برلمانية تطالب بتعديل قانون سن الطفل المصري ليتناسب مع طبيعة الجريمة ومستوى الإدراك
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
قالت النائبة أميرة أبوشقة عضو اللجنة الدستورية والتشريعية في مجلس النواب إن الطفل المصري يعيش اليوم حالة من الاضطراب النفسي والاجتماعي العميق، نتاج تفكك أسري متزايد وغياب رقابة أسرية وتربوية حقيقية، جعلته فريسةً للتشتت والانفعال وصولًا إلى العنف.
وأضافت أنه حين ينشأ الطفل في بيئة مجتمعية سلبية، يفقد الإحساس بالأمان، ويتحول ما بداخله إلى سلوك عدواني تجاه نفسه وتجاه والآخرين، مشيرة إلى أنه مع انشغال الأسرة بأعباء الحياة وغلاء المعيشة، وافتقار المدرسة لدورها التربوي، واندفاع الإعلام ومواقع التواصل و"الدارك ويب"، في ضخ نماذج مشوَّهة، تبني لدى الطفل منظومة قيم مختلة، تبرر العنف وتُغذّيه.
وأوضحت أنه لتلك الأسباب وغيرها، يُدفع الطفل دفعًا إلى الشارع للبحث عن هوية مفقودة، مشددة على أن معاناة الطفل الآن ليست قدرًا، بل نتيجة طبيعية لإهمالٍ مجتمعيٍّ شامل، بدءًا من الأسرة التي تخلت عن دورها التربوي، وليس انتهاء بمؤسساتٍ لم تُدرك أن بناء الإنسان يبدأ من احتضان الطفل لا جعله فريسة للعنف.
وأشارت النائبة أميرة أبوشقة عضو اللجنة الدستورية والتشريعية في مجلس النواب، إلى أنه حين تتحول براءة الطفولة إلى سلوكٍ إجرامي، وحين نجد في ساحات التحقيق أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم أربعة عشر أو خمسة عشر عامًا، تجردوا من الرحمة والضمير، فلابد أن نقف جميعًا أمام الحقيقة الواضحة، وهي أننا بحاجة ماسَّة إلى تعديل دستوري وتشريعي عاجل يواكب واقعنا الجديد.
وتساءلت النائبة عن غياب دور المجلس القومي للطفولة، مشيرة إلى أن هذا "الطفل" الذي تم إيداعه مؤسسات الأحداث، قانونيًّا يعتبر "طفلًا"، في هذه السن، لكنه ليس فعليًّا وواقعًا مجرم، إضافة إلى وجود ثغرات قانونية، تتمثل في استغلال "الكبار" لبعض "الأطفال" لارتكاب جرائم بالإنابة عنهم، حتى لا يقعوا تحت طائلة المساءلة القانونية والمحاسبة.
وأضافت أنه لم يعد من المنطق ولا من العدالة أن نعامل مَن يرتكب جريمة قتل أو اعتداء وحشي كـ"طفل لا يُحاسب"، فالمجتمع تغيّر، والظروف تبدّلت، ونُضج الوعي لدى بعض الأطفال يتجاوز مراحل أعمارهم بكثير، مؤكدة أن حماية المجتمع تبدأ أولًا من حماية الطفل، خصوصًا أن الطفل المصري أصبح ضحية، وبات يعاني كثيرًا من عدم الرقابة والتفكك الأسري.
وطالبت النائبة أميرة أبوشقة عضو اللجنة الدستورية والتشريعية في مجلس النواب بتعديل سن الطفل في القانون المصري، تعديلًا دستوريًّا، يتناسب مع طبيعة الجريمة ومستوى الإدراك، حمايةً لأمن الوطن والمواطنين، وردعًا لكل من يتستر خلف قناع الطفولة ليعبث بدماء الأبرياء، في ظل تزايد أعداد الجرائم ونوعياتها وطرق ارتكابها البشعة، خلال الفترة الأخيرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطفل المصري أميرة أبوشقة الطفل المصري اللجنة الدستورية اللجنة الدستوریة أمیرة أبوشقة الطفل المصری سن الطفل
إقرأ أيضاً:
السجن المشدد وغرامة تصل إلى 200 ألف جنيه عقوبات استغلال الأطفال وفقا للقانون
شدد قانون العقوبات المصري رقم 58 لسنة 1937 على تجريم جميع صور استغلال الأطفال أو الاتجار بهم، مؤكدًا أن حماية الطفل حق أصيل تكفله الدولة، ولا تسامح مع أي انتهاك لبراءتهم أو كرامتهم الإنسانية.
ووفقًا للمادة (291) من القانون، يُحظر كل مساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي، أو استخدامه في الأبحاث أو التجارب العلمية، مع إلزام الجهات المعنية بتوعية الأطفال وتمكينهم من مواجهة هذه المخاطر.
ويعاقب القانون بالسجن المشدد لمدة لا تقل عن خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 200 ألف جنيه لكل من ارتكب أفعالًا مثل بيع طفل أو شرائه أو عرضه للبيع، أو استغلاله جنسيًا أو تجاريًا أو تشغيله قسرًا، سواء وقعت الجريمة داخل البلاد أو خارجها.
كما يعاقب بذات العقوبة كل من سهل أو حرّض على هذه الأفعال ولو لم تقع الجريمة فعليًا، فيما تضاعف العقوبة إذا ارتكبت الجريمة بواسطة جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود.
وأكد القانون أيضًا أن نقل أي عضو أو جزء من جسد طفل يعد جريمة يعاقب مرتكبها بالسجن المشدد، ولا يُعتد بموافقة الطفل أو المسؤول عنه في هذه الحالة.
ويأتي هذا التشديد القانوني في إطار حرص الدولة على مكافحة جرائم الاتجار بالبشر وحماية حقوق الطفل، باعتبارها من أخطر الجرائم التي تهدد القيم الإنسانية والمجتمعية.