خروقات إسرائيل لاتفاق غزة في 4 نقاط
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 194 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة، في مقابلة مع وكالة الأناضول، أن هذه الخروقات شملت تجاوز الجيش لما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية وخيام النزوح والمنازل المتنقلة، إضافة إلى استمرار عمليات إطلاق النار والقصف والتوغل.
وأشار إلى أن المناطق الواقعة ضمن "الخط الأصفر" تخضع للسيطرة الإسرائيلية بموجب الاتفاق، وهو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في المرحلة الأولى منه.
وأضاف "حتى اللحظة، ارتكبت قوات الاحتلال 194 خرقا بحق الشعب الفلسطيني منذ سريان الاتفاق الذي كنا نأمل فيه خيرا"، مبينا أن المكتب يرفع تقارير يومية للوسطاء حول هذه الانتهاكات.
وأكد الثوابتة أن الجيش الإسرائيلي تجاوز مرارا الخط الأصفر عبر توغل الآليات في مناطق سكنية، وإطلاق النار، والقصف بالطائرات، وعمليات النسف، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وجدد تحذيره للفلسطينيين من الاقتراب من الخط الأصفر خشية استهدافهم "بشكل غادر"، مشيرا إلى أن الجيش سبق أن استهدف فلسطينيين كانوا يذهبون لتفقد منازلهم قرب هذه المنطقة وارتكب بحقهم "مجازر".
* تعطيل إدخال المساعداتوفي ما يخص الجانب الإنساني من الاتفاق، قال الثوابتة إن إسرائيل لم تسمح بدخول شاحنات المساعدات بشكل كامل، ولم تلتزم بفتح معبر رفح (بين مصر وغزة) لإجلاء المرضى للعلاج في الخارج، كما أنها لم تسمح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
ويأتي هذا التعطيل في ظل سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح منذ مايو/أيار 2024، بعد أن دمرت وأحرقت مبانيه ومنعت سفر الفلسطينيين عبره، مما فاقم معاناة المرضى وذوي الحالات الحرجة وعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع.
إعلانووفق المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له أمس السبت، فإن المساعدات التي سمح بدخولها بعد سريان الاتفاق بقيت محدودة، فمنذ 10 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم وحتى نهاية الشهر ذاته دخلت 3 آلاف و203 شاحنات فقط من أصل 13 ألفا و200 شاحنة يفترض دخولها بمعدل 600 شاحنة يوميا، بنسبة التزام لا تتجاوز 24%.
ولفت الثوابتة إلى أن البروتوكول نص على دخول "مئات الآليات الثقيلة" لانتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض، وهو ما لم يتم حتى الآن، باستثناء سماح محدود بدخول معدات للبحث عن جثامين الأسرى القتلى الإسرائيليين في المناطق التي انسحب منها الجيش.
وفي الأسبوع الماضي، سمحت إسرائيل بدخول بعض المعدات للبحث عن جثامين الأسرى القتلى وفق إعلام عبري، في حين تمنع دخول الآليات الثقيلة إلى قطاع غزة لانتشال آلاف الجثامين الفلسطينية المفقودة تحت أنقاض المنازل التي دمرتها الحرب. ويقدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة وجود نحو 9 آلاف و500 فلسطيني مفقودين إما تحت الأنقاض وإما مصيرهم لا يزال مجهولا.
كما يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، وقد قضى العديد منهم نتيجة هذه الظروف، وفق تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
* نازحون دون خيام
نص البروتوكول، بحسب الثوابتة، على إدخال أكثر من 300 ألف خيمة وبيت متنقل لإيواء النازحين، في ظل وجود 288 ألف أسرة فلسطينية تعيش في الشوارع والساحات العامة، لكن تل أبيب لم تلتزم بذلك.
وأظهرت معطيات المكتب الحكومي أن إسرائيل دمرت خلال فترة الصراع نحو 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية تقدر بـ70 مليار دولار.
وشدد الثوابتة على أن إسرائيل تتعمد تأزيم الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث تمنع دخول أكثر من 6 آلاف شاحنة من الجانب الآخر لمعبر رفح، داعيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوسطاء إلى التدخل العاجل لإلزام إسرائيل بوقف الخروقات وتنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
وأنهى اتفاق وقف النار، وفق خطة ترامب، حرب إبادة جماعية إسرائيلية على غزة استمرت عامين منذ 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن أكثر من 68 ألف قتيل وأكثر من 170 ألف جريح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات الخط الأصفر أکثر من
إقرأ أيضاً:
هل تمحو طبيعة غزة الأمنية وهم "الخط الأصفر"؟
غزة - خاص صفا
"الخط الأصفر"، التعبير المجازي لخريطة وضعها جيش الاحتلال منذ العاشر من أكتوبر الجاري، وهي في عيون الآلاف حزامًا ناريًا يكوي قلوبهم حسرةً على بيوتهم وأراضيهم، التي يهتزون على مدار الساعة على وقع نسفٍ لها لا يتوقف.
ويشكل هذا الخط، حاجزًا أمام آلاف سكان القرى التي نزحت قسرًا في قطاع غزة قبل وقف إطلاق للنار، وهو مشكل ما بين تواجد لقوات الجيش وبين طائراته وعلامات وضعها، ليمنعهم من الوصول إليها.
ويبدو أن جيش الاحتلال يحاول التعامل مع المناطق التي تقع شرق الخط أو داخله بتجاه الحدود، وكأنها غنيمة من الأراض، يسرح فيها دمارًا وتجريفًا، يحاول محو ما تبقى منها، ليحمي قواته من أي كمين، ولأنه اعتاد على التدمير لمجرد ذلك.
و"الخط الأصفر"، هي المناطق التي انسحب لها جيش الاحتلال في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، من عمق محافظات قطاع غزة، مشكلًا حزامًا أمنيًا عُرف بهذا الإسم، لكنه لن يصمد مصيرًا حسب خبير بالشأن الأمني والمقاومة بغزة.
وتنص على هذا الخط المرحلة الأولى فقط من اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية مصرية تركية أميركية، ومن المفترض أن ينسحب منها في المرحلة الثانية، لكونها تلتهم ما مجموعه 50% من مساحة القطاع.
ولكن جيش الاحتلال ما يزال متواجدًا فيها، وأوصت قيادته في جلسة لما تسمى بالمشاورات الأمنية الأسبوع الماضي، بعدم السماح لسكان ما بعد هذا الخط، من العودة لمنازلهم، وهو يقتل من يقترب من المناطق المحيطة بالخط، متجاوزًا إياه، وخارقًا الاتفاق والخرائط التي وضعها.
استنزاف للجيش
ويقول الخبير الأمني لوكالة "صفا"، إن فكرة الخطوط أمريكية ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الخط هو سياسي وأمني عسكري، وهو بوضعه الحالي مؤقت لأنه يخضع للتفاوض.
ويشير إلى أنه من المفترض أن يتم إلغاء الخط خلال المرحلة الثانية بعد انتهاء المرحلة الأولى، ولكن "العدو يعمل على إطالة المرحلة الأولى من باب الضغط قبل دخول المرحلة 2 لتحقيق مكاسب لاحقاً".
و"لكن على الأرض ونظراً للأحداث الأخيرة يريد الاحتلال تعزيز المنطقة العازلة لتجنب أي تهديد فهو لا يثق في عدوه وهو المقاومة"، يقول الخبير الأمني.
وبحسبه، فإن الاحتلال وجد أن حركة المواطنين العائدين لمساكنهم المهدد اقتربوا من المنطقة العازلة أو "الخط الأصفر"، وهو بذلك يخشى أن تتعرض قواته للاستهداف أو الخديعة.
ويروج الإعلام العبري إلى أن "الخط الأصفر"، سيكون "دائم"، كما يروج إعلام الاحتلال "لغزة الشرقية وغزة الغربية"، في محاولة لترسيخ هذا الخط وإعطائه بعدًا اجتماعيًا وسياسيًا.
ولكن الخبير الأمني يرد "من الواقع والرؤية الأمنية فهو مؤقت ولا يمكن أن يستمر، لأنه فيه استنزاف للقوات وكذلك مرتبط بتقدم الاتفاق وهو ما زال قائم وسيستمر".
وفي ذات الوقت فإن "هذا الخط سيبقى قتالي حتى يتم الوصول لاتفاق".
"نعم ولكن"
الخبير بالشأن الاسرائيلي ياسر مناع يقول لوكالة "صفا"، إنه من الناحية الميدانية والعملياتية، يمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي القدرة على تحويل "الخط الأصفر" في غزة إلى خط قتال دائم.
ويستدرك "لكنه استنزاف لقوات الجيش، من أي فعل مقاوم، رغم أنه يخدم فكرة حرية العمل للجيش، بحكم أنه يسهل عليه ارتكاب المجازر في القطاع".
ووفق مناع، فإن التقارير تشير إلى إنشاء مواقع مراقبة وعلامات خرسانية صفراء متكررة كل مئتي متر، ما يشير إلى ترسيم فعلي لمنطقة فصل عسكرية تقطع القطاع.
ويحذر من أن هذا الترسيم يعيد إنتاج منطق "المنطقة الأمنية العازلة"، التي طالما سعت "إسرائيل" إلى فرضها على حدود غزة، ويخلق واقعًا ميدانيًا جديدًا يسمح بمراقبة دقيقة للحركة ومنع عودة السكان إلى المناطق الحدودية.
ويوضح أنه بشكل عام ما يبدو مؤقتًا في السلوك الإسرائيلي يميل إلى أن يصبح دائمًا، إذ إن الاستعمار الاستيطاني بطبيعته يسعى إلى تحويل الطارئ الأمني إلى بنية دائمة تشرعن السيطرة وتُنتج واقعًا جديدًا على الأرض.
ومع ذلك، فإن وجود قوة دولية مُلزمة بالإشراف على تنفيذ اتفاقات وقف النار، أو نشر مراقبين برعاية دولية في غزة، يمكن أن يُقوِّض هذا الثبات الميداني ويُجبر "إسرائيل" على إعادة انتشارها والانسحاب من القطاع، حسب مناع.