بعد إيداع ساركوزي السجن… قادة وزعماء انتهت حياتهم السياسية وراء القضيان
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
يقضي الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عقوبة سجن لمدة 5 أعوام، حيث جرى إيداعه سجن “لاسانتيه” الباريسي بعد شهر تقريبا على صدور الحكم لإدانته بالحصول على تمويل غير قانوني من ليبيا لحملته الانتخابية.
في 25 سبتمبر/ أيلول 2025، أصدرت محكمة باريس حكما نهائيا بالسجن لمدة خمس سنوات على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتهمة “التآمر الجنائي” في قضية تمويل حملته الانتخابية لعام 2007 بأموال ليبية.
حول إيداع ساركوزي السجن، يقول المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي محمد السلاك، إن الحكم هو تأكيد على أن هذه النوعية من القضايا خاصة المتعلقة بالوصول إلى السلطة عبر الرشوة ومساعدة جهات خارجية، لا تسقط بالتقادم.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن التطور يعيد إلى الواجهة ملف التمويل الليبي للحملة الانتخابية لساركوزي عام 2007، وهو ملف ثقيل سياسيًا وأمنيًا، ويمسّ علاقات باريس مع النظام الليبي السابق.
وتابع: “بالنسبة للمشهد الليبي، فالتأثير المباشر محدود، لكن رمزيًا قد يعيد السجال حول دوافع التدخل الفرنسي السريع والقوي إبان أحداث 2011، منذ أن وجهت باريس طائراتها نحو شرق ليبيا في 19 مارس/ آذار 2011، وحتى سقوط النظام ومقتل العقيد الراحل معمر القذافي في العام نفسه.
واستطرد، بقوله: “من ناحية أخرى قد يسلط الضوء على ضرورة فتح ملفات التحقيق، وأن تأخد العدالة مجراها في أي قضايا مشابهة مثل ما أثير حول الرشاوى التي تلقاها أعضاء في ملتقى الحوار السياسي للتصويت لقائمة الدبيبة”.
زعماء خلف القضبان
على مدار التاريخ، وجد العديد من الزعماء أنفسهم خلف القضبان، أو أمام القضاء بتهم الفساد أو جرائم الحرب، قضى بعضهم العقوبة فيما ظل آخرون مطلوبين أمام القضاء أو محكمة الجنايات الدولية.
– جاك شيراك
في ديسمبر/كانون الأول 2011، أصدرت محكمة فرنسية حكما بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ على الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وذلك بعد أن وجد القاضي أنه مذنب بالفساد وتبديد المال العام واستغلال ثقة الشعب.
– أيهود أولمرت
في إسرائل، تم سجن رئيس الوزراء الإسرائيلي بين عامي 2006 و2009، في شباط/فبراير 2016 بعد صدور حكم بالسجن 27 شهرا بحقه لإدانته بتلقي رشى والتزوير والفساد وعرقلة سير القضاء، ثم أفرج عن أولمرت في تموز/يوليو 2017، بموجب إطلاق سراح مشروط.
– حسني مبارك
أودع رئيس مصر حسني مبارك، لسجن في أبريل/ نيسان عام 2011، بتهم الفساد وقتل المتظاهرين إبان الاحتجاجات التي أدت لعزله مطلع العام 2011.
– عدنان مندريس
في 17 سبتمبر/ أيلول 1961، نفذ حكم الإعدام في حق رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس، بعد أول انقلاب عسكري تشهده الجمهورية منذ تأسيسها عام 1923، في 27 مايو/أيار 1960، كما ألقي القبض على رئيس الجمهورية محمود جلال بيار وعدد من الوزراء، وسُجنوا في جزيرة “ياسّي أدا” ، وحكم على “بيار” بالسجن مدى الحياة.
– إيفو سانادير
شغل سانادير منصب رئيس الوزراء بين عامي 2003 و 2009. وفي نهاية 2010، أصدرت كرواتيا مذكرة توقيف دولية بحق رئيس وزرائها السابق إيفو سانادر الذي غادر كرواتيا متوجها لسلوفينيا حينها ويلاحقه القضاء بتهمة استغلال السلطة.
وجاء على موقع وزارة الداخلية الكرواتية الإلكتروني حينها، إن مذكرة التوقيف أشارت إلى أن المكتب الوطني لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة يريد أن يمثل سانادر بتهمة التواطؤ لارتكاب جنحة ولاستغلال السلطة، وصوّت البرلمان لصالح رفع الحصانة النيابية عن سانادر الذي تولى رئاسة الحكومة لسنوات.
-جوزيه سوكراتس
قضى رئيس الوزراء البرتغالي السابق جوزيه سوكراتس، بين عامي 2005 و2011، أكثر من تسعة اأشهر في التوقيف الاحترازي قبل وضعه قيد الإقامة الجبرية في أيلول/سبتمبر 2015.
وبعد تحقيقات مطولة، اتهم رسميا في تشرين الأول/أكتوبر 2017، بـ31 تهمة متعلقة بتلقي رشى وجرائم أخرى من بينها تبييض الأموال والتهرب الضريبي وتزوير المستندات.
وأُعيدت محاكمة رئيس الوزراء البرتغالي السابق بعد أن أغلقها القاضي قبل 4 سنوات. وأراد سقراط (67 عاما) الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، وطالب محاموه بتعليق المحاكمة واستبدال القاضي الذي يرأسها، لكن المحكمة الجنائية المركزية في لشبونة رفضت مطالبهم.
-ألفونسو بورتيو
أوقف الفونسو بورتيو، رئيس غواتيمالا بين عامي 2000 و2004، في العام 2010، وتم تسليمه للولايات المتحدة حيث صدر بحقه حكما بالسجن 5 سنوات وعشرة أشهر لإدانته بتبييض الأموال، كما أعيد بورتيو إلى بلاده في العام 2015، بعد أن أمضى عاما ونيف في سجن أمريكي وذلك بعد احتساب المدة التي قضاها في السجن بالفعل أثناء محاولته وقف إجراءات تسليمه وأثناء محاكمته.
– ألبيرتو فوجيميري
أدين ألبيرتو فوجيميري، رئيس البيرو بين عامي 1990 و2000، بالسجن 25 عاما في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان من بينها إصدار أوامر بتنفيذ مذابح، وذلك في العام 2009، وصدر بحقه عفو رئاسي في كانون الأول/ديسمبر 2017، ما أثار احتجاجات شعبية، لكن في شباط/فبراير 2018، أمرت محكمة بمحاكمته في قضية جديدة تتضمن إصداره أوامر قتل.
-أدريان ناستاسه
حكم على رئيس الوزراء الروماني أدريان ناستاسه، بين عامي 2000 و2004، بالسجن أربع سنوات ونصف لإدانته بالفساد في العام 2012، ثم أطلق سراحه مبكرا في آذار/مارس 2013، لكنه سجن مجددا في 2014 لعدة أشهر لإدانته بتلقي رشاوى.
– سفيتوزار ماروفيتش
في صربيا حكم على رئيس البلاد سفيتوزار ماروفيتش بين عامي 2003 و2006، بالسجن 46 شهرا في العام 2016، لإدانته بالتورط في قضية فساد تتضمن صفقات مشبوهة لشراء أراض وصفقات بناء، وهو الرئيس الوحيد للدولة البلقانية القصيرة التي تفككت في العام 2006ـ بعد إعلان مونتينيغرو استقلالها.
– فيلاد فيلات
أوقف رئيس الوزراء المولدوفي السابق – فيلاد فيلات بين عامي 2009 و2013، في البرلمان عام 2015، في قضية اتهم فيها بتلقي رشى تقدر بنحو 260 مليون دولار، وحكم عليه بالسجن 9 سنوات لإدانته بالفساد وإساءة استخدام السلطة.
-أويانتا هومالا
كما أودع الرئيس البيروفي أويانتا هومالا بين عامي 2011 و2016، الحبس الاحتياطي لمدة 18 شهرا، في تموز/يوليو 2017، بسبب اتهامات بقبول تبرعات غير شرعية لحملته الرئاسية قدرها 3 ملايين دولار.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی العام بین عامی فی قضیة
إقرأ أيضاً:
لعنة القذافي تلاحق ساركوزي.. الرئيس الأسبق يدخل السجن اليوم ففي أي زنزانة سيُودع؟
من المقرّر أن يدخل نيكولا ساركوزي سجن "لا سانتيه" في باريس، اليوم الثلاثاء، ليكون أول رئيس سابق للجمهورية الفرنسية يُودَع خلف القضبان، بعد إدانته في قضية شبهات تلقي تمويل من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007. اعلان
"أنا لا أخاف السجن"، هذا ما صرّح به ساركوزي هذا الأسبوع في مقابلة مع صحيفة "لا تريبيون ديمانش"، في محاولة لإظهار رباطة جأشه أمام مرحلة غير مسبوقة في مسيرته السياسية.
بعد مرور قرابة شهر من صدور الحكم بسجنه خمس سنوات، يبدأ الرئيس الأسبق اليوم تنفيذ العقوبة في ظروف دقيقة وحساسة. في البداية، سيُحتجز في قسم "الوافدين"، كما هو الحال مع أي سجين آخر، قبل نقله إلى قسم "المحصنين" المخصص لأصحاب الملفات الحساسة. وقد قررت إدارة السجن عزله حرصاً على سلامته.
سيقضي ساركوزي عقوبته في زنزانة منفردة تبلغ مساحتها مساحتها 11 متراً مربعاً، تضم سريراً، دشّاً، مرحاضاً، موقداً كهربائياً، ومكتباً صغيراً. أما التلفاز والثلاجة فهما خياران إضافيان، وفق ما ذكرت صحيفة "لو باريزيان".
يقول السيناتور غي بنّاروش، عضو لجنة القوانين الذي زار الزنزانة المعدة له، إنها "عادية تماماً، لا شيء مميزاً فيها، باستثناء إضاءتها القوية في هذا الوقت من النهار". وأضاف: "أيّاً كان المواطن، يجب أن يُطبق عليه القانون نفسه، في ظروف احتجاز متساوية".
في يومه الأول، سيخضع ساركوزي للبروتوكول نفسه الذي يُطبّق على أي سجين جديد. عند وصوله في التاسعة والنصف صباحاً، سيتسلم دليل السجن ونظامه الداخلي، وتُؤخذ بصماته وصورته الفوتوغرافية، ثم يُمنح "رقم القيد" الذي سيعرّف به داخل المؤسسة.
بعد ذلك، يسلّم أغراضه الشخصية ومجوهراته (باستثناء خاتم الزواج والساعات والأغراض الدينية)، ويخضع لتفتيش كامل، قبل أن يتسلّم "مجموعة الوافد" التي تضم أدوات النظافة، الملابس الداخلية، الأغطية، والأواني، إضافة إلى أوراق وأقلام.
وسيجري لقاءً سريعاً مع أحد المسؤولين لإبلاغه بأي مشكلات صحية أو غذائية، على أن يخضع لفحص طبي خلال 48 ساعة. وفي الساعات الأربع والعشرين الأولى، سيقابل موظفين من الطاقم الاجتماعي والصحي ضمن إجراءات الاستقبال المعتادة.
يوميات خلف القضبانداخل سجنه، يخطط ساركوزي لكتابة كتاب جديد، كما صرّح لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش". سيتمكن من شراء مستحضرات النظافة والأطعمة من الكتالوغ الداخلي، ومن الاتصال هاتفياً بنحو عشرة أرقام محددة مسبقاً تخضع للتنصّت، فضلاً عن السماح له بثلاث زيارات أسبوعية من عائلته.
وسيتمكّن من المشي ساعة واحدة يومياً في فناء داخلي، تحت مراقبة ثلاثة حرّاس. أما مقتنياته المسموح بها، فمحدودة بحقيبة تحتوي على ثلاثة كتب وعشر صور شخصية فقط.
يُعدّ سجن "لا سانتيه" من أكثر السجون رمزية في فرنسا، بُني في أواخر الإمبراطورية الثانية، وأُعيد افتتاحه بعد ترميمه عام 2019. السجن الذي يعاني اليوم اكتظاظاً بنسبة 191%، استقبل عبر تاريخه شخصيات بارزة من مجرمين وسياسيين، من جاك مسرين وفرانسوا بيس إلى برونو سولاك. كما سُجن فيه الجنرال موريس شال الذي حاول الانقلاب على شارل ديغول، وجان باستيان-تيري الذي حاول اغتياله.
وفي قسم "المحصنين" حيث سيُوضع ساركوزي، سُجن سابقاً سياسيون وفنانون مثل باتريك بالكاني، كلود غيان وزير داخليته السابق، والممثل سامي ناصري. كما يُحتجز فيه عادة مهرّبو مخدرات مهدَّدون، وجمركيون وشرطيون، وأشخاص متورطون في قضايا إرهاب.
Related نيكولا ساركوزي يفقد وسام الشرف الفرنسي بعد إدانته رسمياً بعد إدانته في قضية التمويل الليبي.. ساركوزي إلى السجن في 21 أكتوبرالسجن 5 سنوات لساركوزي في قضية التمويل الليبي.. والرئيس الفرنسي السابق يصرّ على براءته رسائل تضامنلم يمرّ دخول نيكولا ساركوزي السجن مرور الكرام في الأوساط السياسية الفرنسية، إذ أثار الحدث سلسلة من المواقف العلنية. الرئيس إيمانويل ماكرون قال: "كان من الطبيعي، على الصعيد الإنساني، أن أستقبل أحد أسلافي في هذا السياق"، في إشارة إلى لقائه ساركوزي في قصر الإليزيه في 17 تشرين الأول/ أكتوبر.
أما وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان، المقرّب من الرئيس السابق، فقد عبّر عن "حزنه الكبير" لسجن من يعتبره "مرشده في السياسة"، مؤكداً نيّته زيارة ساركوزي في سجنه والاطلاع على ظروف احتجازه الأمنية.
وفي الأثناء، يعتزم محامو الرئيس الأسبق تقديم طلب إفراج فوري، على أن تبتّ محكمة الاستئناف في الطلب خلال شهرين، مع احتمال عقد الجلسة في وقت أقرب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة