غزة تودع ضحايا الإجرام الصهيونى
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
نائب الرئيس الفلسطينى ومدير المخابرات فى القاهرة للترتيب للمصالحة
شيع الفلسطينيون، بينهم مسئولون ووجهاء وأطباء، جثامين 54 شهيدا من مجهولى الهوية أمس، فى مشهد قاس من مجمع ناصر الطبى بخان يونس إلى مقبرة الأرقام فى دير البلح وسط قطاع غزة.
وسلم الاحتلال الصهيونى جثامين مجهولة الهوية ملفوفة بأكياس، تمت موارتها فى قبر طويل تحت إشراف فرق طبية بدون وداع ولا كفن أبيض بدون أمهات تبكى عند الرأس، وسجلوا بالأرقام بدل الأسماء وأهيل الرمل فوق من كان يوما يضحك ويحب ويعيش، فى مشهد لا يشبه أى موت فى شهادة جديدة على مجزرة جماعية يمارسها العالم بالصمت الذى يغطى هذه القبور.
يأتى ذلك فى إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذى قادته مصر بواسطة الولايات المتحدة ويشمل تبادل الأسرى والجثث بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال. وأكد أطباء فى خان يونس أن الفحوصات الميدانية والرسمية تشير إلى أن الاحتلال ارتكبت أعمال قتل وإعدامات ميدانية وتعذيب ممنهج بحق العديد من الفلسطينيين مع وجود علامات إطلاق نار عن قرب، وجثث تعرضت للسحق تحت عجلات الدبابات الإسرائيلية.
وسلط إفراج سلطات الاحتلال عن جثامين مئات الشهداء فى القطاع الضوء على ممارسات التعذيب والإعدامات الميدانية التى تمت داخل منشأة الاحتجاز العسكرى للاحتلال المعروف بـ «سدى تيمان» فى صحراء النقب، والتى يواجه القائمون عليها اتهامات متكررة بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأسرى الفلسطينيين.
وقال الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة فى غزة، والمتحدث باسم مستشفى ناصر فى خان يونس، إن كل جثة أعيدت تحتوى على وثيقة مكتوبة باللغة العبرية تشير بوضوح إلى منشأها من سدى تيمان، مضيفا أن بعض الجثث خضعت لفحوصات الحمض النووى هناك.
وأوضح «البرش» أن هذه الوثائق تؤكد أن المعتقلين تعرضوا لاعتقال قسرى فى ظروف وحشية شملت تقييد الأيدى، معصوبى العيون، وربطهم إلى أسرة مستشفى وفرض ارتداء الحفاضات عليهم، وهو ما أظهرته شهادات وصور نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية العام الماضى.
وقال خلال التشييع: «إنه الوجع الذى لا يدفن وجع ما بعده وجع، قهر ما بعده قهر، ألم ما بعده ألم. دفن عشرات الشهداء فى غزة بعد أن عجزت الطواقم الطبية والأهالى عن التعرف عليهم».
وأشار الى اختفاء الملامح تماما تحت آثار التعذيب الشديد والحرق الوحشى فى سجون العدو النازى. قائلا: «وجوه مسحت بالنار وأجساد شوهها القيد والحديد، لكن أرواحهم ما زالت تشهد على الجريمة، تحمل وجع الأرض وصبرها، وتروى حكاية لا تمحى من الذاكرة». وأضاف أن الهوية احترقت، لكن الشهادة بقيت، والأسماء وإن غابت عن السجلات، ما زالت محفوظة فى سجل السماء.
وأوضح إياد برهوم المدير الإدارى لمجمع ناصر الطبى، أن الجثث لم تحمل أسماء، بل رموزا فقط.
وأكد ناجى عباس مدير قسم الأسرى والمعتقلين فى منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان فى إسرائيل، أن العلامات على الجثث مرعبة لكنها للأسف ليست مفاجئة، فهى تؤكد ما وثقته المنظمة على مدى العامين الماضيين بشأن التعذيب والقتل المنهجى فى مرافق الاحتجاز، وخصوصا فى سدى تيمان.
ودعت المنظمة إلى تحقيق دولى مستقل لمحاسبة المسئولين الإسرائيليين، معتبرة أن العدد الكبير من الوفيات والأدلة على التعذيب والإهمال الطبى لا يترك مجالًا للشك فى الحاجة إلى مساءلة قانونية.
وأكد طبيب إسرائيلى، رفض الكشف عن هويته، أن الصور تظهر تغييرات فى لون الجلد عند مستوى الرباطات البلاستيكية المستخدمة لتقييد الأيدى، ما يشير إلى نقص تروية نتيجة التقييد المفرط. وأضاف أن ذلك قد يكون سبب وفاة المعتقل أثناء الاحتجاز.
كما دعا الدكتور موريس تيدبول بينز الطبيب المتخصص فى الطب الشرعى ومقرر الأمم المتحدة، إلى دعم جهود الفحص الجنائى بشكل مستقل ونزيه لتحديد هوية الموتى والتحقق من ظروف وفاتهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى وصل فيه حسين الشيخ، نائب الرئيس، الفلسطينى «أبومازن» ومدير المخابرات العامة ماجد فرج القاهرة لإجراء مشاورات مع المسئولين. وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا» أن الزيارة تهدف لإجراء مشاورات مع المسئولين فى مصر، حول آخر التطورات المتعلقة بالوضع الفلسطينى بعد وقف الحرب فى قطاع غزة. وكان وفد من حركة حماس قد وصل الأحد الماضى إلى القاهرة، وأجرى محادثات تتعلق بالحوار الفلسطينى – الفلسطينى الذى سترعاه مصر قريبا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نائب الرئيس الفلسطيني للمصالحة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 68 ألفا و229 شهيدا
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 68.229 شهيدا و170.369 مصابا، منذ السـابع من أكتوبر 2023.
وأفادت المصادر، في بيان اليوم، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا، بأن 13 شهيدا (منهم 7 شهداء نتيجة استهداف مباشر من الاحتلال) و6 انتُشلت جثامينهم، و8 إصابات، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ48 الماضية.
يذكر أنه منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الجاري، استشهد 87 مواطنا فلسطينيا، وأصيب 311 آخرين، فيما انتشلت جثامين 432 شهيدا، وتم استلام 15 جثمانا محتجزا لدى الاحتلال غير معروفة الهوية، ليصبح إجمالي الجثامين المستلمة من الاحتلال 165.
اقرأ أيضاًحماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار.. والاحتلال لديه ثوابت لاختراق الاتفاق
رئيس وزراء الاحتلال: قصفنا قطاع غزة بـ 150 طنا من المتفجرات
«حشـــــد»: الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار