نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا إعده سودارسان راغافان من هجين في سوريا تناول عودة نشاط تنظيم الدولة  في البلاد.

وذكر التقرير، أن مسلحي مسلحو تنظيم الدولة شنوا 117 هجوما في شمال شرق سوريا حتى نهاية آب/ أغسطس، وهو ما يفوق بكثير الهجمات الـ 73 التي نفذوها في عام 2024 بأكمله، وفقا لإحصاءات قوات سوريا الديمقراطية فيما قالت الحكومة السورية إنهم خططوا أيضا لهجمات في العاصمة.



كما نُفِّذت العديد من هجمات داعش في شمال شرق البلاد في محافظة دير الزور، وهي منطقة صحراوية وتضم معظم مقاتلي داعش الذين يُقدَّر عددهم بثلاثة آلاف مقاتل في البلاد فق الصحيفة.

وقالت الصحيفة، إن رحلة استمرت أسبوعا عبر مدن المحافظة كيف يُكيِّف التنظيم تكتيكاته لاستعادة نفوذه - من خلال قتل ممثلي الحكام الأكراد في المنطقة، وتجديد ابتزاز الأموال، وزرع الخوف.

وقال غوران تل تامر، القائد الإقليمي البارز في قوات سوريا الديمقراطية للصحيفة إن "انسحاب القوات الأمريكية يُلهم داعش. نراهم يشنون المزيد من الهجمات علينا. نتلقى المزيد من الشكاوى من الناس. هذا يضعنا في موقف صعب".

بعد يوم من أحد الكمائن، انضمت صحيفة وول ستريت جورنال إلى قافلة تابعة لقوات قسد تضم أكثر من 20 مركبة بقيادة تل تامر للقيام بدورية في هجين حيث سارت القافلة على طول الطريق الريفي المليء بالحفر المؤدي إلى المدينة الشرقية الصغيرة، وتوقفت في موقع الهجوم. وكان الزجاج المحطم لا يزال متناثرا على الشارع.

وقال تل تامر إن المسلحين يطلقون النار ويهربون، لكنهم يجدون أيضا دعما في البلدات ذات الأغلبية السنية مثل هجين، التي كانت في السابق معقلا رئيسيا لتنظيم الدولة.
 
وتابعت الصحيفة، أنه بينما يتشبث تنظيم الدولة، خففت الولايات المتحدة من وتيرة وجودها فمنذ نيسان/ أبريل، سحبت الولايات المتحدة حوالي 500 من أصل 2000 جندي أمريكي في سوريا وأغلقت قواعد متعددة أو سلمتها إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مساحة من شمال شرق سوريا. وقال البنتاغون إنه في الأشهر المقبلة، قد ينخفض عدد القوات إلى أقل من 1000 جندي. وقد حدث جزء كبير من الانسحاب في شرق سوريا، وخاصة دير الزور.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إن التخفيضات تعكس نجاح الولايات المتحدة في إضعاف الجماعة.

في آب/ أغسطس، قال المفتش العام لمهمة الجيش الأمريكي في سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة إن الولايات المتحدة وشركاءها حققوا نجاحا كبيرا في منع المسلحين من استعادة السيطرة على الأراضي، لكنه أشار إلى أن مسلحي داعش يحاولون استغلال حالة سوريا المتقلبة والمجزأة لإعادة البناء.

واستهدف مسلحو التنظيم دوريات قسد 20 مرة في أيار/ مايو، ما أسفر عن إصابة 15 جنديا ومقتل 10 آخرين.

وقال قادة قوات سوريا الديمقراطية إنه كان الشهر الأكثر دموية لقواتهم منذ عام 2019، عندما طُرد تنظيم الدولة من آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها.

وفي آب/ أغسطس، قُتل ما لا يقل عن سبعة جنود من قوات قسد، من بينهم خمسة في يوم واحد، وفي الأسبوع الأول من أيلول/ سبتمبر، شن المسلحون ثماني هجمات في دير الزور وحدها.

وأكد قادة قوات سوريا الديمقراطية أن تكتيكات تنظيم الدولة قد تغيرت. فهم يعملون الآن في خلايا نائمة صغيرة - أحيانا مع عدة خلايا في البلدة، كل منها غافلة عن الأخرى، ويتلقون أوامر بنصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة على الطرق. إنه ترتيب غير مكلف يصعب القضاء عليه.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن سيمند علي، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب، الميليشيا الرئيسية ضمن تحالف قوات سوريا الديمقراطية قوله "إنهم يعتمدون على مجموعات صغيرة، أربعة أو خمسة أشخاص، لعملية واحدة.. بهذه الطريقة، يوفرون الكثير من المال. كل شخص لديه بندقية AK-47 وعبوة ناسفة".

يُعد كبار قادة قوات سوريا الديمقراطية أهدافا رئيسية. وقد اغتال تنظيم الدولة العديد منهم هذا العام وفق الصحيفة.

وكان خبات شايدي، القائد في المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية في هجين، على رأس قافلة من أربع مركبات لتفقد نقاط تفتيش قوات سوريا الديمقراطية في آذار/ مارس، عندما أطلق مسلحو داعش ثلاث قذائف صاروخية من مجموعة من المنازل حيث أصيب اثنان من جنوده بجروح بالغة. وبعد تبادل إطلاق نار استمر عشر دقائق، فرّ المهاجمون الستة مع جرحاهم عبر نهر الفرات إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية، والتي يقول قادة قوات سوريا الديمقراطية إنها أقل حراسة.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تلقى شايدي، الذي أصيب بجروح طفيفة، مكالمة على هاتفه المحمول. قال الصوت: "لقد نجوت يا كافر. في المرة القادمة، سنقتلك"، ثم أغلق الخط.

وتعرّف شايدي، وهو عربي سني، على الصوت. كان أحد أفراد قبيلته، الشعيطات، أعاد الهجوم إلى شايدي ذكريات مظلمة. ثارت قبيلته على سلطة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، لكن تم قمعها بحملة إطلاق نار وقطع رؤوس خلّفت مئات القتلى، بمن فيهم بعض أقاربه بحسب الصحيفة.

وفي العام التالي، انضم هو وبعض رجال قبيلته إلى قوات قسد بهدف الانتقام واستعادة السيطرة على أراضي قبيلتهم. بينما سلك آخرون الطريق المعاكس، فانضموا إلى تنظيم الدولة أو جُنّدوا فيه.

ويقول محمد البو حردان، وهو مستثمر نفطي فرّ من البلدة قبل ثمانية أشهر، إن مقاتلي تنظيم الدولة يركبون اليوم دراجات نارية علانية في شوارع ذيبان، على بُعد حوالي 30 ميلا إلى الشمال.

وفي أحد الأيام، اتصلت به مجموعة من المسلحين وطالبوه بدفع الزكاة وقدرها 1000 دولار، مضيفا أن هذه ممارسة معتادة في ذيبان، وهي واحدة من عدة بلدات يُؤيد فيها تنظيم الدولة الكثير ويمارس نفوذه من خلال الترهيب حيث جاء رجل ملثم إلى منزله واستلم النقود.

وقال البو حردان: "كانوا يراقبونني ويراقبون جميع تحركاتي. كانوا يعرفون كل التفاصيل عن عملي وعائلتي. لم أستطع التهرب من الدفع" وبعد شهرين، اتصل بي مسلح من تنظيم الدولة الإسلامية من هاتف محمول آخر، وطالبني أيضا بألف دولار. عندما أخبرهم البو حردان أنه دفع بالفعل، انتقده المسلح وهدده باستهداف مصفاة النفط الصغيرة ومنزله إذا لم يدفع. رفض البو حردان بأدب وحجب رقم الهاتف.

ولاحقا، رصد رجلين على دراجة نارية عند بوابة مصفاته، حيث كان يعمل ثلاثة موظفين وقال "في اللحظة التي رأيتهما فيها، عرفت أنهما يبحثان عني. استدرتُ بسيارتي وانطلقتُ مسرعا. بدأوا بإطلاق النار".

وقُتل أحد عماله بالرصاص كما أغلق البو حردان مصفاته وهرب إلى هجين وغيّر رقم هاتفه وأغلق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي والآن يحمل مسدسا. يحميه ابنا عمه، المسلحان أيضا، ليلا ونهارا بحسب الصحيفة.

قال فرهاد شامي، المتحدث باسم قسد إن المجموعة تلقت العديد من التقارير عن حالات ابتزاز مماثلة.

في حين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على جزء كبير من شمال شرق سوريا، فإن قواتها تعاني من استنزاف مواردها. فبالإضافة إلى تسيير دوريات في المنطقة، فهي مسؤولة عن حراسة المعسكرات والسجون التي تؤوي ما يقرب من 50 ألف مقاتل سابق من تنظيم الدولة، مع زوجاتهم وأطفالهم.

وقد طلبت قوات سوريا الديمقراطية من الدول الأجنبية استعادة مواطنيها هناك، لكن معظمها لم يفعل.

منذ سقوط نظام الأسد، خاضت القوات التي يقودها الأكراد معارك متقطعة مع ميليشيات مدعومة من تركيا، عدوّتهم اللدودة. في آب/ أغسطس، وجدت نفسها في مواجهات مع قوات مرتبطة بالحكومة السورية الجديدة. واشتبكت مؤخرا مجددا في مدينة حلب الشمالية الغربية.

وقال تل تامر: "هذه المنطقة شاسعة جدا، وحكومة دمشق غير قادرة على السيطرة عليها. داعش تستغل ذلك".

وأقرّت وزارة الإعلام السورية بوجود "ثغرة أمنية" بسبب محدودية قوات الحكومة وانعدام سيطرتها على جميع المناطق، ما يسمح للجماعات المسلحة بالتحرك والعمل بحرية أكبر.

ومع ذلك، نجحت قوات الأمن في تعطيل خلايا تنظيم الدولة في دمشق وإحباط هجمات مخطط لها، وفقا للوزارة.

وفي ظل نظام الأسد، توحدت القبائل العربية والأكراد في الشمال الشرقي بمقاومتهم لنظام الأقلية العلوية في دمشق. أما الآن، فتُفضل بعض المجتمعات العربية السنية أن يحكمها قادة سوريا الجدد، ومعظمهم من العرب السنة، بدلا من الحكومة المحلية التي يقودها الأكراد.

وكان الرئيس أحمد الشرع متحالفا مع تنظيم الدولة قبل أن يُحوّل ولاءه إلى تنظيم القاعدة، ثم نبذ التطرف في نهاية المطاف وهو وقواته يُقاتلون للسيطرة على سوريا بحسب وصف الصحيفة.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر في آب/ أغسطس إن قوات سوريا الديمقراطية أغضبت البعض عن طريق احتجاز مئات المدنيين تعسفيا "خلال مداهمات جماعية نُفذت بذريعة ملاحقة خلايا تنظيم الدولة".

وتواصل القوات الأمريكية مساعدة قوات سوريا الديمقراطية بالتكنولوجيا والمعلومات الاستخبارية لتتبع تنظيم الدولة، وتقديم الدعم الجوي لعملياتها. وقال الجيش الأمريكي إن قواته قتلت قائدا بارزا في تنظيم الدولة مع أبنائه في تموز/ يوليو، وآخر في آب/ أغسطس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية سوريا تنظيم الدولة قسد الشرع سوريا التحالف الشرع تنظيم الدولة قسد صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة تنظیم الدولة شرق سوریا شمال شرق فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا.. «التحالف الدولي» ينفذ عملية إنزال جوي في دير الزور

نفذت قوات التحالف الدولي، فجر اليوم الأربعاء، عملية إنزال جوي استهدفت عددًا من المنازل في قرية الكسار الفوقاني، الواقعة شمال شرقي محافظة دير الزور شرق سوريا، وذلك بمشاركة مروحيات ومقاتلات حربية وطائرات مسيّرة أمريكية.

وذكرت قناة “الإخبارية السورية” أن العملية تخللتها تحذيرات وجهتها قوات التحالف للأهالي عبر مكبرات الصوت، طالبتهم خلالها بعدم مغادرة منازلهم حرصًا على سلامتهم.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الإنزالات الجوية التي نفذها التحالف خلال الأسابيع الأخيرة، حيث شهد يوم 19 أكتوبر عملية مشابهة في المنطقة الواقعة بين الضمير والقلمون بريف دمشق، استمرت لساعات وشهدت تطويقًا أمنيًا مكثفًا بمشاركة قوات الأمن الداخلي.

وأسفرت تلك العملية عن اعتقال القيادي السابق في تنظيم “داعش”، أحمد عبدالله المسعود البدري، الذي كان قد عاد إلى المنطقة عقب سقوط النظام السوري.

كما نفذت قوات التحالف في 19 سبتمبر الماضي عملية إنزال في قرية الجريجسة بريف حماة الجنوبي، تزامنت مع حالة من الاستنفار الأمني. واستمرت العملية حينها أكثر من ساعتين، وترافقت مع تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي.

وبحسب مصادر محلية، فقد قُتل خلال تلك العملية شخص يشتبه بانتمائه لتنظيم “داعش”، سبق أن قضى فترة اعتقال في سجن رومية بلبنان، قبل أن يُسلَّم إلى السلطات السورية، حيث بقي محتجزًا حتى انهيار النظام. كما أسفرت العملية عن إصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة جراء تبادل إطلاق النار.

تؤكد هذه العمليات تصاعد النشاط الأمني والعسكري للتحالف الدولي في مناطق شرق وغرب سوريا، في إطار مساعيه لتعقب فلول تنظيم “داعش” ومن يُشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية، وسط تحديات أمنية متزايدة على امتداد الجغرافيا السورية.

مقالات مشابهة

  • تصعيد دموي في نيجيريا: تنظيم الدولة يهاجم والجيش يعلن تحييد العشرات
  • WSJ: تنظيم الدولة ينهض من جديد في سوريا.. هكذا يعمل مسلحو التنظيم
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس
  • أبرز الولايات التي نشر فيها ترامب قوات الحرس الوطني
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ أعمال حفر في القنيطرة جنوبي سوريا
  • سوريا .. المقاتلون الأجانب في إدلب يدعون للنفير ضد قوات الأمن السورية
  • ضبط كميات كبيرة من المخدرات داخل سوريا بمشاركة قوات عراقية (صور)
  • سوريا.. انفجار عبوة ناسفة يودي بحياة شخصين شرقي حلب
  • سوريا.. «التحالف الدولي» ينفذ عملية إنزال جوي في دير الزور