سلام مفروض…. وخسارة مؤكدة لاقتصاد الحرب والمجموعات المتطرفة
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
سلام مفروض…. وخسارة مؤكدة لاقتصاد الحرب والمجموعات المتطرفة
صفاء الزين
تحولات الساعات الماضية في الملف السوداني تشير إلى أن المشهد يدخل مرحلة إجبارية لم يعد فيها استمرار الحرب خيارًا صالحًا للتوظيف سياسيًا أو عسكريًا من جانب سلطة بورتسودان والبرهان، وهي الجهة التي ظلت تمانع أي خطوة نحو وقف القتال طوال الشهور الماضية.
الزيارة السعودية حملت توصيفًا دقيقًا لجذور الانهيار وتدهور الوضع الإنساني بصورة تجاوزت قدرة أي سلطة على التجميل أو التبرير، وما صدر من واشنطن كان استجابة سريعة تحركت من داخل رؤية الرباعية التي تعمل على كبح نفوذ المجموعات المتطرفة وتقويض شبكات اقتصاد الحرب المرتبطة بالمركز القديم في السودان، وهو مركز يستمد قوته من الفوضى ويرى في السلام تهديدًا مباشرًا لمكاسبه.
ترحيب البرهان بالمسار الجديد لم ينتج عن قناعة، وإنما يكشف عن إدراك للحدود التي وصلت إليها قدرته على الممانعة أمام ضغط إقليمي ودولي متماسك تقوده الرياض وواشنطن والقاهرة وأبوظبي. هذه اللحظة تضيق مساحة المناورة إلى الحد الأدنى، وتضع الحركة الإسلامية والدوائر التي تدور في فلكها أمام واقع يحد من قدرتها على إعادة تدوير نفوذها عبر الحرب أو عبر خطوط التهريب الاقتصادية التي صنعت ثرواتها في الظلام.
المسار الذي يبدأ في التبلور الآن قد يفتح، إذا نجحت الضغوط الإقليمية والدولية، نافذة ضيقة نحو مرحلة انتقالية تحاول فيها قوى مدنية وكفاءات مستقلة انتزاع مساحة أكبر للحكم المدني، مع محاولة إعادة بناء بعض المؤسسات وتقليص نفوذ شبكات المصالح التي ازدهرت في ظل الحرب وما قبلها. غير أن هذه المرحلة ستظل رهينة توازنات القوة على الأرض، وستواجه مقاومة شرسة من الطرفين العسكريين ومن الدوائر التي ترى في أي استقرار تهديدًا مباشرًا لمكاسبها.
الشعب السوداني هو الرابح الوحيد المحتمل إذا نجح هذا المسار، غير أن الطريق لا يزال طويلاً ومليئًا بالعقبات قبل أن تستعيد الدولة معناها ككيان جامع، بعيدًا عن كونها غنيمة يتقاسمها المتربحون من الحرب وتجار الأزمات. وما يلوح في الأفق هو انتصار لفكرة السلام باعتباره الشرط الوحيد لنجاة مجتمع يواجه خطر الانهيار الكامل. هذا التحول يفتح باب فرز صارم يكشف الأطراف المرتبطة باقتصاد الحرب ويضعها أمام خسارة محتومة، بينما يتيح لأي خطوة تُتخذ في مصلحة الشعب أن تكون مدخلاً لبناء واقع جديد ينهي القتال ويقطع الطريق أمام من يحاولون إعادة إنتاج الفوضى كوسيلة للبقاء في المشهد.
الوسومإعادة إنتاج الفوضى الأمير محمد بن سلمان البرهان السعودية السلام السودان المجموعات المتطرفة ترامب سلطة بورتسودان صفاء الزين واشنطنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمير محمد بن سلمان البرهان السعودية السلام السودان المجموعات المتطرفة ترامب سلطة بورتسودان صفاء الزين واشنطن
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يعلق على مبادرة ترامب وبن سلمان لانهاء الحرب في السودان
متابعات تاق برس- رحب رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، بجهود السعودية وأميركا لإحلال سلام عادل ومستدام في السودان.
ووجه إدريس في بيان اليوم الخميس شكره إلى السعودية وأميركا على جهودهما المستمرة لإيقاف القتال في البلاد.
كما أكد أن الحكومة مستعدة “للانخراط الجاد مع جهود السعودية وأميركا، من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار والرفاهية للشعب السوداني”.
أتى ذلك، بعدما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أدى دوراً لافتاً في إطار تغيير خطط واشنطن تجاه الخرطوم. وقال: “سنبدأ العمل بشأن السودان بعدما طلب مني الأمير محمد بن سلمان الذي سيكون له دور قوي في إنهاء النزاع هناك”.
كما أوضح ترامب أن هذا الملف لم يكن سابقاً ضمن الأولويات الأميركية.
وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أكد بدوره أمس استعداده للتعاون مع واشنطن والرياض لتحقيق السلام، عقب تعهد الرئيس الأميركي بالعمل على إنهاء الحرب. وقال مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان في بيان إن الحكومة السودانية “تؤكد استعدادها للانخراط الجاد من أجل تحقيق السلام”، مرحباً بالجهود السعودية والأميركية من أجل إيقاف “نزيف الدم السوداني”.
كما كتب البرهان عبر منصة إكس: “شكرا سمو الأمير محمد بن سلمان، شكرا الـرئيس دونالد ترامب”، بعد انتهاء لقاء جمع الزعيمين في واشنطن.