الثورة نت:
2025-11-03@02:55:04 GMT

عظمة الشهداء ودورهم في انتصار الشعوب

تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT

عظمة الشهداء ودورهم في انتصار الشعوب

 

 

الشهداء هم أنبل البشر وأعظمهم تضحية، فهم الذين وهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن والحرية. إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلم يخافوا الموت، بل واجهوه بثبات وإيمان، لتبقى أوطانهم حرة عزيزة مرفوعة الرأس.
ولذلك فإن دورهم في انتصار الشعوب على أعداء الأمة والوطن لا يُقدّر بثمن، فهم الشعلة التي تضيء درب الحرية، والقدوة التي يتعلّم منها الناس معاني الشجاعة والصبر والإخلاص، بدمائهم الطاهرة تُرسم ملامح النصر، وتُكتب صفحات المجد في تاريخ الأمم، فكل شهيد يسقط في ميدان الشرف، يُوقظ ضمير الأمة ويبعث في أبنائها العزيمة على مواصلة الطريق حتى يتحقق النصر.


إن الأمم التي تكرم شهداءها وتحافظ على ذكراهم هي أمم لا تموت، لأنها تستمد من تضحياتهم القوة والإرادة للاستمرار في مواجهة الظلم والطغيان، ولذلك يبقى الشهيد حيًّا في قلوبنا، خالدًا في وجداننا، ورمزًا للحرية والكرامة والعزة.
ولقد أبدع الكثير من الشعراء والأدباء في وصفهم لتضحيات الشهداء وشجاعتهم ونتطرق إلى ما بعض أبيات بعض القصائد لعدد منهم:
الشهيدُ الصمّاد
يقول الشاعر الراحل/ حسن الشرفي في قصيدة: “الشهيدُ الصمّاد”:
قِفْ خَاشِعاً في حَضْرَةِ “الصّمّادِ”
واشْرحْهُ للنّاديْ وَغَيْرِ النّادِيْ
وإذا نظرتَ إلى السّماءِ وَجدتهُ
فيها مَجَرة فِطنةٍ وجهادِ
طلب الشهادة فاصطفته لأنها
رجواه للأبناءِ والأحفادِ
وبذمة الشمم الذي في قلبهِ
جاءَ الخلودُ به على ميعادِ
كمْ “صالحٍ” في الأرض ما ابتهجت بهِ
دُنياهُ عِند الموتِ والميلادِ
فمضى وليس أمامه ووراءهُ
إلا غبار الباطلِ المعتادِ
ولكل ميدانٍ خلاصته هنا
وهناك في الإصدار والإيرادِ
ويظلُ (صمّادُ) الرجولة حاضراً
في وجهها كالكوكب الوقادِ
في برّها.. في بحرها ، في أرضها
وسمائها ، في المجد والأمجادِ
قتلوه؟ لا والله ما قتلوه ، بلْ
أحيوهُ كالأعراسِ والأعيادِ
يا سيدي، وأنا أقول قصيدتي
لتقول أين رصيدها في الصادِ؟
لاحت أمامي فيك تقرأُ نصها
في مشهد متماوج الأبعادِ
قل إنها مثلي مع النبأ الذي
وافى كإعصار المحيطِ الهادي
رج السماوات الطوال وشاءها
((صعدية)) الأغوار والأنجادِ
وهناك كان الخالدون أمامها
ووراءها للهول بالمرصادِ
دعني معيْ.. ومع القصيدة في الذي
ما عادَ من “إرمٍ ولا من عادِ”
هذا خيار الملك والملكوتِ في
موسوعةِ الآباءِ والأجدادِ
ولأن رب البيت أدرى بالذي
فيه رجعت لعدتي وعتادي
كانت أمامي أمنياتٌ كلها
عجبٌ،، ومنها ما يفوق مراديْ
لكن “صالح” لم يدع لي فرصة
لتُطِلَّ في المضمار بعضُ جيادي
ماذا أقولُ لموته وحياته؟
ماذا أقولُ لأبجدي ومداديْ
يا “صالح” الشرف الرفيع وليتني
أرضيك في شعري وفي إنشاديْ
ليت الشواطئ كلها في مدها
أو جزرها ظلت على استعدادِ
ليت المنيعات الذرى تبقى لما
أملت من زحف ومن إسنادِ
لله أنت جمعت شمل صمودها
يا قاهر الماسون والموسادِ
وتمر فيك الأربع السنوات من
صبر إلى بذل إلى استشهادِ
والصائرون مع الغزاة هوادجا
وقعوا بمصيدة من الأحقادِ
لم ينصروا ديناً ولا دنيا ولا
سلموا من الترحيل والابعاد
كالبعض يهذي بالحياد وفجأة
أبصرتُ خنجره مع الجلادِ؟!
قلنا لطابور العمالة إننا
أقوى من الإبراق والإرعادِ
لم تغنموا غير الهوان لأنه
بمقاسكم في سفحه والوادي
وهنا دم الصماد يرفع صوته
ويقول عاشت ثورتي وبلادي
قالوا انتهى الصماد، قلت متى انتهى؟
وبخاطري ما فيه من آمادِ
إن كان موت العز يشغلكم فلن
تجدوا بأنفسكم سوى الأحقادِ
أنا ما استفدت ولا ريالاً واحداً
معه ولا كثّرت منه رماديْ
لكن صورته وسيرته أتت
للكل في الجمهور والأفرادِ
حمل الأمانة ثم أداها بلا
صلف ولا عسف ولا استبدادِ
فكأنه “الحمدي” في مشروعه
وهناك تبدو روعة الروادِ
قف خاشعاً واطرح سؤالك لاذعاً
للرائح المفجوع أو للغادي
ما بال هذا الحزن ظل كأنه
فوق القلوب مطارق الحدادِ؟
وهنا تقول لك المسيرة إنه
كان الحكيم بها وكان الحاديْ
ذكرى النفير
ويقول الشاعر/ معاذ الجنيد في قصيدة “ذكرى النفير”:
إن لم تكُن ذكرى الشهيدِ نفيرا
فلقد أسأنا الذِّكرَ، والتذكيرا
فليغدُ أسبوع الشهيد تحرُّكًا
نحو الجهادِ، وجسِّدُوه حضورا
الحفل في الجبهات يا شعب الإبا
يكفي احتفالاتٍ، كفى تصويرا
زُوروا متارسهُم لتحييوا ذكرهم
ليس الوفاء بأن نزورَ قُبورا
لا تفتحوا في كل حيٍّ معرضًا!
من كل حيٍّ حَرِّضوا جمهورا
وإذا فتحتم معرضًا من أجلهم
فضعوا بنادقهُم بهِ تقديرا
خُذْ بُندقًا يا كلّ حُرٍّ وانطلِق
أكمِل بهِ درب الشهيدِ مسيرا
زُوروا (المخا) ذِكرًا لأبطال (المخا)
مُدُّوا معَ أحرار (نِهم) جُسورا
الاحتفاءُ هوَ اقتِفاءُ جهادِهِم
حتى نُشاهد دينهم منصورا
لا أن نُعلِّقهُم على جدراننا
صِّوَرًا، ونقعدُ حسرةً، وفُتورا
ما ذا يُفيد بأن نُقيمَ لذكرهم
حفلا، ونترُكَ دربَهم مهجورا
لِنكُن بشارتِهِم إذاv انتظروا لمن
لم يسبقوهم نضرةً وسُرورا
ما لم نُعبِّر بالنفيرِ عن الوفاءِ
فنحنُ شعبٌ أخطأَ التعبيرا!
ما لم تكُن (ذوباب) قاعة حفلنا
وتصير (ميدي) معرضا مشهورا
وندُكُّ جيش المعتدين تيمُّنًا
بالمؤمنين الصادقين شعورا
ونرى أهاليهم وقد وجدوا بنا
شهداءهم مُتجسِّدينَ حُضورا
من في (عسير) استشهدوا من أجلنا
فرضوا علينا أن نزور (عسيرا)
ولقد غدا درب الشهادة عزَّنا
وغدا الشهيد لشعبنا دستورا
شهداؤنا العظماء، أربابُ العطا
نُعطي زهورًا، يبذلون نُحورا
ونقيمُ حفلا، هُم أقاموا ديننا
وهُمُ استعادوا مجدنا المطمُورا
ساروا بنهج نبيِّهم، وعليّهم
وولِيِّهم، نورًا يُعانِقُ نورا
بذلوا النفوسَ، وقدّموا أرواحَهُم
لم يخلقوا لقعودهم تبريرا
التائبون، العابدون، الحامدون،
الصابرون، الذاكرون كثيرا
حملوا هدى القرآن وانطلقوا وقد
رشفوا مع (ابن البدر) منهُ سُطورا
“وَلَئِن قُتلتُم في سبيل الله أو
مُتُّم لَمَغفِرةٌ” تلوحُ أخيرا
ما قالَ قائلُهُم: أأُقتلُ في الوغى
ويعيشُ غيري سالِمًا وقريرا!
بل قال: يا ربَّ البرية خُذ دمي
واشفي بهِ للمؤمنين صدورا
يا رب واقبلني لوجهكَ خالصًا
ولْتَشْرَبيني يا بلادُ طهُورا
شربوا رضا الرحمن في الفردوس من
كأسٍ وكان مزاجها كافورا
وثقوا بنصر الله، واعتصموا به
“وكفى بربك هاديًا ونصيرا”
الشهداء
يقول الشاعر عبدالقوي محب الدين في قصيدته “الشهداء”:
صدحوا بصرخة عزّنا ،فأضاءوا
عمرا،، توزّع نورَه الأصدااااءُ
زرعوا ضِفاف الليل -رغم جفافه-
صبحاً، لتثمر بالسنا الأنحاءُ
صرخوا فكانوا،،، والشعار هويةٌ
ونوافذٌ،، منها إلينا جاءوا
جاءوا وصوت المشتهى يحدوهمُ
جاءوا،، لتسمعه المنى الصماءُ
.من كل سنبلةٍ تدلّوا أمةً
ورؤوسنا ورؤوسها شماءُ
هم نحن في أسمى أمانينا ، بهم
فقنا الذي شئنا وسوف نشاءُ
هم نحنُ ، والتاريخُ يكتبنا بهم
ضوءا، ويُحني رأسه الإمضاءُ
فجرا سيعجز أن يجيئ بمثله
آتٍ،، ويخجل أن يُقص وراءُ
ثرنا بهم ، واللهُ نبضُ عروقنا
والنصر وعدٌ صادقٌ ووفاءُ
****
“الله أكبر”، والطغاة تفتتوا
والشعب يزأر ، والرصاص ثغاءُ
لن ننثني مهما أسال جفوننا
غاز،، وسالت للمضيّ دماءُ
إنّا انتصرنا بالخروج،، وزادنا
نصرا، وتعدادا -هنا- الشهداءُ
الشعب كل الشعب محتشدّ، وإن
صفّت قذاها الجارة الرقطاءُ
فغدا ستلدغ -بالتحالف – نفسها
وغدا.. تخلّد فجره الأنباءُ .
قصيدة الخلد
يقول الشاعر حسن المرتضى في قصيدته “قصيدةُ الخُلْد”
قصيدةٌ غادرتْ في داخلي السّجْنا
قصيدةٌ منْ دمِ الشهداءِ لا تفْنى
قصيدةٌ لا ترى الأحزانَ غامضةً
هل يفهمُ الشّعرَ من لم يعرف الحُزْنا
قصيدةٌ عنْ سَماواتٍ وَعَنْ رُسُلٍ
وَعَنْ دَمٍ صَارَ وَحْيَاً عَنْ دَمِ المَعْنى
عن الشّهيْدِ الّذي صَارَتْ ملَامِحُهُ
قصيدةً.. لوحةً.. أقصوصةً.. لحْنا
عن الذي صارَ معنى كلّ قافيةٍ
وصارَ وزْناً لمن لم يمْتلكْ وزْنا
وللذي ما لهُ ليلى ولا خَطَرتْ
بِبالهِ صارَ ليلى كلّ من غنّى
قصيدةٌ من وصاياهم قد اكتملتْ
ولمْ تجدْ غيرَ أبياتي لها سُكْنى
همْ بابُها، سقفُها، حيطانُها طُلِيتْ
من ضحكةٍ صارت الأضواءَ للمبْنى
هم مشتلٌ للأماني في السّما انزرعوا
والأرضُ تهوي إليهمْ مسْكَناً.. حُضْنا
هم من أضافوا إلى اللاشيء من دمِهم
شيئاً إلى كلّ معنى كانَ مستثنى
من قبلِهم لمْ نَكُنْ إلا خُطىً عَبَرتْ
إلى المتَاهاتِ.. يا الله كم ضِعنا
مِنْ بعدهمْ ما الذي لم يَتركوهُ لنا؟
من بعدهم نحنُ ندري الآنَ من صِرْنا
نُصغي إلى روحِ عطْرٍ فاحَ من دَمِهمْ
كأنّهُ الوحيُ فازدادوا به حُسْنا
صوتُ السماواتِ ما لاقى له وَطنَاً
إلّا بشريانِ من صاروا لهُ أذْنا
فيا شرايين كل الأرضِ هل سَعُدتْ
أرضٌ سوى روضةِ الشهداءِ أو تَهْنى؟
ويا أرائكَ شعري لا أراكِ لهم
إلا بلاداً فرادى…ما لها مثنى

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الأحد بسوهاج .. قصور الثقافة تحتفي بالشاعر أوفى عبد الله الأنور ضمن برنامج العودة إلى الجذور

تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، لقاء أدبيا احتفاء بالشاعر الكبير أوفى عبد الله الأنور، في السابعة مساء بعد غد الأحد، بقاعة مجلس المدينة للمؤتمرات بمحافظة سوهاج، وذلك ضمن فعاليات برنامج "العودة إلى الجذور"، أحد برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى تكريم رموز الإبداع الأدبي والفكري بالمحافظات.

يتناول اللقاء مسيرة الشاعر وأبرز ملامح أسلوبه الشعري، إلى جانب مناقشة أعماله الشعرية والنقدية، بمشاركة الدكتور مصطفى رجب، الشاعر جميل عبد الرحمن، والكاتب محمد عبد المطلب، ويدير اللقاء الشاعر والناقد عبد الحافظ بخيت.

ولد أوفى عبد الله الأنور بمحافظة سوهاج عام 1959، والده الشاعر العمودي عبد الله الأنور، تخرج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1985.
ويعد من أبرز شعراء الفصحى في مصر، وتميز بأسلوبه الذي يجمع بين اللغة الرفيعة والصور المكثفة، إلى جانب العمق الفكري والجرأة في الطرح.

تولى العديد من المناصب الثقافية، من بينها رئاسة تحرير كتاب ومجلة "أقلام" بفرع ثقافة سوهاج، ورئاسة تحرير مجلة "انطلاقة" بالنادي الثقافي الكويتي بسوهاج، كما شغل منصب رئيس نادي الأدب المركزي بالمحافظة لعدة دورات، وأشرف على عدد من المؤتمرات والفعاليات الأدبية، وشارك في تحكيم مسابقات ثقافية عدة.

من أبرز دواوينه: "انكفاءة مزمار"، "ثورة الأشجار"، "بوابات الحزن"، و"قصائد للأرض والحب"، وهي مجموعة شعرية مشتركة مع الشاعر عبد الحكيم العلامي.

ومن أعماله النقدية: "أحمد سعد الدين أبو رحاب.. حياته وشعره"، "محمود بكر هلال.. حياته وشعره"، و"دراسات نقدية عن بعض شعراء سوهاج".

برنامج "العودة إلى الجذور"، أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، لتكريم الشخصيات الثقافية والأدبية في محافظاتهم، عبر استعراض سيرتهم الذاتية وعطاءهم الأدبي، بهدف تعزيز قيمة الأدب والإبداع لدى الأجيال الجديدة.

وينفذ اللقاء من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وبالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، بإدارة جمال عبد الناصر، وفرع ثقافة سوهاج بإدارة أحمد فتحي.

طباعة شارك الهيئة العامة لقصور الثقافة اللواء خالد اللبان الشاعر الكبير أوفى عبد الله مجلس المدينة

مقالات مشابهة

  • فعاليتان للهيئة النسائية في ريمة بذكرى سنوية الشهيد
  • فعالية لعدد من المؤسسات والهيئات في البيضاء بذكرى الشهيد
  • كليات الهندسة وعلوم البحار والزراعة والفنون في جامعة الحديدة تنظم ندوة ثقافية بذكرى سنوية الشهيد
  • فعالية لهيئة المواصفات وجمرك ميناء الحديدة بذكرى سنوية الشهيد
  • العلامة مفتاح يشارك وزارة الاقتصاد إحيائها ذكرى سنوية الشهيد
  • فعالية خطابية لمجمع الساحل الغربي الطبي بالحديدة بذكرى سنوية الشهيد
  • عظمة الشهادة في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
  • الأحد بسوهاج .. قصور الثقافة تحتفي بالشاعر أوفى عبد الله الأنور ضمن برنامج العودة إلى الجذور
  • دم الشهيد سبب في الحرية والاستقلال