم أن يتقدم ويتطور
هكذا هي الأيام الوطنية، وهذا ما ترسخه في ذاكرة الشعوب، وما تمثله من قيمة، وما تحدثه من أثر. ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى مرور مئتين وواحد وثمانين عامًا على تأسيس الدولة البوسعيدية، نستذكر ونستحضر التاريخ الذي ترسخت فيه هذه الدولة لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم، وهو الذي تحقق نتيجة تضحيات بُذلت وأرواح قُدِّمت ليظل الوطن شامخًا حرًا منعَّمًا. فحري بنا أن نجعل من هذه الأيام الوطنية ملاحم وطنية نسطر فيها معاني الانتماء والولاء للوطن وقيادته الرشيدة. وكل عام وسلطنة عُمان بخير قيادةً وشعبًا وأرضًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ظواهر جوية شديدة الخطورة.. احذروا تقلبات الطقس الأيام القادمة
نشرت هيئة الأرصاد الجوية تحليلًا حول المرتفع الجوي الذي يتأثر به طقس البلاد خلال الفترة الحالية، موضحة أن البلاد تتأثر بمرتفع جوى فى طبقات الجو العليا، تصاحبه ظواهر جوية شديدة الخطورة.
مرتفع جوي يضرب البلادوقالت هيئة الأرصاد الجوية إن أبرز هذه الظواهر هي الشبورة المائية التى تصل لحد الضباب عند ارتفاع نسب الرطوبة لتصل إلى 100% والهدوء النسبى للرياح.
وأضافت أن هذا يؤثر بشكل كبير على الرؤية الأفقية ويصعب القيادة خلالها، وليس التأثير فقط على قيادة السيارات، بل تعوق أيضا عملية هبوط الطائرات.
وكشفت هيئة الأرصاد الجوية أن تأثير المرتفع الجوي لا يتوقف فقط عند هذه الظواهر، ولكن أيضا يعمل المرتفع الجوى كمظلة، حيث يضغط عمود الهواء ويحبس كل الرطوبة والشوائب العالقة فى الجو والأتربة والدخان فى طبقات قريبة من سطح الأرض، فنشعر بعدم الراحه وأن الجو مرهق، خاصة فى عملية التنفس.
وأوضحت هيئة الأرصاد أنه نتيجة لذلك، نجد اليوم انخفاضا فى الرؤية الأفقية الآن على شمال البلاد حتى القاهرة الكبرى وشمال الصعيد.
وذكرت هيئة الأرصاد الجوية أن الطقس اليوم يشهد استمرار الارتفاع التدريجي في درجات الحرارة على أغلب الأنحاء خلال فترات النهار، حيث تسجل العظمى على القاهرة الكبرى غدا 33 درجة مئوية.
وتبقى الشبورة المائية هى الظاهرة المؤثرة صباحاً على بعض الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية قد تكون كثيفة على بعض الطرق.
مع تواجد فرص ضعيفة لأمطار خفيفة على مناطق من “حلايب - شلاتين - مرسى علم” على فترات متقطعة، كما تنشط الرياح على مناطق من جنوب البلاد وعلى مدينتي حلايب وشلاتين قد تكون مثيرة للرمال والأتربة أحيانا.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من ازدياد كثافة الشبورة المائية خلال هذه الفترة، وقد تصل لحد الضباب وتؤدى إلى انخفاض الرؤية الأفقية على بعض الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية، خاصة على الطرق المؤدية من وإلى السواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحرى.
حالة الطقس الأيام القادمةوأصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية بيانًا يوضح حالة الطقس المتوقعة في الفترة من السبت 22 نوفمبر حتى الأربعاء 26 نوفمبر 2025، حيث تستمر درجات الحرارة في الارتفاع على أغلب أنحاء البلاد حتى يوم الأحد 23 نوفمبر.
وأشارت الهيئة إلى أن درجات الحرارة المتوقعة خلال هذه الفترة ستكون كالتالي:
السواحل الشمالية: بين 27 و28 درجة مئوية.
القاهرة الكبرى والوجه البحري: بين 31 و33 درجة.
جنوب البلاد: بين 32 و35 درجة.
وأكدت الأرصاد أن الطقس يميل للبرودة فجرًا والصباح الباكر، بينما يكون حارًا نهارًا على أغلب الأنحاء، ويميل للاعتدال في أول الليل ثم يصبح مائلًا للبرودة في آخره.
كما تتوقع الهيئة شبورة مائية من الساعة 4 وحتى 9 صباحًا على بعض الطرق الزراعية والسريعة القريبة من المسطحات المائية، وقد تكون كثيفة أحيانًا على بعض المحاور المؤدية لشمال البلاد وحتى القاهرة الكبرى ووسط سيناء وشمال الصعيد.
وتشهد بعض مناطق جنوب البلاد نشاطًا للرياح على فترات متقطعة اعتبارًا من السبت وحتى الأحد 23 نوفمبر.
اعتبارًا من يوم الاثنين 24 نوفمبر، تبدأ البلاد في استقبال انخفاض تدريجي في درجات الحرارة على أغلب المناطق بقيم تتراوح بين 3 و4 درجات، لتعود الأجواء الخريفية المعتدلة من جديد.