مدّد الدولار خسائره مسجلاً أطول سلسلة تراجع منذ أبريل 2023، بعد تقرير عن سوق العمل الأميركية أظهر ضعفاً مفاجئاً، ما دفع المتداولين لتوقع خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة هذا الشهر.

انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة وصلت إلى 0.7% يوم الجمعة، متجهاً نحو إنهاء أسبوعه الخامس على التوالي من الخسائر في عام فقد فيه أكثر من 8% من قيمته أمام سلة من العملات العالمية المنافسة.

قالت جاياتي بهاردواج، محللة استراتيجيات في "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities): "بعد هذا التقرير، من المرجح أن تأخذ الأسواق في الحسبان اتخاذ الفيدرالي مسار تيسير نقدي". وأضافت: "نبقي على رؤيتنا الهيكلية السلبية تجاه الدولار مع مراقبة أي ارتداد قصير الأجل".

قد يهمك: الدولار تحت الضغط بفعل صدام ترمب مع الفيدرالي وترقب خفض الفائدة

الضغط على الدولار

يستعد المستثمرون لأن يستأنف الفيدرالي سياسة التيسير النقدي هذا الشهر، مع بدء بعض المتداولين المراهنة على خفض كبير بمقدار نصف نقطة مئوية، بعد أن وفرت بيانات الوظائف الأميركية المزيد من الدلائل على حاجة الاقتصاد وسوق العمل إلى الدعم. كما تواصل المخاوف المالية وتأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على العملة الأميركية.

قال براد بيشتل، رئيس قسم العملات العالمية في "جيفريز" (Jefferies): "تقرير الوظائف اليوم لم يكن جيداً، ويعزز الاعتقاد بأن الفيدرالي يتأخر كثيراً عن الركب". وأضاف: "توقعات السوق لمزيد من خفض أسعار الفائدة منطقية، وتقرير التضخم الأسبوع المقبل سيكون فاصلاً بالنسبة للدولار".

تشير تقديرات جمعتها "بلومبرغ" إلى أن التضخم في الولايات المتحدة من المتوقع أن يتسارع في أغسطس بعد بقائه عند 2.7% لمدة شهرين حتى يوليو، ومن المقرر نشر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين يوم الخميس.

اقرأ أيضاً: رهانات خفض الفائدة تزداد مع توقع استمرار ضعف الوظائف الأميركية

الرهان على ضعف الدولار

يواصل المتداولون الرهان على مزيد من ضعف الدولار. بلغت الرهانات السلبية من قبل صناديق التحوط والمستثمرين المضاربين ضد عملة العالم الاحتياطية نحو 5.6 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 26 أغسطس، وفق بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. ويتخذ المستثمرون مراكز بيعية تجاه الدولار منذ أوائل أبريل.

طباعة شارك الدولار الفائدة خفض الفائدة بيانات وظائف الاحتياطي الفيدرالي الفيدرالي مؤشر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار الفائدة خفض الفائدة بيانات وظائف الاحتياطي الفيدرالي الفيدرالي مؤشر

إقرأ أيضاً:

مصر بين التعافي والتحديات.. قراءة موسعة في بيانات النمو الاقتصادي

أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن الاقتصاد المصري حقق معدل نمو بلغ 5% في الربع الرابع من العام المالي 2024/2025، وهو الأعلى منذ ثلاثة أعوام، مقابل 2.4% في الربع نفسه من العام السابق، وأسهم هذا الأداء في رفع معدل النمو السنوي إلى 4.4% مقارنة بـ2.4% خلال 2023/2024، متجاوزًا التقديرات المستهدفة البالغة 4.2%.

هذا الإعلان يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي اضطرابات عميقة بسبب التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وأزمة الطاقة العالمية وتباطؤ سلاسل التوريد، ما يجعل النمو المصري بمثابة رسالة طمأنة للأسواق والمستثمرين المحليين والدوليين.

البيانات الرسمية كشفت أن النمو مدفوع بالأساس بانتعاش عدد من القطاعات عالية القيمة المضافة مثل السياحة التي حققت أعلى معدل نمو سنوي (17.3%) مستفيدة من طفرة في أعداد السائحين (أكثر من 17 مليونًا) وزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق.

وكذلك الصناعة التحويلية غير البترولية التي قادت قاطرة الإنتاج بنسبة 14.7% سنويًا، مع طفرة لافتة في صناعة السيارات (126%)، والأدوية (52%)، والملابس الجاهزة (41%).

الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أيضا ارتفعت بنسبة 13.8%، مدعومة باستثمارات البنية الرقمية وشبكات الجيل الخامس.

ورغم أن هذه القطاعات أسهمت في تحسن الصادرات السلعية بنسبة 12.8%، فإن محللين يرون أن تنويع الأسواق التصديرية وتعزيز تنافسية الصناعات المصرية يبقى شرطًا لضمان استدامة الأداء.

واحدة من النقاط اللافته في البيان هي تقدم القطاع الخاص ليشكل 47.5% من إجمالي الاستثمارات في 2024/2025، مقابل 43.3% للاستثمارات العامة، ويصف البعض هذا التحول بأنه "نقلة نوعية" في إعادة هيكلة دور الدولة من المستثمر الرئيسي إلى المُمكِّن والمحفّز، وهو توجه يتماشى مع توصيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بضرورة توسيع قاعدة المشاركة الخاصة في الاقتصاد، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الدور الاجتماعي للتنمية كضامن للاستقرار، وهو ما يضع عبئا على الدولة لوضع ضوابط ملزمة للقطاع الخاص للحفاظ على هذا البعد.

في المقابل، تبرز بعض التحديات الرئيسية ومنها قناة السويس حيث شهدت انكماشًا قياسيًا بنسبة 52% خلال العام نتيجة التوترات في البحر الأحمر وانخفاض حركة التجارة العالمية، وبالرغم من حزم الحوافز التي قدمتها الهيئة، فإن التعافي يبقى مرهونًا بتهدئة النزاعات الإقليمية.

يأتي أيضا قطاع الاستخراجات (البترول والغاز الطبيعي) الذي انكمش بنسبة 9%، مع انخفاض إنتاج الغاز 19.1%، ويشير خبراء إلى أن استمرار هذا التراجع قد يضغط على ميزان المدفوعات المصري، خاصة مع ارتفاع فاتورة واردات الطاقة.

وإذا ما قورن أداء الاقتصاد المصري بدول المنطقة، نجد أن معدل النمو (4.4%) يقترب من متوسط الاقتصادات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المتوقع 4.2% وفق صندوق النقد الدولي 2025)، ويتفوق على اقتصادات كبرى مثل تركيا (المتوقع 3.2%)، غير أن الاعتماد النسبي على السياحة وتحويلات العاملين بالخارج يضع مصر في موقع أكثر حساسية أمام الصدمات الخارجية مقارنة بدول تمتلك قاعدة صناعية أوسع.

تأكيد الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتعاون الدولي على أن الأداء القوي للاقتصاد المصري يعكس نجاح الإصلاحات الهيكلية في دفع النمو المرتكز على القطاعات الإنتاجية، وتجاوزه التوقعات، يمثل "رسالة ثقة للمستثمرين بأن مصر تسير في الاتجاه الصحيح نحو بناء اقتصاد أكثر مرونة وتنافسية.

وفي كل الأحوال فإن تسجيل 5% نموًا في الربع الرابع و4.4% سنويًا يمثل إنجازًا مهمًا في سياق عالمي متوتر، لكن التحدي الأكبر يكمن في تحويل النمو الدوري إلى مسار مستدام من خلال تعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة، وتقليل الاعتماد على القطاعات المتقلبة مثل السياحة، ومعالجة نقاط الضعف في الطاقة والنقل البحري، وتمكين القطاع الخاص عبر إصلاحات هيكلية أعمق، مع الحفاظ على الدور الاجتماعي للدولة كأداة مهمة من أدوات الاستقرار، حيث تشير الأرقام إلى أن مصر قادرة على الصمود أمام الصدمات، والسير في طريق استدامة النمو مع ضرورة الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وهو الهدف الذي طالما وضعته الدولة نصب عينيها.

اقرأ أيضاًالإمارات تؤكد أهمية تعزيز النمو الاقتصادي العالمي

«معلومات الوزراء» يستعرض دور مسرعات الأعمال في تعزيز النمو الاقتصادي بالأسواق الناشئة

فيتش سوليوشنز: مصر والمغرب سيقودان النمو الاقتصادي في شمال أفريقيا إلى 3.6%

مقالات مشابهة

  • وظائف خالية بوزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية
  • الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية مع ترقّب قرار الفيدرالي بخفض الفائدة
  • «العمل» تعلن عن 720 فرصة شاغرة للشباب بسلسلة محلات.. اعرف الوظائف المطلوبة
  • وظائف جديدة في سلسلة محلات "سوبر ماركت" شهيرة.. التفاصيل
  • حرب بيانات بين سان جيرمان ومنتخب فرنسا حول إصابة باركولا!
  • اقتصادي: الذهب يتجه لبلوغ الـ4500 دولار للأوقية
  • حزب المحافظين البريطاني يتجه لاقتراح خفض الإنفاق الحكومي
  • وظائف شاغرة
  • مصر بين التعافي والتحديات.. قراءة موسعة في بيانات النمو الاقتصادي
  • الأوقاف تعلن عن وظائف خالية بالوزارة .. تفاصيل