ديلي تلغراف: دعوات بريطانية لتعاون نووي مع ألمانيا وسط قلق من تراجع دور واشنطن في ضمان أمن أوروبا
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
ألمانيا – ذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” أن القيادة العسكرية البريطانية دعت إلى إقامة تعاون نووي مع ألمانيا، وسط تنامي المخاوف من تراجع الدور الأمريكي التقليدي في ضمان أمن القارة الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أن كبار القادة العسكريين البريطانيين، حثّوا الحكومة البريطانية على بدء محادثات مع برلين بشأن إبرام اتفاقية دفاعية جديدة تشمل أبعادا نووية محتملة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الدعوات تأتي في وقت تتنامى فيه الهواجس الأوروبية من احتمال تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها الدفاعية تجاه أوروبا، وهو الدور الذي اضطلعت به واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في ظل تركيزها المتزايد على مواجهة الصين.
وذكرت الصحيفة أن المحادثات الرسمية بين لندن وبرلين لم تنطلق بعد، إلا أن مسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية أكدوا أن الملف النووي ليس مطروحا على طاولة النقاش في المرحلة الراهنة، موضحين أن التعاون الحالي يتركز على تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة وتبادل الخبرات العسكرية.
ودعا جورج روبرتسون، الأمين العام الأسبق لحلف “الناتو” ووزير الدفاع في حكومة توني بلير، إلى فتح حوار جاد مع ألمانيا بشأن ترتيبات أمنية جديدة، قائلا: “لقد حان الوقت لتوسيع التعاون النووي داخل أوروبا، فاستمرار روسيا في استخدام الخطاب النووي سيجبر الأوروبيين على اتخاذ قرارات مصيرية بشأن أمنهم الجماعي”.
وأضافت الصحيفة أن ألمانيا تجري بالفعل مشاورات استراتيجية مع فرنسا حول إمكانية توفير الأخيرة مظلة نووية لأوروبا عبر ردعها النووي المستقل، بينما أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن استعداده لبحث اتفاق مماثل مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وتشير التقارير إلى أن اتفاق “ترينيتي هاوس” الموقع بين بريطانيا وألمانيا العام الماضي يمثل خطوة أولى نحو تعاون عسكري أوسع، إذ ينص على تمركز طائرات ألمانية مضادة للغواصات في قاعدة “لوسيماوث” بأسكتلندا، وتطوير صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع سيبراني متقدمة.
من جانبه، حذّر اللورد هوغتون، الرئيس الأسبق لأركان الدفاع البريطاني، من أن التحول الأمريكي نحو آسيا يستدعي من الأوروبيين التفكير في بناء ردع نووي قاري مستقل، قائلا: “يجب أن ندرس خيارا أوروبيا إلى جانب الردع الفرنسي، لكن السؤال ما زال مطروحا: هل هذا الخيار حكيم أم متهور؟”.
وتعد المملكة المتحدة وفرنسا الدولتين النوويتين الوحيدتين في أوروبا، حيث تمتلك باريس نحو 300 رأس نووي، بينما تمتلك لندن قرابة 250 رأسا، تُشغّل عبر صواريخ “ترايدنت” المحمولة على غواصات Vanguard التابعة للبحرية الملكية، والتي تمثل جزءا من منظومة الردع التابعة للناتو منذ ستينيات القرن الماضي.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أن “المملكة المتحدة كرّست منذ عام 1962 قدراتها النووية للدفاع عن حلفائها في الناتو، وستواصل القيام بذلك حفاظا على أمن أوروبا والحلف”.
ويوسع حلف “الناتو” نطاق مبادراته في السنوات الأخيرة على حدود روسيا الغربية، واصفا هذا التوسيع بمصطلح “احتواء العدوان الروسي”. وقد أعربت موسكو مرارا عن قلقها إزاء تعزيز قوات الحلف في أوروبا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح خلال اجتماع نادي “فالداي” الدولي للحوار بأن “من المستحيل تصديق أن روسيا تنوي مهاجمة حلف الناتو” مشيرا إلى أن السياسيين الغربيين يخوفون شعوبهم بصفة دائمة بتهديد روسي مزيف لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية، مشيرا إلى أن “كل ذي بصيرة يدرك أن هذه الأكاذيب لا أساس لها من الصحة”.
وفي الوقت نفسه يؤكد الكرملين أن موسكو في الواقع لا تهدد أحدا، لكنها لن تتجاهل أي إجراءات قد تشكل خطرا على مصالحها.
المصدر: “ديلي تلغراف” + RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
مبعوث بوتين إلى واشنطن: روسيا مهتمة بإنهاء الصراع في أوكرانيا بسرعة
أكد الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل دميترييف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حاول هزيمة روسيا وعزلها استراتيجيا لكنه فشل.
وقال دميترييف في تصريحات له : أولئك الذين يدعون إلى استمرار الصراع في أوكرانيا لديهم مصالح اقتصادية باستمرارها تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
واضاف دميترييف: ويتكوف مهتم بفهم موقف روسيا
وروسيا يمكن أن تعمل بشكل بناء مع إدارة ترامب وقد أحرزت الأطراف بالفعل بعض التقدم نحو التوصل إلى تسوية في أوكرانيا.
وتابع دميترييف: قد يحدث تبادل سجناء جديد مع الولايات المتحدة لكن ليس في القضايا "البارزة" .و النخب العالمية تتحكم بجزء كبير من الروايات في الفضاء المعلوماتي ومن الصعب جدا اختراقها.
واشار دميترييف إلى أن أوكرانيا تتجه نحو تبني موقف أكثر واقعية لإنهاء الصراع مع روسيا ، مضيفا " تحاول أوروبا التدخل في شؤون روسيا وتقويض عمل الحكومة وتهديد علاقات روسيا مع الولايات المتحدة. و على عكس أوروبا، لا تهاجم الصين القيم الروسية ولا تسعى لتقويض النظام القائم في روسيا الاتحادية
وتابع دميترييف: حققت إدارة ترامب إنجازا تاريخيا بتوقيعها اتفاقية سلام حول غزة، لكن يجب الانتظار لمعرفة مدة استمرارها
وزاد دميترييف: روسيا مهتمة بإنهاء الصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن .وروسيا تريد حلا دبلوماسيا للنزاع الأوكراني.
وختم دميترييف تصريحاته : مشروع حفر نفق عبر مضيق بيرينغ بين روسيا والولايات المتحدة قيد الدراسة بشكل جدي.