هل تنهي تايلاند حظر بيع الكحول بعد الظهر؟ ماذا يجب أن يعرف المسافرون
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
يرجع حظر بيع الكحول بعد الظهر إلى عام 1972، حين تم إقراره لمنع الموظفين العموميين من الشرب خلال ساعات العمل.
تُعد تايلاند من أكثر الوجهات السياحية استرخاءً في العالم، حيث يقصدها الرحالة، والعائلات، والمتقاعدون، وأصحاب الرحلات الفاخرة على السواء للتنقل بين الجزر، وحفلات الشواطئ في ليالي اكتمال القمر، وطعام الشارع حتى ساعات متأخرة من الليل، والأجواء المريحة التي تشتهر بها.
لكن خلف هذه السمعة نهج صارم على نحو مفاجئ تجاه الكحول. والآن قد تكون إحدى أقدم القيود المفروضة على المشروبات في البلاد في طريقها إلى الإلغاء.
على مدى عقود، حظرت تايلاند بيع الكحول بين الساعة الثانية والخامسة بعد الظهر، وهي فترة حظر في منتصف النهار أربكت كثيرا، وأوقعت أحيانا مسافرين غير مُطّلعين في المخالفة.
قد يتغير ذلك قريبا. فقد اقترحت لجنتا السياسة الوطنية للكحول والرقابة على المشروبات الكحولية إنهاء هذا القيد بالكامل.
تجري حاليا مشاورات عامة لمدة 15 يوما. وإذا أُقرت، فقد يُرفع الحظر بحلول مطلع ديسمبر، في انتظار إعلان رسمي من مكتب رئيس الوزراء.
لماذا يتغير القانون الآن؟رغم وعود السماء المشمسة وجاذبية واحدة من أعظم المطابخ في العالم والدفع الذي منحه مسلسل "وايت لوتس"، تعاني صناعة السياحة في تايلاند.
حتى مع توقعات متفائلة خلال ذروة موسم الشتاء، حذرت هيئة السياحة التايلاندية في أكتوبر من أن البلاد في طريقها لاستقبال 33,4 مليون زائر في 2025، بانخفاض نحو 6 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وهو أول تراجع سنوي منذ عقد، باستثناء سنوات الجائحة.
ولا تبدو توقعات 2026 أكثر إشراقا إلا بهامش بسيط.
وبحسب إدارة العلاقات العامة الحكومية، تتوقع تايلاند نحو 34 مليون وافد دولي العام المقبل، غير أن المسؤولين يرجحون بقاء الإنفاق لكل رحلة عند مستويات متدنية.
وفي بلد يقوم فيه قطاع السياحة على كل شيء من الأعمال على الشواطئ إلى الحياة الليلية، يسابق المسؤولون الزمن للعثور على طرق تجعل البلاد أكثر ودا للمسافرين.
وقال نائب رئيس الوزراء سوفون سارام إن الخطوة تهدف إلى تنشيط السياحة والنشاط الاقتصادي خلال الفترات الذروة مثل رأس السنة وسونغكران، مهرجان أبريل المائي في تايلاند الذي يجتذب ملايين الزوار.
وأضاف أن المنطق الأصلي وراء الحظر لم يعد قائما.
"لقد فُرض حظر المبيعات بعد الظهر منذ زمن طويل لمنع الموظفين العموميين من شرب الكحول خلال ساعات الدوام. لكن ذلك الزمن ولى... لذا ينبغي رفع الحظر"، قال ذلك للصحفيين أمام مقر الحكومة في بانكوك يوم 13 نوفمبر.
قانون بتاريخ يعيد نفسهعلاقة تايلاند بقواعد الكحول تشبه إلى حد ما شريط "موبيوس"؛ حلقة لا تنتهي من تعديلات وتراجعات قبل العودة إلى نقطة البداية.
يرجع حظر البيع من الساعة الثانية إلى الخامسة بعد الظهر إلى عام 1972، وقد تناوبت الحكومات المتعاقبة بين تشديد الضوابط وتخفيفها. وفي هذا الشهر وحده، أعادت السلطات مؤقتا العمل بلائحة تفرض غرامات قدرها 10.000 بات تايلاندي (267 يورو) على أي شخص يشرب في الحانات أو المطاعم خلال الساعات المقيّدة، بما في ذلك السياح من دون قصد.
في الوقت الراهن، يُسمح ببيع الكحول من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، ومن الخامسة مساء حتى منتصف الليل. ويمكن للأماكن الواقعة ضمن مناطق الحياة الليلية المحددة في كبرى الوجهات السياحية تقديم المشروبات قانونا حتى الساعة الرابعة صباحا.
ويُعد اقتراح إلغاء الحظر جزءا من نقاشات قد توسّع ساعات الشرب أكثر، رغم أن المسؤولين لم يتوافقوا بعد على مدى هذه التغييرات.
ماذا يعني ذلك للمسافرين؟إذا وافق مكتب رئيس الوزراء على التعديل، فسيُزال أحد أكثر الأمور إرباكا بالنسبة للمسافرين في تايلاند، إذ يجد كثيرون أنفسهم ممنوعين من شراء بيرة بعد الظهر رغم أن الحانات تبدو نابضة بالحياة.
بالنسبة لبلد محبوب بعفويته، من التنقل بين الحانات في أحياء بانكوك الصاخبة إلى اللقاءات مع أصدقاء جدد بعد غروب الشمس على الشاطئ، سيقرّب التغييرُ السياسةَ من الواقع المعيش على الأرض.
ومع ركود صناعة السياحة، تبدو تايلاند مستعدة لفعل كل ما يلزم للحفاظ على مكانتها كإحدى أكثر وجهات العطلات إغراء في العالم.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا دراسة الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب إسرائيل لبنان روسيا دراسة الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب إسرائيل لبنان كحول سياحة تايلاند سفر روسيا دراسة الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب إسرائيل لبنان الصحة اليابان تكنولوجيا فرنسا أوكرانيا الذكاء الاصطناعي بعد الظهر
إقرأ أيضاً:
الموسوعة العُمانية... توثيق حيّ نحتاجه اليوم أكثر!
تكمن أهمية توثيق ملامح الهوية العمانية في امتدادها عميقا نحو تشكيل الوعي والذاكرة على المستويين الفردي والجمعي، لا سيما بعد أن باتت المفاهيم متداخلة، وتميل أكثر إلى الحداثة منها إلى الأصالة. نحن في حاجة اليوم لنشعر بالانتماء إلى سردية كبرى تشبهنا كثيرا في البعد الأصيل الذي منه تشكّلت ثقافتنا المحلية، ومنه استقامت هوياتنا الفردية، وهوية المجتمع في نطاقه الأوسع. نحتاج إلى مقاومة ثقافية فكرية تقف ضد التلاشي أمام التيارات الدخيلة.
مشروع الموسوعة العمانية لا شك أنه منجز وطني ثقافي ضخم وقيّم شكّل نقلة عظيمة في البناء التوعوي؛ حيث أسهمت الموسوعة في بناء وعي فرديّ متزن ينطلق من الماضي نحو مستقبل علمي رصين؛ باعتبار أنها درع متين يحمي هوية البلاد من صدأ الذاكرة، وتمنح الأجيال القادمة سردا متماسكا لانتمائهم.
من المعلوم أن الموسوعة العمانية التي شكّلت مرجعا متينا لكل باحث عن عمان في تاريخها الطويل، وفي تحولاتها الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والتاريخية قد استغرق إعدادها ثماني سنوات، وتضمنت الأرض العُمانية، والأعلام العمانيين، والاقتصاد، والتاريخ، والكتابة، وتاريخ عُمان القديم، والثقافة، والمجتمع، والمؤسسات، وأصناف النباتات والحيوانات، وزُودت بخرائط وصور ورسوم طبيعية وتاريخية. وقد وُلدت الفكرة تحت مظلة وزارة التراث والثقافة (سابقا)؛ لتكون مشروعا وطنيا ومرجعا رصينا، وذاكرة معرفية مؤسسية لأجيال عُمان وللعالم أجمع تحفظ ماضي عمان، وتشرع أبواب المستقبل لأبنائها.
وقد حان الوقت الآن ليستفيد من هذه الموسوعة جميع الشرائح في المجتمع بلا استثناء وبشكل فاعل من خلال توظيف التقنية ودمجها بالذكاء الاصطناعي والأتمتة إضافة إلى استثمار الموسوعة، والخروج بموسوعات أخرى مصغرة وفقا للمحاور المختلفة التي تم طرحها في متن الموسوعة. ومن هنا تبرز الحاجة اليوم إلى إعادة تعيين الموسوعة العُمانية في قالب رقمي حديث يجعل منها منصة حيّة تواكب الفكر العصري دون أن تفقد جذرها الأكاديمي القويم من خلال إتاحة واجهة متعددة اللغات. تنطلق من اللغات المحلية أولا والعالمية ثانيا؛ لتصل إلى القارئ العماني، والعربي، والإنجليزي والفرنسي والآسيوي على السواء. وتحويلها إلى منصة رقمية تفاعلية تمكّن الباحث والقارئ من التجوّل بين المواد المتاحة بالصوت والصورة والخرائط الرقمية، وربط المقالات بمراجعها الأصلية ووثائقها التاريخية، وإطلاق تطبيق ذكي للموسوعة يتيح للمستخدم الوصول السريع إلى المعلومات مع إمكانية التفاعل وإضافة المقترحات أو التحديثات بإشراف لجنة علمية متخصصة. كما نحتاج إلى اعتماد الموسوعة كمرجع تعليمي في المدارس والجامعات؛ لتغرس في الأجيال الجديدة وعيا معرفيا بهويتهم وموروثهم الحضاري مع إمكانية التحديث الدوري للمحتوى من قبل الجهات المختصة؛ حيث من الضروري أن تُحدّث الموسوعة بشكل مستمر لتواكب ما يستجد من أحداث واكتشافات وأسماء جديدة.
لا بد لنا أن نعيد عرض السرد العماني بوسائل العصر بصوت بحرنا، ورائحة سهولنا، وشموخ جبالنا، وتلوّن ألسنتنا، ونغم أهازيجنا، وبذاكرتنا الحية القديمة التي لا تشيخ حتى نكون ضمن الأمم التي تتسابق على سرد حضاراتها أمام العالم.