الرياض قديما.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الرياض خبر في صورة
إقرأ أيضاً:
منظمات حقوقية: مهرجان الرياض للكوميديا يُغطي على انتهاكات السلطة
يتعرض مهرجان كوميدي في المملكة العربية السعودية يشارك فيه فنانون أمريكيون بارزون لانتقادات شديدة من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يقولون إن الحدث الذي يضم نجومًا، يساعد في التغطية على انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في المملكة.
ووُصف مهرجان الرياض للكوميديا الذي انطلق في 26 أيلول/سبتمبر، بأنه "أكبر مهرجان كوميدي في العالم"، حيث شارك فيه أكثر من 50 نجمًا كوميديًا، منهم كيفن هارت، وديف شابيل، وبيل بور، وبيت ديفيدسون، ويستمر المهرجان حتى الـ 9 من تشرين الأول/أكتوبر، بتنظيم من الهيئة العامة للسياحة في المملكة، في إطار محاولاتها لجذب المزيد من الزوار.
أجواء الرياض اليوم غير ????????
حضور جماهيري كبير لعروض فنانين اليوم في #مهرجان_الرياض_للكوميديا ????
لا تفوّت الجاي واحجز الآن ????️https://t.co/WLGrewfaEQ pic.twitter.com/TDYGNFnLnF — TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) October 2, 2025
ويصادف المهرجان أيضًا الذكرى السابعة لاغتيال الكاتب الصحفي في صحيفة واشنطن بوست والمعارض السعودي جمال خاشقجي، والذي أفاد تقرير استخباراتي أمريكي أنه حدث بناءً على أمر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما دفع بمنتقدي المهرجان للقول بإن الكوميديين الأميركيين البارزين يمنحون الشرعية لحكومة تقمع المعارضة وتسجن الناشطين وتقيد حرية التعبير، بحسب تقرير لشبكة "سي أن ان".
مارك مارون سخر من فناني المهرجان في العرض الكوميدي، مشيرًا إلى أن "الرجل نفسه الذي سيدفع لهم هو نفس الرجل الذي دفع لاغتيال جمال خاشقجي، فيما كتب الكوميدي ديفيد كروس الأسبوع الماضي على موقعه الإلكتروني: "أشعر بالاشمئزاز وخيبة أمل عميقة من هذا الأمر المُقزز"، مضيفا: "أنتم تُمثلون أمام أكثر نظام قمعي على وجه الأرض"، أما شين جيليس، وهو كوميدي آخر لا قال إنه "اتخذ موقفًا مبدئيًا" ضد قبول عرض "مهم" للظهور".
View this post on Instagram A post shared by Marc Maron (@marcmaron)
سارة ليا ويتسون، المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن، وهي منظمة غير ربحية أسسها خاشقجي في عام 2018، قالت لشبكة سي أن أن: "إن القول بأن هناك المزيد من الحرية في البلاد صحيح بالتأكيد، لكن الواقع هو أن المملكة العربية السعودية لا تزال (ديكتاتورية استبدادية) مطلقة حيث تواجه الأصوات التي تنتقد الحكومة، وتنتقد العائلة المالكة، وتنتقد الأداء الاقتصادي لصندوق الاستثمار العام عقودًا وعقودًا في السجن".
بدورها، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش بيانا، قالت فيه، إن الحكومة السعودية تستغل "مهرجان الرياض للكوميديا 2025"، لحرف الأنظار عن قمعها الوحشي لحرية التعبير وانتهاكاتها الحقوقية الواسعة الأخرى، حيث تتزامن مواعيد المهرجان مع الذكرى السابعة لاغتيال الصحفي جمال خاشقجي على يد الدولة السعودية، ويأتي بعد أشهر قليلة من إقدام السلطات السعودية على إعدام صحفي بسبب خطابه العلني حسب الافتراض.
وأضافت المنظمة الحقوقية في بيانها، "لتجنب المساهمة في غسل سمعة الحكومة السعودية، على الكوميديين المشاركين أن يستغلوا المهرجان لحث السلطات السعودية علنا على الإفراج عن المعارضين والصحفيين والنشطاء الحقوقيين السعوديين المحتجزين ظلما".
جوي شيا، الباحثة السعودية في هيومن رايتس ووتش، قالت: "الذكرى السابعة للقتل الوحشي بحق جمال خاشقجي ليست نكتة، وعلى الكوميديين الذين يتلقون مبالغ طائلة من السلطات السعودية ألا يصمتوا عن المواضيع المحظورة في المملكة، مثل حقوق الإنسان أو حرية التعبير، على كل من يقدم عروضا في الرياض أن يستغل هذه الفرصة البارزة للمطالبة بالإفراج عن النشطاء السعوديين المحتجزين".
في 19 أيلول/سبتمبر، كتبت هيومن رايتس ووتش إلى ممثلي وإدارة مجموعة من الكوميديين المشاركين المعلَنين لطلب لقاء حول أزمة حقوق الإنسان في السعودية، ولكن لم يرد الممثلون ولا الإدارة.
حكومة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نظّمت وموّلت بشكل حثيث فعاليات رفيعة المستوى شارك فيها فنانون ومشاهير وشخصيات رياضية دولية بارزة. يرتبط الاستثمار في هذه الأحداث بـ "رؤية 2030" التي وضعها ولي العهد، وهي خطة لإصلاح اقتصاد البلاد وجذب المستثمرين والسياح الأجانب. ومن بين عناصرها خلق المزيد من خيارات الترفيه والاستجمام من أجل تعزيز صورة المملكة على الصعيد الدولي.
قال تيم ديلون، في بودكاسته يوم 30 آب/أغسطس: "أنا أفعل هذا لأنهم يدفعون لي مبلغا كبيرا من المال وبما يكفي لأغض الطرف"، وأضاف:" دفع المهرجان السعودي لي 375 ألف دولار أمريكي مقابل عرض واحد في 8 تشرين الأول/أكتوبر، اشتروا الكوميديا، أنا أؤمن برفاهيتي المالية".
ولكن سرعان ما أعلن ديلون في 20 أيلول/سبتمبر أن عرضه أُلغِي بعد أن زُعم أن السلطات السعودية "غير راضية" عن تعليقاته الكوميدية بشأن معاملة العمال الوافدين والقضايا الحقوقية الأخرى، قائلا: "تناولت الموضوع بطريقة مضحكة فطردوني".
جيمي كار، الذي يشارك في العرض الرئيسي في المهرجان في 6 تشرين الأول/ أكتوبر، لا يذكر ظهوره في السعودية على موقعه الإلكتروني أو قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنه غالبا ما دافع بقوة وعلنا عن حرية التعبير، قائلا: "أنا من أشد المؤيدين لحرية التعبير المطلقة، لكنها لا تعني الحرية من العواقب".
منظمة هيومن رايتس ووتش، رصدت تناقض التصريحات العلنية التي أدلى بها العديد من الفنانين المشاركين في مهرجان الرياض للكوميديا حول أهمية حرية التعبير بشكل حاد مع القمع الوحشي الذي تمارسه السلطات السعودية ضد أي انتقاد للحكومة، ففي 2025، نفذت الحكومة السعودية موجة إعدامات لسحق المعارضة السلمية، بما يشمل حرية التعبير.
وأضافت المنظمة، أن محمد بن سلمان تبني مشروع لبناء قطاع الترفيه، ورغم أن هذه التغييرات واسعة النطاق ومهمة، إلا أنها ساعدت أيضا في التعتيم على التقييد البالغ للحقوق المدنية والسياسية منذ أن أصبح وليا للعهد في 2017، بينما كان قطاع الترفيه الناشئ يحظى بالثناء على الصعيد الدولي، كانت السلطات السعودية تنفذ موجات من الاعتقالات التعسفية بحق المعارضين، والنشطاء، والمثقفين، وأفراد العائلة المالكة.
قالت شيا: "على الكوميديين الذين يؤدون عروضا في الرياض أن ينتقدوا الانتهاكات الحقوقية الجسيمة في السعودية، وإلا فإنهم قد يساهمون في دعم جهود الحكومة السعودية الممولة بسخاء لغسل صورتها، ويأتي هذا التلميع وسط زيادة كبيرة في القمع، الذي يطال أيضا حرية التعبير، التي يدافع عنها العديد من هؤلاء الكوميديين ولكن يُحرَم منها تماما الناس في السعودية".