هل تمحو طبيعة غزة الأمنية وهم "الخط الأصفر"؟
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
غزة - خاص صفا
"الخط الأصفر"، التعبير المجازي لخريطة وضعها جيش الاحتلال منذ العاشر من أكتوبر الجاري، وهي في عيون الآلاف حزامًا ناريًا يكوي قلوبهم حسرةً على بيوتهم وأراضيهم، التي يهتزون على مدار الساعة على وقع نسفٍ لها لا يتوقف.
ويشكل هذا الخط، حاجزًا أمام آلاف سكان القرى التي نزحت قسرًا في قطاع غزة قبل وقف إطلاق للنار، وهو مشكل ما بين تواجد لقوات الجيش وبين طائراته وعلامات وضعها، ليمنعهم من الوصول إليها.
ويبدو أن جيش الاحتلال يحاول التعامل مع المناطق التي تقع شرق الخط أو داخله بتجاه الحدود، وكأنها غنيمة من الأراض، يسرح فيها دمارًا وتجريفًا، يحاول محو ما تبقى منها، ليحمي قواته من أي كمين، ولأنه اعتاد على التدمير لمجرد ذلك.
و"الخط الأصفر"، هي المناطق التي انسحب لها جيش الاحتلال في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، من عمق محافظات قطاع غزة، مشكلًا حزامًا أمنيًا عُرف بهذا الإسم، لكنه لن يصمد مصيرًا حسب خبير بالشأن الأمني والمقاومة بغزة.
وتنص على هذا الخط المرحلة الأولى فقط من اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية مصرية تركية أميركية، ومن المفترض أن ينسحب منها في المرحلة الثانية، لكونها تلتهم ما مجموعه 50% من مساحة القطاع.
ولكن جيش الاحتلال ما يزال متواجدًا فيها، وأوصت قيادته في جلسة لما تسمى بالمشاورات الأمنية الأسبوع الماضي، بعدم السماح لسكان ما بعد هذا الخط، من العودة لمنازلهم، وهو يقتل من يقترب من المناطق المحيطة بالخط، متجاوزًا إياه، وخارقًا الاتفاق والخرائط التي وضعها.
استنزاف للجيش
ويقول الخبير الأمني لوكالة "صفا"، إن فكرة الخطوط أمريكية ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الخط هو سياسي وأمني عسكري، وهو بوضعه الحالي مؤقت لأنه يخضع للتفاوض.
ويشير إلى أنه من المفترض أن يتم إلغاء الخط خلال المرحلة الثانية بعد انتهاء المرحلة الأولى، ولكن "العدو يعمل على إطالة المرحلة الأولى من باب الضغط قبل دخول المرحلة 2 لتحقيق مكاسب لاحقاً".
و"لكن على الأرض ونظراً للأحداث الأخيرة يريد الاحتلال تعزيز المنطقة العازلة لتجنب أي تهديد فهو لا يثق في عدوه وهو المقاومة"، يقول الخبير الأمني.
وبحسبه، فإن الاحتلال وجد أن حركة المواطنين العائدين لمساكنهم المهدد اقتربوا من المنطقة العازلة أو "الخط الأصفر"، وهو بذلك يخشى أن تتعرض قواته للاستهداف أو الخديعة.
ويروج الإعلام العبري إلى أن "الخط الأصفر"، سيكون "دائم"، كما يروج إعلام الاحتلال "لغزة الشرقية وغزة الغربية"، في محاولة لترسيخ هذا الخط وإعطائه بعدًا اجتماعيًا وسياسيًا.
ولكن الخبير الأمني يرد "من الواقع والرؤية الأمنية فهو مؤقت ولا يمكن أن يستمر، لأنه فيه استنزاف للقوات وكذلك مرتبط بتقدم الاتفاق وهو ما زال قائم وسيستمر".
وفي ذات الوقت فإن "هذا الخط سيبقى قتالي حتى يتم الوصول لاتفاق".
"نعم ولكن"
الخبير بالشأن الاسرائيلي ياسر مناع يقول لوكالة "صفا"، إنه من الناحية الميدانية والعملياتية، يمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي القدرة على تحويل "الخط الأصفر" في غزة إلى خط قتال دائم.
ويستدرك "لكنه استنزاف لقوات الجيش، من أي فعل مقاوم، رغم أنه يخدم فكرة حرية العمل للجيش، بحكم أنه يسهل عليه ارتكاب المجازر في القطاع".
ووفق مناع، فإن التقارير تشير إلى إنشاء مواقع مراقبة وعلامات خرسانية صفراء متكررة كل مئتي متر، ما يشير إلى ترسيم فعلي لمنطقة فصل عسكرية تقطع القطاع.
ويحذر من أن هذا الترسيم يعيد إنتاج منطق "المنطقة الأمنية العازلة"، التي طالما سعت "إسرائيل" إلى فرضها على حدود غزة، ويخلق واقعًا ميدانيًا جديدًا يسمح بمراقبة دقيقة للحركة ومنع عودة السكان إلى المناطق الحدودية.
ويوضح أنه بشكل عام ما يبدو مؤقتًا في السلوك الإسرائيلي يميل إلى أن يصبح دائمًا، إذ إن الاستعمار الاستيطاني بطبيعته يسعى إلى تحويل الطارئ الأمني إلى بنية دائمة تشرعن السيطرة وتُنتج واقعًا جديدًا على الأرض.
ومع ذلك، فإن وجود قوة دولية مُلزمة بالإشراف على تنفيذ اتفاقات وقف النار، أو نشر مراقبين برعاية دولية في غزة، يمكن أن يُقوِّض هذا الثبات الميداني ويُجبر "إسرائيل" على إعادة انتشارها والانسحاب من القطاع، حسب مناع.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الخط الاصفر جیش الاحتلال الخط الأصفر هذا الخط الخط ا
إقرأ أيضاً:
معدات مصرية تدخل الخط الأصفر والقسام تؤكد جاهزيتها لاستخراج الجثث
دخلت اليوم السبت معدات هندسية مصرية ترافقها فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مناطق شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، للبحث عن جثث أسرى إسرائيليين يُعتقد أنهم قُتلوا في المنطقة، في إطار جهود جديدة لإنهاء ملف الأسرى.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن القافلة ضمت جرافات وآليات حفر وشاحنات نقل، ودخلت خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، وهي المرة الثانية التي تسمح فيها إسرائيل بإدخال هذه المعدات للعمل في تلك المنطقة الحساسة.
من جانبها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعداد طواقمها للعمل بشكل متزامن داخل الخط الأصفر وفي مختلف المواقع لاستخراج جثث أسرى الاحتلال، مؤكدة أن هدفها هو "إغلاق هذا الملف في أسرع وقت ممكن".
ودعت الكتائب في بيان لها الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى توفير المعدات والطواقم اللازمة لضمان سير العملية بسلاسة وانتشال جميع الجثامين.
وقالت القسام إنها سلّمت الاحتلال أمس الجمعة 3 جثامين لفحصها "في إطار تسهيل عملية التسليم وقطع الطريق على مزاعم الاحتلال"، وفق البيان.
في المقابل، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن الفحوص الطبية أكدت أن الرفات التي تسلمتها إسرائيل لا تعود لأي من المحتجزين الإسرائيليين، مشيرة إلى أن المؤسسة الأمنية لا تعتبر ذلك خرقا للاتفاق من جانب حماس، وأنها تفضل مواصلة استلام عينات إضافية في المستقبل لاحتمال ارتباطها بأسرى آخرين.
وسلّمت حماس منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار 20 أسيرا إسرائيليا حيا ورفات 19 أسيرا من أصل 28.
يأتي ذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إعلانوتربط إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية جثث الأسرى، في حين تؤكد حماس أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظرا للدمار الهائل بغزة وعدم توفر الآليات والتجهيزات المناسبة للبحث.