نقابة الصحفيين تتضامن مع الصحفيين السودانيين.. وتدعو لوقف جرائم الدعم السريع
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
أكدت نقابة الصحفيين المصريين أنها تتابع ببالغ القلق والأسى التصعيد الخطير والمأساة الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ضد الصحفيين والمواطنين في مدينة الفاشر بالسودان.
وشددت النقابة على إدانتها لجرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع والتي يستهدف فيها الصحفيون والصحفيات بشكل ممنهج ومنتظم، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق الدولية والقيم الإنسانية.
وقالت: “في ظل التعتيم الإعلامي المتعمد وانقطاع الاتصالات، تصلنا أنباء مروعة وثقتها منظمات دولية مستقلة ونقابة الصحفيين السودانيين، تؤكد أن الصحافة هناك تتعرض لهجوم شرس يهدف إلى إسكات صوت الحقيقة”.
وأكدت نقابة الصحفيين دعمها الكامل للزملاء في السودان، وتدعو إلى تحقيق دولي في جرائم ميليشيا الدعم السريع وجرائم الاستهداف الممنهج للصحفيين، حيث توثق التقارير ما يأتي:
- اختفاء ما لا يقل عن 11 إلى 13 صحفياً في الفاشر، في ظل ظروف غامضة تمنع زملاءهم وأسرهم من معرفة مصيرهم.
- ارتكاب جرائم عنف جنسي بحق الصحفيات، وهو ما يشكل جريمة حرب، حيث تلقينا بفزع تقارير مؤكدة عن تعرض ثلاث صحفيات على الأقل للاغتصاب على يد قوات الدعم السريع، وهو فعل يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وجزءاً من نمط أوسع من العنف الجنسي الممنهج، وقد وصفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذه الانتهاكات بـ"المروعة".
- قطع كامل للاتصالات والإنترنت في الفاشر في جريمة ممنهجة لحجب المعلومات وعزل المدينة، وفرض ستار يحجب الجرائم ويمنع وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من معاناة المدنيين والصحفيين العالقين.
وتدعو نقابة الصحفيين إلى تحقيق دولي لمحاسبة الجناة والحيلولة بينهم وبين الإفلات من العقاب، خاصة أن مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين يقومون بتصوير جرائمهم ومشاركتها على الملأ، في سابقة خطيرة تعكس انهياراً كاملاً لمبدأ المساءلة.
إن نقابة الصحفيين المصريين، ومن منطلق مسؤوليتها النقابية والإنسانية، تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف كافة أعمال العنف ضد المدنيين والصحفيين في الفاشر وجميع أنحاء السودان فوراً.
كما تطالب بالكشف عن مصير الصحفيين المفقودين، والإفراج الفوري عن كل صحفي محتجز، وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية، وفتح تحقيقات دولية مستقلة عاجلة في كافة الانتهاكات، بما فيها جرائم الاغتصاب والاختفاء القسري، ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما تشدد النقابة على تضامنها مع الزملاء في الفاشر، ورفع الحصار المفروض عليها، وإعادة خدمات الإنترنت والاتصالات فوراً إلى مدينة الفاشر للسماح بتدفق المعلومات ووصول المساعدات.
وتنضم نقابة الصحفيين المصريين إلى مطالب نقابة الصحفيين السودانيين بفتح ممرات آمنة لإخلاء المدنيين والصحفيين الراغبين في مغادرة الفاشر، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.
وتؤكد نقابة الصحفيين المصريين على أننا لن نقف متفرجين أمام هذه الجرائم التي ترتكب بحق زملائنا، وأن عدم التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم يشكل خيانة للضمير الإنساني وللأخوة المهنية التي تربطنا.
إن نقابة الصحفيين المصريين لن تتوانى عن استخدام كافة قنواتها للضغط من أجل إنقاذ زملائنا في السودان، وتدعو كافة النقابات والمنظمات الإعلامية والحقوقية في العالم العربي والعالمي إلى التحرك العاجل قبل فوات الأوان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصحفيين نقابة الصحفيين السودان الفاشر أزمة السودان نقابة الصحفیین المصریین الدعم السریع فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
مأساة “الفاشر” تكشف مَن يقف خلف إبادة السودانيين…
تُلخِّص مأساة مدينة “الفاشر” اليوم بالسودان النتيجة التي يوصل إليها حتما الصراع بين الداخل والداخل وبينهما معا والخارج في إدارة الأزمات. عندما يَستقوي الداخل على بعضه البعض عبر دخول أحد أطرافه في اللعبة الدولية التي لا ترحم ويُصبح أداة ضد شعبه وبلده يرتكب الجرائم والإبادة الجماعية، ويتحول من معارض لنظام يختلف معه، إلى عميل يخدم أجندات أجنبية لا يهمه إن كان في ذلك تمزيق لبلده وتدمير كليا لكل منجزاته.
وهي حال ما يُعرف اليوم بقوات “الدعم السريع” المنفصلة عن الجيش السوداني. تم تشكيلها هذه القوات سنة2013 لتُحقق أهدافا عدة، من بينها توقيف حرب دارفور التي اندلعت سنة 2003 بين قبائل “الجنجويد” من جهة وهي الموالية آنذاك لسلطة “عمر البشير” المركزية، والتنظيمين الرئيسين المسلحين في المنطقة “حركة العدل والمساواة” و”حركة تحرير السودان” من جهة ثانية، اللتين تركزت مطالبهما في (التمثيل الفعّال في الحكم والتوزيع العادل للثروة) تحت شعار العدالة في السلطة والثروة.
وكان يُفترَض أن تكون هذه القوات أي “الدعم السريع” داعمة بالفعل للسلطة المركزية كجزء من الجيش السوداني. إلا أن اكتشاف الذهب في جبل عامر سنة2012 غرب دارفور بكميات كبيرة، واكتشاف معادن أخرى ثمينة في المنطقة كاليورانيوم والنحاس، وكميات من التربة النادرة الأخرى جعل من هذه القوات تدخل تدريجيا اللعبة الدولية من خلال تهريب الذهب، وبذلك تجاوزت الحكومة المركزية في علاقاتها الخارجية!
ثم ما لبثت أن تحولت إلى تعاون عسكري يتجاوز الجيش السوداني خاصة بعد مشاركتها في حرب اليمن. وكانت الفترة الممتدة من مارس 2015 إلى أفريل 2023 كافية لمضاعفة الثروة المالية لهذا الفصيل من خلال تهريب الذهب، وكافية أيضا لِتعزيز قدراته العسكرية عبر مزيد من التدريب والتسليح…
ويكفي أن نعرف أن الكميات المستخرجة من الذهب خلال هذه الفترة من منجم “سنجو” وحده قُدِّرت بنحو250 طنا هُرِّب معظمها إلى الخارج، لنعرف حجم القوة المالية التي أصبحت عند قوات الدعم السريع.
وإذا علمنا أن نحو 80% من الذهب المستخرَج من جبل عامر خاصة كان يُستَخرَج تقليديا وليس عبر شركات رسمية، وأن الجانب الرسمي في هذه العملية كانت تمثله شركة “الجُنيد” المملوكة لشقيق قائد الدعم السريع “حميداتي”، نعرف درجة الهيمنة على هذه الثروة المعدنية الثمينة!!
ومنه نفهم كيف دخل هذا الطرف الداخلي أي الدعم السريع في عمق اللعبة الدولية من خلال تجار الذهب وتجار السلاح المعروفين عالميا، وكيف تجرأ بعدها كنتيجة لِما امتلك من سلاح ومال إلى إعلان التمرد في 15أفريل من سنة 2023.
ومنه تَتبيَّن لنا الخلفية الحقيقية لهذه الإبادة الجماعية التي وقعت في مدينة “الفاشر” نهاية الشهر الماضي ومن يقف وراءها، وكيف كان “الدعم السريع” يعتبر أن السيطرة عليها تعني السيطرة على “جبل عامر” الغني بالذهب، وعلى باقي الثروات، والاستمرار في امتلاك عناصر القوة العسكرية والدعم الخارجي للإطاحة بالسلطة المركزية ولِمَ لا الاستيلاء على الحكم في الخرطوم.
وهو ما باتت تُحدِّث به قنوات ووسائل إعلام قوي دولية معروفة للجميع شريكة في الجرم ومُستفيدة من نهب ثروات السودان دون أي اكتراث للمآسي الإنسانية التي تقع به ولا لآلاف الضحايا الذين تم إعدامهم بدم بارد من قبل قوات الدعم السريع دون أن يُحرّك لها ذلك ساكنا…
عند هذه النقطة، يتبين لنا كيف أن المجرم الحقيقي ليس فقط هو من يُنفِّذ الجريمة، إنما مَن يصنعه ويدعمه ويُدرِّبه، تماما مثلما يحدث في فلسطين. فالكيان الصهيوني للأسف استطاع أن يستنسخ منه كيانات أخرى تشبهه في كثير من الصفات، تريد أن تجد لها مكانة “تحت الشمس”! على حد قول المجرم “نتن ياهو” ولو بقتل عشرات الآلاف من الأبرياء.. الأمر سيان بالنسبة لهولاء المجرمين في دارفور أو في غزة!!
هي ذي الحقيقة التي ينبغي أن نعيها إذا كان لنا أمل في المستقبل…
الشروق الجزائرية