حكم الجمع بين الصلاة بسبب ضغط العمل
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
الصلاة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الناظر في الشريعة الإسلامية يجد أنَّ مبناها على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين؛ وفي ذلك رعاية لحالهم وتحقيق لمصالحهم، وقد دل على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والقواعد الفقهية: فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقوله عز وجل: ﴿يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28].
ومن السنة المطهرة: عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ»، أخرجه الإمام أحمد.
وأوضحت أن هناك أمثلة كثيرة في الشريعة الإسلامية للتيسير ورفع الحرج عن المكلفين، منها: تخفيف عدد الصلاة من خمسين إلى خمس فقط؛ كما جاء ذلك في حديث الإسراء والمعراج.
ومنها: جمع الصلاة الرباعية وقصرها إلى ركعتين في حالة السفر.
الجمع بين الصلاة في الحضر عند الحاجة:
وقد ثبت أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مرض ولا مطر، وعندما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك قال: "أراد أن لا يحرج أمته".
وروى الشيخان في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ".
وفي لفظ قال: "جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ"، قيل لابن عباس: ما أراد بذلك؟ قال: "أراد أن لا يحرج أمته".
حكم الجمع بين الصلاة بسبب العمل:
وأضافت أن فقهاء الحنابلة أجازوا الجمع بين الصلاتين لأصحاب الأعمال الشاقة؛ كالطباخ والخباز ونحوهما؛ قال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 336، ط. دار إحياء التراث): [قال أحمد في رواية محمد بن مشيش: الجمع في الحضر إذا كان عن ضرورة مثل مرض أو شغل. قال القاضي: أراد بالشغل ما يجوز معه ترك الجمعة والجماعة من الخوف على نفسه أو ماله.. واختار الشيخ تقي الدين جواز الجمع للطباخ، والخباز ونحوهما، ممن يخشى فساد ماله ومال غيره بترك الجمع] اهـ.
وقال الإمام البهوتي في "كشاف القناع" (2/ 6، ط. دار الكتب العلمية): [في بيان أعذار الجمع بين الصلاة (و) الحال السابعة والثامنة (لمن له شغل أو عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة) كخوف على نفسه أو حرمته أو ماله، أو تضرر في معيشة يحتاجها بترك الجمع ونحوه] اهـ.
الصلاة:
ويقاس على ذلك علاج المريض فهو من الأعذار التي تبيح للطبيب الجمع بين الصلاتين؛ وذلك لأن في تركه خطرًا على حياة المريض التي جعل الشارع الحكيم المحافظة عليها من الضروريات الخمس؛ قال الإمام الآمدي في "الإحكام" (3/ 274، ط. المكتب الإسلامي): [المقاصد الخمسة التي لم تخل من رعايتها ملة من الملل ولا شريعة من الشرائع، وهي: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. فإن حفظ هذه المقاصد الخمسة من الضروريات وهي أعلى مراتب المناسبات] اهـ.
وعليه: فإن اضطر الطبيب إلى البقاء في غرفة العمليات واستغرق ذلك وقت الصلاة كله بسبب هذا العمل المتواصل الذي لا يمكن قطعه؛ فيجوز له أن يجمع بين الصلاتين ولا حرج عليه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصلاة اداء الصلاة الجمع بين الصلاة حكم جمع بين الصلاة الصلاة بالشرع الجمع بین الصلاة صلى الله علیه
إقرأ أيضاً:
كلفه النبي بتأليفه.. قصة كتاب لأحمد عمر هاشم لم يعش حتى يراه (فيديو)
كشف الشيخ علاء هاشم، نجل شقيق الإمام الدكتور أحمد عمر هاشم، عن القصة الكاملة وراء تأليف التفسير النادر الذي خطَّه الإمام الراحل بيده تحت عنوان "البيان لمعاني القرآن"، والذي يصدر لأول مرة في طبعة رسمية بعد مراجعته واعتماده من مجمع البحوث الإسلامية.
وقال الشيخ علاء، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "أهل مصر" على قناة أزهري، إن هذا التفسير لم يكن عملاً علميًا عاديًا، بل جاء تكليفًا روحيًا وتشريفيًا بعد رؤيا نبوية رآها أحد أولياء الله الصالحين، وهو الدكتور أحمد راشد، أحد كبار العلماء وأصدقاء الإمام الراحل.
وأوضح قائلاً: “أخبرنا الدكتور أحمد راشد أنه رأى سيدنا النبي ﷺ في المنام جالسًا في مجلس علم، وإلى جواره الدكتور أحمد عمر هاشم، بينما كان يقرأ من المصحف الشريف. فتعجّب في الرؤيا من انشغاله بالمصحف في حضرة النبي، لكن في الليلة التالية جاءته الرؤيا مجددًا برسالة واضحة من سيدنا رسول الله ﷺ تقول: (لا تعجب، أردنا أن نجمع له بين الحسنيين: القرآن والسنة)”.
وأضاف الشيخ علاء أن الدكتور أحمد عمر هاشم تأثر بشدة بهذه الرؤيا، واعتبرها تكليفًا من رسول الله ﷺ بأن يقوم بتأليف تفسير للقرآن الكريم، ليبدأ بعدها العمل على التفسير الذي استغرق أكثر من عشر سنوات كتبها الإمام بخط يده.
وأشار إلى أنه تولّى بنفسه مهمة نسخ وتحرير التفسير من النسخة الأصلية المكتوبة بخط الشيخ، قائلاً: "كانت أمانة كبيرة، وقد أوصاني الشيخ ألا أفرّط فيها لا لقريب ولا لغريب، لأنها تمثل ثروة علمية وروحية. وبفضل الله قمت بنسخها وتحويلها إلى نص قابل للطباعة."
وبيّن الشيخ علاء أن التفسير يتميز بأسلوب فريد، حيث يعرض الإمام أحمد عمر هاشم معاني الآيات على هامش المصحف، جامعًا بين التفسير والشرح واستخلاص الفوائد والعبر التي تمس واقع الناس، وتُقرّب معاني القرآن الكريم إلى حياة المسلمين اليومية.
وختم قائلاً: "الشيخ أحمد عمر هاشم أوصى بأن يُطبع هذا العمل في حياته، وكان يتابع تفاصيل المراجعة حتى من المستشفى، ويتصل بي شبه يوميًا. وبعد مراجعة دقيقة استمرت ستة أشهر، حصلنا على موافقة واعتماد مجمع البحوث الإسلامية، ليصدر التفسير رسميًا كمصحف مفسّر."
اقرأ المزيد..