المخاوف الأمنية وغموض المهمة يعرقلان تشكيل القوة الدولية في غزة
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفيين آدم راسغون ومايكل شير وديفيد هالبفينغر وآرون بوكسرمان وناتان أودنهايمر، ، قالوا فيه إن وقف إطلاق النار الهش في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، يرتكز على افتراضات رئيسية: أن يتخلى مسلحو حماس عن أسلحتهم، وأن يحافظ وجود قوات دولية على السلام مع انسحاب "إسرائيل" العسكري من القطاع.
تقرير الصحيفة أشار إلى أن الدول التي قد تُشكل تلك القوة مترددة في إرسال جنود قد يدخلون في صراع مباشر مع حماس، وهي لا تزال جماعة مسلحة، وفقا لدبلوماسيين وأشخاص مطلعين على المداولات.
وفيما يلي نص التقرير:
تضمنت خطة الرئيس ترامب، المكونة من عشرين نقطة، والتي أدت إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس وتبادل أسرى ومعتقلين، نشرا فوريا لـ"قوة استقرار دولية مؤقتة" في غزة. وكانت الفكرة أن تقوم القوة الدولية بتأمين المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، ومنع دخول الذخائر إلى القطاع، وتسهيل توزيع المساعدات، وتدريب قوة شرطة فلسطينية.
"العقبة الأخطر"
إنشاء ونشر قوة دولية في غزة قد يحدد ما إذا كان وقف إطلاق النار الحالي لديه فرصة للتطور إلى اتفاق دائم، وما إذا كان الإسرائيليون والفلسطينيون يتجهون نحو الهدف الأوسع المتمثل في سلام دائم، يقول دبلوماسيون ومسؤولون آخرون من عدة دول مطلعون على الوضع إنه لم يحرز تقدم يذكر بشأن موعد تشكيل القوة بسبب الالتباس حول مهمة القوة، والذي يبدو أنه العقبة الأخطر.
صرح ممثلون من عدة دول ينظر إليها على أنها من المحتمل أن تشارك في المحادثات سرا بأنهم لن يرسلوا قوات حتى تتضح الصورة أكثر بشأن المهام المتوقعة من القوة عند وصولها إلى غزة، وذلك وفقا لدبلوماسيين اطلعا على المناقشات في الأيام الأخيرة.
يتمثل قلقهم الرئيسي في ألا يتوقع من قواتهم محاربة مسلحي حماس، الذين لا يزال بعضهم مدججين بالسلاح، نيابة عن إسرائيل. وقال المسؤولون إن هذا الاحتمال وحده كاف بالنسبة للعديد من الدول للتراجع.
"دول مترددة"
وأشارت بعض الدول أيضا في محادثات خاصة إلى أنها لا تريد أن تتواجد قواتها في مراكز مدن غزة، نظرا للخطر الذي تشكله حماس وشبكات أنفاقها هناك، وذلك وفقا لمناقشات مع أشخاص مطلعين على المحادثات، وتحدث جميع الأشخاص شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، وأصروا على عدم الكشف عن هوية الدول المترددة لمناقشة هذه المناقشات الحساسة، وأكد اندلاع العنف في غزة يوم الأحد هذه المخاوف.
وأسفر هجوم شنه مسلحون فلسطينيون في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل عن مقتل جنديين إسرائيليين، وفقا للجيش الإسرائيلي، ردت إسرائيل بقصف عقابي على ما وصفته بمنشآت تابعة لحماس، مما أسفر عن مقتل 45 فلسطينيا، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة.
وقد بذلت في ظل إدارة بايدن، جهود تمهيدية لتشكيل قوة تضم أفرادا من إندونيسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر وإيطاليا، وفقا لجيمي روبين، الذي عمل مستشارا لأنتوني بلينكن، وزير الخارجية آنذاك، وساعد في وضع خطة الحكم في غزة بعد الحرب، وشملت المناقشات الأخيرة إندونيسيا ومصر وتركيا وأذربيجان، وفقا لدبلوماسيين.
ويحرص الوسطاء الذين تفاوضوا على وقف إطلاق النار الحالي على إدخال قوة دولية إلى غزة بسرعة لتحقيق الاستقرار في المنطقة قبل أن ترسخ حماس سلطتها في نصف غزة تقريبا الذي تنازلت عنه إسرائيل حتى الآن.
تشكيك "إسرائيلي" بدور تركيا
وأفاد بيان للحكومة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان قال إن تركيا ستنضم إلى فرقة عمل وصفتها بأنها تشرف على وقف إطلاق النار. ولم يتضح ما إذا كان يشير مباشرة إلى قوة الاستقرار، ومن المرجح أن يشكك البعض في القيادة الإسرائيلية في إمكانية أن تلعب تركيا دورا قياديا في غزة، نظرا لأن أردوغان أدان إسرائيل مرارا وتكرارا خلال العامين الماضيين، أما الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، فقد قال خلال خطاب ألقاه في الأمم المتحدة الشهر الماضي إن بلاده مستعدة لنشر 20 ألف جنديا أو أكثر "للمساعدة في تأمين السلام في غزة" ومناطق حرب أخرى.
قد يؤدي عدم اليقين بشأن الجهة المسؤولة عن الأمن في غزة إلى ترك أجزاء من القطاع دون أي وجود عسكري لمواجهة حماس لأسابيع، إن لم يكن لأشهر. وقد أدى الوضع إلى بعض التناقضات الصعبة بينما يحاول الدبلوماسيون المضي قدما في خططهم للمنطقة.
وقال دبلوماسيون إنه بدون مثل هذه القوة والحكومة، قد تترك غزة مع حماس كسلطة حاكمة وحيدة. علاوة على ذلك، من غير المرجح أن ينسحب الجيش الإسرائيلي أكثر - وكان الانسحاب حافزا رئيسيا لحماس لقبول خطة ترامب - حتى تصبح قوة دولية جاهزة لتحل محلها، ومع ذلك، يعتمد الكثير على ما إذا كانت حماس ستتخلى عن أسلحتها - وهو ما تردد قادتها في القيام به حتى الآن.
مخاوف الاشتباك مع مسلحي حماس
وعندما سئل جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب وأحد مهندسي وقف إطلاق النار، عن كيفية نزع سلاح حماس، صرّح لبرنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس" الأسبوع الماضي: "لكي يحدث ذلك، نحتاج إلى إنشاء قوة استقرار دولية، ومن ثم تحتاج هذه القوة إلى تشكيل حكومة فلسطينية محلية".
ويقول المحللون إنه من غير المرجح أن تنشر الدول العربية جنودا في غزة إذا خشيت أن تنجر إلى اشتباكات مع مسلحي حماس الذين يقاومون وجودها، وأيضا إذا لم تكن مشاركتها مرتبطة بمسار الدولة الفلسطينية، وهو ما تعارضه حكومة إسرائيل.
وقال غيث العمري، الخبير في الشؤون الفلسطينية وزميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث يركز على الشرق الأوسط في واشنطن: "إن التدخل العسكري في غزة محفوف بالمخاطر السياسية للدول العربية"، "لا يريدون أن يأتوا وينظر إليهم على أنهم يقومون بالأعمال القذرة لإسرائيل، لذلك، فهم بحاجة إلى دعوة فلسطينية وتفويض من مجلس الأمن الدولي"، وأضاف: "إنهم أيضا لا يريدون أن تقتصر مساهمتهم على مجرد تأمين وقف إطلاق نار لا يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، وسبق وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن إسرائيل ستتخذ إجراءات صارمة لنزع سلاح حماس إذا رفض المسلحون الفلسطينيون القيام بذلك بمفردهم.
وكانت فكرة نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة قيد النقاش منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبدء إسرائيل ردها العسكري الذي استمر عامين. وأشارت مقترحات مختلفة من فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى إلى أن مثل هذه القوة ستكون ضرورية بسرعة بعد انتهاء القتال بين إسرائيل وحماس، كما تجري مناقشات حول إنشاء قوة شرطة فلسطينية منفصلة قد تعمل في المناطق الحضرية بغزة.
"السلطة الفلسطينية لن تحكم غزة"
وتبدو السلطة الفلسطينية، التي تدير قوة شرطة كبيرة في الضفة الغربية، مرشحا طبيعيا، باستثناء معارضة إسرائيل. وقد رفض نتنياهو، الذي سعى منذ فترة طويلة إلى منع وقوع كل من الضفة الغربية وغزة تحت سيطرة الكيان الفلسطيني نفسه، رفضا قاطعا أي تدخل جاد للسلطة في غزة.
وعندما حددت حكومته شروطها لإنهاء الحرب في آب/ أغسطس، تضمنت بيانا صريحا بأن السلطة الفلسطينية لن تحكم غزة.
وحتى المسؤولون الفلسطينيون يقولون إن إعادة تأكيد السلطة سيطرتها على غزة، التي طردتها منها حماس في حرب عام 2007 - من المرجح أن تتطلب تخطيطا دقيقا وتدريبا إضافيا لقواتها الأمنية، وقال محمد مصطفى، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، للصحافيين يوم الخميس أن مصر والأردن تقدمان تدريبا لبعض ضباط السلطة وأن السلطة "ستعمل تدريجيا" في غزة بعد الحرب.
ولكن عندما سئل عن موعد حدوث ذلك، لم يقدم جدولا زمنيا، وأقر مصطفى في مؤتمر صحفي بمدينة رام الله بالضفة الغربية قائلا: "لقد توقفت الحرب، لكن الكثير من الترتيبات لا تزال غير قائمة، بشأن الحكم والأمن واللوجستيات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية قوة دولية في غزة سلاح حماس اتفاق غزة سلاح حماس قوة دولية في غزة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة وقف إطلاق النار المرجح أن فی غزة ما إذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل | محكمة العدل الدولية: إسرائيل لم تثبت أن قطاعا كبيرا من موظفي الأونروا أعضاء في حماس
عاجل | محكمة العدل الدولية:
لا توجد أي أدلة على انتهاك الأونروا مبدأ الحياد أو ممارستها التمييز في توزيع المساعدات. في ظل الظروف الراهنة لا يمكن أن تؤدي منظمات أخرى الدور الذي تؤديه الأونروا. إسرائيل ملزمة بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين الفلسطينيين. إسرائيل ملزمة بالسماح بجهود الإغاثة التي تنفذها الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية. إسرائيل لم تثبت أن قطاعا كبيرا من موظفي الأونروا أعضاء في حماس. لا يمكن لإسرائيل استخدام التجويع وسيلة حرب.