الجفري يُحذّر: تكفير للمسلمين بسبب التوسل والتبرك طريق الخوارج وسفك الدماء
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
حذّر الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري من ظاهرة التكفير وإخراج المسلمين من الملة بسبب مسائل فقهية فرعية مثل التوسل، والتبرك، والاستمداد، مؤكدًا أن هذا الفكر هو منهج الخوارج ومن تبعهم من الفرق الضالة التي شوهت صورة الإسلام وأفسدت وحدة الأمة.
وقال الحبيب الجفري، في تنبيه له عبر صفحاته الرسمية، إن هذه المسائل ليست من قضايا العقيدة، بل من الفروع الفقهية التي لا ينبغي أن تكون محل نزاع يصل إلى اتهام المسلمين بالكفر أو الشرك، مشددًا على أن الاختلاف فيها لا يخرج المسلم من دائرة الإسلام.
وأضاف أن من أخطر ما تمر به الأمة اليوم هو توصيف مسائل الفروع على أنها من الأصول العقدية، معتبرًا أن هذا الخلل في الفهم والتوصيف كانت نتيجته عبر التاريخ سفك الدماء، وتمزيق المجتمعات، وإشعال الفتن بين أبناء الدين الواحد.
منهج الخوارج يتجدد في ثوبٍ معاصر
وأشار الحبيب الجفري إلى أن هذا الفهم المغلوط للعقيدة هو القاسم المشترك بين الجماعات المتطرفة التي مارست الإرهاب وقتلت الأبرياء باسم الدين، مؤكدًا أن جميع الفرق الضالة التي تبنت فكر التكفير تلتقي على ذات المنهج الخوارجي في الحكم على المسلمين بالشرك الأكبر لمجرد الاختلاف في الفروع.
وأوضح أن الإسلام دين رحمة وعدل ووسطية، وأن التوسل والتبرك مسائل اجتهادية اختلف فيها العلماء قديماً وحديثاً، ولم يُكفّر بعضهم بعضًا بسببها، بل ظل الخلاف فيها محصورًا في إطار الفقه والاجتهاد.
تحذير نبوي من رمي المسلم بالكفر
واستشهد الجفري بعدة أحاديث نبوية صحيحة تُحذر من التسرع في تكفير المسلمين، منها قول النبي ﷺ:«من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته.»
(رواه البخاري)
كما استدل بحديث النبي ﷺ:«إنَّ مما أتخوَّف عليكم رجلٌ قرأ القرآن حتى إذا رُئيت بهجتُه عليه، وكان ردءَ الإسلام، انسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك.»
قال الصحابي: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك؟ المرمِي أم الرامي؟
قال ﷺ: «بل الرامي.»
(حديث حسن – أخرجه ابن حبان والبخاري في تاريخه والبزار)
وفي حديث آخر قال ﷺ:«أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه.»
(متفق عليه – البخاري ومسلم)
الإسلام دين رحمة لا سيف التكفير
وأكد الحبيب الجفري أن الانشغال بتكفير الناس هو انحراف عن جوهر الدين، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ لم يُبعث حاكمًا على القلوب ولا مفتشًا عن نيات الناس، بل مبلغًا لرسالة الرحمة التي تشمل جميع الخلق.
وأوضح أن الأصل في المسلم هو الإسلام، ما لم يثبت خلافه بيقين، وأن إطلاق أحكام الكفر على المخالفين دون علم أو فهم تعدٍّ على حدود الله، وتشويهٌ لصورة الدين، داعيًا إلى العودة إلى منهج الاعتدال والتأدب بأخلاق النبي ﷺ في الحوار والاختلاف.
رسالة إلى الدعاة والمجتمعات
ودعا الجفري العلماء والدعاة إلى التمييز بين الفروع والأصول، وعدم تحويل الخلافات الفقهية إلى معارك فكرية تزرع الكراهية والانقسام، مشددًا على أن الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى خطاب ديني رشيد يعيد الثقة والرحمة بين المسلمين.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن منهج الوسطية هو طوق النجاة من فكر التكفير، وأن من يرمِ المسلم بالكفر إنما يُعيد سيرة الخوارج الأوائل الذين قاتلوا المسلمين وتركوا المشركين، مؤكدًا أن النبي ﷺ قد حذر منهم وبيّن صفاتهم بوضوح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجفري ظاهرة التكفير التوسل والتبرك الوسطية الإسلام النبی ﷺ على أن
إقرأ أيضاً:
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله سبحانه وتعالى { إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أيُّها الذينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسليمًا } (سورة الأحزاب : 56 ).
ولكن ما هو فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ يقول العلماء : الصلاة على النبي من الله رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء، فالمطلوب منا أن ندعوَ الله أن يَزيد من تعظيمه وإكرامه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم .
وإذا كانت النصوص قد أكّدت أن الله سبحانه أعطى لنبيِّه صلّى الله عليه وسلم من المكرُمات ما لا يمكن حصره إلا أنَّ طلبَنا هذا من الله لنبيِّه يُعَدُّ تعبيرًا عن مدى حُبِّنا له، وحبنا للرسول علامة من علامات صدق الإيمان، فقد ورد في الحديث ” لا يؤمِنُ أحدُكم حتى أكون أحَبَّ إليه من والدِه وولدِه ومن النّاسِ أجمعينَ ” كما جاءت روايات أخرى في هذا المعنى .
وقال ابن عبد السلام : ليست صلاتُنا على النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ شفاعة له، فإن مثلَنا لا يَشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بمكافأة مَن أحسن إلينا، فإنْ عجزنا عنها كافأْناه بالدعاء، فأرشدنا الله، لمّا علم عجزنا عن مكافأة نبيِّنا، إلى الصّلاة عليه .
وفي مدى مشروعيّة هذه الصلاة أقوال : أحدها أنّها تجب في الجملة بغير حصر ، لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة، والثاني أنه يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد، والثالث تجب كلما ذُكر، والرابع تجب في مجلس، والخامس تَجِب في كل دعاء، والسادس تجب في العمر مرة، في الصلاة أو في غيرها، ككلمة التوحيد، والسابع تجب في الصلاة من غير تعيين المحلّ، والثامن تجب بعد التشهد، إلى غير ذلك من الأقوال.
وقال جماعة : إنها مستحَبّة وليست واجبة. والبحث في أدلّة هذه الأقوال وترجيحها يمكن الرجوع إليه في كتب السيرة والحديث .
وهذه الصلاة تؤدَّى بأية صيغة كانت، وأفضلها ـ كما قال كثير من العلماء هي الصلاة الإبراهيميّة التي تُقال بعد التشهد الأخير في الصلاة، لأن الأحاديث الصحيحة وردت في أنها هي التي علَّمها النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لأصحابه عندما سألوه عقِب نزول الآية المذكورة، وفي ألفاظ هذه الصلاة الإبراهيميّة خلاف يسير جاءت به الروايات .
والفوائد التي نَجنيها من فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها فوائد دينيّة تتعلق بمضاعفة الأجر والثواب، والأحاديث المرغبة فيها كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم ” من صلّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا ” رواه مسلم ، وقوله ” ما من أحد يُسلِّم عليَّ إلا ردَّ الله عليَّ رُوحي حتى أردّ عليه السلام ” رواه أبو داود ، وقوله ” أولى الناس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاة ” رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
وقوله ” البخيل مَن ذُكِرْتُ عنده ولم يُصَلِّ عليَّ ” رواه الترمذي وقال : حسن صحيح . هذا وقد قال النووي ” الأذكار ص120 ” : إذا صلّى أحد على النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فليجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يقتصر على أحدهما، فلا يقل: صلّى الله عليه فقط ولا عليه السّلام فقط. ويُسَنُّ عند الدعاء أن يبدأ بالحمد لله أو بتمجيده والثناء عليه ثم يصلِّي على النبي ثم يدعو ثم يختم بالصلاة عليه، والآثار في ذلك كثيرة .