في واقعة غريبة تكشف كيف يمكن أن يتحول الخطأ البنكي إلى قضية جنائية، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أحد الأشخاص، لاتهامه بالاستيلاء على مبلغ مالي تم تحويله إلى حسابه بالخطأ، ورفضه إعادته رغم علمه بعدم أحقيته فيه.

والواقعة تثير التساؤلات حول حدود المسئولية القانونية في المعاملات المصرفية الإلكترونية، حيث أكدت مواد القانون أن مجرد احتفاظ شخص بأموال وصلت إلى حسابه بالخطأ دون إبلاغ البنك أو صاحبها، يُعد جريمة استيلاء يعاقب عليها القانون، حتى وإن لم يقم المتهم بالتحويل بنفسه.

 

القانون لا يعترف بـ"النية الحسنة" بعد العلم بالخطأ

القانون وفقًا للمادة (336) من قانون العقوبات، يجرم كل من استولى على مال الغير بنية التملك، سواء حصل عليه بطريق مشروع أو عن طريق الخطأ، طالما توافرت النية الجنائية في الاحتفاظ به.

وبالتعليق على تلك الإشكالية يقول المحامي سمير الشفي أن هذه النصوص لا تترك مجالًا للبس، حيث أنه "من لحظة علم الشخص أن المال ليس من حقه، يصبح ملزمًا برده فورًا، وأي تصرف يخالف ذلك يعد جريمة يعاقب عليها بالسجن".

 

"التحويل الخاطئ لا يمنحك حقًا في المبلغ"

ويتابع " الشفي" المحامي المختص، وفقا للقانون فإن البنك والعميل المتضرر لهما الحق في ملاحقة المستفيد قانونيًا حال امتناعه عن إعادة المبلغ، مؤكدا أن "الفرق بين الخطأ المدني والجريمة الجنائية هو القصد.. فإذا كان الشخص حسن النية وبادر بإبلاغ البنك، فلا جريمة، أما إذا أخفى المبلغ أو أنكر الواقعة، فهنا يتحقق الركن الجنائي للاستيلاء".

 

الحبس من 24 ساعة إلى 3 سنوات كحد أقصى

وأكد سمير الشفي المحامي، أن عقوبة الاستيلاء على الأموال المحولة بالخطأ الحبس من 24 ساعة إلي 3 سنوات كحد أقصي أو غرامة مالية، إذا ثبت قصد التملك، وفي حالة التصرف في المال أو إنكاره، قد تشدد العقوبة باعتبارها احتيالًا أو نصبًا إلكترونيًا، للمجني عليه حق إقامة دعوى مدنية بالتعويض إلى جانب الدعوى الجنائية.



المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: الاستيلاء على أموال الغير المعاملات المصرفية الإلكترونية أخبار الحوادث عقوبة الحبس الاحتيال

إقرأ أيضاً:

ما حكم عمل متاحف لآثار الأمم السابقة كالفراعنة؟.. مجدى عاشور: يستحب بهذه النية

ما حكم عمل متاحف لآثار الأمم السابقة كالآثار الفرعونية؟ وما حكم زيارتها ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية السابق.


وأجاب مجدى عاشور عن السؤال قائلا: عمل المتاحف للآثار الفرعونية وغيرها في هذا العصر إنما يُقْصَدُ به في العموم أمران: 

الأول: للوقوف على الأمم والحضارات السابقة للعظة والاعتبار ، وهذا مشروع بل يستحب بهذه النية ؛ لقوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: ۲۰] .


وقوله سبحانه : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُشْرِكِينَ) [الروم: ۴۲].

هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. الإفتاء تجيبحكم لبس الرجال أو النساء لنظارة من الذهب؟.. الإفتاء تجيبحكم إجراء عملية شد الوجه لإزالة التجاعيد.. الإفتاء توضحما حكم رجوع الزوج في هبته لزوجته بعد طلاقها؟..الإفتاء تجيبالأمر الثاني : للدراسة والتعليم والاستفادة من تلك الحضارات كما في الحضارة الفرعونية ؛ إذ كانوا متقدمين في العلم لدرجة لم يستطع العلم الحديث أن يقف إلا على القليل من خباياها في الهندسة والطب والفيزياء والكيمياء.
 

وهذا مشروع بل مستحب بهذا المعنى الصحيح ، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها " رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان . للعبادة وزيارة هذه المتاحف التي بنيت على هذين المقصدين مباحةً ؛ إذ لا تُقْصَدُ أو التعظيم ، ويتأكد حكم الإباحة على المتاحف والآثار المصرية ، التي تحقق فيها المقصدان الصحيحان اللذان ذكرناهما ، خاصةً أنها في بلد مسلم كمصر ، وقد عاينها كثير من الصحابة عند فتح مصر ولم يتعرضوا لها بسوء .
 

حكم محاكاة الزي الفرعوني على صفحات التواصل بمناسبة افتتاح المتحف

علق  د. أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، وكتب توضيحا بشأن الزي الفرعوني الذي انتشر مؤخراً في صور العديد من المواطنين بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير.

 حيث أوضح د. أبو عمر أن ما يقوم به الناس من تغيير صورهم لارتداء الزي الفرعوني لا يُعتبر أمرًا محرمًا شرعًا، بل هو محاكاة تاريخية وثقافية تهدف إلى إظهار الهوية الوطنية وتعزيز المعرفة التاريخية والموروث الثقافي المصري.

وأكد  أن القاعدة الشرعية المتبعة في هذا السياق هي: “الأصل في الأشياء الإباحة”، وبالتالي لا يوجد دليل شرعي يُثبِت تحريمه، داعيًا إلى ضرورة تحري الدقة في استخدام كلمة "حرام" وضرورة أن يكون ذلك مبنيًا على دليل شرعي صريح.

 وقال أيضًا: "كلمة حرام ليست سهلة، ولا يجوز إطلاقها إلا استنادًا إلى دليل شرعي قاطع، لأن الافتراء على الله بالكذب محرم".

واستشهد وكيل الدعوة بالأوقاف بآية كريمة من القرآن تقول: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ" (النحل: 116).


وفي لقاء تلفزيوني الأسبوع الماضي شدد الدكتور أيمن أبو عمر ، على أن رسالة الإسلام لم تُرسل لتكون عبئًا على الناس أو طريقًا إلى الشقاء، بل أنزلها الله تعالى رحمةً للعالمين وسعادةً للإنسان، مؤكدًا أن مطلع سورة طه جاء ليرسخ هذا المعنى العظيم في قوله تعالى: «طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى».

وقال الدكتور أبو عمر ، إن هذه الآية الكريمة تمثل قاعدة قرآنية عظيمة ترد على كل دعاة الغلو والتشدد، وتؤكد أن الإسلام منهج رباني يسير على خطى الرحمة والاعتدال، لا على طريق المشقة والعنت. 

وأوضح أن من ينظر إلى الدين على أنه قيود أو أحمال ثقيلة، قد أساء فهم رسالة القرآن التي جاءت لهداية الناس وتيسير حياتهم.

وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان المثال الأوضح لتطبيق هذا المنهج القرآني، إذ جسد معاني الرحمة واللين في حياته، فكان القرآن سلوكه العملي، كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان خلقه القرآن»، موضحًا أن كل مَن يتبع خطى النبي يجد في الدين راحةً وسكينةً لا مثيل لهما.

طباعة شارك الآثار الفرعونية متاحف لآثار الأمم السابقة حكم زيارة المتاحف الفرعونية حكم زيارة متاحف الآثار الزي الفرعوني افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير

مقالات مشابهة

  • مؤسسات الأسرى عن قانون إعدام الأسرى: جريمة حرب خطيرة تشرعن سياسة الإعدام الممنهج
  • نادي الأسير: إقرار الكنيست مشروع قانون الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين خطوة إضافية لترسيخ جريمة قائمة
  • تحويل بالخطأ يقود إلى جريمة.. القانون يعاقب من يحتفظ بالمال دون وجه حق بالسجن
  • طمعت فيه.. اعترافات المتهم بالاستيلاء على تحويل بنكي بالخطأ
  • إعلام الأسرى: المصادقة على مشروع قانون إعدام الأسرى "جريمة حرب"
  • تحويل بنكي بالخطأ يتحول إلى قضية استيلاء على مال الغير.. اعرف العقوبة بالقانون
  • من خطأ بنكى لجريمة.. القبض على شخص رفض إعادة أموال وصلت إليه بالخطأ
  • لا عذر ولا تخفيف.. القتل بالسم جريمة مأساوية والنهاية حبل المشنقة
  • ما حكم عمل متاحف لآثار الأمم السابقة كالفراعنة؟.. مجدى عاشور: يستحب بهذه النية