تقرير: هل يُصبح ساركوزي «كبش فداء» لكارثة ليبيا بعد 14 عامًا من التدخل؟

ليبيا – طرح تقرير تحليلي للقسم الإنجليزي في وكالة «أذربيجان 24» تساؤلًا حول احتمال تحويل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي إلى «كبش فداء» لفوضى ليبيا الممزقة منذ أكثر من 14 عامًا، في ظل إدانته بقضايا فساد، مقابل غياب مساءلة سياسية عن تبعات التدخل الخارجي.

عدالة انتقائية ومسؤولية غائبة
أشار التقرير، الذي تابعته صحيفة المرصد، إلى أن صانعي سياسات أفارقة يرون في محاكمة ساركوزي تذكيرًا بإمكان «العدالة الانتقائية» التي تُحاسب على الفساد المحلي وتُغفل المسؤولية عن التدخلات الخارجية. وذكّر بأن 20 أكتوبر صادف الذكرى الـ14 لاغتيال العقيد الراحل معمر القذافي، في سياق تدخل قاده «الناتو» رُوِّج له كـ«مهمة إنسانية» لكنه ترك ليبيا في خراب سياسي واقتصادي.

من «مهندس التغيير» إلى مدانٍ بالفساد
يرى التقرير أن ساركوزي، الذي احتُفي به سابقًا كـ«مهندس حاسم» لتغيير النظام الليبي، يواجه اليوم تبعات قانونية تتناقض مع استمرار غياب مساءلة عن الدمار الذي لحق بالليبيين، في إشارة إلى أنه لم يكن مجرد فاعلٍ سياسي بل «مدبِّر لمصلحته الشخصية».

تداخل التبرعات بالسياسة الخارجية
أضاف التقرير أن الإدانة أعادت طرح أسئلة حول دوافع باريس لتغيير النظام، لاسيما مع إشاراتٍ إلى تداخل «التبرعات السياسية» مع قرارات السياسة الخارجية، ما خلق—وفق خبراء—حالة التباس بين الطموح الشخصي والحسابات الدولية.

خلاصة التحليل
خلص التقرير إلى أن هذا التقاطع المقلق بين الطموح السياسي والعمل الدولي ساهم في تشكيل مسار الأحداث بليبيا، كاشفًا نقطة ضعف أوسع في السياسة الخارجية الفرنسية: قابلية المساهمات الأجنبية للتأثير في قرارات ذات عواقب بعيدة المدى.

ترجمة المرصد – خاص

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

فرنسا وسوريا تطالبان لبنان باعتقال مهندس قمع السوريين

طلبت سوريا وفرنسا من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السورية السابق جميل الحسن المتهم بارتكاب جرائم حرب وباعتباره مهندس حملة العقاب الجماعي التي شنها نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في أعقاب مظاهرات عام 2011، والذي يُعتقد أنه يوجد في الأراضي اللبنانية، وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

ووفق تقرير نشرته الصحيفة أمس الخميس، أكد مسؤول فرنسي أن كلا من باريس ودمشق طالبتا بيروت باعتقال الحسن المدان غيابيا في فرنسا لدوره في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والمطلوب بموجب مذكرة توقيف في ألمانيا، كما أنه مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي لدوره في اختطاف وتعذيب مواطنين أميركيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول قضائي لبناني رفيع قوله إن الحكومة اللبنانية لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن الذي فر من سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

ولا يزال مكان اختباء الحسن مجهولا، لكن العديد من المسؤولين السوريين والغربيين الحاليين والسابقين يشتبهون بوجوده بلبنان، حيث يعيد مسؤولو المخابرات السابقون في النظام بناء شبكة دعم.

هندسة القمع

ولطالما وُصف جهاز المخابرات الجوية خلال سنوات حكم عائلة الأسد بأنه "الأكثر وحشية وسرية" من بين أجهزة المخابرات الأربعة حينها (أمن الدولة والأمن السياسي والأمن العسكري والمخابرات الجوية)، وتولى الحسن قيادة الجهاز في عام 2009.

وبحسب وثيقة أمنية نقلت عنها الصحيفة، اجتمع الحسن وقادة الأجهزة الأمنية الأخرى في وسط دمشق للتخطيط لحملة تضليل وقمع عنيف بعد عامين من بدء الثورة السورية في 2011.

ووضعوا خطة في وثيقة وقّعوا عليها بالأحرف الأولى، وقد عرض مسؤول أمني سوري سابق الوثيقة على صحيفة وول ستريت جورنال، وأكدها مسؤول آخر.

وبحسب الوثيقة ووثائق أخرى، فضّل الحسن استخدام القوة الغاشمة والدموية مع المتظاهرين والمعارضين، وكانت رسالته إلى الأسد "افعل كما فعل والدك في حماة"، في إشارة إلى المجزرة الدموية التي ارتكبها الرئيس الراحل حافظ الأسد في حماة وأدت إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص عام 1982.

إعلان

وكتب قادة أنظمة أمن النظام المخلوع في الوثيقة أنه تجب محاصرة أي مكان تخرج فيه الاحتجاجات عن السيطرة.

وأضافت الوثيقة أنه سيتم إرسال قناصة لإطلاق النار على الحشود مع أوامر بإخفاء مصدر إطلاق النار وعدم قتل أكثر من 20 شخصا في المرة الواحدة، لتجنب ربط ذلك بالدولة بشكل واضح.

وجاء في الوثيقة "لن يُظهر أي تساهل تجاه أي هجوم على أسمى رمز مهما كانت التكلفة، لأن الصمت لن يؤدي إلا إلى تشجيع خصومنا".

وتُظهر وثائق جمعتها لجنة الشؤون الدولية والعدالة أن الحسن أمر قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين.

تعذيب المدنيين

كما لعب الحسن دورا أساسيا في الحملة المتوحشة التي تعرضت لها مدينة داريا في عام 2012، حيث أرسل جيش النظام السابق دبابات رافقها رجال مخابرات الجوية التي عملت على مدى عامين لاعتقال المدنيين وتعذيبهم.

وكانت لدى جهاز مخابرات القوات الجوية محكمة عسكرية ميدانية خاصة بها في المزة في دمشق تُصدر أحكاما بالإعدام أو تُرسل المحكومين إلى سجن صيدنايا سيئ الصيت.

كما احتوى موقع القوات الجوية على مقبرة جماعية خاصة به، وفقا لمركز العدالة والمساءلة السوري في واشنطن، والذي استند في نتائجه إلى صور الأقمار الصناعية وزيارة للموقع بعد سقوط النظام.

وتتهم وزارة العدل الأميركية الحسن بتدبير حملة تعذيب شملت جلد المعتقلين بالخراطيم، وخلع أظافر أقدام الضحايا، وضرب أيديهم وأقدامهم حتى عجزوا عن الوقوف، وسحق أسنانهم، وحرقهم بالسجائر والأحماض، بمن فيهم مواطنون أميركيون وحاملو جنسية مزدوجة.

مقالات مشابهة

  • تداول 17 ألف طن بضائع بموانئ البحر الأحمر
  • برج الجوزاء حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025.. لا تعاند التغيير
  • متحدث الخارجية لـ فوربس: السياسة الخارجية المصرية تستند لمعايير أخلاقية وقانونية
  • فرنسا وسوريا تطالبان لبنان باعتقال مهندس قمع السوريين
  • الخارجية الفنزويلية: السياسة الأمريكية العدوانية تستهدف ثروات الطاقة لبلادنا
  • حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
  • الأول من نوعه من "طلبات".. عُمان تتصدر تقرير "رد الجميل"
  • فرنسا.. إفراج مؤقت للوسيط في تمويل حملة ساركوزي‎
  • بين الموضة والسياسة.. سيدني سويني وإطلالتها المثيرة للجدل
  • من السرير لأصوات نزلاء قربه.. ساركوزي يروي تفاصيل قضاها بالسجن بعد إدانته بأموال ليبيا