مع ذلك، يمكن أن يكون لبن سلمان أولويات أكثر إلحاحًا في زيارته للبيت الأبيض المقرر عقدها منتصف هذا الشهر، بما في ذلك توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين السعودية والولايات المتحدة تشبه التي وقعها ترامب مع قطر خلال زيارته للشرق الأوسط، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر.

خلال مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان غير جاد عندما يقرن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية.

وردًا على سؤال عن رأيه حيال تصريح بن سلمان الأخير بأنه لن ينضم إلى اتفاقات إبراهيم دون حل الدولتين، أجاب ترامب: "لا، أعتقد أنه سينضم [إلى اتفاقات إبراهيم]."

ومع أن كلمات الزعيم الجمهوري، الذي كان عرّاب اتفاقيات أبراهام خلال ولايته الأولى، كانت محرجة للرياض، التي قادت في أيلول/الماضي، مع باريس، مبادرة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن الأخيرة لم تعلّق على كلماته، علمًا أنها كانت قد أصدرت غير مرة بيانات تنفي فيه هذه المزاعم.

واللافت أن صمت المملكة هذه المرة جاء مع اقتراب زيارة بن سلمان إلى أمريكا، وهي الأولى له منذ سبع سنوات، وتأتي بعد أن تعهد سابقًا باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة.

أولويات أخرى لبن سلمان؟

ومع أن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل محفوف بمخاطر، يرى مراقبون أن ترامب يعوّل في الفترة الأخيرة على إقناع المملكة بذلك بعد نجاحه في وقف إطلاق النار بغزة، مما يفسّر الزخم بشأن تصريحاته، إذ عمد إلى تصوير الهدنة بين حماس وتل أبيب بأنها بوابة لاتفاقيات السلام في المنطقة، وعلى رأسها الدولة الغنية بالنفط.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء آخرون، بعد التوصل إلى اتفاق تهدئة، يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 في شرم الشيخ، مصر Evan Vucci/ AP

مع ذلك، يمكن أن يكون لبن سلمان أولويات أكثر إلحاحًا في زيارته للبيت الأبيض المقرر عقدها منتصف هذا الشهر، بما في ذلك توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين السعودية والولايات المتحدة تشبه التي وقعها ترامب مع قطر خلال زيارته للشرق الأوسط، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر.

Related ترامب يتوقّع انضمام السعودية قريباً إلى اتفاقيات أبراهام: "عندما تدخل المملكة يدخل الجميع"نيويورك: لقاء بين الشرع وترامب.. واتفاقية ثلاثية بين قطر والسعودية والأمم المتحدة لدعم سوريا"إسرائيل ستفقد دعمنا إذا ضمّت الضفة".. ترامب متفائل بانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام هذا العام

إلى جانب ذلك، تقول المصادر إن الرياض تسعى للحصول على مقاتلات "إف-35" المتقدمة سرًا، وتحرص على المضي قدمًا في صفقة محتملة تمنحها الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية لتطوير برنامج نووي مدني، وهما بندان كانت تتفاوض عليهما مع إدارة الرئيس السابق جو بايدن التي اشترطت عليها تطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية.

وكانت الرياض قريبة من تحقيق شروط بايدن، إلا أن المحادثات بين الطرفين توقفت بعد اندلاع الحرب في غزة، والتي بدورها ساهمت في تغيير المزاج السعودي، وخلقت شيئًا من العداء لإسرائيل على المستوى الشعبي، معززة النزعة القوية، مما جعل ذهاب بن سلمان إلى اتفاقية تطبيع مع تل أبيب مجازفة كبيرة.

مع ذلك، يُعتقد أن ترامب لن يتوانى عن تكرار مطالب بايدن- ولعلها المرة الأولى التي سيتفق فيها مع سلفه- حيث قال في مقابلة مع مجلة "تايم" في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنه يعتقد أنه "قريب جدًا" من صفقة من هذا النوع، مرجحًا أن تنتهي قبل نهاية هذا العام.

ففي وقت سابق، أكد ترامب أن الرياض لم تكن لتكون قادرة على تطبيع الاتفاقية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، بسبب شعورها بالإحراج، لكن مع وقف إطلاق النار، بات بإمكانها ذلك.

التطبيع مستحيل ما لم تحدث "معجزة"

ومع ذلك، قال علي شهابي، المحلل السعودي المقرب من البلاط الملكي، إن إقامة علاقات رسمية بين البلدين يبدو "مستحيلًا عمليًا" بحلول نهاية العام، "ما لم تحدث معجزة في إسرائيل".

وأضاف أن الصفقة السعودية-الإسرائيلية هي الورقة الجدية الوحيدة المتبقية للدولة العربية لاستخدامها نيابة عن الفلسطينيين: "تريد المملكة استخدام هذه الورقة لمحاولة حل المشكلة مرة واحدة وللأبد من أجل استقرار إقليمي طويل الأمد طال انتظاره".

وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد شدد في كلمته التي ألقاها نيابة عن بن سلمان في مؤتمر نيويورك على أن "حل الدولتين" هو السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط، مثنيًا على قرار الدول الغربية، بما فيها فرنسا، بالاعتراف بدولة فلسطين، ووصفه بـ"الموقف التاريخي والشجاع".

التنافس بين الدول الخليجية

من ناحية أخرى، يرى الإعلام الإسرائيلي أن السعودية، تسعى لاستثمار دورها في غزة لتحسين صورتها الدولية، لكنها غير راضية عن الدور الممنوح لقطر في القطاع، وهذا قد يشكل عائقًا بينها وبين إسرائيل، وحليفة ترامب المدللة.

فقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مقالًا للباحث الدكتور يوئيل غوزنسكي من معهد دراسات الأمن القومي، أشار فيه إلى وجود منافسة بين الدول الخليجية بشأن مستقبل غزة.

وأوضح المقال أن الدولة العبرية تتوقع أن تكون السعودية والإمارات هما القوتان الرئيستان في قيادة عملية إعادة إعمار غزة، لكنهما تضعان شروطًا مسبقة للمشاركة، تشمل: تفكيك القدرات العسكرية لحركة "حماس"، وإنشاء نظام حكم جديد لا تكون فيه الحركة الفلسطينية في السلطة، مما يعني دورًا أقل لقطر وتركيا.

وأضافت الصحيفة أن البلدين يعتبران إعادة إعمار غزة جزءًا من منظومة أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الفلسطيني، وأن غياب زعماء السعودية والإمارات عن قمة شرم الشيخ يُعد إشارة إلى عدم رضاهم عن الخطة الأمريكية وعن المكانة الممنوحة للدوحة وأنقرة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة اتفاق التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي حركة حماس محمد بن سلمان السعودية دونالد ترامب غزة اعلان اعلان اخترنا لك الرئيس الأوكراني زيلينسكي يحضر قمة يورونيوز حول توسيع الاتحاد الأوروبي خامنئي: لا تعاون مع أمريكا ما دامت تدعم إسرائيل وتتدخل في شؤون المنطقة "أحداث الفاشر قد ترقى إلى جرائم حرب".. الجنائية الدولية تدعو لتقديم الأدلة عبر منصتها الآمنة بعد سلسلة منشورات "غريبة".. بريتني سبيرز تحذف حسابها على "إنستغرام" لماذا يواصل المذنب "3 آي أطلس" القادم من عالم آخر إرباك العلماء؟ اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 مباشر. ترامب يجدّد تهديده لحماس.. وإسرائيل تعلن تحديد هوية جثامين 3 رهائن 2 "رسالة غامضة وسيارة مهجورة".. توقيف المدعية العسكرية الإسرائيلية السابقة بعد اختفائها لساعات 3 من رحلة هادئة إلى كابوس دموي.. ما الذي نعرفه عن الهجوم داخل القطار في بريطانيا؟ 4 أكبر قمر في العام.. لماذا يعتبر القمر العملاق القادم مميزًا؟ 5 كل ما تريد معرفته عن القمر العملاق في نوفمبر اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

دونالد ترامب إيران الذكاء الاصطناعي إسرائيل بنيامين نتنياهو دراسة ثقافة حركة حماس ضحايا طعن الحزب الديمقراطي ألمانيا الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إيران الذكاء الاصطناعي إسرائيل بنيامين نتنياهو دراسة دونالد ترامب إيران الذكاء الاصطناعي إسرائيل بنيامين نتنياهو دراسة حركة حماس محمد بن سلمان السعودية دونالد ترامب غزة دونالد ترامب إيران الذكاء الاصطناعي إسرائيل بنيامين نتنياهو دراسة ثقافة حركة حماس ضحايا طعن الحزب الديمقراطي ألمانيا دونالد ترامب بن سلمان مع ذلک

إقرأ أيضاً:

بعد حوار كارلسون وفوينتس.. انقسام داخل اليمين الأمريكي بشأن دعم إسرائيل

قالت صحيفة الغارديان، إن أزمة اندلعت داخل اليمين المحافظ في الولايات المتحدة بعد أن دافع رئيس مؤسسة هيريتدج، كيفن روبرتس، عن الإعلامي تاكر كارلسون إثر مقابلته مع نيك فوينتس، المعروف برفضه للدعم الأمريكي لإسرائيل، حيث ندد الرجلان بالمحافظين الذين يدعمون تل أبيب.

واعتبر روبرتس أن "المسيحيين يمكنهم انتقاد إسرائيل دون أن يكونوا معادين للسامية"، وأن على المحافظين "ألا يشعروا بأي التزام بدعم أي حكومة أجنبية عندما لا يخدم ذلك مصالح الولايات المتحدة"، في إشارة إلى إسرائيل.

There has been speculation that @Heritage is distancing itself from @TuckerCarlson over the past 24 hours.

I want to put that to rest right now—here are my thoughts: pic.twitter.com/F8bcxBIqKI — Kevin Roberts (@KevinRobertsTX) October 30, 2025
وفجّرت تصريحات روبرتس خلافًا واسعًا بين التيارات المحافظة، إذ انتقده قادة بارزون مثل ميتش ماكونيل وتيد كروز، بينما أعلن التحالف اليهودي الجمهوري أنه سيعيد النظر في علاقاته مع مؤسسة هيريتدج، وقال كروز في مؤتمر بلاس فيغاس: "من يجلس مع من يقول إن هتلر كان رائعًا ولا يردّ عليه، فهو جبان وشريك في الشر".

ورغم أن روبرتس أصدر لاحقًا بيانًا أدان فيه صراحة معاداة السامية لدى فوينتس، إلا أنه تمسّك بموقفه الرافض لـ"إلغاء" أي شخص بسبب آرائه، ما عمّق الانقسام داخل صفوف المحافظين، بالمقابل، دافعت عنه شخصيات مؤثرة في تيار "أمريكا أولًا"، مثل ستيف بانون وقيادات مؤسسات فكرية قريبة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، معتبرين أن النقاش حول المساعدات الأمريكية لدولة الاحتلال مشروع وضروري.


وقبل أيام، أعرب السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال، مايك هاكابي، عن رفضه للتصريحات التي أدلى بها الإعلامي تاكر كارلسون والتي انتقد فيها "الصهيونية المسيحية"، جاء ذلك ردا على حديث كارلسون مع المؤثر المحافظ نيك فوينتس، حيث ذكر كارلسون أنه "يحتقر الصهاينة المسيحيين أكثر من أي فئة أخرى على وجه الأرض"، ووصف الصهيونية المسيحية بأنها "بدعة وهرطقة خطيرة داخل المسيحية".

Tucker Carlson tells Nick Fuentes he despises Christian Zionists more than anyone on earth, calling Christian Zionism a dangerous heresy within Christianity.

He names Mike Huckabee, Ted Cruz, John Bolton, Karl Rove, and George W. Bush as examples.

Carlson says Christian Zionism… pic.twitter.com/741M5Tuvbj — Shadow of Ezra (@ShadowofEzra) October 28, 2025
وتعكس الأزمة تصاعد التوتر داخل اليمين الأمريكي بين جناح تقليدي متمسك بالدعم المطلق لإسرائيل، وآخر شعبوي يطالب بإعادة تقييم هذا الدعم وربطه بالمصالح الأمريكية أولًا، وكانت مؤسسة هيريتدج نفسها قد أصدرت في آذار/مارس الماضي تقريرًا دعا إلى تقليص المساعدات العسكرية لدولة الاحتلال تدريجيًا خلال العقدين المقبلين، في خطوة غير مسبوقة من مؤسسة محافظة كانت تُعدّ تاريخيًا من أبرز داعميها.

مقالات مشابهة

  • فيدان: إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار في غزة..
  •  الطائرة الإغاثية السعودية 71 لقطاع غزة تصل مطار العريش
  • ترامب يتوقع انضمام السعودية للاتفاقيات الإبراهيمية قريبا
  • NYT: ابن سلمان يسعى لاتفاقية نووية في واشنطن.. ماذا عن التطبيع؟
  • الحجار: العمل جارٍ بكل جدية وحزم لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها
  • ذكر زيارة محمد بن سلمان لأمريكا.. تعليق لوزير داخلية أمريكا عن اتفاق نووي مع السعودية
  • بالصور.. مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ مبادرة "نور السعودية" في باماكو عاصمة مالي
  • بعد حوار كارلسون وفوينتس.. انقسام داخل اليمين الأمريكي بشأن دعم إسرائيل
  • وزير الخارجية التركي: وقف إطلاق النار في غزة يتعرض لمخاطر بسبب خروقات إسرائيل