سياسي:مشاركة فصائل الحشد الشعبي في العملية السياسية مخالف للدستور
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
آخر تحديث: 19 أكتوبر 2025 - 3:02 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل في تصريح حديث صحفي، إن هناك ما يقرب من 74 فصيلًا مسلّحًا داخل العراق، “لا يحق لها قانونًا المشاركة في العملية السياسية”، موضحًا أن “محاولات دخول هذه الفصائل إلى مجلس النواب عبر الانتخابات تمثل مخالفة للمادة التاسعة من الدستور العراقي لعام 2005، التي تحظر على القوات المسلحة المشاركة في التداول السلمي للسلطة، وتمنع تشكيل أي جماعات مسلّحة خارج نطاق المؤسسة العسكرية”.
وأضاف فيصل أن المرجعية الدينية في النجف حين أصدرت فتوى “الجهاد الكفائي” عام 2014، كانت تهدف إلى تطوع المواطنين ضمن صفوف القوات المسلحة الرسمية، لا إلى تأسيس فصائل مستقلة أو احتفاظ الأحزاب بتشكيلات مسلّحة موازية.ويبيّن أن “بعض القوى السياسية استلهمت نموذج الحرس الثوري الإيراني في التنظيم والتعبئة، مما خلق حالة التباس بين العمل السياسي المشروع والعمل العسكري غير المصرح به”.وفي سياق متصل، لم تقدّم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حتى الآن السند القانوني الذي استندت إليه في السماح لأحزاب بارتباطها بفصائل مسلّحة بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، رغم وضوح النصوص القانونية التي تحظر ذلك.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
انشقاقات البعث العراقي.. شهادة من قلب القيادة اليسارية.. كتاب جديد
في كتاب "البعث كما عرفته"، الصادر مؤخرا عن دار الحكمة في لندن، يقدم الأستاذ محمد رشاد الشيخ راضي شهادته من داخل حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، ليكشف القارئ عن تفاصيل صراعات السلطة والسياسات الداخلية التي لم تُروَ من قبل.
لكن لفهم عمق هذه الشهادات، لا بد من وضعها في السياق التاريخي للحزب في العراق.
تأسس البعث في العراق بعد انشقاقه عن جناحه السوري، ليصبح قوة سياسية مركزية وصلت إلى السلطة في انقلاب 1968. وامتدت هيمنته لعقود تحت قيادة أحمد حسن البكر وصدام حسين، حيث سيطر على مؤسسات الدولة والجيش والأجهزة الأمنية، مستخدمًا شعارات الوحدة العربية والاشتراكية لتبرير سيطرته. لكنه لم يكن حزبًا موحدًا؛ فقد شهد العديد من الانشقاقات والصراعات الداخلية بين جناح القيادة المركزية والجناح اليساري، وهو ما جعله مسرحًا لصراعات شخصية وأيديولوجية في الوقت ذاته.
داخل هذا الإطار، يسرد الشيخ راضي تجربته الممتدة لعقود كعضو قيادة قطر العراق وعضو احتياطي في القيادة القومية للبعث اليساري ـ جناح سوريا، كاشفًا كيف تحولت المبادئ القومية إلى صراعات على النفوذ والسلطة، مع توثيق أسماء مسؤولين وأحداث دقيقة لم تُكشف سابقًا.
ورغم الجرأة في الكشف عن هذه الحقائق، ظل المؤلف متمسكًا بـ البعث اليساري وقيمه القومية، رافضًا الخضوع لقوانين اجتثاث البعث أو التنصل من أفكاره، ما يجعل الكتاب شهادة تاريخية نادرة على مرحلة مفصلية من التاريخ العراقي الحديث.
في هذه المذكرات لعضو قيادة قطر العراق والعضو الاحتياط في القيادة القومية الحزب البعث العربي الاشتراكي اليساري جناح سوريا الأستاذ محمد رشاد الشيخ راضي، سيجد القارئ سردية تاريخية وبتفاصيل دقيقة عن مسيرته في حزبه..يقول المحرر في تعريف بمضامين الكتاب الصادر عن دار الحكمة في لندن: "في هذه المذكرات لعضو قيادة قطر العراق والعضو الاحتياط في القيادة القومية الحزب البعث العربي الاشتراكي اليساري جناح سوريا الأستاذ محمد رشاد الشيخ راضي، سيجد القارئ سردية تاريخية وبتفاصيل دقيقة عن مسيرته في حزبه، فقد نبه عن أحداث كانت بعيدة عن الأضواء، وكشف بالأسماء من دون تردد عن الصراع بين رفاقه حول المصالح الشخصية وليس من أجل الحزب وبناء تنظيمه، ووصل هذا الصراع إلى حد القتل والتصفيات الجسدية لبعضهم البعض الآخر".
وأضاف: "يبدو لي أن صراحة ما ورد في هذه المذكرات جاءت على غرار مذكرات البعثيين العراقيين الذين انتقدوا حزبهم وممارسات رفاقهم مثل هاني الفكيكي في كتاب أوكار الهزيمة، وخالد علي الصالح في كتاب "على طريق النوايا الطيبة"، ومحسن الشيخ راضي في كتاب "كنت بعثياً".
وأشار المحرر إلى أن "محمد رشاد الشيخ راضي اختلف معهم من دون استثناء في مسألة تعد تحدياً للوضع السياسي القائم في العراق وسلطة قانون اجتثاث البعث، فقد بقي مصراً على اعتزازه بحزب البعث العربي الاشتراكي “اليساري”، ويُعلن صراحة بأنه متمسكاً بأهداف حزبه القومية ويرفض اقتران حزبه اليساري بحزب وبعث صدام اليميني."
وأنهى المحرر تقديمه للكتاب بالقول: "على الرغم من الجفاء ونكران الجميل الذي يواجهه من أصدقاء الأمس المتمثلة في أغلب القوى السياسية الحاكمة في العراق، فقد كانت تستظل تحت ظلال حزب البعث اليساري في سوريا وتعمل معه ضد النظام العراقي، ولم يكونوا في صف معادي للبعث "اليساري"، لكنهم انقلبوا عليه عندما تربعوا على كراسي الحكم".
"البعث كما عرفته" ليس مجرد مذكرات شخصية، بل هو نافذة على التاريخ الداخلي للحزب وانشقاقاته وصراعاته، تقدم للقارئ فرصة لفهم التناقضات بين الشعارات والممارسات، وتكشف الحقائق التي عاشها أحد قادة الحزب عن قرب، بعيدًا عن التنميط الإعلامي أو الروايات الرسمية.