أبو شامة: إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق طموحات نتنياهو هدف إسرائيل الآن
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
قال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 تشهد تحولات جذرية، مشيرًا إلى أن ما بعد هذا التاريخ ليس كما قبله، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي.
وأضاف في مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز" أن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الدوحة، ومحاولة اغتيال قيادات من حركة حماس، تمثل نقطة تحول خطيرة في المنطقة، لأنها لم تستهدف فقط الحركة، بل ضربت دولة وسيطة في عملية السلام مثل قطر.
وأكد أبو شامة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل هجوم السابع من أكتوبر لتنفيذ أجندة سياسية طويلة الأمد، تتضمن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يخدم الأمن الإسرائيلي، القضاء على المقاومة الفلسطينية بالكامل، الاستيلاء على قطاع غزة مجددًا، خاصة وأنه كان من أبرز الرافضين للانسحاب الأحادي عام 2005، إزاحة إيران إلى حدودها الجغرافية وتحجيم نفوذها الإقليمي.
وأشار إلى أن هذه الأهداف كانت تراود الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إلا أن حكومة نتنياهو الحالية، والتي تُعد من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل، تسعى لتحقيقها بشكل كامل.
واعتبر أبو شامة أن الدعم الأمريكي غير المسبوق لحكومة نتنياهو، خاصة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، يمثل تفويضًا كاملاً لإسرائيل للتصرف بحرية في قضايا المنطقة، قائلًا: "هناك توافق أيديولوجي وفكري كامل بين نتنياهو وترامب.. الإدارة الأمريكية تعتقد أن استخدام القوة الغاشمة هو الطريق نحو السلام، وهذا ما يُعلن رسميًا في لقاءاتهما المشتركة."
وأوضح أن استهداف الدوحة، التي تُعد حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، يمثل رسالة واضحة مفادها أن نتنياهو لا يريد مسارًا تفاوضيًا لحل القضية الفلسطينية، ويسعى لتصفية القضية بشكل كامل، بما في ذلك القضاء على أدوار الوساطة العربية والدولية.
نتنياهو يتعامل مع هجوم 7 أكتوبر باعتباره نقطة النهاية للقضية الفلسطينيةوشدد على أن نتنياهو يتعامل مع هجوم 7 أكتوبر باعتباره نقطة النهاية للقضية الفلسطينية، حيث يسعى للقضاء على غزة والضفة الغربية، والاستيلاء على كامل الأراضي الفلسطينية، مضيفًا: "الكنيست الإسرائيلي أعلن رفضه الرسمي لإقامة دولة فلسطينية، ما يعني عمليًا هدم مشروع السلام العربي، ونسف اتفاقيات أوسلو وما تبعها."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نتنياهو إسرائيل بوابة الوفد الوفد المنطقة أبو شامة
إقرأ أيضاً:
هند الضاوي: الشرق الأوسط الجديد يعيد مشهد الانتداب عقب سقوط الخلافة العثمانية
أكدت الاعلامية هند الضاوي، أن وقوف الخلافة العثمانية إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى كان أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى سقوطها وليس العرب، مشيرة إلى أن انهيارها فتح الباب أمام فصل هو الأسوأ في تاريخ العرب والقضايا العربية.
وأضافت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس، أن المناطق والدول التي كانت خاضعة للحكم العثماني وجدت نفسها تحت سيطرة الانتداب، وفي تلك المرحلة بدأ التسلل اليهودي إلى فلسطين تحت ذرائع اقتصادية وتاريخية، ما أدى إلى فرض وجودهم تدريجيًا على الأراضي الفلسطينية.
وأوضحت هند الضاوي أن هذه الفترة شهدت تأسيس المرحلة الأولى من الوجود الصهيوني الذي تم زرعه ثم فرضه على المنطقة، معتبرة أن ما حدث آنذاك كان تحولًا جذريًا ساهم في تغيير الخريطة السياسية للعالم العربي.
وحذرت هند الضاوي من أن سقوط بعض الدول العربية في الوقت الراهن يعيد مشهدًا مشابهًا لتلك الحقبة التاريخية، مؤكدة أن البديل المطروح اليوم يتمثل في تمدد النفوذ الإسرائيلي أو البريطاني أو الأمريكي، في إطار مخطط لإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد بما يشبه مرحلة الانتداب، وأشارت إلى أن هذا المشروع يسعى لإخضاع مساحات واسعة من الأراضي العربية لتقاسم النفوذ بين قوى دولية مثل فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل.