فجوة مناعية.. باحثون يرصدون ثمناً غير متوقّع لتدابير كوفيد-19 على الأطفال
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
كشفت دراسة أوروبية أن الإجراءات الصارمة التي فُرضت للحد من انتشار "كوفيد-19"، بما في ذلك الإغلاقات والتباعد الاجتماعي وإقفال المدارس، تركت أثراً غير متوقّع على مناعة الأطفال، إذ تبيّن أنها أخّرت تطوّر جهازهم المناعي في مواجهة الأمراض المعدية. اعلان
تُظهر نتائج البحث، التي نُشرت في مجلة JAMA Network Open وأشرف عليها فريق من علماء جامعة "إمبيريال كوليدج لندن"، أنّ ما يُعرف بالتدخّلات غير الدوائية (NPIs) ساهمت في الحدّ من انتشار الفيروس وإنقاذ أرواح كثيرة، لكنها في الوقت نفسه أعاقت التعرّض الطبيعي للميكروبات الضرورية لبناء المناعة في سنوات الطفولة المبكرة.
أوضح توم باركس، الأستاذ المشارك في قسم الأمراض المعدية بـ"إمبيريال" وأحد مؤلفي الدراسة، أنّ القيود التي فُرضت خلال الجائحة كانت ضرورية لحماية الفئات الضعيفة وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية، لكنها تسببت أيضاً في تعطيل عملية بناء المناعة لدى الأطفال.
وأشار إلى أنّ الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات وخضعوا لاختبارات مناعية ضد البكتيريا العقدية المجموعة A (المعروفة بـ"Strep A") بعد الجائحة، تبيّن أنّ نمو مناعتهم تأخّر قرابة عام واحد مقارنة بالأطفال الذين خضعوا للاختبار قبل الجائحة. وانعكس هذا التأخر في ارتفاع مقلق للإصابات الخطيرة بهذه البكتيريا في أوروبا خلال عامي 2022 و2023.
"Strep A" هي بكتيريا شائعة تُسبب التهابات الحلق والحمى القرمزية، وغالباً ما تكون إصاباتها خفيفة، إلا أنّها قد تتحول في حالات نادرة إلى عدوى غازية قاتلة. وتشير التقديرات إلى أنّ نحو نصف مليون شخص حول العالم، بينهم العديد من الأطفال واليافعين، يفقدون حياتهم سنوياً بسبب مضاعفات "Strep A".
اختلال التوازن المناعي بعد الجائحةأظهرت الدراسة أنّ معدلات الإصابة بـ"Strep A" كانت قد انخفضت بشكل حاد أثناء الجائحة، لكنّها عاودت الارتفاع بعد رفع القيود الصحية. وأظهرت بيانات الفريق البحثي، الذي تابع 452 طفلاً تراوحت أعمارهم بين صفر وأربع سنوات في عشر دول أوروبية ضمن دراستي PERFORM وDIAMONDS، أنّ الأطفال الذين خضعوا لتدابير التباعد والإغلاق خلال الجائحة كانت لديهم مستويات أجسام مضادة أقل بكثير من أقرانهم قبل الجائحة.
وتطابقت هذه الفئة العمرية تحديداً مع الفئة التي شهدت أكبر زيادة في الإصابات المهددة للحياة بـ"Strep A" بعد رفع القيود في إنجلترا. كما كشفت التحاليل عن تأخر مماثل في تكوّن المناعة ضد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وانخفاض طفيف في المناعة ضد بعض فيروسات الزكام الشائعة.
Related العلماء يرصدون أخيرًا السبب البيولوجي لـ"ضباب الدماغ" المرتبط بكوفيد طويل الأمددراسة: "كوفيد-19" قد يغيّر تركيب الحيوانات المنوية ويؤثر على نمو دماغ الأجيال المقبلةدراسة: اللقاح المحدث لكوفيد-19 قلّص الوفيات وحالات الاستشفاء بين المحاربين القدامى في أمريكا الحاجة إلى لقاحات جديدةشددت البروفيسور شيراني سريسكاندان، المديرة المشاركة لمركز "إمبيريال" لبيولوجيا مقاومة البكتيريا، على أنّ "Strep A" من أبرز أسباب الوفاة المفاجئة بالإنتان لدى الأطفال الأصحاء عادة، مشيرة إلى أنّ تطور العدوى يمكن أن يكون سريعاً للغاية، ما يجعل الوقاية وليس العلاج الوسيلة الأنجع للحد من الوفيات.
وأكدت أنّ الدراسة تبرز أهمية تطوير لقاح خاص بهذه البكتيريا، إلى جانب الاستثمار في برامج تحصين الأطفال ضد العدوى الشائعة. أما البروفيسور مايك ليفين، الذي قاد دراستي DIAMONDS وPERFORM، فأوضح أنّ العديد من الأطفال المصابين بـ"Strep A" كانت لديهم عدوى فيروسية متزامنة، وهو ما يشير إلى أنّ قلة التعرض للعدوى خلال الجائحة جعلت جهازهم المناعي أقل استعداداً لمواجهة الإصابات المتعددة.
وتخلص الدراسة إلى دعوة الخبراء لصياغة استراتيجيات صحية أكثر توازناً في المستقبل، تضمن حماية الأطفال من العدوى الخطيرة دون إعاقة تطوّر مناعتهم الطبيعية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحث علمي كوفيد 19 العدوى قيود كوفيد 19 الصحة أمراض نادرة دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس حروب الحرب في أوكرانيا سوريا أوكرانيا فلاديمير بوتين إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقارير عن وفيات محتملة بعد لقاحات كوفيد-19.. وإدارة الغذاء والدواء الأميركية تتحرك
باشرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحقيقا في تقارير عن وفيات محتملة بعد تلقي لقاحات كوفيد-19، عقب رسالة داخلية مسربة أثارت جدلا واسعا.
فتحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) مراجعة لتقارير تتحدث عن وفيات محتملة بين بالغين وأطفال بعد تلقي لقاحات كوفيد-19، في خطوة قالت السلطات الاتحادية إنها تأتي ضمن تحقيق موسع تشرف عليه وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية.
تحقيق عبر فئات عمرية متعددةوأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، أندرو نيكسون، أن إدارة الغذاء والدواء تجري تحقيقا معمقا يشمل فئات عمرية مختلفة، حول وفيات يشتبه في ارتباطها بلقاحات فيروس كورونا.
وجاءت هذه المراجعة بعد تسريب رسالة إلكترونية من الدكتور فيناي براساد، رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء، أشار فيها إلى أن الوكالة حددت ما لا يقل عن 10 أطفال توفوا بعد وبسبب تلقي لقاحات كوفيد-19، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول الحالات.
Related اعتراف "غير مسبوق": مذكرة داخلية تربط وفاة أطفال في أمريكا بسبب لقاحات كوروناأمل جديد لكبار السن.. لقاح قد يقلّل خطر الإصابة بالخرف أو يُبطئ تقدّمهعلماء: جرعة واحدة من هذا اللقاح قد تكون كافية للوقاية من سرطان عنق الرحم مطالب بنشر البياناتوعقب الكشف عن مضمون الرسالة، دعا خبراء في الصحة العامة إدارة الغذاء والدواء إلى نشر البيانات التي استندت إليها في الوصول إلى هذه الاستنتاجات، لإتاحة تقييمها بشكل مستقل.
وتشير المعطيات العلمية إلى أن لقاحات كوفيد-19 خضعت لدراسات واسعة، وأظهرت سجلا قويا من حيث السلامة، مع إدراج الآثار الجانبية المعروفة على ملصقاتها الرسمية.
معايير جديدة للموافقة على اللقاحاتكما لفتت رسالة براساد إلى احتمال توجه إدارة الغذاء والدواء نحو تشديد معايير الموافقة على اللقاحات، عبر مطالبة الشركات بإثبات قدرتها على منع المرض بعد طرحها في الأسواق، وليس الاكتفاء بإظهار توليد أجسام مضادة.
وفي هذا السياق، حذر 12 مفوضا سابقا لإدارة الغذاء والدواء، في مقال نشر الأسبوع الماضي في مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن، من أن هذه التغييرات المقترحة قد تضعف قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة لتهديدات الأمراض المعدية.
تشكيك رسمي بلقاحات mRNAوبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، شككت بيانات صادرة عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، في عهد وزير الصحة الأميركي روبرت إف. كينيدي جونيور، في سلامة لقاحات كوفيد-19 المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال.
وقال نيكسون إن المسؤولين الصحيين سيصدرون قريبا وثائق توضح الإطار والبيانات التي تؤكد كيفية تسبب لقاحات فيروس كورونا في وفيات أطفال، معتبرا أن هذه القضايا لم تخضع لتحقيق كاف في ظل القيادة السابقة.
تواصل مع شركات بشأن منتجات RSVوفي سياق متصل، تواصلت إدارة الغذاء والدواء مع عدد من الشركات، من بينها ميرك وسانوفي وأسترازينيكا، بشأن سلامة الأجسام المضادة أحادية النسيلة المستخدمة للوقاية من فيروس المخلوي التنفسي لدى الرضع، وهو فيروس شائع يصيب الأنف والحلق والرئتين.
ونقلت واشنطن بوست عن شركة ميرك تأكيدها الثقة بسجل السلامة لمنتجها الخاص بفيروس المخلوي التنفسي، إنفلونسيا، بعد اجتماع عقدته مع الوكالة الأسبوع الماضي. كما أكدت شركة سانوفي، التي استخدم علاجها الوقائي بايفورتوس لدى أكثر من 400 ألف رضيع في التجارب والدراسات الواقعية، أنه لم يتم رصد أي مشكلة تتعلق بالسلامة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة