أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، أن بلاده نجحت في إعادة تحريك الجمود الذي خيم على الملف الفلسطيني منذ سنوات، مشددًا على أن الجهود التي قادتها القاهرة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة غيّرت معادلات الصراع وفرضت واقعا جديدا في المنطقة.

وقال رشوان إن الموقف المصري منذ البداية كان واضحًا وحازمًا، برفض أي مشروع يهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو المساس بحقهم في إقامة دولتهم المستقلة، موضحًا أن القاهرة تعاملت مع الأزمة على مستويين متوازيين: سياسي وإنساني، حيث سعت لوقف إطلاق النار وتقديم الإغاثة العاجلة للمدنيين المتضررين من العدوان.



وأشار خلال مداخلته على فضائية "القاهرة الإخبارية" إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تصعيدًا غير مسبوق في حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة، إذ دمر الاحتلال الإسرائيلي قرابة ثلاثة أرباع البنية التحتية للقطاع، ما جعل من المستحيل عودة الحياة الطبيعية سريعًا، وقال رشوان: "من يظن أن وقف إطلاق النار سيعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب، لا يدرك حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون".



وفي معرض حديثه عن التطورات السياسية الأخيرة، اعتبر رشوان أن "قمة شرم الشيخ" كانت محطة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، إذ وضعت لأول مرة ضمانًا دوليًا ملزمًا لأي اتفاق مستقبلي، بمشاركة الولايات المتحدة وقطر وتركيا إلى جانب مصر.


وأضاف أن الاتفاق الذي خرج من القمة مثل تحولا نوعيا لأنه تضمن بنودا غير مسبوقة، من بينها حظر تهجير الفلسطينيين والنص الصريح على حق العودة، فضلاً عن منع أي ضم أو احتلال مستقبلي لقطاع غزة.

وأوضح أن حضور أكثر من ثلاثين زعيمًا عالميًا مراسم التوقيع منح الاتفاق قوة سياسية ومعنوية غير معهودة، مشيرًا إلى أن القاهرة لعبت دورًا حاسمًا في صياغة بنوده ومتابعة تنفيذها لضمان عدم الالتفاف عليها مستقبلاً.

وتطرق رشوان إلى تعقيدات المرحلة الثانية من الاتفاق، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول التملص من التزاماتها، خصوصًا ما يتعلق بتبادل الجثامين والانسحاب الكامل من غزة.

وقال إن المقاومة الفلسطينية ملتزمة بتسليم رفات 28 جنديًا إسرائيليًا، بينما لم يسلّم الاحتلال سوى نحو ربع جثامين الشهداء الفلسطينيين، متسائلًا: "هل تقاس الكرامة الإنسانية بجنسية صاحب الجثمان؟".

كما شدد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل قضية الجثامين لتعطيل تنفيذ بنود الاتفاق، مستخدمًا ذرائع أمنية واهية لتبرير التأخير، مضيفًا أن هذا السلوك يعكس ازدواجية المعايير التي لطالما طبعت تعامل إسرائيل مع الاتفاقيات.

وفي ختام تصريحاته، أكد رشوان أن حماس تمثل جزءًا من النسيج السياسي الفلسطيني لا يمكن إنكاره، داعيًا الحركة إلى الانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية كخطوة أولى نحو توحيد الصف الفلسطيني. كما أشار إلى أن مصر ستواصل دورها كضامن للحقوق الفلسطينية وركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المصرية ضياء رشوان نتنياهو حماس مصر حماس نتنياهو ضياء رشوان اتفاق شرم الشيخ المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بن غفير يهدد بحل الحكومة مالم تحل حماس وتطبق عقوبة الإعدام على الأسر الفلسطينيين

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير،  أبلغت نتنياهو أنه إذا لم يُحل حماس ويُطبّق عقوبة الإعدام على  الأسرى الفلسطينيين فسأحل الحكومة في تاريخ مُحدد.

وفي وقت سابق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأخير أصدر تعليماته بإبقاء معبر رفح مغلقا حتى إشعار آخر، موضحا أن إعادة فتح المعبر ستُبحث في وقت لاحق استنادا إلى مدى التزام حركة حماس بمسؤولياتها، خصوصا فيما يتعلق بـ إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين وتطبيق الإطار المتفق عليه بين الجانبين.

وفي السياق ذاته، أكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال قضية تأخير تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين كورقة سياسية، مبررًا هذا التأخير بـ"الظروف الأمنية الصعبة داخل قطاع غزة" وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق. وأشار إلى أن نتنياهو يستخدم هذه الذريعة لتأجيل المرحلة الثانية من الاتفاق، وهي المرحلة التي تتضمن استحقاقات كبرى تُحرجه أمام الداخل الإسرائيلي.

الانسحاب الكامل من قطاع غزة

وأوضح رشوان خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية» أن المرحلة الثانية من الاتفاق تشمل قضايا معقدة مثل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع، وضمان وجود أمني إقليمي أو دولي لحفظ الاستقرار، وهي نقاط يبدو أن نتنياهو يحاول التهرب منها أو تأجيلها قدر المستطاع، في ظل ضغوط سياسية داخلية.

ورغم إثارة قضية الجثامين، استبعد «رشوان» أن تؤدي هذه النقطة إلى تفجير الاتفاق بالكامل، مشيرًا إلى أن هناك تقدمًا في مواقف الوسطاء – مصر وتركيا وقطر، حيث أعربت هذه الأطراف عن استعدادها لتقديم الدعم الفني اللازم، بما في ذلك إدخال معدات للمساعدة في انتشال الجثامين وتسليمها، لكنه شدد على أن الأمر يتطلب موافقة الجانب الإسرائيلي للسماح بدخول هذه المعدات.

طباعة شارك وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير نتنياهو حماس الحكومة عقوبة الإعدام

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: إسرائيل لم تلتزم بتسليم جثامين الفلسطينيين رغم الاتفاق
  • بن غفير يهدد بحل الحكومة مالم تحل حماس وتطبق عقوبة الإعدام على الأسر الفلسطينيين
  • ضياء رشوان: نتنياهو يتهرب من المرحلة الثانية ويستخدم تأخير تسليم الجثامين كورقة سياسية
  • رشوان: نتنياهو يستخدم تأخير تسليم الجثامين كورقة للتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية
  • ضياء رشوان: اتفاق شرم الشيخ أول اتفاق فلسطيني إسرائيلي بضمان دولي من 4 أطراف رئيسية
  • ضياء رشوان: نتنياهو يتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية
  • ضياء رشوان: اتفاق شرم الشيخ منع تهجير الفلسطينيين بأي شكل حتى الطوعي
  • ضياء رشوان: اتفاق شرم الشيخ يُعد نقطة تحول مهمة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • ضياء رشوان: ما تحقق في شرم الشيخ نقلة في طبيعة إدارة أزمة قطاع غزة