الخليج الجديد:
2025-10-23@08:50:44 GMT

فرصة للتغيير في سورية؟

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

فرصة للتغيير في سورية؟

فرصة للتغيير في سورية؟

من المفيد لسورية والسوريين حصول تغيير سياسي سلس متفق عليه في ظل إجماع وطني يتشكّل أول مرة حول حتمية حصوله.

سيزداد الوضع في سورية قتامة بالمرحلة المقبلة، وستزداد الضغوط على السوريين خصوصا مع اقتراب الشتاء، ونفاذ الموارد، وإفلاس الدولة.

مرحلة جديدة، وغير مسبوقة، من الأزمة إذا ظلّ النظام على عناده في مقاومة التغيير، والاستخفاف برغبة الناس فيه وإرادتهم في صنعه.

يواجه حلفاء النظام مشكلاتهم التي تُقعدهم عن دعمه، كالعادة، فظهرت تداعيات حرب أوكرانيا والعقوبات في الاقتصاد الروسي والصين غارقة في ديونها وتواجه إيران وضعا هو الأصعب.

* * *

بعد 12 عاما من الثورة على نظام الظلم والفساد، يبدو أن السوريين وصلوا، أو يتجهون، بخطى حثيثة، إلى الوصول إلى إجماع وطني على أن لا أفق لانتهاء أزمتهم ولا عودة للحياة الطبيعية في بلدهم من دون تغيير سياسي حقيقي.

يتم بمقتضاه تجاوز تداعيات الكارثة التي حلّت بهم، وفي مقدمتها اطلاق المعتقلين، أو الكشف عن مصيرهم، وعودة اللاجئين، واسترجاع ما يمكن استرجاعه من كفاءات علمية، ويد عاملة ماهرة، مهاجرة/ مهجّرة، وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب، وبناء مؤسّسات الدولة وأجهزتها، وإخراج القوات والمليشيات الأجنبية من البلاد، وإنشاء لجنة للحقيقة والعدالة، وإنجاز المصالحة الوطنية.

ورغم أن هذه المطالب رفعها جزء كبير من السوريين منذ سنوات، إلا أن إجماعًا حولها، أو حول أكثرها، بدأ يتبلور، أخيرا، فقط، مع انتهاء مرحلة المواجهات العسكرية الكبرى، وصدمة الكثيرين بعسر العودة إلى الحياة الطبيعية التي منّوا النفس بها مع اتضاح هول الثمن الذي دفعته البلاد نتيجة الطريقة التي أديرت بها أزمتها، وبيان حجم الدمار الذي طاول الانسان، والمجتمع، والاقتصاد، والبنية التحتية، والقطاعات الإنتاجية الرئيسة (الصناعة والزراعة والسياحة) وانهيار قطاعات التعليم والصحة والأمن المجتمعي، وهيمنة زعماء المليشيات وأثرياء الحرب على ما تبقى من مقدّرات في كل مناطق السيطرة والنفوذ التي تقسّم البلاد.

بدأ الوعي بهذه المسألة (الحاجة إلى التغيير والإجماع عليه) يتشكّل مع توصل فئات اجتماعية سورية، من مذاهب مختلفة (سنة، وعلويين ودروز وإسماعيليين وغيرهم) كانت إما محايدة، متوجّسة من التغيير، نظرا إلى عدم اتضاح معالمه، وربما كان لدى جزء منها بقية أمل في إصلاحاتٍ يُقدم عليها النظام، أو حتى كانت داعمة له مقتنعة بالسردية التي أنشأها عن الثورة باعتبارها مؤامرة أجنبية، أو موجة تكفيرية، سلفية ... إلخ!

وكانت، من ثم، تمنّي النفس بقطف ثمار التضحيات التي قدّمتها في الدفاع عن الوضع القائم، لاعتقادها أنه يخدم مصالحها، هذه الفئات توصلت إلى نتيجةٍ مفادها أن الحال الراهنة غير قابلة للاستمرار، وأن طي صفحة العقد الماضي، واستئناف الحياة الطبيعية، وكأن شيئا لم يكن، ما هي إلا أوهام وتمنّيات تحطّمت سريعا على صخرة الواقع.

برهنت التطوّرات التي جاءت بعد كارثة الزلزال الذي ضرب أجزاء من مناطق سورية في مطلع العام الجاري، وموجة التطبيع العربي والإقليمي مع النظام، والتي بلغت ذروتها باستعادته عضوية جامعة الدول العربية، خطأ الرهان على إمكانية تجاوز الأزمة من دون دفع الثمن المستحق للحل، فالدول ليست جمعيات خيرية، وهي غير مهتمة بحل مشكلات الآخرين، إلا إذا كان في ذلك مصلحة ما لها.

من هنا التأكيد على مركزية الحل السياسي باعتباره المخرج الوحيد من الأزمة الراهنة، لأنه يساهم في حل مشكلة اللاجئين، والإرهاب، والمخدّرات التي تقلق دول الجوار. كما أن مسألة رفع العقوبات، التي نرفضها في المبدأ ومعها كل الادّعاءات التي تشهد "بذكائها"، وبأنها مُصمّمة لتجنب التأثير في حياة عامة الناس، باتت هي الأخرى، إلى جانب تمويل عملية إعادة الاعمار، مرتبطة بالحلّ السياسي بالنسبة لدول الغرب.

سوف يزداد الوضع في سورية قتامة خلال المرحلة المقبلة على الأرجح، وسوف تزداد الضغوط على السوريين، خصوصا مع اقتراب الشتاء، ونفاذ الموارد، وإفلاس الدولة، وعدم القدرة على توفير أبسط متطلبات الحياة، والمقصود بذلك متطلبات البقاء على قيد الحياة (الغذاء والدواء)، وتبدّد الأوهام حول إمكانية تحسّن الأحوال من دون تغيير في النهج والسياسات.

يحصل هذا فيما يواجه حلفاء النظام مشكلاتهم الخاصة التي تُقعدهم عن دعمه، كالعادة، إذ بدأت تظهر تداعيات حرب أوكرانيا والعقوبات في اقتصاد روسيا. أما الصين فهي غارقة في ديونها. وتواجه إيران وضعا اقتصاديا واجتماعيا قد يكون الأصعب.

نحن ندخل إذا في مرحلة جديدة، وغير مسبوقة، من الأزمة إذا ظلّ النظام على عناده في مقاومة التغيير، والاستخفاف برغبة الناس فيه وإرادتهم في صنعه. من المفيد لسورية والسوريين حصول تغيير سياسي سلس متفق عليه في ظل إجماع وطني يتشكّل أول مرة حول حتمية حصوله.

ويُحيي الأمل بإمكانية رأب الصدوع التي دمّرت نسيج المجتمع، وكادت تقضي على فرص العيش المشترك المستمرّ منذ قرون. وهذا أفضل من حصول انهيار كامل إذا استمر النهج الراهن.

*د. مروان قبلان كاتب وأكاديمي سوري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سورية السويداء التغيير الاقتصاد الروسي إعادة الإعمار جامعة الدول العربية النظام السوري فی سوریة

إقرأ أيضاً:

إطلاق تحدي #ناس_inDrive للاحتفاء بالمواهب الشجاعة وصناع التغيير

في مبادرة جديدة تجمع بين الإلهام والإبداع، أعلنت شركة إندرايف، الرائدة في مجال النقل التشاركي في مصر، عن إطلاق تحدي #ناس_inDrive عبر منصات التواصل الاجتماعي، في خطوة تهدف إلى الاحتفاء بالأشخاص الذين كسروا القوالب النمطية وقرروا السير في طريقهم الخاص بشجاعة وإصرار.

تأتي الحملة كجزء من استراتيجية الشركة لتعزيز التواصل الإنساني ودعم قصص النجاح الفردية، من خلال منصة ناس inDrive التي تسلط الضوء على الموهوبين والمبدعين الذين اختاروا مواجهة التحديات وتحويل شغفهم إلى مصدر إلهام للآخرين.

وتدعو إندرايف جميع مستخدميها في مصر للمشاركة في التحدي بطريقة بسيطة وممتعة، عبر نشر مقاطع فيديو على حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، يستعرضون من خلالها مهاراتهم أو شغفهم في أي مجال من مجالات الفن والإبداع، سواء كان الغناء، الرقص، الرسم، الكوميديا، التصوير، أو حتى مهارات حياتية مميزة. الفكرة الأساسية، كما توضح الشركة، هي تشجيع الجميع على التعبير عن أنفسهم دون قيود أو خوف، ومشاركة تجاربهم مع جمهور واسع من المتابعين.

ويشترط للمشاركة في التحدي أن يتم نشر الفيديو مع استخدام وسم #ناس_inDrive والإشارة إلى الصفحة الرسمية لتطبيق إندرايف على المنصة المستخدمة، بالإضافة إلى وسم سفراء الحملة الذين اختارتهم الشركة ليكونوا جزءًا من هذه المبادرة. 

ويضم الفريق مجموعة من الأسماء البارزة من مجالات مختلفة، من بينهم نجم كرة القدم المصري محمد بركات، والفنانة الاستعراضية زوبا، والكوميديان أحمد مجدي، والمبدع عاصم كمال. هؤلاء النجوم سيشاركون في تشجيع المشاركين، ودعم المواهب الجديدة من خلال تقديم محتوى محفز وتجارب فريدة للفائزين.

وتعد الجوائز التي رصدتها إندرايف واحدة من أبرز عناصر الجذب في هذا التحدي، إذ تقدم الشركة مجموعة متنوعة من التجارب المميزة، مثل جلسة رقص مباشرة مع الفنانة زوبا، وورشة كوميديا تطبيقية مع أحمد مجدي، بالإضافة إلى ورشة إبداعية تفاعلية يقودها المبدع عاصم كمال لمساعدة المشاركين على تطوير أفكارهم ومهاراتهم الفنية.

أما المفاجأة الكبرى لعشاق كرة القدم، فهي ما يقدمه محمد بركات من خلال مائة صندوق Football Box يحتوي كل منها على قميص يحمل توقيعه، وكرة موقعة أيضًا، وزجاجة مياه مميزة من تصميم خاص، تكريمًا لمشاركة المواهب الشابة.

 كما تقدم إندرايف جائزتين رئيسيتين عبارة عن هاتفين من طراز آيفون للفائزين بأكثر المحتويات إلهامًا وتأثيرًا، تقديرًا لجهودهم في التعبير عن ذواتهم ومشاركة قصصهم مع الجمهور.

وأكدت الشركة أن حملة #ناس_inDrive ليست مجرد مسابقة، بل هي مساحة مفتوحة للتعبير الحر، وفرصة لإبراز القصص الحقيقية لأشخاص تحدوا الظروف والمجتمع ليصنعوا مسارهم الخاص. وتهدف الحملة إلى إلهام الآخرين للسير في طريقهم المستقل، والاحتفاء بالشجاعة التي تدفع الإنسان نحو التغيير الإيجابي وتحقيق الذات.

تقول الشركة في بيانها إن مبادرة ناس inDrive تجسد فلسفة العلامة التجارية القائمة على تمكين الأفراد ودعم طموحاتهم، تمامًا كما فعلت في قطاع النقل التشاركي حين منحت المستخدمين حرية تحديد الأسعار والتفاوض المباشر، وهو ما يعكس التزامها الدائم بمفهوم الحرية الشخصية والاستقلالية في اتخاذ القرار.

بهذه المبادرة، تواصل إندرايف ترسيخ مكانتها كعلامة تجارية قريبة من الناس، تجمع بين التقنية والإنسانية، وتقدم نموذجًا جديدًا لعلامات تجارية لا تكتفي بالخدمات، بل تسهم في بناء مجتمعات أكثر ثقة وإبداعًا. حملة #ناس_inDrive ليست مجرد تحدٍ رقمي، بل رسالة حقيقية تحتفي بالشغف والإصرار، وتدعو الجميع لأن يكونوا أبطال قصصهم الخاصة.
 

مقالات مشابهة

  • إطلاق تحدي #ناس_inDrive للاحتفاء بالمواهب الشجاعة وصناع التغيير
  • سامسونج تُطلق حملة #تستاهل_أكثر لتشجيع التغيير وتعزيز تجربة المستخدم
  • فزغلياد: مخاوف من أزمة مصرفية أميركية تهدد الاقتصاد العالمي
  • إحباط تهريب 370 كيلو مخدرات في عملية عراقية-سورية نوعية
  • قلق من تراجع رغبة اللاجئين السوريين في العودة من الأردن
  • متري اكد ضرورة معالجة قضية السجناء السوريين
  • فقه الأولويات ومسيرة الانتقال في مشروع الانبعاث الحضاري.. مشاتل التغيير (41)
  • قائمة هواتف Honor التي ستحصل على أندرويد 16 عبر واجهة MagicOS 10
  • الجيش اللبناني يحرر عراقيين اختطفهم عصابة سورية
  • وسائل إعلام سورية: طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق ريف دمشق