أميركا تقرر سحب 3 آلاف جندي من رومانيا والناتو يقلل من شأن الخطوة
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
أفاد مسؤول أميركي للجزيرة بأن واشنطن قررت سحب 3 آلاف جندي من قواته المتمركزة في رومانيا، مشيرا إلى أن القوات التي ستنسحب كانت جزءا من تعزيزات أميركية بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا.
وذكر المسؤول أن قرار سحب القوات جزء من خطة جرى بحثها بعناية، وفي إطار أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب، مؤكدا في الوقت ذاته أن نحو 82 ألف جندي أميركي سيبقون في أوروبا.
كما قال مسؤول رفيع في حلف شمال الأطلسي (الناتو) للجزيرة إن الولايات المتحدة أبلغت الحلف مسبقا بخطوة تعديل انتشار قواتها في رومانيا، مشيرا إلى أن واشنطن والناتو ينسقان بشكل وثيق بشأن الانتشار العام للقوات في أوروبا.
وأبلغت واشنطن رومانيا وحلفاءها بأنها ستخفض عدد القوات الأميركية المنتشرة في بلدان الناتو الشرقية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الرومانية اليوم الأربعاء، في خطوة سارع الحلف رسميا للتقليل من أهميتها.
وانتقد ترامب الحلف مرارا وشدد على وجوب تحمل الحلفاء الأوروبيين مسؤولية أكبر في الدفاع عن بلدان الناتو عبر زيادة الإنفاق العسكري في وقت لا تزال فيه أوكرانيا منخرطة في حرب مفتوحة ضد روسيا.
وجاء إعلان سحب القوات بعدما أفادت تقارير في وقت سابق هذا العام بأن واشنطن قد تسحب 10 آلاف جندي من شرق أوروبا، وهو أمر رأى محللون أن من شأنه تشجيع موسكو على القيام بتحركات عدائية.
ليس انسحاباوأكد الجيش الأميركي أن سحب قوات له من رومانيا لا يعني "انسحابا" من القارة الأوروبية، وقال -في بيان- "ليس الأمر انسحابا أميركيا من أوروبا ولا مؤشرا إلى التزام أدنى حيال حلف شمال الأطلسي والبند الخامس" من معاهدته التي تنص على وجوب أن يساعد كل من الأعضاء الـ32 في الحلف دولة عضوا في حال تعرضت لهجوم.
وأضاف "على العكس من ذلك، هذا (الانسحاب) مؤشر إيجابي إلى زيادة القدرة والمسؤولية في أوروبا".
إعلانالموقف ذاته، عبر عنه وزير الدفاع الروماني يونوت موستيانو الذي قال إن القرار ليس "انسحابا".
وأضاف -خلال مؤتمر صحفي عقده بعد صدور بيان الوزارة- "لا نتحدث عن انسحاب للقوات الأميركية، بل عن وقف مناوبات فرقة كانت تنشر عناصر لها في العديد من دول حلف شمال الأطلسي، بما فيها بلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر".
وجاء في بيان وزارة الدفاع أن قرار تغيير عدد القوات الأميركية هو "ثمرة أولويات جديدة للإدارة الرئاسية الأميركية، أعلنت في فبراير/شباط".
وأضاف أن ألف جندي أميركي سيبقون في رومانيا للمساعدة في "ردع أي تهديد وليشكلوا ضمانا لالتزام الولايات المتحدة حيال الأمن الإقليمي".
من جانبه، أكد وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوشينياك كاميش للصحفيين أن بلاده "لم تتلق أي معلومات عن خفض في عدد عناصر القوة في بولندا".
وأكد مسؤول في الناتو أن إدارة الرئيس ترامب أبلغت الحلف مسبقا بالخطوة وقلل من أهميتها.
وقال "حتى مع هذا التعديل، فإن وجود القوات الأميركية في أوروبا يبقى أكبر مما كان عليه لسنوات عديدة، مع وجود عدد أكبر بكثير من القوات الأميركية في القارة مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل العام 2022″، مضيفا أن التزام واشنطن حيال الحلف ما زال "واضحا".
كما ذكر وزير خارجية إستونيا -في تصريح للجزيرة- أنه لا نعلم تحديدا تداعيات قرار واشنطن "إعادة تموضع" قواتها في أوروبا، مطالبا الدول الأوروبية بالاستثمار أكثر بكثير في قدراتها الدفاعية الخاصة مما عليه الآن.
كما حذر المحلل لدى جامعة سانت أندروز في أسكتلندا فيليبس أوبراين من أن القرار الأميركي "سيضعف أمن" رومانيا التي تعد دولة "على الخطوط الأمامية"، مضيفا -على منصة إكس- "أرجوك يا أوروبا استيقظي.. الولايات المتحدة لن تدافع عنك في وجه روسيا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات القوات الأمیرکیة فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
تأجيل آلاف الرحلات الجوية في أميركا إثر الإغلاق الحكومي ينذر بأزمة اقتصادية
تفاقمت اضطرابات السفر الجوي في الولايات المتحدة مع تأجيل ما يقرب من 7000 رحلة جوية على مستوى البلاد أمس الاثنين، مع تزايد غياب مراقبي الحركة الجوية مع دخول الإغلاق الحكومي الفدرالي يومه الـ27.
وأرجعت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية ذلك إلى نقص في الموظفين، وفرضت برامج تأجيل أرضية تؤثر على مطارات نيوآرك في نيوجيرسي، وأوستن في تكساس، ودالاس فورت وورث الدولي أمس الاثنين، وتأجلت الرحلات الجوية في الجنوب الشرقي، في وقت سابق، بسبب النقص الكبير في الموظفين في مركز مراقبة الاقتراب بالرادار في محطة أتلانتا.
يُجبر نحو 13 ألف مراقب حركة جوية و50 ألف ضابط في إدارة أمن النقل على العمل من دون أجر بعد أن أدى الجمود في الميزانية بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطيين في الكونغرس إلى الإغلاق.
وحذرت إدارة ترامب من أن اضطرابات الرحلات الجوية ستزداد مع عدم حصول المراقبين على أول راتب كامل لهم اليوم الثلاثاء.
وتأجلت أكثر من 8800 رحلة جوية أول أمس الأحد، بما شمل رحلات لشركات ساوث ويست إيرلاينز وأميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز ودلتا إيرلاينز حسب موقع فلايت أوير FlightAware الإلكتروني لتتبع الرحلات الجوية.
شملت تأجيلات أمس الاثنين، شركات ساوث ويست وأميركان إيرلاينز ودلتا ويونايتد إيرلاينز.
ونقلت رويترز عن مسؤول في وزارة النقل الأميركية، إن 44% من تأجيلات يوم الأحد نجمت عن غياب المراقبين الجويين، وهي زيادة حادة عن النسبة المعتادة البالغة 5%.
وتُؤجج التأجيلات والإلغاءات المتزايدة الإحباط العام وتُكثف التدقيق في تأثير الإغلاق، مما يزيد الضغط على المشرعين لحله.
كان وزير النقل شون دافي في كليفلاند للاجتماع بالمراقبين الجويين أمس الاثنين، بينما تخطط نقابة مراقبي الحركة الجوية الوطنية لتنظيم فعاليات في العديد من المطارات، اليوم الثلاثاء، لتسليط الضوء على عدم الحصول على الراتب.
إعلانتعاني إدارة الطيران الفدرالية من نقص في عدد مراقبي الحركة الجوية بنحو 3500 مراقب، وكان العديد منهم يعملون ساعات إضافية إلزامية وأسابيع عمل مدتها 6 أيام حتى قبل الإغلاق.
في عام 2019، وخلال إغلاق استمر 35 يومًا، ارتفع عدد حالات غياب المراقبين الجويين وضباط إدارة أمن النقل بسبب عدم حصول العمال على رواتبهم، مما أدى إلى إطالة أوقات الانتظار عند بعض نقاط التفتيش في المطارات، واضطرت السلطات إلى إبطاء الحركة الجوية في نيويورك وواشنطن.
ما الدلالات استمرار الإغلاق الحكومي ينذر تعطلا واسع النطاق للرحلات الجوية تكبد تكاليف اقتصادية بسبب التأخيرات والإلغاءات المتكرّرة وهو ما يؤثر على المطارات وحركة السفر وسلاسل الإمداد المرتبطة بالطيران (الشحن، الطرود) إرباك المسافرين وزعزعة الثقة برحلات الطيران ما التداعيات المتوقعة؟ زيادة التكاليف على شركات الطيران والمطارات بدفع تعويضات للمتضررين، وإعادة ترتيب الرحلات، مع احتمال كبير بتراجع الإيرادات. استمرار الوضع فترة أطول، قد ينعكس على ثقة المستهلك والمستثمر، ويؤجج تكاليف النقل وأسعار بعض السلع والخدمات.