«وقائع طوفان ساعي البريد».. سردية حداثية ومجازية
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظّم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، جلسة حوارية حول المجموعة القصصية «وقائع طوفان ساعي البريد» للكاتب هاني بكري، وحاوره فيها الإعلامي هشام أزكيض، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من المثقفين ومحبي الأدب.
في البداية تحدّث الكاتب عن تقنيات وآليات السرد، فقال إنه لا يقدم قصصه في سرد مباشر متسلسل، لأن القاص أو الروائي، لا يروي قصصه بشكل مباشر وإلا تحول عمله إلى (حكاية) بالمعنى الشعبي للكلمة، كما أنه يستخدم عنصر التكثيف والاختزال كإحدى آليات السرد المعاصرة، فوسائط ووسائل السوشيال ميديا صنعت قارئاً غير صبور، والاختزال والتكثيف لا يعني بتر النص، بقدر ما يعني تشذيب النص من ما لا يلزمه، مستشهداً بكتابات كُتاب كبار مثل غسان كنفاني، والطيب صالح، ويحيى الطاهر وغيرهم، واستطرد قائلاً إنّ آليات السرد الآن في الغرب تجاوزت السرد التقليدي القائم على التسلسل الزمني والوصف الخارجي للأشياء، والمحددات القصصية التقليدية إلى سرد تمتزج فيه الأجناس الأدبية جميعاً، فالأعمال في الغرب يتقاطع فيها السرد الروائي بالقصصي بالسيرة الذاتية بكتابة السيناريو ببعض الرسومات التوضيحية.
وعن مجموعته «وقائع طوفان ساعي البريد» قال بكري: إنها سردية للإنسان الهامشي والبسيط المضغوط بفعل سياقات خارجة عن إرادته، ومن هذا المنطلق تتحرك شخصيات المجموعة القصصية، لتوضح ماذا يحدث للإنسان في ظل حياة قاسية تسيطر فيها القيم المادية البحتة.
وشهدت الجلسة تعقيباً من الدكتور عمر عبد العزيز، جاء فيه أن الكاتب قدّم سردية حداثية بواقعية حدسية ومجازية، حيث تقدم صوراً من الحياة اليومية للإنسان المطحون بماكينة الواقع القاسي، هذا إلى جانب وجود شذرات نصية تحيل على اللغة الصوفية، هذه التوليفة الاحترافية جعلت مجموعة الكاتب هاني بكري تتماهي مع الواقعية السحرية، وهو ما أكسبها نكهة خاصة.
فيما أشاد الإعلامي محمد ولد سالم، باحترافية الكاتب لغوياً، وأنه يتحكّم بالنص بحرفية متجنّباً الاستطرادات، وتلك ميزة المجموعة القصصية التي أكدت أنها متوالية قصصية قصيرة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشارقة الإمارات النادي الثقافي العربي
إقرأ أيضاً:
النيابة المصرية تجدد حبس الكاتب القبطي هاني صبحي بتهم الانضمام لجماعة إرهابية
قررت نيابة أمن الدولة العليا المصرية تجديد حبس الكاتب والروائي المصري هاني صبحي لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 7143 لسنة 2025 حصر أمن الدولة، بتهم الانضمام إلى "جماعة إرهابية" ونشر أخبار وبيانات كاذبة، وفق ما أكده فريق الدفاع عنه.
وقد أثارت قضية حبس هاني صبحي، المعروف بأعماله الأدبية التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية، جدلا واسعا حيث يعد مواطن مسيحي، خصوصًا في ضوء طبيعة التهم الموجهة له وغياب الدفاع القانوني في بداية التحقيقات.
ويأتي قرار التجديد بعد نحو أسبوعين من القبض عليه فجر 22 تشرين الأول / أكتوبر الماضي من منزله في منطقة المرج بالقاهرة، حيث اقتادته قوة أمنية مكونة من ثلاثة أشخاص بزي مدني للتحقيق، دون إخطار أسرته في البداية.
وأوضح محاموه، من بينهم خالد علي وماهينور المصري، أن النيابة واجهت صبحي بما نسب إليه من تدوينات على حسابه الشخصي على فيسبوك، والتي اعتبرت من جانبها "بيانات كاذبة"، بينما يرى فريق الدفاع أنها تندرج تحت بند حقه في الرأي والتعبير.
وقد سبق للكاتب نشر أعمال أدبية هامة، منها مجموعة القصصية الأخيرة "روح الروح" في أواخر 2024، التي تناولت فيها الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ورواية "على قهوة في شبرا" الصادرة عام 2020، والتي استلهم أحداثها من حي شبرا العريق.
أشارت تفاصيل القبض على صبحي إلى متابعة ومراقبة مسبقة قبل وصوله إلى منزله، حيث جاء اعتقاله بعد ساعة من عودته، وصادر رجال الأمن هاتفه عند باب الشقة، محاولين السيطرة على أي اتصالات مع الخارج أثناء نقله للتحقيقات، حيث أعلنت زوجته، ميري نعيم، أنهم أخبروها بعدم إثارة الضوضاء.
وأضافت أنها قضت يومها في رحلة بحث مضنية عن زوجها، الذى اختفى قسرا دون جدوى، وقالت "ذهبت إلى قسم شرطة المرج، وفضلت هناك 3 ساعات حتى تم ترحيل المحتجزين، ولم يكن بينهم"، ثم اتجهت لنيابة مصر الجديدة و"لم أجده أيضًا".
قالت منظمات حقوقية مثل مركز الشهاب لحقوق الإنسان إن التهمة "مفبركة بالكامل"، وأن ما جرى لا علاقة له بالأمن القومي، بل هو "عقاب سياسي على حرية التعبير".