سيرة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. كشف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن سيرة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:وقال جمعة أن هو الحسين بن علي بن أبي طالب بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ بنِ عبدِ منافٍ القرشيُّ الهاشميُّ، أبو عبدِ الله، ريحانةُ النبيِّ ﷺ وشبهُه من الصدر إلى ما أسفل منه.
أمُّه السيدةُ فاطمةُ بنتُ رسولِ الله ﷺ، سيِّدةُ نساءِ العالمين.
وأبوه سيفُ الله الغالب، سيدُنا عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه.
ولادة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وُلد الإمامُ الحسينُ (أبو عبد الله) رضي اللهُ عنه في الثالث من شعبان سنة أربعٍ من الهجرة، بعد نحو عامٍ من ولادةِ أخيه الحسنِ رضي اللهُ عنه، فعاش مع جدِّه المصطفى ﷺ نيفًا وستَّ سنوات.
عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه قال: لما وُلد الحسنُ سمَّيته حربًا، فجاء رسولُ الله ﷺ فقال: «أروني ابني، ما سمَّيتموه؟» قلنا: حربًا، قال: «بل حسن». فلما وُلد الحسينُ سمَّيته حربًا، فجاء النبي ﷺ فقال: «أروني ابني، ما سمَّيتموه؟» قلنا: حربًا، قال: «بل هو حسين».
استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وقد استُشهد الحسينُ وله من العمر سبعةٌ وخمسون عامًا، واستُشهد في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرَّم في موقعةِ كربلاء، قريبًا من (نَيْنَوَى) بالعراق، عامَ إحدى وستين من الهجرة.
قتله حوليُّ بنُ يزيد الأصبحي، واجتزَّ رأسَه الشريفَ سِنانُ بنُ أنسٍ النَّخَعي، وشَمِرُ بنُ ذي الجوشن، وسلب ما كان عليه إسحاقُ بنُ خويلدٍ الخضرمي.
واقعة الجمل في حياة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وقد شهد الحسينُ مع والده واقعةَ الجمل، وصِفِّين، وحروبَ الخوارج وغيرها، كما شارك بعد وفاة أبيه في فتحِ إفريقيا وآسيا، كما سجَّله سادةُ المؤرخين.
ودُفن جسدُه الطاهرُ بكربلاء بالعراق، أمّا الرأسُ الشريفُ فقد طيف به إرهابًا للناس، ثم أودِع في مخبأٍ بخزائنِ السلاح، فبقي فيه مختفيًا إلى عهد الخليفة عمرَ بنِ عبد العزيز – أي بعد خمسٍ وثلاثين سنة – الذي بُويع له بعد سليمانَ بنِ عبد الله سنةَ 96هـ.
ففي أولِ هذه المدة من خلافته سأل عن الرأس الكريم ومسيره وما صار إليه، فأُخبر بأمره، فأمر بإحضاره، فجِيءَ به من مخبئه، فطيِّب وعُطِّر، ثم أمر بوضعه في طبقٍ في جانبٍ من الجامع الأموي بدمشق، فبقي فيه إلى سنة 365هـ.
وفي تلك السنة ثار هَفْتكين الشرابي غلامُ معزِّ الدولة أحمدَ بنِ بُوَيْه على دمشق، فدخلها بجيوشه قادمًا من بغداد، ثم أعلن القتال، وعسكر بالجامع الأموي، ونهب ما به من تحفٍ وآثار، وانتزع كسوته الذهبية إلى غير ذلك.
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وقد تطاولت يدُه إلى رأس الإمام الحسين، فأخذها من الطبق الذي كانت مودعةً فيه بناحيةٍ من المسجد الأموي.
وكان المعِزُّ لدين الله حين بلغه قيامُ هفتكين حاول محاربته، فاستعان عليه بعامله إبراهيمَ بنِ جعفرَ على دمشق، ثم بغيره، فمات المعزُّ سنة 366هـ.
فأشفق العزيزُ بالله بنُ المعزِّ الفاطمي من استفحال ملكه، وعظم عليه أمرُ الرأس الكريم وما صنع هفتكين، فسَيَّر إليه في سنة 366هـ جيشًا عرمرمًا بقيادة القائد جوهر الصقلي، فسار إليه من القاهرة حتى وصل إلى دمشق، فعسكر بجيوشه خارجها، ثم أعلن القتال فقاتله وتابعه في كل منزلٍ نزله حتى آخر مطافه بعسقلان.
وفي أثناء ما كان هفتكين بعسقلان، وقد أحسَّ بالضعف والتقهقر وغلبةِ القائد جوهر عليه، دفن الرأسَ الكريم في مكانٍ من عسقلان وستَره عن جوهر.
ثم لما اشتعلت الحروبُ الصليبية، وخاف الخليفةُ الفاطمي على الرأس، أذِن وزيرُه (الصالحُ طلائعُ بنُ رُزَيْك) بنقلها إلى مصر، بالمشهد المعروف بها الآن.
وعندما دخلوا بالرأس الشريف دخلوا من جانب باب الفتوح بموكبٍ حافل، يتقدمه الأمراءُ فالأعيانُ فالقضاةُ فالعلماءُ فالدعاة، وكان الرأس محمولًا في إناءٍ من ذهب، ملفوفًا في ستائرَ من المخمل والديباج والإبريسم، يحمله زعيمٌ من زعماء الدولة الفاطمية، وعن يمينه قاضي القضاة وداعي الدعاة، وعن يساره قضاةُ المالكية والشافعية ووالي مدينة عسقلان.
ويتقدم الجميع الوزيرُ الصالحُ طلائعُ بنُ رزيك، وأمام الموكب وخلفه كتيبةٌ من كتائب الحرس الخليفي بموسيقاها، ثم حاشيةُ القصر.
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
ولما وصل الموكبُ إلى منظرةِ الخليفة بباب الفتوح، وقف الموكبُ قليلًا حتى نزل الخليفةُ الفائزُ بحاشيته، تظلُّه كوكبةٌ من الفرسان والمشاة، فتقدَّم الموكبُ بين يديه حتى دخل به إلى قصر الزمرد في ذلك الجمع الحاشد.
وكان دخولُهم إليه من الباب البحري للقصر المسمى بباب الزمرد، فضمِّد الرأسُ الكريم وعُطِّر، ووُضع في لفائفَ من المخمل والحرير والديباج على كرسيٍّ فاخر، وحُفر له قبرٌ في الجانب الأيمن من القصر المذكور، وعُطِّر القبرُ، ونزل فيه الخليفةُ وقاضي القضاة وداعي الدعاة، فوضعوه في منتصف القبر ثم أحكموا غلقه.
واستقرت الرأسُ الشريفةُ بالقاهرة، فنورتها وباركتها وحرستها إلى يوم الدين، فالحمد لله رب العالمين.
زواج الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وقد تزوَّج الحسينُ رضي اللهُ عنه بعددٍ من النساء؛ رجاءَ كثرة النسل لحفظ أثر البيت النبوي، كما فعل أبوه من قبل. وقد حقق الله هذا الرجاء، فحفظ ميراث النبوة وعصبتها في نسل الحسن والحسين وزينبَ أختِ الحسين، وفاطمةَ بنتِه رضي اللهُ عن الجميع.
أمَّا أبناؤه، فهم:
عليٌّ الشهيدُ، أمه برةُ بنتُ عروةَ بنِ مسعودٍ الثقفي، من أشرف بيوت العرب.
وعليٌّ الأوسط (أو المثنّى)، واشتهر بالإمام، وعليٌّ الأصغر (أو المثلّث)، واشتهر بزينِ العابدين السَّجَّاد، وأمُّهما الأميرةُ مشهَر بانو بنتُ كسرى شاهنشاه ملكِ الفرس.
ومحمد، وعبد الله، وسكينةُ الكبرى، والصغرى، وأمهم الربابُ بنتُ امرئِ القيسِ الكِنديّة، من ملوك العرب.
وجعفر، وأمه القضاعية.
وفاطمة، وزينب، وأمهما أمُّ إسحاق بنتُ طليحةَ بنِ عبدِ الله من كبار الصحابة.
نسل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ولكن نسلَ الحسينِ رضي اللهُ عنه كله كان من عليٍّ الأصغر (زينِ العابدين السجاد – لأنه كان كثير السجود –)، ومن بنتَيه فاطمةَ وزينب، وإن كانت ذريةُ فاطمة قليلةً نادرة.
وقد روى الحاكمُ وصححه عن الرسول ﷺ أنه قال: «حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، اللهمَّ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ، الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ».
وروى ابنُ حِبَّانَ وابنُ سعدٍ وأبو يعلى وابنُ عساكر عنه ﷺ أنه قال: «من سرَّه أن ينظر إلى سيِّد شباب أهل الجنة، فلينظر إلى الحسين بنِ عليٍّ رضي اللهُ عنه».
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حكم قول مدد يا سيدنا الحسين.. الإفتاء توضح
حكم قول مدد يا سيدنا الحسين.. من الأمور التي يبحث عنها عموم المسلمين بالتزامن مع الاحتفال بمولد سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة هو حكم قول مدد يا سيدنا الحسين، وذلك لكثرة ما تداول من فتاوى بتحريم ذلك.
حكم قول مدد يا سيدنا الحسينوالمدد بحسب فتوى صادرة عن دار الإفتاء ليس فيه أي شرك أو شك في عقيدة قائله.
وقال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق، إن التماس المدد من الأولياء والصالحين في تاريخ المسلمين اطمأن إليه النبي صلى الله عليه وسلم وطمأننا أن الأمة لن تشرك من بعده أبدًا.
وأشار المفتي إلى أن من يقول مدد يا حسين على سبيل المثال فهو يقصد رب الحسين، وهو ما يجيب عنه الرجل البسيط أنه يطلب المدد من الله سبحانه وتعالى، وليس الحسين عندما يردد مقولة “مدد يا حسين مدد”.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق، أن الشيخ جاد الرب رمضان، علمه أن النذر لا يجوز لأحد من الصالحين والأنبياء، إنما لا يجوز إلا لله رب كل الأنبياء.
حكم قول مدد يا سيدنا الحسين
وفي إجابة لسؤال ورد لدار الإفتاء يقول صاحبه ”حكم قول "مدد يا سيدنا الحسين"، قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن قول هذه العبارة صحيحة ولا شىء فيها وقد أصلت دار الإفتاء في فتوها بجواز قول “ مدد يا حسين ” مطولة.
وأضاف «وسام» خلال على سؤال “ ما حكم قول “ مدد يا سيدنا الحسين” “ عبر البث المباشر لصفحة دار الإفتاء على موقع الفيس بوك أن سيدنا الحسين لم يمت هو مات الموتة التي كتبها الله عليه ولكنه شهيد والشهداء أحياء لا يموتون وذلك لقوله تعالى «ولَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ».
وأوضح أن قول كلمة “ مدد ” ليس بها توسل بالموتى ولكنها طلب من الموتى الدعاء لهم وهذا وارد لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول “( ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله عليّ روحي فأرد عليه السلام) ” ورد الرسول صلى الله عليه وسلم علينا دعاء لنا فبالتالى هو جائز شرعا ولا شىء فيه .
حكم قول مدد يا سيدنا الحسين
كما أشار الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في رده على سؤال : ما حكم قول مدد يا حسين؟ أن هذه الجملة ليس المخاطب بها سيدنا الحسين - رضى الله عنه - منوها بأن المخاطب بهذه الجملة هو الله تعالى.
وتابع: تعنى جملة "مدد يا حسين" اللهم أمدني بما أمددت به سيدنا الحسين، أو ابعدنا يا سيدنا الحسين، منوها بأن التصورات التي تعتقد أن المسلمين الموحدين إذا قالوا مدد يا حسين أو غيره، فهم بذلك قد أشركوا بالله تعالى، فهذا زعم باطل.
معنى المدد
قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز قول "مدد يا رسول الله" ولا يوجد مانع شرعي في ذلك، لافتا إلى أن من دعا بهذه الصيغة لا يقصد أن يبعث له الرسول المدد، ولكن المقصود هو طلب العون والمدد من الله عز وجل ببركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم التوسل في الدعاءمن جانبه، قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأولياء يسمعون طلب من يتوسلون بهم في الدعاء، مستشهدًا بأحاديث وردت في صحيح البخاري.
وأوضح «جمعة»، في فتوى له، أن نداء «مدد يا رسول مدد يا حسين»، لا يحمل شركًا بالله، مشددًا على أن مُطلق هذا النداء مُوحد بالله، ويقصد بندائه طلب الدعاء من الإمام الحسين عليه السلام.
حكم قول مدد يا آل البيتكما ورد إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية سؤال يقول صاحبه:" ما حكم الشرع في قول "مدد يا آل البيت.
وقال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتوى الهاتفية وأمين الفتوى بالدار، خلال البث المباشر للرد على استفسارات المتابعين: "إن المدد في أصله من الله سبحانه وتعالى، وطلب المدد من الله سبحانه وتعالى فهذا هو الحقيقة، بينما طلبه من آل البيت فهو على سبيل السبب، وهو جائز بشرط أن يتيقن الإنسان أن الله هو السبب الحقيقي.
وأكد مدير إدارة الفتوى الهاتفية، وأمين الفتوى بالدار، أن طلب المدد من أهل البيت، يشبه طلب العلاج من الطبيب، فالطبيب سبب للشفاء، لكن الله سبحانه وتعالى هو الشافي وهو الفاعل الحقيقي.