بي بي توقع مذكرة تفاهم لحفر 5 آبار غاز في البحر المتوسط بدءًا من 2026
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
أعلنت بي بي عن توقيع مذكرة تفاهم لتقييم فرص تنفيذ برنامج لحفر خمس آبار في أعماق مائية تتراوح بين 300 و1,500 متر في البحر المتوسط.
يهدف البرنامج إلى تسريع تطوير وإنتاج احتياطيات الغاز الوطنية، مع السعي لتمديد استخدام تسهيلات الإنتاج القائمة في غرب دلتا النيل. ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الحفر في عام 2026،
مع إمكانية ربط الآبار بعد الانتهاء من تقييم عمليات الحفر والموارد المحتملة.
وقد تم توقيع مذكرة التفاهم خلال زيارة المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والسفير أشرف سويلم، سفير مصر لدى المملكة المتحدة، والدكتور الجيولوجي سمير رسلان، وكيل الوزارة للاستكشاف والاتفاقيات بوزارة البترول والثروة المعدنية، إلى المقر الرئيسي لشركة بي بي في لندن.
والتقى الوفد بكل من موراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة بي بي؛ وويليام لين، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الغاز والطاقة منخفضة الكربون؛ ونادر زكي، الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ووائل شاهين، رئيس شركة بي بي مصر، ويعكس هذا التوقيع متانة الشراكة الممتدة منذ سنوات طويلة بين بي بي والحكومة المصرية.
وقال ويليام لين، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الغاز والطاقة منخفضة الكربون: "إن إعلان اليوم يؤكد التزامنا بدعم الاستثمار في قطاع الغاز المصري. نحن نثمّن التعاون المستمر والدعم الذي يقدمه الوزير كريم بدوي، ونتطلع إلى تسخير خبرات بي بي التكنولوجية للبناء على زخمنا الأخير في الاستكشاف والتنمية، بهدف توفير موارد غاز جديدة وتسريع الإنتاج لصالح مصر، إلى جانب تحقيق قيمة مضافة لأعمالنا."
وأضاف نادر زكي، الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
"نعتز بشراكتنا الممتدة مع الحكومة المصرية. وتمثل هذه المذكرة خطوة استراتيجية في استثماراتنا بقطاع الطاقة المصري خلال هذا العقد، بما يمكّننا من تطوير موارد غاز إضافية في غرب دلتا النيل وربطها على الانتاج فى أسرع وقت ممكن لتلبية احتياجات السوق المحلى."
تأتي هذه الاتفاقية في إطار خطة بي بي لزيادة إنتاجها إلى ما بين 2.3 – 2.5 مليون برميل مكافئ نفط يوميًا بحلول عام 2030، مع القدرة على مواصلة رفع الإنتاج حتى عام 2035. ويأتي ذلك عقب حملة استكشاف ناجحة في النصف الأول من عام 2025، حققت خلالها الشركة عشرة اكتشافات، من بينها اثنان في مصر، حيث استكملت أعمال الحفر في بئر الغاز فيوم-5 وبئر الاستكشاف الكينج-2، وكلاهما جزء من تطوير مشروع غرب دلتا النيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بي بي بترول حفر 5 آبار
إقرأ أيضاً:
فيضان زانكلين الضخم.. قصة حدث ضخم غير مسار البحر المتوسط
قبل أكثر من خمسة ملايين عام، شهد كوكب الأرض حدثًا جيولوجيًا غير مسار التاريخ الطبيعي للبحر الأبيض المتوسط وهو فيضان زانكلين الضخم.
حدث هذا الفيضان عندما اندفعت مياه المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق وغمر حوض البحر الأبيض المتوسط بسرعة مدهشة، مُستهلِكًا كل ما يقف في طريقه ومسببًا تغييرات عميقة على الأرض والبيئة.
قبل وقوع الفيضان، كان البحر الأبيض المتوسط شبه جاف، حيث أدى انقطاع الاتصال مع المحيط الأطلسي إلى انخفاض كبير في منسوب المياه. ترك هذا الوضع أرضًا قاحلة ومالحة، حيث تكونت طبقات ملحية ضخمة بفعل التبخر المستمر.
الدراسات الجيولوجية الحديثة أكدت وجود بحيرات ضحلة ذات ملوحة منخفضة، مما يشير إلى أن تلك المنطقة كانت تعاني من ظروف قاسية.
يُعتقد أن تحرك الصفائح التكتونية كان العامل الرئيسي وراء انقطاع الاتصال بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.
هذا الانقطاع مهد الطريق لفيضان كارثي مُنتظر. الأبحاث الجيوفيزيائية الحديثة التي أُجريت عام 2009 كشفت عن وجود خندق عميق أسفل مضيق جبل طارق، يُحتمل أنه نتج عن اندفاع المياه الهائل.
ما تأثير فيضان زانكلين؟الأدلة على قوة الفيضان لم تقتصر على مضيق جبل طارق فحسب، بل شملت أيضًا مناطق في جنوب صقلية. هناك، اكتشف الباحثون تضاريس غير مألوفة تتكون من تلال ومنخفضات، مما يدل على تدفقات المياه الضخمة.
الصخور الكبيرة التي وُجدت على قمم التلال تشير إلى أنها جُرفت بفعل قوة الفيضان، لتؤكد تلك الصخور تطابقها مع الرواسب الموجودة في المنخفضات أسفل البحر.
لفهم حجم تأثير الفيضان، قام العلماء بتطوير نماذج حاسوبية لمحاكاة تدفق المياه. أظهرت هذه المحاكاة أن عمق مياه الفيضان وصل إلى نحو 40 متراً، وسرعة التدفق تقدر بـ 115 كيلومترًا في الساعة، بمعدل تدفق يصل إلى 13 مليون متر مكعب في الثانية، وهو رقم يفوق بكثير تدفق نهر الأمازون الحالي.
هذه الأرقام تجسد ضخامة الحدث وسرعته، مما يجعله واحدًا من أسرع الفيضانات في التاريخ الجيولوجي.
ما بعد فيضان زانكلينعقب الفيضان، امتلأ الحوض بالكامل، متحولًا من حوض شبه جاف ومالح إلى بحر واسع وقادر على استقبال الحياة البحرية الحديثة.
ساهم ذلك في تطوير المناخ الإقليمي وتوفير بيئة مستقرة نسبيًا للنظام البيئي البحري. التأثير التاريخي لهذا الحدث لم يقتصر على الأسابيع القليلة التي دام فيها، بل أعاد تشكيل التضاريس والسواحل بطريقة لم تحدث منذ ملايين السنين.
تُعتبر دراسات فيضان زانكلين جزءًا مهمًا لفهم ديناميكيات المياه وتأثيرها على البيئة القديمة. الأبحاث الحديثة لا تزال تعيد تصور كيفية تأثير هذا الفيض على البحر الأبيض المتوسط كما نعرفه الآن، مما يعطي العلماء مؤشرًا على تطورات المستقبل.
وبحسب العلماء، فإن فيضان زانكلين لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو شهادة على قوة الطبيعة الهائلة وقدرتها على إعادة تشكيل التضاريس بسرعة مدهشة. إرث هذا الفيضان الجيوفيزيائي يمكن رؤيته في أنماط تضاريس البحر الأبيض المتوسط اليوم.