مفتي الديار يحذر من التعاون مع اعداء الاسلام والمسلمين
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
وحذر العلامة شرف الدين من الفتن والعقوبات الإلهية التي قد تصيب من يخالفها، مشيراً إلى أن الفتن في الدنيا قد تظهر في صورة مصائب أو مصاعب، وأن الإنسان إذا غفل عن معرفة الحق قد يسير في الظلال ويتبع الباطل.
وتطرق مفتي الديار في خطبة الجمعة اليوم من الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء، إلى مجموعة من القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية التي تمس حياة المسلمين واليمنيين على وجه الخصوص.
وقال شرف الدين: "من لم يهتدِ بالله ويستهدِه، فلن يكون له نور في الدنيا ولا في الآخرة، ومن سار مع أهواء نفسه أو مصالحه الشخصية بعيدًا عن الحق، فإنه معرض للفتنة والعذاب الأليم."
وأشار إلى أن الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان تكون سببًا في وقوع المصائب والابتلاءات، مستعرضاً أمثلة على ذلك مثل العصيان للوالدين، وشرب الخمر، والكبر، ومعاداة المؤمنين، وموالاة الظالمين، مضيفاً أن هذه الأمور واضحة لكل المسلمين، ولا يمكن لأحد أن يدّعي الجهل بها.
وفي جانب آخر من الخطبة، حذّر مفتي الديار من التعاون مع أعداء الإسلام والمسلمين، مستشهداً بأن الذين يقدمون الولاء لأعداء الدين من خلال التجسس أو العمل مع القوى الأجنبية، سواء كانت صهيونية أو أمريكية أو إماراتية أو غيرها، سيخسرون دنياهم وآخرتهم معًا.
وقال شرف الدين: "هؤلاء العملاء والمرتزقة، الذين يعملون مع أعداء الدين، هم في ضلال بعيد وخسروا الدنيا والآخرة، فالتعاون مع أعداء الله يمثل خيانة جسيمة، ويعد من أكبر الكبائر التي يمكن أن يقع فيها الإنسان".
وأشار إلى أهمية دعم المستضعفين والتمسك بالحقوق الإسلامية، موضحاً أن شهداء المجاهدين والمقاتلين في سبيل الله يحظون بأعلى درجات الجزاء عند الله، وأن دماءهم وأعمالهم الصالحة لن تضيع، مؤكداً أن ما يجري في فلسطين وغزة هو مثال حي على الثبات والصبر في مواجهة الظلم والاعتداء.
كما تناول مفتي الديار قضية الأخلاق والسلوك الاجتماعي، محذراً من الانخراط في الفساد والمال الحرام، والابتعاد عن التفاخر والزينة الفارغة، مشيراً إلى أن الغرور والدنيا الزائلة لا قيمة لهما أمام حساب الله يوم القيامة.
وشدد على أن اليمنيين يجب أن يكونوا دائمًا على وعي بالعداء الذي يمارسه بعض الأفراد والدول ضد الدين والشعب اليمني، وأن التزام المسلمين بالهدى الإلهي والصبر والمواجهة هو السبيل لتحقيق النصر والتمكين.
واختتم المفتي خطبته بالدعاء، سائلاً الله أن يعصم قلوب المسلمين ويثبتهم على دينه، وأن يجمعهم مع الشهداء والصالحين في جنات النعيم، وأن يحمي اليمن وشعبه من كل فتنة وشر، ويجعلهم من أهل الطاعة والنجاة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: مفتی الدیار
إقرأ أيضاً:
عظمة الشهادة في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
في ميادين التضحية والجهاد، حيث يلتقي الإيمان بالإرادة، تتجلى الشهادة في سبيل الله كأعلى درجات الفضل ومصدر إلهام للأمة والأجيال، ليست الشهادة نهاية حياة، بل بداية حياة خالدة وفرح دائم ودرجات رفيعة عند الله، كما جاء في القرآن الكريم:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ □ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَـمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ □ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُؤْمِنِينَ} (آل عمران:169-171)، هنا تتضح الحقيقة، أن الشهداء أحياء عند ربهم، يرزقون ويستبشرون بما آتاهم الله من فضله، وأن تضحياتهم ليست شخصية فقط، بل رسالة للأمة، ونبراسًا يضيء دروب الأجيال القادمة.
يمانيون / خاص
الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يكرم المؤمنين الذين واجهوا العدو بثبات، سواء استشهدوا أو جرحوا واستمروا في القتال، مؤكداً أن الإيمان هو مصدر القوة الحقيقية: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَـمَ الْـمُؤْمِنِينَ} (آل عمران:166).
وفي سياق آخر ، يشير الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي إلى أن الثبات أمام التهديدات والتحديات هو جزء من الامتحان الإيماني، وأن الشهادة في سبيل الله تزيد المؤمن قوة وعزيمة، كما قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران:173).
يحذر القرآن من خطاب المنافقين الذين يقللون من شأن الشهداء:{الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} (آل عمران:168)، لكن الواقع الإلهي يثبت عكس ذلك؛ فالشهيد يحظى بفضل عظيم ودرجة رفيعة، ويستمر رزقه وفرحه في الآخرة. كما يؤكد الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أن الشهادة ليست موتًا، بل حياة خالدة، وهي أعلى درجات الفضل التي ينالها المؤمن في سبيل الله.
الجهاد في سبيل الله ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل منهج حياة متكامل يرتكز على الإيمان والصبر والثبات، ومنهج المسيرة القرآنية المباركة قائم على أن كل جهاد صادق متصل بالحق هو جهاد روحي ومعنوي قبل أن يكون ميدانيًا، الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي يشير إلى أن الجهاد الحقيقي هو الذي يحقق النصر للأمة ويؤسس لنهضة متكاملة، والشهادة في هذا الطريق أعلى درجات التكريم عند الله.
وهنا تكمن الرسالة الكبرى، أن الشهداء ليسوا فقط مدافعين عن الأرض والدين، بل هم قدوة للأمة في الصبر والثبات على قيم الحق والعدل، فالشهيد الذي قدم حياته في سبيل الله، ينقل رسالة للأجيال عن التضحية، والولاء لله، والإصرار على الحق رغم كل التحديات.
الشهداء ليسوا أفرادًا فقط، بل مدرسة متكاملة للأمة، تضحياتهم تعلم الأجيال معنى الإيمان والتضحية والثبات على الحق، ولذا فإن الشهيد القائد، يؤكد على أن عطاء الشهداء يلهم الأجيال ويعزز عزيمة المؤمنين على المضي في طريق الجهاد والثبات على القيم.
وهنا يظهر البعد المجتمعي للشهادة، كل جهاد صادق في سبيل الله يصبح مصدر إلهام للأمة، ويدافع عن قيمها، ويقوي عزيمتها في مواجهة التحديات.
في حديثه المؤثر عن الشهادة في سبيل الله، قدم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه قراءة عميقة للآيات القرآنية في سورة آل عمران (166 – 173)، مستنداً إلى فهم متكامل لمقام الشهداء، وفضائلهم، وكيفية مواجهة دعاية المنافقين الذين يستخفون بتضحيات المؤمنين.
أوضح الشهيد القائد أن الذين استشهدوا في سبيل الله ليسوا أمواتاً كما يظن البعض، بل هم أحياء عند ربهم يُرزقون، كما جاء في قوله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ .. )
وأشار إلى أن هذه الحياة ليست حياة عادية، بل هي حياة كريمة ومليئة بالرزق والفرح والاطمئنان، حيث لا خوف على الشهداء ولا حزن، وهم يستبشرون أيضاً بنعم الله وفضله للمؤمنين الذين يواصلون الطريق ذاته.
وقد ركز الشهيد القائد على مقارنة المؤمنين بالشهداء مع أولئك المنافقين الذين يستخفون بالتضحية ويعتقدون أن الأفضل أن لا يُقتل المؤمنون في سبيل الله: (الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) (آل عمران:168).
وفي تحليله لهذه الآية، أكد أن محاولة التقليل من قيمة الشهادة من قبل بعض الناس لا تنقص من فضل الشهداء شيئاً، بل إن هؤلاء الذين استُشهدوا قد نالوا درجة عالية وحياة أبدية مميزة عند الله، وهو أمر لا يمكن لأي نصيحة بشرية أو دعاية مضادة أن تلغي أثره.
كما تطرق إلى قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173).
ليبرز أن المؤمنين، سواء كانوا شهداء أو مجاهدين، يتعاملون مع المخاطر بثقة بالله ويزدادون إيماناً في مواجهة أي تهديد أو تضليل. هذا التأكيد يعكس رؤية شمولية لمقام الشهادة: فهي ليست مجرد موت في سبيل الله، بل حياة مفعمة بالكرامة والرضا والفرح الإلهي، وهي أعلى درجات النصر الروحي.
في النهاية، الشهادة في سبيل الله ليست موتًا، بل حياة حقيقية وفضيلة عظيمة ودرس خالد للأمة، والشهداء أحياء عند ربهم، يرزقون فرحين ومستبشرين، حاملين رسالة أمة كاملة ومستقبلاً مشرقًا للأجيال القادمة، إنهم نور دائم يضيء الطريق لكل مؤمن يسعى للحق، ومثال للتضحية والإيمان الثابت، ودرس خالد في تاريخ الأمة ومسيرتها القرآنية المباركة.
#شهيد القرآنعظمة الشهادة