حظر النشر بقضية موظف الأثار العامة
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
صراحة نيوز- عممت هيئة الإعلام، اليوم الاثنين، وفق قرار النائب العام في عمان، حظر النشر في القضية الجنائية رقم (2025/647) المتعلقة بالموظف لدى ملاك دائرة الآثار العامة المدعو (حسام مصطفى صالح حسين ) استناداً لأحكام المادة (1/39) من قانون المطبوعات والنشر، والمادة (225) من قانون العقوبات.
وشددت الهيئة على ضرورة الالتزام بعدم نشر أية معلومات تتعلق بالقضية أو مجريات التحقيق فيها وعدم نشر أو إعادة نشر أو تداول أية صور أو فيديوهات تتعلق بها، علماً بأن هذا الحظر يشمل مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن
إقرأ أيضاً:
في الألفية الثالثة.. المصريون يبحثون عن هوية!!
الاستغراق الكبير في فرعنة الاحتفال بافتتاح المتحف الكبير، أمس السبت، أثار جدلا واسعا في الشارع المصري، وفي أوساط المثقفين بشكل خاص، حول الهوية المصرية، وهو الجدل الذي يتزامن مع أوضاع سياسية إقليمية متوترة، تزيد من حدة وطبيعة الأزمة، المتجددة بتجدد الأحداث المشابهة بين الحين والآخر، والتي كانت في السابق تقتصر على مقال صحفي هنا، أو حديث إذاعي هناك، إلا أن الأمر اختلف الآن باتساع ساحة "السوشيال ميديا" التي سمحت للداني والقاصي بالإدلاء بدلوه، في هذه القضية الاستثنائية التي لم تعد من الخطوط الحمراء.
ربما كان الشد والجذب حول هذه القضية، التفاعل الأبرز خلال المقاطعة العربية لمصر، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، عام 1978، وما سبقها من زيارة الرئيس أنور السادات للقدس المحتلة عام 1977، وسط دعوات باعتبار مصر دولة فرعونية، إلا أن السادات حسمها في خطاب للشعب على الهواء مباشرة قال فيه: "نحن المصريين أصل العرب، إن السيدة هاجر، زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، هي أم إسماعيل أبي العرب، فإذا كان هناك من يريد الانتساب، فلينتسبوا هم لمصر وليس العكس، دماؤنا عربية، ولا داعي لأي مناقشات عن أصلنا الفرعوني أو ما شابه ذلك". إلا أن الأمر يظل هاجسا يطفو على السطح لسبب أو لآخر.
احتفالات افتتاح المتحف، وما سبقها من استعدادات، بدا منها الاهتمام الرسمي الكبير بالهوية الفرعونية المصرية على حساب التاريخ الزاخر، عربيا وإسلاميا، والذي لم يعد مطروحا في هذه المرحلة بشكل خاص
الانزعاج بدا واضحا الآن، في حوارات العروبيين كما الإسلاميين، خلال احتفالات افتتاح المتحف، وما سبقها من استعدادات، بدا منها الاهتمام الرسمي الكبير بالهوية الفرعونية المصرية على حساب التاريخ الزاخر، عربيا وإسلاميا، والذي لم يعد مطروحا في هذه المرحلة بشكل خاص، مع توتر العلاقات مع دول عربية وخليجية، في إطار تضارب المصالح تارة، والتنافس القيادي تارة أخرى، ومحاولة العبث بأمن مصر القومي على أكثر من محور تارة ثالثة، وهو الأمر الذي نقل القضية من طابعها الرسمي إلى الطابع الشعبي، الذي يخوض في الآونة الأخيرة سجالات عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع بعض الأشقاء الخليجيين، تصل إلى حد اللاعودة.
العروبيون المصريون يرون في الاهتمام بالحقبة الفرعونية محاولة للانسلاخ من الجسد العربي، في إطار المكايدة السياسية، لا أكثر ولا أقل، وقد تكون حالة مؤقتة، بينما يراها الإسلاميون مخططا واضح المعالم للنأي بالشخصية المصرية عن الدين والتدين، للالتحاق بما يعرف بالديانة الإبراهيمية، وغيرها من محاولات العلمنة أو التسطيح، خصوصا أنها تزامنت مع سلسلة الموالد السنوية لعدد من أولياء الله الصالحين، وما صاحبها هذا العام من احتفالات صاخبة، تحت رعاية وزير الأوقاف شخصيا، وهي الاحتفالات التي تتضمن جوانب كثيرة من البدع والخرافات التي ينهى عنها الدين، وتقاومها الجماعات السلفية بشكل حاد.
المؤكد هو أن الاهتمام الرسمي في مصر بفعالية افتتاح المتحف؛ يأتي في ظل حالة عامة من الضجر الشعبي، نتيجة عوامل عديدة تتعلق بصعوبة الحالة المعيشية بشكل خاص، وحالة من الأزمات الخارجية، تتعلق خصوصا بالأحداث الأخيرة في السودان، وأزمة سد النهضة الإثيوبي على مجرى النيل، ناهيك من أحداث غزة، والأزمة مع الكيان الصهيوني، وهو ما يحتم على النظام الحاكم في مصر التجمّل أمام الداخل والخارج في آن واحد، كلما سنحت الفرصة لذلك، بافتتاح متحف ما، على غرار المتحف الكبير، أو استضافة مؤتمر ما، على غرار مؤتمر شرم الشيخ الأخير بشأن غزة.
نحن أمام مخاض عسير لحالة استثنائية، تتعلق بالقومية المصرية والعروبة والإسلام في آن واحد، تتعلق بمستقبل العلاقات مع المحيط الإقليمي والدولي أيضا، تتعلق بتوجهات السياسة المصرية على المدى القريب
من هنا، فإن الأمر في حقيقته قد لا يتعلق بفرعنة أو علمنة أو أي شيء من هذا القبيل، إلا أنها الظروف التي تفرض نفسها بمثل هذا الشكل أو ذاك، غير أن الرياح قد تأتي في بعض الأحيان بما لا تشتهي السفن، حيث الانتقادات الشعبية الواسعة لعملية الإنفاق على إنشاء المتحف، والتي بلغت نحو ملياري دولار، جميعها من القروض، إضافة للتوسع في الإنفاق على حفل الافتتاح، في دولة يشكو رئيسها طوال الوقت من الفقر وضيق ذات اليد، في الوقت الذي بدت فيه اعتذارات عدد كبير من قادة العالم، العربي والغربي، عن المشاركة، وهو ما يؤكد أن العلاقات الخارجية في أدنى مستوياتها.
حقيقة الأمر، نحن أمام مخاض عسير لحالة استثنائية، تتعلق بالقومية المصرية والعروبة والإسلام في آن واحد، تتعلق بمستقبل العلاقات مع المحيط الإقليمي والدولي أيضا، تتعلق بتوجهات السياسة المصرية على المدى القريب، إلا أن غرابة الحالة تأتي من كونها تتعلق بمصر (أم الدنيا)، ذات التاريخ المتجذر من آلاف السنين، والحضارات التي يصعب حصرها أو الإلمام بها، مصر التي كانت تقود العالم العربي، أيقونة التحرر في القارة الأفريقية، ها هي تبحث عن هوية، بل وترتبك بين الهويات المختلفة، في ظل متغيرات محيطة كان يجب أن تتصدرها الدولة المصرية، بحكم عوامل عديدة، تاريخية وجغرافية وثقافية وبشرية.
أعتقد ان الدولة المصرية تسدد الآن فاتورة الابتعاد عن الساحة الإقليمية عدة عقود، ومحاولة النأي بنفسها عن الأحداث الجارية، وهو ما جعل دويلات من هنا وهناك تسطو على الساحتين العربية والأفريقية في آن واحد، إلى أن وجدت مصر نفسها على دكة الاحتياط أو خارج الملعب، وهو ما حذرت منه مراكز الأبحاث مرارا وتكرارا.. وها هو العبث بكل البلدان الحدودية أو المجاورة، بدءا من غزة في فلسطين، مرورا بالسودان وليبيا، ثم في اليمن وسوريا، وحتى لبنان العراق، وهو الأمر الذي لا يصعب تداركه إذا كانت هناك إرادة، نتيجة ضجر الشارع العربي بشكل عام من الأحداث الجارية، أما إذا آثرت مصر التقوقع واستمرار هذا الوضع، فإن الخسارة مؤكدة على كل المستويات، السياسية والاقتصادية، ناهيك عن الأمن القومي المهدد، لتستمر أزمة البحث عن هوية بلا حل!