هل يجوز احتساب جزء من الإيجار من زكاة المال؟.. أمين الإفتاء يجيب
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال سيدة تقول فيه: عندي منزل أؤجر فيه شقق، وأحيانًا يكون هناك مستأجر ظروفه المادية صعبة، فهل يجوز أن أحتسب جزءًا من الإيجار من زكاة المال؟.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، أن ذلك يجوز في حال كان المستأجر معسرًا بالفعل، أي أنه قد حلّ أجل الدين المستحق عليه ولا يستطيع سداده، مشيرًا إلى أن الفقهاء أجازوا احتساب الدين المتعذر سداده من زكاة المال إذا كان صاحبه فقيرًا أو ذا حاجة واضحة.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الدائن في هذه الحالة يجوز له أن يسقط الدين عن المدين من مال الزكاة، لكن من غير أن يخبره بذلك، فالأفضل أن يقول له مثلًا: "سدد الله عنك" أو "برئت ذمتك"، دون أن يُصرّح بأنها من أموال الزكاة، لأن كتمان ذلك أقرب للإخلاص وأحفظ لكرامة الفقير.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أنه إذا كان المستأجر دفع جزءًا من الإيجار كـ500 جنيه مثلًا من أصل 1000 جنيه، وهو غير قادر على سداد الباقي، فيجوز لصاحب المنزل أن يقول له: "سدد الله عنك الباقي" ويحتسب هذا الجزء من زكاة ماله.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء على أن إسقاط الدين عن المعسرين من أوجه البر والإحسان التي يُثاب عليها المسلم، خاصة إذا كانت بنية الزكاة أو الصدقة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾، داعيًا إلى مراعاة أحوال الناس والتيسير عليهم في أوقات الشدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء زكاة المال الزكاة أمین الفتوى فی دار الإفتاء زکاة المال من زکاة
إقرأ أيضاً:
هل الصدقة تغفر الذنوب أم يجب الاستغفار والتوبة؟.. أمين الفتوى يجيب
أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصدقات الجارية تعد من أعظم القربات التي تمحو الذنوب، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الصدقة الجارية لا تُغني عن أداء كفارة اليمين، والتي يجب أن تُؤدى على نحوٍ خاص، إما بإطعام عشرة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام لمن لم يستطع.
وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال ورد إلى صفحة الدار عبر فيسبوك حول كفارة المعاصي المتكررة، أن القرآن الكريم دلّ على أن الحسنات تذهب السيئات، مستشهدًا بقوله تعالى:
"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"، موضحًا أن على المسلم أن يكثر من فعل الخير، كالصدقة، وإطعام المساكين، وقراءة القرآن، وقضاء حوائج الناس، إلى جانب الإكثار من الاستغفار وذكر الله، فكل حسنة يرتكبها العبد تكون سببًا في محو سيئة من ميزانه.
كما أشار الشيخ أحمد ممدوح إلى أن الطاعات لا تكفر الذنوب الكبيرة، بل تكفر فقط صغائر الذنوب، مؤكدًا أن التكفير عن الكبائر وحقوق الناس لا يكون إلا بالتوبة النصوح، ورد الحقوق إلى أصحابها، وتنقية النفس من المظالم.
فضل الاستغفار
أما عن أثر الاستغفار، فقد بينت دار الإفتاء أن له فوائد عظيمة وآثارًا روحية ودنيوية جليلة، منها القرب من الله تعالى والانشغال بذكره، وتفريج الكروب والهموم، ودخول الجنة، ومغفرة الذنوب صغيرها وكبيرها.
وأوضحت الدار أن الفقهاء اختلفوا في مدى شمول الاستغفار لتكفير الكبائر؛ فبينما يرى الشافعية أن الاستغفار إذا كان نابعًا من شعور العبد بالانكسار دون توبةٍ صريحةٍ، فإنه يكفر الصغائر فقط، يرى الحنابلة أنه يكفر جميع الذنوب دون تفريق بين كبيرة وصغيرة.
كما أكدت أن الاستغفار سبب في دفع البلاء والمصائب، ورفع الشدائد عن العباد، وجلب الرزق، وإنزال المطر، وزيادة القوة والبركة في المال والأبناء، استنادًا لقوله تعالى:
"وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ".
واختتمت دار الإفتاء بأن الاستغفار يعد من أعظم العبادات التي تُقرِّب العبد من ربه، وتفتح له أبواب الرحمة، وتكون سببًا في رفع البلاء، ودفع الفقر، وشفاء الأمراض، مؤكدين أن الله تعالى غفور رحيم يقبل توبة عباده مهما عظمت ذنوبهم.